لوتان: حظر إسرائيل للأونروا إعلان حرب على الأمم المتحدة
تاريخ النشر: 31st, October 2024 GMT
قالت صحيفة "لوتان" إن النصوص التي اعتمدها الكنيست الإسرائيلي مساء الاثنين الماضي ولم يعارضها سوى عدد قليل من المنتخبين، تهدف إلى جعل عمليات وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أمرا مستحيلا في غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية، وأكدت أن هذا القانون يغرق إسرائيل أكثر في عزلتها ومكانتها كدولة منبوذة بموجب القانون الدولي.
وأوضحت الصحيفة -في افتتاحية بقلم لوي ليما- أن هذا القانون الذي يمنع أي نشاط للأونروا "داخل الأراضي السيادية لدولة إسرائيل" يأتي تتويجا لإعلان الحرب، لا على الفلسطينيين الذين يعتمد الملايين منهم على الوكالة فقط، بل أيضا على النظام الدولي.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2لماذا لا يحق لأكثر من 3 ملايين أميركي التصويت في الانتخابات الرئاسية؟list 2 of 2صحف عالمية: إسرائيل تنفذ تطهيرا عرقيا وسياسة إجرامية يمينية بغزةend of listورأت الصحيفة أن تطبيق هذا القانون يضع إسرائيل في انتهاك مباشر لميثاق الأمم المتحدة، كما أن عرقلتها جهود إغاثة سكان غزة المضطهدين تنتهك الأوامر الصادرة عن محكمة العدل الدولية، التي اعتبرت أن اتهام إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية مستمرة في غزة قد يكون له ما يبرره.
وكانت الولايات المتحدة ودول غربية عديدة، بينها فرنسا وألمانيا، قد حذرت السلطات الإسرائيلية من اتخاذ هذه الخطوة التي تدفع إسرائيل إلى وضع الدولة المنبوذة فيما يتعلق بالقانون الدولي.
تحول مذهل
في هذه القوانين التي تأتي إلهامها من الجماعات المتطرفة الإسرائيلية -كما تقول الصحيفة- يشير البرلمانيون بوضوح إلى إلغاء الاتفاقية المبرمة بين الأمم المتحدة وإسرائيل عام 1967، عندما سيطرت إسرائيل على جميع الأراضي الفلسطينية، بما فيها مخيمات اللاجئين.
ولم يخف موشيه ديان، أمير الحرب الإسرائيلي الشهير حسب الصحيفة، رضاه بعد أن حصل على استمرار رعاية المجتمع الدولي ممثلا بالأمم المتحدة لهؤلاء اللاجئين الفلسطينيين، مما يعفي المحتل الإسرائيلي من المهمة، واعتبر ذلك نصرا عظيما يسمح لتل أبيب بمواصلة استعمارها بتكلفة أقل.
وبعد مرور أكثر من نصف قرن، يبدو التحول مذهلا بحيث يصبح قطاع غزة والضفة الغربية والجزء العربي من القدس وكأنها جزء لا يتجزأ من "الأراضي السيادية" لإسرائيل، تعتبر فيها الأمم المتحدة كيانا معاديا.
وقد منح البرلمانيون الإسرائيليون حكومتهم ثلاثة أشهر لتنفيذ هذه القوانين بالكامل حتى لو تم إلغاء اتفاقية عام 1967، مما يعني بعبارة أكثر صراحة أن هذه الفقرات القليلة التي اعتمدها البرلمانيون الإسرائيليون تمنح ثلاثة أشهر لمئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين للاختفاء بكل بساطة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الجامعات ترجمات الأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
خلال الاحتفال باليوم العالمي للتضامن مع ألشعب الفلسطيني.. أبو الغيط يدعو الى تجميد عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة
طالب أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية في كلمته باليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني بضرورة تجميد عضوية اسرائيل في الأمم المتحدة نظرًا لخرقها شروط العضوية وقيامها بالإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني.
وفي بداية كلمته قال أبو الغيط إن الاحتفال بالعالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني يحل علينا هذا العام في وقت كرب عظيم. فالظرف الذي تمر به القضية الفلسطينية هو تاريخي وصعب، واليوم، وبعد أن زالت الأقنعة وانكشف المخطط الإسرائيلي بكل بشاعته، ظهر واضحاً أن ما ترمي إليه عُصبة اليمين المتطرف هو إنهاء الوجود الفلسطيني على أرض الوطن الفلسطيني، وتصفية مشروع الدولة الفلسطينية، وتحقيق أحلام التهجير القسري، بجعل حياة المجتمع الفلسطيني في غزة - وفي الضفة الغربية- مستحيلة، وجعل بقاء الفلسطينيين غير قابل للاحتمال.. أقول: اليوم وبعد أن انكشف هذا المخطط كله، فإن تمريره أمام بصر العالم، بالصمت والعجز، هو ليس أقل من اشتراك في تلك الجريمة التاريخية واسهام -بالتخاذل واللامبالاة- في مشهد لا يُمكن وصفه سوى بالعار.
وأوضح لا نتحدث هنا عن أصحاب المبادئ من أركان العالم شرقاً وغرباً، الذين انتفضت ضمائرهم لمرأى جريمة العصر، فهؤلاء هم الدليل الحي على أن إنسانيتنا لم تمت، وعلى أنه لا يزال هناك من يُسمي الأشياء بأسمائها: ما يجري في غزة تطهير عرقي، وحرب إبادة، لا هدف لها سوى ترسيخ الاحتلال الإسرائيلي، وبسط نظام التفرقة العنصرية البغيض من النهر إلى البحر.
وقال أبو الغيط إننا نحيي أصحاب المبادئ
والضمائر.. شعوباً ودولاً.. الذين رفعوا صوتهم في مواجهة جبروت القوة، ونقف احتراماً للدول التي اعترفت بفلسطين، إدراكاً منها أنه لن يكون هناك سلام أو استقرار في المنطقة من دون تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشريف، وندعو كافة الدول إلى اتخاذ هذه الخطوة التي تُسهم في تجسيد حل الدولتين، وتُعطي أملاً للفلسطينيين في لحظة حالكة، ونُرحب أيضاً بقراراتٍ مهمة اتخذتها بعض الدول بوقف تصدير السلاح إلى إسرائيل وبوضع عقوبات على الاستيطان والمستوطنين، ونؤكد أن المحاسبة والعقاب على جرائم الاحتلال هي السبيل إلى انهائه، وتقويض الأسس التي يستند إليها.
وأضاف قائلًا وفي هذا السياق، فإننا نحيي التحرك الشجاع للمحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرات توقيف بحق قادة الاحتلال، على خلفية ارتكابهم جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، ونعتبر ذلك خطوة مهمة نحو تحقيق المحاسبة والعدالة.. وهما ركيزتان للسلام المستدام.
وقال إننا نُرحب بهذه الإجراءات، مع إدراكنا أنها ليست كافية بعد لتحقيق هدف وقف العدوان ووضع حدٍ للإبادة.
لقد وصلنا إلى لحظة الحقيقة بعد أكثر من 400 يوم من القتل العشوائي.. إن الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية، الصادر في 19 يوليو 2024، يؤكد على أن احتلال إسرائيل لأرض فلسطين منذ 1967، هو غير قانوني ويجب إنهاؤه في أقرب وقت.. وصدر قرار من الجمعية العامة بتأييد هذا الرأي الاستشاري.. .أي أن دول العالم جميعها مطالبة بالعمل على إنهاء الاحتلال، وعدم التعاون بأية صورة مع استمراره على أرض فلسطين.. .وعلى الدول أن تختار إن كانت تُريد الوقوف على الجانب الصحيح أم الخطأ من التاريخ.
ودعا أبو الغيط العالم لإدراك الحقيقة الساطعة.. وهي أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي يُضعف الثقة في النظام الدولي كله.. فهذا الاحتلال، في حد ذاته وايضا بممارساته اللاإنسانية وخرقه المتواصل للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، بل وباستهانته العلنية بالمنظمة الأممية وبممثلها الأعلى، هو عامل من عوامل انهيار المنظومة الدولية نفسها.
وأوضح أن القمة العربية الإسلامية دعت في شهر نوفمبر 2024، من بين ما دعت إليه من قرارات وإجراءات، إلى حشد الدعم الدولي لتجميد مشاركة إسرائيل في الجمعية العامة للأمم المتحدة.. ونرى هذا التوجه منطقياً في ظل ما يُمثله الاحتلال من تهديد للأمن والسلم الدوليين، بل وفي ظل إخلاله بشروط قبول إسرائيل عضواً في الأمم المتحدة منذ أكثر من 75 عاماً.. وقد رأينا القرارات، الباطلة قانونياً والساقطة أخلاقيا، الصادرة مؤخراً عن الكنيست بدولة الاحتلال بحظر وكالة الأونروا في الوقت الذي يُمثل فيه عملها وتواجدها على الأرض شريان حياة لملايين الفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمس، وفي الوقت الذي يعيش فيه سكان قطاع غزة واقعاً يقترب من المجاعة.
وفي ختام كلمته توجه أبو الغيط بالتحية لأبناء الشعب الفلسطيني، اجلالاً واعتزازاً وتقديراً لنضالاتهِ وصموده في وجه آلة القهر والظلم والطغيان الإسرائيلي، كما نعبر عن تقديرنا لجميع الدول والشعوب التي وقفت موقفاً مشرفا في دعم القضية الفلسطينية العادلة.. .فالتضامن العالمي الذي لمسناه من أصحاب الضمائر، في الجنوب العالمي وفي الشمال أيضاً، إنما يعكس الالتزام بالقيم الإنسانية والمبادئ الدولية التي تُعلي حق الشعوب في الحرية والاستقلال. ويؤكد هذا التضامن أيضا أن العدالة والحقوق الإنسانية تظل ماثلة في ضمير العالم.. .ولا شك أن استمرار ذلك التضامن يعزز الأمل لدى الشعب الفلسطيني ويقربنا أكثر من تحقيق السلام المنشود.. السلام القائم على العدل والحق، وليس على القوة أو الطغيان.