والدة الناشط المصري علاء عبد الفتاح: إضرابي مستمر ولو فقدت حياتي
تاريخ النشر: 31st, October 2024 GMT
مر شهر على إعلان الأستاذة الجامعية والناشطة المجتمعية، ليلى سويف، الإضراب عن الطعام بسبب استمرار سجن السلطات المصرية لنجلها الناشط السياسي البارز، علاء عبد الفتاح، مؤكدة أنها سوف تواصل إضرابها، حتى لو كلف الأمر حياتها.
وقالت سويف (69 عاما) لموقع "الحرة" إن رسالتها من الإضراب واضحة بعدما أنهى نجلها فترة سجنه "بعد حكم جائر، ولم يخرج"، مضيفة: "لدي قناعة بأنه لو لم يخرج الآن فلن يخرج أبدا وسيواصلون (السلطات المصرية) إيجاد مبررات لاستمرار حبسه".
وأوضحت أن علاء بصفته مواطنا يحمل أيضا الجنسية البريطانية "فسلامته مسؤولية الحكومتين المصرية والبريطانية، وأنا لدي معلومات أن هذا الإضراب صنع صداعا للحكومتين".
وواصلت الحديث بالقول: "لن أسمح بأن يسجن إبني وهم يعيشون حياة طبيعية. ليشعروا على الأقل بصداع، حتى لو كان هذا ما سيحققه الإضراب فأنا راضية بذلك".
وتقول السلطات في مصر إن تاريخ الإفراج عن عبد الفتاح سيكون يوم 3 يناير 2027، بعد 5 سنوات من تاريخ التصديق على الحكم عليه وليس بعد خمس سنوات من تاريخ القبض عليه.
وواصلت سويف حديثها للحرة بالقول إنها قررت عدم إنهاء الإضراب عن الطعام حتى يخرج نجلها "حتى لو تسبب ذلك في تدهور درامي في صحتي أو حتى في وفاتي".
لكنها عادت وأوضحت أنها بالطبع لا ترغب في أن تصل الأمور إلى هذا الحد "من أجل الأولاد، فلا أرغب في أن يعيش علاء وفي تفكيره أن والدته ماتت من أجل إخراجه من السجن، ولا أريد ترك ذكرى الأم الشهيدة، هذا أمر صعب على الأبناء، حتى لو كانت ذكرى مشرفة".
وأضافت أيضا: "أريد ترك ذكرى أم محبة وطبيعية لأولادي، لكن لو كان الثمن لخروج علاء هو ذلك فسأفعله".
وحُكم على عبد الفتاح (42 عاما)، الموقوف في مصر منذ 29 سبتمبر 2019، بالسجن خمس سنوات بعد إدانته بتهمة نشر "معلومات كاذبة" إثر إعادة نشره على فيسبوك منشورا يتّهم شرطياً بالتعذيب.
ويُعد أحد رموز ثورة يناير 2011 التي أطاحت بالرئيس الراحل، حسني مبارك، كما أنّه من أبرز معارضي الرئيس الحالي، عبد الفتاح السيسي، وقد دخل السجن مرّات عدّة منذ عام 2006.
عادت سويف إلى مصر قبل فترة وجيزة بعد زيارة إلى لندن استمرت تسعة أيام، حيث التقت بعدد من المسؤولين وأعضاء البرلمان البريطاني من أجل مناقشة القضية، وأوضحت أنه من الجانب المصري فلا توجد أي تطورات رسمية.
وأشارت إلى أن الجهات الرسمية البريطانية تتحدث عن الدعم والمساندة "لكن أداء الحكومة الحالية لا يختلف عن سابقتها، وعلاء ما زال مسجونا".
أما أعضاء البرلمان الذين التقت بهم سويف، فقد عقدوا جلسات مساءلة للحكومة خلال الأيام الماضية فيما يتعلق بقضية علاء عبد الفتاح، مشيرة إلى أن من التقتهم يبذلون جهودا قدر استطاعتهم وفق مناصبهم.
زارت سويف نجلها في السجن، الثلاثاء، وقالت إنه في وضع جيد "لكن الزيارة مدتها 20 دقيقة ويكون حديثنا عبر سماعة من خلف زجاج، فلا مجال للعواطف والمشاعر. ننقل له الأخبار فقط".
#FreeAlaa #FreeThemAll
Posted by Laila Soueif on Wednesday, October 30, 2024وأعلن عدد كبير من النشطاء في مصر التضامن مع الإضراب الذي بدأته سويف، بل وأضرب بعضهم عن الطعام لمدة يوم واحد بمناسبة مرور شهر على إعلانها الإضراب.
وقالت والدة السجين المصري: "ما حدث يدفئ القلب، واللافت هو أن يتصل بي صديق من غزة رغم ما يعانوه هناك، ليدعمني. وأيضا والدة شخص مختف قسريا في مصر اتصلت للتضامن رغم أزمتها. لا يمكن وصف هذه المشاعر بالكلمات".
لا تعلم سويف ما إذا كان بالفعل نجلها سوف ينتهي سجنه في الموعد المحدد من السلطات عام 2027، وقالت للحرة: "لا أعرف شيئا ولا أتوقع. السلطة في مصر لديها علاقات خفية لا نعلمها، ومن الصعب تخمين ما يمكن أن يحدث مستقبلا".
وتابعت: "مبدأي هو دائما المطالبة بالحقوق، واستخدام أشكال الاحتجاج وخلق أقصى حرج للسلطات التي لا تمنح الناس حقوقها، ثم يحدث ما يحدث".
وعما تتمناه حال خروج علاء، قالت: "ما نريده وعلاء أيضا، هو رعاية ابنه خالد المصاب بالتوحد وعمره حاليا 13 سنة، استقر حاليا في مدرسة متخصصة في لندن".
وتابعت: "كل ما نريده هو خروج علاء ورعايته لإبنه، لو خرج سيظل بالطبع مهتما بالشأن العام المصري، لكن كمواطن أساس حياته سيكون رعاية خالد واستعادة وظيفته كمطور برمجيات".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: علاء عبد الفتاح عن الطعام حتى لو فی مصر
إقرأ أيضاً:
“الفنون التشكيلية” يعلن تكريم الفنان حسن عبد الفتاح بالمعرض العام
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعلن الدكتور وليد قانوش، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، تكريم الفنان حسن عبد الفتاح، بالمعرض العام للفنون التشكيلية – الدورة الخامسة والأربعون.
و قال القطاع فى بيان له: “بين جدران كلية الفنون الجميلة، وبين مساحات اللون والتكوين، امتدت تجربة حسن عبد الفتاح حسن، أحد المكرمين في هذه الدورة من المعرض العام، حيث جمع بين البحث الأكاديمي والتجربة التشكيلية، ليؤسس رؤية تتجاوز الخطاب التقليدي للصورة، وتعيد تعريف علاقتها بالزمن والهوية”.
وُلد الفنان حسن عبد الفتاح، عام 1938، وتخرج في كلية الفنون الجميلة بالقاهرة عام 1964، لكنه لم يكتف بالتكوين الأكاديمي التقليدي، بل سعى إلى تطوير فهم أعمق للصورة، فحصل على دكتوراه الفلسفة في الفنون الجميلة، وتخصص في التصوير، حيث أصبح لاحقًا أستاذًا بارزًا في جامعة حلوان، ثم أستاذًا زائرًا بجامعة واشنطن ستيت عام 1994، في تجربة فتحت له أفقًا أوسع للحوار بين الفنون المصرية والعالمية.
لكن الإنجاز الذي ترك أثره الأعمق كان تأسيسه لكلية الفنون الجميلة بالأقصر عام 1995، حيث لم يكن تأسيسه مجرد قرار إداري، بل رؤية تعيد ربط الفن بمصادره البصرية الأولى، في مدينة كانت يومًا مهدًا لتاريخ الصورة المصرية.
في أعماله، تتجاور التعبيرية والوحشية والتجريد، لكنها ليست اقتباسات من مدارس قائمة، بل محاولات لخلق توازن بين الانفعال العاطفي والبناء الصارم، حيث تمتزج فلسفات التصوير الحديث مع أثر التصوير المصري القديم والإسلامي.
الصورة لديه ليست مجرد توثيق، بل تفكيك وإعادة بناء، بحث مستمر عن جوهر الشكل لا عن سطحه.
منذ 1963، وهو حاضر في الحركة التشكيلية، مشاركًا في معارض، ومؤسسًا لمساحات جديدة من الفهم البصري، حيث ظل يرى أن التصوير ليس مجرد وسيط، بل لغة تعيد تعريف علاقتنا بالمكان والذاكرة.
تكريمه في المعرض العام ليس فقط تقديرًا لمسيرته، بل تثمينًا لرؤيته التي جعلت من التصوير ساحة مفتوحة للتأمل والتجريب، حيث لا توجد حدود نهائية للصورة، بل مساحات متجددة من الاحتمالات.