ما علاقة الفساد بخسائر روسيا في أوكرانيا؟
تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT
في 21 فبراير (شباط) عام 2022، اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الفساد دافعاً لقراره غزو أوكرانيا. في حينه، اتهم الوكالة الوطنية لمنع الفساد والمكتب الوطني لمكافحة الفساد ومكتب المدعي العام المتخصص في مكافحة الفساد، والمحكمة العليا لمكافحة الفساد في أوكرانيا، بأنها كلها دُمى في يد الولايات المتحدة.
شراء روسيا لأجهزة راديو Azart العكسرية شابَه الفساد
وبحسب ناشطين أوكرانيين، فإن التقدُّم الأوكراني ضد الفساد أثار الذعر في قلب بوتين. فالحرب التي تشنها كييف ضد الفساد حاسمة بالضبط كحربها ضد بوتين، وفق الباحثين إيلين ديزنسكي، مديرة أولى ورئيسة مركز القوة الاقتصادية والمالية في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، وتيد شيبرد، متدرب في مركز القوة الاقتصادية والمالية وباحث متخصص في التاريخ والشؤون العالمية.
وقال الباحثان في مقال مشترك بموقع "1945" الأمريكي: على مدى العقود السابقة، تطورت أوكرانيا فأمست دولة تابعة لروسيا الأقوى منها، وتحت السيطرة الروسية بسبب النفوذ الفاسد لموسكو.
On the battlefield and in smoky back rooms, Ukraine must be freed from the clutches of Russia and its deep arsenal of kleptocracy, write @FDD_CMPP @ElaineDezenski & Ted Shepherd https://t.co/YG6t5geXx2
— Mark Dubowitz (@mdubowitz) August 14, 2023
ولكن قبضة بوتين الفاسدة على أوكرانيا بدأت تضعف، بالتزامن مع ثورة الميدان التي اندلعت عام 2014 وأطاحت بفيكتور يانوكوفيتش الفاسد، بعد أن امتلأ قصره الرئاسي بعائدات اختلاسه التي تراوحت ما بين أسود أثرية ومطعم على هيئة سفينة قراصنة عائمة ورغيف خبز من الذهب الخالص.
ومنذ ذلك الحين، أحرزت أوكرانيا تقدماً كبيراً في مكافحة الفساد، في سياق جهودها الرامية للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي. وعَدَّ بوتين جهود مكافحة الفساد هذه تهديداً للنفوذ الروسي.
زائرة للمتحف الوطني في كييف تضع على رأسها تاجاً يمثل الرغيف الذهبي الذي عثر عليه في منزل يانوكوفيتش.
ثورة الميدان 2014
وفي أعقاب ثورة الميدان عام 2014، وبعد مزاعم مُختلَقَة بانقلاب "النازيين الجدد"، أرسلَ بوتين قوات روسية خاصة إلى شبه جزيرة القرم وشرق أوكرانيا. وفي عام 2022، غزت روسيا أوكرانيا بالكامل، سعياً منها للإطاحة بحكومة أوكرانيا المُنتخبة ديمقراطيّاً. وتعثَّرَ الغزاة بسبب مشكلات لوجستية، وأخطاء استراتيجية وانعدام للكفاءة، حسب الباحثين. لكن، يكمنَ وراء هذه المشكلات السقم عينه الذي أصابت به روسيا أوكرانيا، ألا وهو الفساد.
ففي عام 2022، أشارت منظمة الشفافية الدولية إلى أنّ "قطاع الدفاع الروسي مُعرض للفساد بقدرٍ كبير بسبب الرقابة الخارجية المحدودة للغاية على سياسات وميزانيات وأنشطة وعمليات الاستحواذ على مؤسسات الدفاع". فقد أنفقت روسيا 62 مليار دولار، أي نحو 4.3% من ناتجها المحلي الإجمالي، على جيشها عام 2022. وقدَّرَ كثير من المسؤولين والخبراء الروس أن ما لا يقل عن 20% من ميزانية الدفاع، أو حتى ما يصل إلى 50% منها، يُهدَر بسبب الفساد.
فساد القطاع العسكري
وقال الباحثان إن هذا الفساد في القطاع العسكري ليس بالظاهرة الجديدة؛ فقد ادعى المدعي العام الروسي السابق في عهد بوريس يلتسين أن الجيش كان الأكثر فساداً من بين جميع المؤسسات الحكومية الروسية.
وكان الفساد في القطاع العسكري الأوكراني مستفحلاً أيضاً، رغم أن غريزة نهب الإمدادات الحيوية في زمن الحرب تختلف على الأرجح بالنسبة لجيشٍ يدافع عن وطنه وشعبه.
وأضافَ الباحثان: تُقاتل أوكرانيا على نحوٍ متزايد بأسلحة وذخيرة تمدها بها أمريكا وحلفاؤها، مما يخفف التأثير المحتمل للفساد على صناعة الدفاع الأوكرانية.
أما منظومة المُشتريات العسكرية الروسية، فهي مُعرّضة بشكلٍ خاص للفساد. يبدو أن شراء روسيا لأجهزة راديو Azart العكسرية شابَه الفساد، إذ حلَّت محل المكونات الأصلية مكونات صينية رخيصة، وضاع ثلث الميزانية البالغة 18 مليار روبل بسبب الاختلاسات في هذا السياق.
وظهرت ثمار هذا الفساد المُستشري فور أن عبر الجنود الروس إلى أوكرانيا عام 2022. وحتى أن القوميين المتشددين أمثال زعيم جماعة فاغنر السابق يفغيني بريغوجين كانوا صريحين بشأن التأثير الكارثي لفساد قطاع الدفاع الروسي، إذ برَّرَ بريغوجين ثورته، التي لم تَدُم طويلاً ضد الكرملين، بأنها كانت رداً على الفساد.
تأثير مضاعف للفساد
وأوضح الباحثان أن تأثير الفساد كان مضاعفاً، لأنه كان خفيّاً إلى حد كبير على بوتين وصناع القرار الآخرين.
وأضافا:"تُقاتل جيوش بوتين، التي ضعفت شوكتها بسبب الفساد، من أجل حماية نفوذ الكرملين الفاسد على أوكرانيا، التي لا تفتأ تزداد ميلاً للغرب ونزوعاً له".
ورأى الباحثان أنه إذا أرادت أوكرانيا أن تنتصر في هذه الحرب، فعليها أن تنتصر على الفساد وفي ساحات المعركة العسكرية أيضاً. ولذلك فمن الضروري، وفق الباحثين، أن تدعم واشنطن وحلفاؤها جهود كييف الساعية إلى مكافحة الفساد كشرطٍ أساسي لكلٍ من المساعدات والعضوية في التحالفات الغربية المتعددة الجنسيات.
واختتم الباحثان مقالهما بالقول: "في ساحات المعركة ووراء الكواليس التي تعطن برائحة الفساد، لا بد من تحرير أوكرانيا من براثن روسيا وترسانتها العميقة الممثلة في منظومة السرقات الحكومية".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الحرب الأوكرانية مکافحة الفساد عام 2022
إقرأ أيضاً:
ترامب: سأتحدث مع بوتين الثلاثاء لإنهاء الحرب في أوكرانيا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إنه سيتحدث مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين غدًا الثلاثاء، في إطار سعيه لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
جاء ذلك خلال تصريحات الرئيس الأمريكي للصحفيين وأوردتها "أسوشيتد برس"، على متن الطائرة الرئاسية، أثناء توجهه من فلوريدا إلى واشنطن.
وتابع: "سنرى إن كان لدينا ما نعلنه، ربما بحلول يوم الثلاثاء، سأتحدث مع الرئيس الروسي بوتين. لقد بذل الكثير من العمل خلال عطلة نهاية الأسبوع، نريد أن نرى إن كنا سنتمكن من إنهاء هذه الحرب".
ورغم أن روسيا فشلت في تحقيق هدفها الأولي المتمثل في الإطاحة بأوكرانيا قبل 3 سنوات، فإنها لا تزال تسيطر على مساحات واسعة من البلاد.
وقال ترامب إن الأرض ومحطات الطاقة جزء من المحادثة حول إنهاء الحرب، ووصف الأمر بأنه "تقسيم لأصول معينة".
وأوضح "ترامب" للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية أن الرسوم الجمركية المتبادلة على شركاء الولايات المتحدة التجاريين، ستأتي إلى جانب الرسوم الجمركية على السيارات.
وأضاف ترامب أن الرسوم الجمركية المتبادلة ستطبق في 2 أبريل.
وخلال هذا الشهر، ضاعف الرئيس ترامب الرسوم الجمركية على السلع الصينية إلى 20%، كما فرض رسومًا بنسبة 25% على جميع الواردات من كندا والمكسيك، والتي ستدخل حيز التنفيذ بالكامل بحلول 2 أبريل المقبل.
ودخلت الرسوم الجمركية المرتفعة على جميع واردات الصلب والألومنيوم إلى الولايات المتحدة حيز التنفيذ يوم الأربعاء؛ مما دفع كلًا من كندا والاتحاد الأوروبي إلى فرض رسوم انتقامية، الأمر الذي سيؤدي على الأرجح إلى ارتفاع الأسعار التي يدفعها المستهلكون، حتى لو امتص المستوردون جزءًا من هذه التكاليف، وفقًا للمحللين.