صوان: لن تقوم للصناعة قائمة في ليبيا ما دامت السوق محتكرة لمصلحة تجار أغرقوا البلاد بكل ما هو مستورد ورخيص
تاريخ النشر: 31st, October 2024 GMT
ليبيا – أكد رئيس اتحاد الصناعات الليبية رشيد صوان، أنه لن تقوم للصناعة قائمة في ليبيا ما دامت السوق محتكرة لمصلحة قلة من التجار اغتنمت غياب الرسوم الجمركية لإغراق البلاد بكل ما هو مستورد ورخيص، وطالما غاب عن الصناع أي من أوجه الدعم أو البنية التحتية اللازمة للتصنيع.
صوان وفي حوار خاص مع موقع”اندبندنت عربية”، والذي يشغل إلى جانب رئاسة اتحاد الصناعات الليبية مجلس أصحاب الأعمال على واقع الصناعة في ليبيا وأفق النشاط الإنتاجي وفرصه وتحدياته، فيما هو يشير بإصبع اليد الواحدة إلى خمسة أسباب تعطل من فرص التأسيس لنشاط صناعي حقيقي في ليبيا، ويقول إن البلاد ذات طابع تجاري أكثر منها ذات طابع صناعي، في ظل ما تقدمه الدولة للتجارة والتجار من محفزات.
وبشيء من التفصيل،أوضح صوان:” إن ليبيا قدمت للتجار إعفاءً على الواردات من الرسوم الجمركية زيرو جمارك، وهو ما منحهم فرصة التغول أكثر على النشاط الاقتصادي في البلاد”، مضيفاً :”الاقتصاد الليبي أصبح خاضعاً للتجار، وهو ما يجعل من الصعب قيام قائمة للصناعة في البلاد،والمطلوب أن توفر الدعم اللازم، ومعه الاستقرار السياسي والأمني الذي يجلب الاستثمارات ويبعث برسائل الطمأنة.
وأشار صوان إلى أن الصناعة في ليبيا خجولة جداً،وأقرب ما تكون إلى “أي بي سي صناعة”، علاوة على غياب أي من صور الدعم المقدم للنشاط الصناعي، وغياب أيضاً المناطق الصناعية المؤهلة، مردفا:”في المقابل الكلفة التشغيلية مرتفعة، فالكهرباء اليوم على سبيل المثال بدينار، وهي كلفة مرتفعة لا تراعي حاجات الصناعة،ولا يوجد دعم من أي طرف (إشارة للحكومتين شرق وغرب البلاد)، والدولة تكسر في الصناعة”.
ونفى صوان حاجة الصناع في بلاده إلى مصانع جاهزة توفرها الدولة، فيما هو المطلوب أن توفر الدعم اللازم، ومعه الاستقرار السياسي والأمني الذي يجلب الاستثمارات ويبعث برسائل الطمأنة في ظل اتسام رأس المال بالجبن، متحدثاً عن بعض التقدم المحرز في الصناعات الغذائية، على رغم أن الإنتاج المحلي منها لا يمثل في نهاية المطاف سوى خمسة في المئة من المنتجات والسلع المعروضة في السوق، والتي غالبها الأعظم مستورد من الخارج.
ونوه إلى أن نصيب الإنتاج الليبي في مجال الصناعات الكهربائية والمنزلية صفر، فيما الغالب هو الاستيراد من جانب قلة من الشركات المحتكرة.
وعرج على أنشطة صناعية أخرى خلافاً للصناعات الغذائية،قائلا إن نصيب الإنتاج الليبي في مجال الصناعات الكهربائية والمنزلية صفر، فيما الغالب هو الاستيراد من جانب قلة من الشركات المحتكرة، وبأسعار زهيدة هي أرخص في واقع الحال من أسعار تلك المنتجات في بلد المنشأ، وهو ما يجعل السوق الليبية مغرقة بالبضائع المستوردة، متسائلاً:”عن موقف مجلس حماية المنافسة الليبي وغياب دوره في حماية الصناعات؟، واصفاً إياه بـ”الجهاز الميت”.
وتحدث صوان أكثر تخصيصاً عن الصناعة،مبينا إن أي بادرة تؤشر إلى قيام صناعة في ليبيا لم تظهر بعد، فلا توجد مقومات للإنتاج الصناعي من قوانين وسياسات،فيما الصناعة بالأساس في حاجة إلى رؤوس أموال كبيرة للغاية، تكفي لإنشاء سلاسل الإمداد والبنية التحتية وشراء خامات ومستلزمات التصنيع إضافة إلى غطاء الاعتمادات لتكون 100 في المئة، وهو ما يتعين على محافظ مصرف ليبيا المركزي الجديد ناجي عيسى الالتفات إليه وأخذه في الحسبان نظراً إلى أهمية ذلك.
وشدد على ضرورة العمل على توفير الطاقة للنشاط الصناعي، مردفا:” فلا يجدي مع الإنتاج الصناعي أن يتكلف الصانع كلفة التشغيل عبر محول بقوة ميغاواط، ويتكبد عناء مخاطبة الجهات المعنية عاماً وعامين وثلاثة من أجل توصيل التيار الكهربائي، فيما يسدد هو الفواتير الباهظة وكلفة التوصيل”.
وأكمل:”لا توجد اليوم مناطق صناعية توفر الغاز للتشغيل باستثناء مصنع أجنبي في المنطقة الحرة مصراتة، إضافة إلى مصنع الحديد والصلب، بالتالي يتعين توفير الغاز كأحد أهم أوجه الطاقة الرخيصة للتشغيل الصناعي في البلاد”.
وعبر عن شكوى مجتمع الصناع والمستثمرين من كلفة النقل الباهظة، مشيراً إلى غلاء مصروفات النقل، في ظل احتكار هذا النشاط، مردفا: “مصاريف الموانئ مرتفعة للغاية، والاحتكار يؤسس في مجال النقل لرفع الكلفة أيضاً بصورة مبالغ فيها، والشاحنة حين تأتي من ميناء طرابلس إلى أي من المخازن داخل طرابلس تتكلف 1500 دينار، وهي ذات الكلفة تقريباً لنقل الشاحنة من تونس إلى طرابلس، وعليه ينبغي على نقابة النقل أن تراعي ظروف الناس، وأن تقدر الكلفة بصورة معقولة لا يتجاوز نسبة اثنين إلى ثلاثة في المئة من إجمالي الكلفة، إضافة إلى غلاء الوقود، وهو اليوم بدينار ونصف الدينار لليتر الواحد، ولا تدعمه الدولة ولا شركة البريقة لتسويق النفط”.
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
جامعة برج العرب التكنولوجية تبحث سبل التعاون مع الغرفة الألمانية العربية للصناعة والتجارة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
استقبل الدكتور محمد مرسي الجوهري، رئيس جامعة برج العرب التكنولوجية، منى أيوب، مديرة التعليم والتدريب المهني بالغرفة الألمانية العربية للصناعة والتجارة.
وخلال اللقاء، أكد الدكتور الجوهري على أهمية التعاون مع الجهات والهيئات الأجنبية داخل مصر لتدويل التعليم التكنولوجي، بما يتماشى مع استراتيجية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وذلك لتأهيل الطلاب والخريجين وخلق فرص عمل في السوق الدولي.
وأشار الدكتور الجوهري إلى أن التعاون مع الغرفة الألمانية للصناعة والتجارة يُعد أحد أهم توجهات الجامعة لدعم وتعزيز القدرات العملية والمعرفية للطلاب. وقد تضمنت الجلسة التعريف بكليات وأقسام وتخصصات جامعة برج العرب التكنولوجية.
من جانبها، أوضحت منى أيوب أن قطاع التعليم المهني بالغرفة الألمانية يمتلك العديد من المبادرات التي يمكن أن تُقدّم لطلاب الجامعات التكنولوجية في مصر.
وشملت هذه المبادرات توفير شركات للتعليم المهني المزدوج وفقًا لمتطلبات السوق في مصر، وتنظيم وتنسيق عمليات تدريب الشركات وفقًا للمعايير الألمانية، والإشراف على الأنشطة التدريبية للشركات والاعتراف بالشهادات داخل مصر، ومنح شهادات صادرة عن الغرفة الألمانية العربية للصناعة والتجارة، وتنظيم امتحانات نهائية مضمونة الجودة تؤهل الطلاب لسوق العمل في ألمانيا والاتحاد الأوروبي.
وأكدت على أهمية إتاحة فترات تدريبية لطلاب التعليم التكنولوجي في ألمانيا لتحسين مهاراتهم العملية وقدراتهم المعرفية. وأضافت أن التعليم المهني يُعدّ أحد ركائز النظام التعليمي الألماني، مما يعزز ضرورة التعاون بين مصر وألمانيا في هذا المجال.
وتمت جولة تفقدية لمبانبى الجامعة وعرض بعض المشاريع الطلابيه ووزيارة ورش السكك الحديدية كأحد أهم التخصصات بجمهورية ألمانيا.
وفي ختام اللقاء، شددت الجامعة على أهمية تبنّي الشهادات المزدوجة المصرية الألمانية، وإتاحة فرص تدريبية للطلاب بجمهورية ألمانيا.
شارك في الجلسة النقاشية كل من الدكتور إبراهيم الفحام، مستشار رئيس الجامعة، والدكتور علاء عرفة، عميد كلية الصناعة والطاقة، والدكتور محمد رمضان، وكيل الكلية لشؤون التعليم والطلاب، وسالم فزاع، أمين عام الجامعة، والدكتورة تيسير فهمى منسق هذا البرتوكول.
يُذكر أن الغرفة الألمانية العربية للصناعة والتجارة تأسست في مصر عام 1951، وهي أكبر منظمة مختصة بالتعاون التجاري بين ألمانيا ومصر والعالم العربي، وتلعب دورًا محوريًا في تعزيز التعاون المثمر وتشجيع العلاقات الاقتصادية بين البلدين.