تلعب وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ( الأونروا ) دورًا حاسمًا في توفير الاحتياجات الأساسية والإنسانية لسكان قطاع غزة، حيث أصبحت لا غنى عنها في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها الفلسطينيون.

ومع إقرار البرلمان الإسرائيلي قانونًا يمنع الأونروا من العمل في القدس الشرقية والمناطق المحتلة، تُثار التساؤلات حول تأثير هذا القرار على حياة الفلسطينيين ومستقبل التعاون الدولي.

الأونروا أهمية الأونروا وموقفها من القانون الإسرائيلي

أوضح جوناثان فاولر، المتحدث باسم الأونروا، أن المنظمة تمثل "العمود الفقري" للعمل الإنساني في غزة، حيث تعتمد الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى على شبكاتها اللوجستية لتأمين الدعم الحيوي. وأكد فاولر أن المنظمة تستعين بما يزيد عن 18 ألف موظف، بينهم آلاف المعلمين والعاملين الصحيين، لتقديم خدمات الإغاثة الحيوية، معبرًا عن أمله في تراجع إسرائيل عن هذا القرار.

وسيؤدي حظر نشاط الأونروا إلى منعها من التنسيق مع السلطات الإسرائيلية، مما سيعرقل جهودها في توفير السلع الضرورية وحركة موظفيها. ويحذر فاولر من أن هذا القانون يمثل "مشكلة خطيرة" خاصة في ظروف الحرب القائمة، حيث تتطلب عملياتها الإنسانية التنسيق المستمر مع الجيش الإسرائيلي لضمان سلامة فرق العمل.

ومن جانبه عبر فاولر عن قلقه إزاء انعكاسات القرار على التعددية الدولية، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة ليست الأولى التي تتخذها حكومة للتخلص من منظمة أممية غير مريحة لها.

في ظل الأوضاع الإنسانية المعقدة في غزة، يتضاعف الاعتماد على خدمات الأونروا، ما يجعل من قرار حظر نشاطها في الأراضي الفلسطينية المحتلة تهديدًا مباشراً لاستقرار أوضاع اللاجئين.

وفي هذا السياق، يوضح الدكتور جهاد أبو لحية أستاذ القانون الدولي والنظم السياسية الفلسطيني، خطورة هذا القرار وأبعاده الإنسانية والسياسية.

مندوب الأردن بالجامعة العربية يدعو لتحرك عربيٍ جماعي لمواجهة مخططات إسراىيل ضد الأونروا ممثل الأونروا أمام الجامعة العربية: التشريعات الإسرائيلية ضربة قاصمة لخدماتنا في غزة

ويصف الدكتور أبو لحية في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن قرار الكنيست الإسرائيلي بحظر عمل الأونروا في الأراضي الفلسطينية المحتلة بأنه تصعيد خطير، يهدف إلى تقويض قضية اللاجئين الفلسطينيين وحرمانهم من حقوقهم، بما في ذلك حق العودة الذي أكده قرار مجلس الأمن رقم 194. ويشير إلى أن هذا القرار يهدف إلى القضاء على الأمل في العودة إلى الديار، ويمثل تحديًا للجهود الدولية المستمرة في حماية حقوق اللاجئين.

وتزامن القرار مع الحرب الإسرائيلية على غزة، ما يزيد من المصاعب غير المسبوقة التي يواجهها الفلسطينيون، خاصة مع اعتمادهم الكبير على خدمات الأونروا الإنسانية. 

ويؤكد أبو لحية على أن حظر الأونروا سيؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني في الأراضي الفلسطينية، في ظل غياب بدائل قادرة على تقديم الدعم الإغاثي اللازم.

ويضيف أبو لحية، أن الأونروا تقوم بدور أساسي في عدة دول عربية مثل لبنان وسوريا والأردن إلى جانب غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية، حيث تعتمد أعداد كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين على خدماتها، ويمثل حظر عمل الأونروا تهديدًا سيتجاوز آثاره الفلسطينيين في فلسطين المحتلة إلى كل من يستفيد من خدمات الوكالة في الدول المضيفة، وهو ما يفسر الإجماع الدولي على إدانة القانون الإسرائيلي والمطالبة بتراجعه، مشددًا على ضرورة تحمل الأمم المتحدة مسؤولياتها في مواجهة هذا التصعيد.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الاونروا غزة قطاع غزة فلسطين الكنيسة الكنيست الإسرائيلي حظر الأونروا هذا القرار أبو لحیة فی غزة

إقرأ أيضاً:

الجامعة العربية ترحب بالقرار الأممي بشأن إحالة حظر الأونروا إلى محكمة العدل الدولية    

 

القاهرة - رحبت جامعة الدول العربية بتصويت 137 دولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح مشروع قرار يدعو محكمة العدل الدولية لإصدار فتوى قانونية بشأن اتهامات الكيان الإسرائيلي لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" بالإرهاب، وقرارات سلطات الاحتلال بحظر عمل الوكالة في الأراضي المحتلة.

وعبر أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، في بيان الجمعة 20ديسمبر2024، عن تقديره وشكره للنرويج التي تقدمت بمشروع القرار، لافتا إلى أنه يعكس مواقفها الثابتة في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية، وفق وكالة قنا القطرية.

واعتبر أبو الغيط أن التصويت الكبير لصالح هذا القرار يعكس رأيا عاما دوليا رافضا لقرارات سلطات الاحتلال بحظر "الأونروا" وإنهاء دورها في الأراضي الفلسطينية، كما يعكس على نحو خاص القلق الشديد من انهيار عمليات الاستجابة الإنسانية في قطاع غزة بصورة كلية، في حال تم إنهاء دور "الأونروا" في القطاع كما يرغب الكيان الإسرائيلي.

واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا يطلب فتوى "رأيا استشاريا" من محكمة العدل الدولية حول التزامات الكيان الإسرائيلي فيما يتعلق بوجود وأنشطة الأمم المتحدة ومنظمات أخرى في الأرض الفلسطينية المحتلة، حيث صدر القرار بتأييد 137 عضوا ومعارضة 12 وامتناع 22 عن التصويت.

وأعربت الجمعية العامة في القرار عن القلق البالغ بشأن الحالة الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة، وطالبت الكيان الإسرائيلي بالامتثال لجميع التزاماته بموجب القانون الدولي، معربة عن تقديرها لعمل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، وخاصة في قطاع غزة، كما طلبت من محكمة العدل الدولية إصدار فتوى حول التزامات الكيان الإسرائيلي - بصفته القوة القائمة بالاحتلال وعضوا في الأمم المتحدة - فيما يتعلق بوجود وأنشطة الأمم المتحدة بما يشمل وكالاتها وهيئاتها والمنظمات الدولية الأخرى والدول الثالثة، في الأرض الفلسطينية المحتلة وما يتصل بها.

Your browser does not support the video tag.

مقالات مشابهة

  • عوض الله: نطالب الدول بعدم التعاطي مع روايات إسرائيل بشأن المنظمات الدولية
  • برلماني: اعتماد قرار دولي يؤكد حق الفلسطينيين بتقرير مصيرهم يُزيد عزلة إسرائيل
  • لازاريني: قرار السويد بوقف الدعم الأساسي يعمق معاناة اللاجئين الفلسطينيين في وقت حساس
  • هيئات فلسطينية تدين قرار حكومة السويد وقف تمويل “أونروا”
  • عضو «العمل الوطني الفلسطيني»: الاحتلال استخدم سلاح التجويع لقهر وقتل الفلسطينيين
  • الجامعة العربية ترحب بالقرار الأممي بشأن إحالة حظر الأونروا إلى محكمة العدل الدولية    
  • وزير سويدي: السويد لن تمول وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بعد الآن
  • السويد تقرر وقف تمويل الأونروا.. ستساعد الفلسطينيين عبر قنوات أخرى
  • قرار جديد من الأمم المتحدة بشأن التزامات إسرائيل تجاه المساعدات للفلسطينيين
  • الحظر يطارد «تيك توك» في أمريكا خلال 30 يوما.. ليست أول بلد تمنع التطبيق