موقع 24:
2024-12-29@00:49:45 GMT

ما علاقة الفساد بخسائر روسيا في أوكرانيا؟

تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT

ما علاقة الفساد بخسائر روسيا في أوكرانيا؟

في 21 فبراير (شباط) عام 2022، اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الفساد دافعاً لقراره غزو أوكرانيا. في حينه، اتهم الوكالة الوطنية لمنع الفساد والمكتب الوطني لمكافحة الفساد ومكتب المدعي العام المتخصص في مكافحة الفساد، والمحكمة العليا لمكافحة الفساد في أوكرانيا، بأنها كلها دُمى في يد الولايات المتحدة.

شراء روسيا لأجهزة راديو Azart العكسرية شابَه الفساد




وبحسب ناشطين أوكرانيين، فإن التقدُّم الأوكراني ضد الفساد أثار الذعر في قلب بوتين. فالحرب التي تشنها كييف ضد الفساد حاسمة بالضبط كحربها ضد بوتين، وفق الباحثين إيلين ديزنسكي، مديرة أولى ورئيسة مركز القوة الاقتصادية والمالية في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، وتيد شيبرد، متدرب في مركز القوة الاقتصادية والمالية وباحث متخصص في التاريخ والشؤون العالمية.
وقال الباحثان في مقال مشترك بموقع "1945" الأمريكي: على مدى العقود السابقة، تطورت أوكرانيا فأمست دولة تابعة لروسيا الأقوى منها، وتحت السيطرة الروسية بسبب النفوذ الفاسد لموسكو.

 

 

On the battlefield and in smoky back rooms, Ukraine must be freed from the clutches of Russia and its deep arsenal of kleptocracy, write ⁦@FDD_CMPP⁩ ⁦@ElaineDezenski⁩ & Ted Shepherd https://t.co/YG6t5geXx2

— Mark Dubowitz (@mdubowitz) August 14, 2023


ولكن قبضة بوتين الفاسدة على أوكرانيا بدأت تضعف، بالتزامن مع ثورة الميدان التي اندلعت عام 2014 وأطاحت بفيكتور يانوكوفيتش الفاسد، بعد أن امتلأ قصره الرئاسي بعائدات اختلاسه التي تراوحت ما بين أسود أثرية ومطعم على هيئة سفينة قراصنة عائمة ورغيف خبز من الذهب الخالص.
ومنذ ذلك الحين، أحرزت أوكرانيا تقدماً كبيراً في مكافحة الفساد، في سياق جهودها الرامية للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي. وعَدَّ بوتين جهود مكافحة الفساد هذه تهديداً للنفوذ الروسي.

 

 

 

                                        زائرة للمتحف الوطني في كييف تضع على رأسها تاجاً يمثل الرغيف الذهبي الذي عثر عليه في منزل يانوكوفيتش.

ثورة الميدان 2014


وفي أعقاب ثورة الميدان عام 2014، وبعد مزاعم مُختلَقَة بانقلاب "النازيين الجدد"، أرسلَ بوتين قوات روسية خاصة إلى شبه جزيرة القرم وشرق أوكرانيا. وفي عام 2022، غزت روسيا أوكرانيا بالكامل، سعياً منها للإطاحة بحكومة أوكرانيا المُنتخبة ديمقراطيّاً. وتعثَّرَ الغزاة بسبب مشكلات لوجستية، وأخطاء استراتيجية وانعدام للكفاءة، حسب الباحثين. لكن، يكمنَ وراء هذه المشكلات السقم عينه الذي أصابت به روسيا أوكرانيا، ألا وهو الفساد.
ففي عام 2022، أشارت منظمة الشفافية الدولية إلى أنّ "قطاع الدفاع الروسي مُعرض للفساد بقدرٍ كبير بسبب الرقابة الخارجية المحدودة للغاية على سياسات وميزانيات وأنشطة وعمليات الاستحواذ على مؤسسات الدفاع". فقد أنفقت روسيا 62 مليار دولار، أي نحو 4.3% من ناتجها المحلي الإجمالي، على جيشها عام 2022. وقدَّرَ كثير من المسؤولين والخبراء الروس أن ما لا يقل عن 20% من ميزانية الدفاع، أو حتى ما يصل إلى 50% منها، يُهدَر بسبب الفساد.


فساد القطاع العسكري


وقال الباحثان إن هذا الفساد في القطاع العسكري ليس بالظاهرة الجديدة؛ فقد ادعى المدعي العام الروسي السابق في عهد بوريس يلتسين أن الجيش كان الأكثر فساداً من بين جميع المؤسسات الحكومية الروسية.
وكان الفساد في القطاع العسكري الأوكراني مستفحلاً أيضاً، رغم أن غريزة نهب الإمدادات الحيوية في زمن الحرب تختلف على الأرجح بالنسبة لجيشٍ يدافع عن وطنه وشعبه.
وأضافَ الباحثان: تُقاتل أوكرانيا على نحوٍ متزايد بأسلحة وذخيرة تمدها بها أمريكا وحلفاؤها، مما يخفف التأثير المحتمل للفساد على صناعة الدفاع الأوكرانية.

أما منظومة المُشتريات العسكرية الروسية، فهي مُعرّضة بشكلٍ خاص للفساد. يبدو أن شراء روسيا لأجهزة راديو Azart العكسرية شابَه الفساد، إذ حلَّت محل المكونات الأصلية مكونات صينية رخيصة، وضاع ثلث الميزانية البالغة 18 مليار روبل بسبب الاختلاسات في هذا السياق.
وظهرت ثمار هذا الفساد المُستشري فور أن عبر الجنود الروس إلى أوكرانيا عام 2022. وحتى أن القوميين المتشددين أمثال زعيم جماعة فاغنر السابق يفغيني بريغوجين كانوا صريحين بشأن التأثير الكارثي لفساد قطاع الدفاع الروسي، إذ برَّرَ بريغوجين ثورته، التي لم تَدُم طويلاً ضد الكرملين، بأنها كانت رداً على الفساد.


تأثير مضاعف للفساد


وأوضح الباحثان أن تأثير الفساد كان مضاعفاً، لأنه كان خفيّاً إلى حد كبير على بوتين وصناع القرار الآخرين.
وأضافا:"تُقاتل جيوش بوتين، التي ضعفت شوكتها بسبب الفساد، من أجل حماية نفوذ الكرملين الفاسد على أوكرانيا، التي لا تفتأ تزداد ميلاً للغرب ونزوعاً له".
ورأى الباحثان أنه إذا أرادت أوكرانيا أن تنتصر في هذه الحرب، فعليها أن تنتصر على الفساد وفي ساحات المعركة العسكرية أيضاً. ولذلك فمن الضروري، وفق الباحثين، أن تدعم واشنطن وحلفاؤها جهود كييف الساعية إلى مكافحة الفساد كشرطٍ أساسي لكلٍ من المساعدات والعضوية في التحالفات الغربية المتعددة الجنسيات.
واختتم الباحثان مقالهما بالقول: "في ساحات المعركة ووراء الكواليس التي تعطن برائحة الفساد، لا بد من تحرير أوكرانيا من براثن روسيا وترسانتها العميقة الممثلة في منظومة السرقات الحكومية".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الحرب الأوكرانية مکافحة الفساد عام 2022

إقرأ أيضاً:

علاقات بشار التي قضت عليه

في مقالي السَّابق تساءلتُ عن عمق علاقةِ طهرانَ ببشار الأسد، كانَ يعتبرها الجدارَ الذي يستند إليه. أنقذته عام 2014 وفشلت بعد عشر سنين.

في آخر الأسابيعِ من حياتِه قرّر حافظ الأسد في مارس (آذار) عام 2000 التَّفاوضَ مع إسرائيل، وكان في عجلةٍ من أمره يريد إنهاء ما تبقَّى من ملفات عالقة قبلَ تسليم الحكمِ لبشار. وعلى الرغم من مرضِه طارَ إلى جنيف وتفاوض مع رئيس وزراِء إسرائيل إيهود باراك عبرَ الوسيط الرئيس الأمريكي بيل كلينتون. مشروعُ الاتفاق كانَ استعادةَ الجولان المحتل من دون الحديث عن دولةٍ فلسطينية. الإسرائيليون على علمٍ بتأهيل بشار لم يكونوا واثقينَ بأنَّه سيصلُ الحكمَ في ظلّ الصّراع الخفي. تُوفي حافظ بعد عشرةِ أسابيعَ من اجتماع جنيف.
لم يعد بشار للتفاوض إلَّا بعد أن اندلعت الاحتجاجات ضده في 2011. نتنياهو ظلَّ متشككاً في قدرة بشار على التَّخلص من علاقته مع طهرانَ وحزبِ الله، ورفض.
من أبرز الأسبابِ التي أطالت عمرَ نظام حافظ الأسد قدرتُه على إدارة علاقاته الخارجية مع خصومه. امتنعَ عن مواجهة إسرائيل بعد هزيمة 1973. في حين أن بشار وضع سوريا ضمنَ امبراطورية الحرس الثوري، وكان من المحتَّم أن تُستهدف بالتدمير لاحقاً.
لماذَا لم يوقع حافظ اتفاقَ سلام مع إسرائيل وهو الذي كان على علاقةٍ تنسيق سرية معها؟ ذكر أقربُ رجاله إليه، الراحل عبد الحليم خدام، أن حافظ كان يخشى أن يُقال أنَّ الأقليةَ العلوية هي من وقَّعت السلام مع العدو.
وماذا عن معاركه معها عبر لبنان؟ في الواقع لم تشن سوريا هجماتٍ على إسرائيل في ثلاثين سنةً في لبنان، بل كانت تقوم بدورِ العسكري لوقفِ نشاطات الفصائل الفلسطينية، ولاحقاً حزب الله بدرجة أقل، حتى جاء بشار الذي وسّع المخاطر. كانت استراتيجية الأسد الأب هي الاستيلاءَ على لبنان ما دامت إسرائيل تحتل الجولان. واستخدمه ورقة مع الدول العربية، ولعبَ دور الوسيط في خطفِ الرهائن الغربيين.
وبالسياسة نفسها، الاقتراب من النَّار دون الاحتراق بها، إذ منح أكراد تركيا الملجأ، وعندما هدّدته أنقره أوقفهم وسلَّم زعيمهم بشكل غير مباشر.
ولابدّ من فهم علاقة حافظ مع إيران حيث كانت معقدة، استخدمها للتوازن الجيوسياسي ضدَ نظام عدوه صدام للحؤول بينه وإسقاط نظام دمشق. واستخدم طهران لتعزيز أهميته في الرياض، ولعب أدواراً متكرّرة لتخفيف التوتر مع طهران.
بعد تفجير الخبر 1996 سلَّم بعض الهاربين السعوديين بعد أن انكشف أن الخلية قد اختبأت في دمشق، ومن جانب آخر سهّل هروبَ زعيمها إلى طهران.
في محاولة لفهم العلاقة، تحدّث خدام عن سياسة حافظ الأسد حيال إيران. عندما جاء رفسنجاني في عام 1985 يطلب دعم الأسد في حربهم ضد العراق. كبائعٍ إيراني ماهر حاول أن يقنعه بأن مكافأة تحالفهم معه عند انتصارهم على صدام سيعزّز موقف سوريا ضد تركيا وإسرائيل والعراق. يقول كان الأسد حذراً من التمادي في الحلف وسطَ رمال المنطقة المتحركة.
لا شكَّ أن من أسباب سقوط نظام بشار الأسد فشله في إدارة سياسته الخارجية، وتحديداً تحالفه مع إيران. ففي الوقت الذي أسس حافظ علاقة وطيدة بنظام الخميني مدركاً أهميته، رفض مشاركته الحرب، لكنه مثل إسرائيل وليبيا باع إيران سراً صواريخ سكود.
أمّا بشار، ففي بدايات رئاسته أوحى للجميع أنه غير البوصلة غرباً، بعيداً عن موسكو وطهران. وما لبث أن أدرك الحقيقة كلّ من تحمَّس له في البداية... السعودية وأسبانيا وفرنسا والولايات المتحدة.
في مطلع تحالفه مع إيران خطط بشار للاستيلاء على القرار اللبناني باغتيال رفيق الحريري والعديد من القيادات، ليصبح حزب الله الحاكمَ الأوحد في لبنان بعد إخراج قوات الأسد.
ثم تجرأ بشار على فتح حدوده الجنوبية للمجاميع المسلحة لمهاجمة النظام الجديد في بغداد، الذي كان تحت حماية واشنطن. ما برّر لجيرانه، الأردن وتركيا، فتح حدودهم للثوار السوريين ضده في عام 2012 ، وأخيراً قضوا على حكمه.
من حيثُ الحقيقة يمكن تفهّم التحالفات في سياق الصراع الإقليمي بالنظر إلى علاقةِ حافظ القوية بطهران، لأنها لاعباً مهماً، وكذلك بشار، إلا أنّ الأخير انغمس في حروبها في لبنان والعراق. خدام يقول بشار اتخذ قراراً مصيرياً بالاندماج الكامل مع طهران في عام 2011، لكن رأيي، كما ذكرت سابقاً، كان تورطه في حروب طهران قبل ذلك بسنوات. فهل كانَ وصول بشار للحكم بدعم استثنائي من طهران هو ما دفعه دائماً للعب دور الوكيل مثل حرب الله؟ قلةٌ قليلة تعرف ما حدثَ بين عام 2000 و2024.

مقالات مشابهة

  • روسيا: خسائر أوكرانيا بلغت 1470 جنديا خلال الـ 24 ساعة الماضية
  • علاقات بشار التي قضت عليه
  • روسيا تسطير على قريتين في شرق أوكرانيا
  • بوتين: روسيا ملتزمة بإنهاء الصراع في أوكرانيا وتحقيق أهداف العملية الخاصة يبقى المهمة الأولى
  • بوتين : روسيا تسعى إلى إنهاء النزاع في أوكرانيا
  • عاجل | بوتين: روسيا تسعى إلى إنهاء النزاع في أوكرانيا
  • بوتين: روسيا تسعى إلى إنهاء النزاع في أوكرانيا
  • عاجل. بوتين: روسيا تسعى إلى إنهاء النزاع في أوكرانيا
  • روسيا تكشف مخططا "أوكرانيا" لقتل ضباط كبار بأجهزة "باور بنك"
  • أوكرانيا: أسقطنا 20 مسيرة من أصل 31 أطلقتها روسيا في هجمات ليلية