سودانايل:
2024-11-01@02:24:50 GMT

عودة إلى إشكاليات رواية المقريزي للبقط 5

تاريخ النشر: 31st, October 2024 GMT

د. أحمد الياس حسين

ahmed.elyas@gmail.com

مدلول كلمة "نوبة"
تعرفنا في موضوعنا السابق على النوباد، وأنهم كانوا أول من تعامل معهم المسلمون في جنوب مصر وأطلقوا عليهم اسم "النوبة". ولما كانت روايات صلح البقط كلها قد خاطبت النوبة فينبغي علينا التعرف على مدلول كلمة "نوبة" عند المسلمين في ذلك الوقت المبكر.

وسنتتبع ذلك من خلال بعض الوثائق والروايات المبكرة.

مدلول كلمة نوبة في الوثائق:
لدينا ثلاث وثائق قديمة تتعلق بالنوبة: 1. صلح عمرو بن العاص لأهل مصر 2. رواية المقريزي للبقط 3. رسالتي ملك نوباتيا وبطرك اسكندرية 4. خطاب والي مصر إلى ملك النوبة 141ه
الوثيقة الأولى: صلح أهل مصر
وردت كلمة نوبة في وثيقة صلح أهل مصر برسمين هما "نوب" و "نوبة" وقد أوضحنا – في الموضوع السابق رقم 4 - أنهما بمعنى واحد يشيران إلى النوباد. وهم النوبة الوحيدين المعروفين للمسلمين في ذلك الوقت المبكر في جنوب مصر. فكلمة نوبة في صلح أهل مصر مقصود بها النوباد.

الوثيقة الثانية: عهد البقط رواية المقريزي
خاطب اتفاق البقط الطرف الأول وهم النوبة من حد أسوان إلى حد علوة بعهد "أمان وهدنة" بينهم وبين الطرف الثاني وهم المسلمون ومن جاورهم من أهل صعيد مصر، وغيرهم من المسلمين، وأهل الذمّة. وهذه هي الوثيقة التي نناقش إشكالياتها.

الوثيقة الثالثة: رسالتي ملك مقرة وبطرك اسكندرية 67 – 70 ه/686 -689 م
اعتنقت مملكتا النوباد وعلوة المسيحية على مذهب الكنيسة القبطية المصرية (المذهب اليعقوبي) التي كانت رآستها في الإسكندرية، بينما اعتنقت مملكة مقرة المسيحية على المذهب الملكي Melkite الذي كانت رآسته في القسطنطينية. فكانت مملكتي نوباديا وعلوة يتلقيان أساقفتهما من الكنيسة القبطية، بينما تتلقى مملكة مقرة أساقفتها من الكنيسة الملكية.
وقد انتشر المذهبان في مصر. وكانت السلطات البيزنطية تدعم المذهب الملكي الذي كان منتشراَ بصورة كبيرة بين الرومان مما جعل مركز الكنيسة الملكية قويّاً بينما قاسى قادة وأتباع الكنيسة القبطية الاضطهاد من السلطات البيزنطية الحاكمة وبخاصة في السنوات القليلة التي سبقت الفتح الإسلامي لمصر. ولذلك لم يقف الأقباط مع البيزنطيين أمام الغزو الإسلامي، بل تعاونوا مع المسلمين. (ابن عبد الحكم الذخائر ص 58 و72-73)
وبعد الفتح الإسلامي لمصر استقرت أوضاع الكنيسة القبطية بينما اضطربت أوضاع الكنيسة الملكية. فقد ذكر ابن البطريق (ت328ه/940 م) أنه منذ خروج "آخر بطرك Archbishop ملكاني من الإسكندرية في العام الثالث لخلافة عمر بن الخطاب [16ه/637 م] أصبح كرسي البطركية الملكية شاعرا حتى العام السابع من خلافة هشام بن الملك" عام [113ه/731 م] وفي هذه الفترة أصبح للكنيسة القبطية اليد العليا في مصر. (ابن البطريق في Vantini, p123)

وفي فترة غياب بطاركة الكنيسة الملكية أصبحت كنيسة مملكة مقرة تطلب الأساقفة من الكنيسة القبطية في مصر. فقد ذكر أبا منا Abba Mina الذي كتب حوالي عام (81ه/700م) سيرة إسحاق بطرك الإسكندرية بين عامي 67-70هـ (686-689م) رسالتين بهذا الصدد ملخصةً في الفقرات التالية:
1. أرسل ملك مقُرة مبعوث برسالة إلى البطرك اسحاق في الاسكندرية يخبره فيها بأن عدد الأساقفة يتناقص في مملكته نسبة لبعد المسافة بينه وبين الاسكندرية لأن ملك موريتانيا منع الأساقفة من عبور بلاده للوصل إلى مقرة، ولم تكن البلدان في حالة سلام.
2. ويشرح أبا منا الوضع في المنطقة قائلاً: "في الواقع يوجد ملكان يحكمان في تلك المنطقة، كلاهما مسيحيان، ولكن لا سلام بينهما، لأن أحدهما وهو ملك موريتانيا كان في سلام مع المسلمين. أما الآخر وهو ملك مقرة لم يكن في سلام مع المسلمين.
3. ولما قرأ البطرك خطاب ملك مقرة، وفهم ما فيه، وشعر بالأسف العميق لما آلت إليه حال الكنائس. وفي الحال كتب رسالة إلى ملك مورتانيا نصحه بحق الكتاب ووجه إليه كلمات كثيرة لتقوية روحه في الإيمان، وأوضح له "أن منع أهل المملكة التي تقع إلى الجنوب منكم من عبور بلادكم للوصل إلينا والحصول على أسقفهم - لكيلا تصبح الكنائس مهجورة - يعتبر عارًا كبيرًا أمام الله.
4. ويواصل أبا من موضحاً أن المسلمين عندما علموا بذلك أخبروا والي مصر بأن البطرك إسحاق أرسل رسالة إلى ملك مورتانيا "ينصحه بأن يعقد صلحًا مع ملك مقرة الذي هو عدونا. فإن حدث ذلك، أيها الملك، فسيصبحون على قلب رجل واحد ويحملون السلاح لقتالنا.“

تتعلق رسالة ملك مورتانيا بموضوع القساوسة الذين كانوا يأتون من الإسكندرية مملكة مثرة. فقد كان طريق سفر أوليائك القساوسة إلى مقرة يتجه من الاسكندرية جنوباً عبر الأراضي المصرية، ثم يواصلون رحلتهم جنوباً عبر أراضي مملكة مورتانيا إلى مملكة مقرة. وتوضح الرسالة أن ملك مورتانيا منع مرور القساوسة عبر بلاده لأن المملكتين لم تكونا في حالة سلام. وقد أدى هذا القرار إلى صعوبة سفر القساوسة إلى مورتانيا لأن طريق الرحلة أصبح طويلا ولم يعد القساوسة يرغبون في الذهاب لمملكة مقرة. فأرسل ملك مقرة رسالته إلى بطرق اسكندرية يشتكي فيها ملك مورتانيا (فقرة رقم 1) لأنه منع مرور الأساقفة عبر بلاده مما أدى إلى تناقص عدد الأساقفة في بلاده.

فمورتانيا في هذه الرسالة تقع على حدود مصر الجنوبية، وتفصل مصر عن مملكة مقرة، كما يفهم ذلك أيضاً مما جاء في الفقرة رقم 3. وتوضح الفقرة 2 أن كلا الملكين - ملك مقرة وملك مورتانيا – مسيحيين، وأن مملكة مورتانيا كانت في صلح مع المسلمين بينما مملكة مقرة لم تكن في صلح مع المسلين، ويعتبرونها عدوة كما جاء في فقرة رقم 4.
وقد تناول ابن المقفع الذي كان عائشاً في القرن الرابع الهجري(10م) أيضاً رسالة البطرك في سيرة البطرك إسحاق. فذكر أنه "في تِلْكَ الْأَيَّامِ كَتَبَ الْبَطْرَكُ رَسَائِلَ إِلَى مَلِكِ الْحَبَشَةِ وَمَلِكِ النُّوبَةِ يَدْعُوهُمْ إِلَى الصُّلْحِ وَيَدْعُو أَنْ لَا يَكُونَ بَيْنَهُمْ شَرٌّ. (ابن المقفع، ج 1 ص 109)
فمن هو ملك مورتانيا النوبي وملك الحبشة الذي تقع بلاده على حدود مصر الجنوب وتفصلها عن مملكة مقرة؟ فيما يتعلق بملك مورتانيا أوضحJohn of Nikiou نحو 686 م(67ه) أن المورتانيين في هذه الرسالة مقصود بهم النوبة، فقد ذكر "أن بربر النوبة وافريقية (بالتاء المربوطة) يطلق عليهم الموريتانيين، والبربر الآخرون يطلق عليهم ماريكوس." (In Vantini, p 34) وصف John of Nikiou النوبة بالبربر باعتبارهم امتداداً سكانياً لبربر شمال افريقيا. وإفريقية في هذا النص مقصود بها الولاية الرومانية التي كانت في منطقة تونس الحالية. فالنوبة وسكان منطقة تونس الحالية كانوا يعرفون بالمورتانيين. وموقع مورتانيا الرومانية لا علاقة له بموقع دولة مورتانيا الحالية.

أما ما يتعلق بالحبشة في نص ابن المقفع فيتطلب معرفة مدلول كلمة حبشة في ذلك الوقت. كان الكُتاب العرب المبكرون يطلقون في بعض الأحيان كلمة الحبش للدلالة على معنى واسع يتضمن بلاد النوبة. فقد ذكر المسعودي أن بلاد الواحات تقع "بين بلاد مصر والإسكندرية وبين صعيد مصر والمغرب وبين أرض الأحابش من النوبة وغيرهم" وعن صاحب الواحات قال: "وبينه وبين الأحابش نحو من ستة أيام" ( المسعودي، ج 1 ص 179) ويقول في مكان آخر: "وقد ذكرنا النتاج الذي كان بصعيد مصر مما يلي الحبشة وما كان ينتج من الثيران على الأتن" (المسعودي، ج 1 ص 161 و179) وقال القلقشندي عن حدود مصر الغربية: "وحدها الغربي يبتدئ من ساحل البحر الرومي حيث العقبة، ويمتد جنوباً، وأرض إفريقية غربيه، على ظاهر الفيوم والواحات حتى يقع على صحراء الحبشة على ثمان مراحل من أسوان" (القلقشندي ح 1 ص 441)

فالأحابيش والحبشة في نصوص المسعودي والقلقشندي مقصود بهم النوبة، وملك الحبشة في نص ابن القفع مقصود به ملك النوبة. وقد أوضح ذلك ابن المقفع نفسه حين ذكر في سيرة الأنبا ميخائيل: “كان ملك المقرة الحبشي ارتدكس وهو الملك العظيم" ابن المقفع، ج 1 ص 163 وفي مصطفى مصعد ص 63)

ويبدو واضحاً أن ملك مورتانيا في رسالة البطرك عند أبا منا، وملك الحبشة في رسالة البطرك عند ابن المقفع مقصود بهما ملك النوبة. وتوضح تلك الرسائل أنه بين عامي 67-70ه/686 – 689 م كانت هنالك مملكتان نوبيتان مسيحيتان تجاور أُولاهما حدود مصر الجنوبية وتتبع الكنيسة القبطية وعلى صلح مع المسلمين وعرفت باسمي مورتانيا والحبشة هي مملكة النوباد التي تأسست قبل نحو قرن من دخول المسلمين مصر والتي أطلق عليها المسلمون المبكرون اسم "النوبة". والمملكة الثانية هي مملكة مقرة التي كانت تقع جنوب المملكة الأولى وتتبع الكنيسة الملكية وليست على صلح مع المسلين

والإشكال هنا هو كيف تتناول رسالة مكتوبة بين عامي 76 – 70 هـ مملكة النوباد التي لم يجدها عبد الله بن سعد – كما في رواية المقريزي – عندما حارب النوبة عام 31ه؟ في الواقع الأمر افترض المؤرخون بناءً على رواية المقريزي أن مملكة النوباد اتحدت مع مملكة مقرة قبل عام 31ه ولم يعد لها وجود عندما غزا عبد الله بن سعد النوبة عام 31ه. فأصبحت رواية المقريزي تمثل الدليل الوحيد الذي اعتمد علية المؤرخون في تحديد تاريخ اتحاد المملكتين. وسيتم تناول اتحاد المملكتين في موضوع منفصل في هذه السلسلة إن شاء الله.

الوثيقة الرابعة: رسالة والي مصر لملك النوبة
أرسل والي مصر موسى بن كعب رسالة عام 141ه/758 م إلى ملك مقرة خاطبه فيها بــصاحب مقرة ونوبة. طالب والي مصر من ملك مقرة الوفاء بما اتفقوا عليه من شروط في العلاقة بينهما، موضحاً أن المسلمين أوفوا بالتزامهم للنوبة. والجزء الذي يهمنا في هذ الرسالة هو ما ورد في بدايتها وهو مخاطبة ملك مقرة بــ "صاحب مقر ونوبة" وقد كُتبت كلمة "مقر" هكذا في الرسالة بدون تاء أو ألف في آخرها. تنطق بتشديد الراء.

عندما كتب والي مصر هذه الرسالة نحو منتصف القرن الثاني الهجري (8 م) كانت مملكة النوباد قد اتحدت مع مملكة مقرة، وأصبحت منطقة نوباديا بين أسوان شمالا والشلال الثالث جنوباً تمثل الجزء الشمالي لمملكة مقرة، أي لم يعد هنالك وجود مستقل لمملكة نوباديا. وقد أوضحنا سابقًاً أن نوباديا عرفت في السان العربي بالنوبة. فلماذا خاطب والي مصر ملك مقرة بــ"ملك مقرة والنوبة"؟

كان النوباد/النوبة أول من تواصل معهم المسلمون في صلح أهل مصر قبل بداية حروبهم جنوباً. فأصبح مدلول كلمة نوبة في ذهن المسلمين المبكرين في مصر مرتبطا بمنطقة النوباد أو منطقة مريس في المفهوم المصري. وعندما توسع تواصل المسلمين جنوباً مع مملكة مقرة وعلوة وأطلقوا عليهما أيضاً اسم النوبة. فأصبحت كلمة النوبة ندل على معنيين، معنى خاص يدل على منطقة مريس (نوباديا) وسكانها، ومعنى عام يدل على كل مناطق مريس ومقرة وعلوة وسكانهم. فمخاطبة والي مصر ملك مقرة بملك النوبة ومقرة تعني ملك النوبة (النوباد/المريس) وملك مقرة.

وهذا الفصل بين النوبة (النوباد/المريس) ومقرة يبدو واضحاً جداً في المصادر العربية المبكرة حتى القرن الرابع الهجري (10 م) فابن سُليم الأسواني (ت 386ه/996م) أوضح "أعلم أن النوبة ومُقُرة جنسان بلسانين كلاهما على النيل، فالنوبة وهم المريس المجاورون لأرض الاسلام" وأوضح "أن الشلال الثالث هو أول بلد مقرة." (اببن سليم ص 98) وعن ملك دنقلة قال ياقوت الحموي: "وكتاباته إلى عماله وغيرهم من كابيل ملك مقرى ونوبة" (ياقوت الحموي ص 166) كما ورد نفس المعنى عند المسعودي حيث ذكر: "وملكهم [النوبة] يستولى على مقرا ونوبة وعلوة،
فرسالة والي مصر لملك مقرة والنوبة توضح أن المسلمين المبكرين كانوا يفصلون بين النوبة ومقرة، وظهر ذلك في المصادر العربية كما عند ابن سليم وياقوت الحموي والمسعودي. فالنوبة هم النوباد وهو الاسم الذي أطلقه عليهم الرومان منذ استقرارهم على النيل من صعيد مصر شمالاً حتى الشلال الثالث شمال مدينة دنقلة جنوباً، وأطلق عليهم المصريون اسم المريس، ثم أصبحت كلمة النوباد تنطق في اللسان العربي "النوبة"

روايات المصادر العربية المبكرة
المعلومات المبكرة التي وردت عن العلاقات بين المسلمين في مصر والنوبة حتى عصر الخليفة عثمان بن عفان (23 – 35ه/644 - 656) جاءت عبر رواة أخبار النوبة المبكرين الذين عاشوا في القرنين الأول والثاني الهجريين (7 – 8 م) مثل: يزيد ابن أبي حبيب 53-128 ه/ 673-745م وعبيد الله بن أبي جعفر60-132ه/680-750 والليث بن سعد 94-175ه/713-791 م عبد الله بن لهيعة 96-174ه/715-791 م
وقد نفلت المصادر العربية المبكرة مثل فتوح مصر والمغرب لابن عبد الحكم وفتوخ البلدان للبلاذري وتاريخ الطبري ومروج الذهب للمسعودي أخبارها عن العلاقات المبكرة بين المسلمين والنوبة عن طريق أولئك الرواة. وقد استخدم كل أولئك الرواة المبكرين في أخبار المعارك التي شنها المسلمون على حدوده الجنوبية بين عامي 21 – 31 ه كلمة نوبة.
وقد ذكرت المصادر العربية 47 رواية عن تلك العلاقات عن طريق رواة القرنين الأول والثاني الهجريين منها 27 رواية عن الصلح بين المسلمين والنوبة تتفق وتختلف قليلاً، ذكر منها المقريزي 6 روايات اختلف كلها عن روايته المشهورة، ومنها 7 روايات جمعت بين الصلح والحرب تتفق وتختلف قليلاً، ومنها 8 روايات عن الحروب 5 منها لم تحدد مكان المعارك و3 منها أشارت إلى مكان معركة عبد الله بن سعد عام 31ه فقط. توجد هذه الروايات في ملحق الفصل الرابع في الجزء الثالث من كتابي السودان الوعي بالذات.

الروايات التي لم تحدد مكان المعارك جاء تعبيرها مثل "دخلت جيوشهم أرض النوبة" "دخلت خيولهم أرض النوبة" "غزاهم المسلمون" "غزا عبد الله الأساود" قاتلوا النوبة" "غزوا النوبة". أما الرواية التي حددت مكان معركة عام 31ه هي رواية ابن عبد الحكم عن يزيد بن أبي حبيب، وروايتي الكندي وياقوت الحموي اللتان وردتا بدون مصدر. وقد ربطت هذه الروايات مكان المعركة ببيت الشعر الذي جاء فية ذُكر "يوم دنقلة" وهو: لم تر عيني مثل يوم دمقلة *** والخيل تعدو والدروع مثقلة

وقد أوضحت في الموضوع السابق (رقم 1) من هذه السلسلة أن عبارة "يوم دنقلة" لا تعني بالضرورة أن المعركة دارت على أبواب مدينة دنقلة. كما أوضحت أيضاً في نفس الموضوع أن بيت الشعر هذا قيل في إحدى المعرك بين المسلمين والنوبة في المرحلة الأولى لحروب عبد الله بن سعد عندما كان والياً على الصعيد قبل أن يتولى ولاية مصر عام 25ه/645 م أي قبل المعركة التي ذكر فيها المقريزي أن عبد الله بن سعد وصل مدرية دنقلة عام 31 ه51-1952 م. أما رواية النويري التي نقلها ابن الفرات عن يوم دنقل فقد تم الحكم بضعفها في الموضوع السابق رقم 1 لما ورد فيها من خطأ.

فرواة أخبار النوبة الذين عاشوا في القرنين الأول والثاني الهجريين لم يحددوا مكان معركة عبد الله بن سعد عام 13ه، بل ذكروا أن عبد الله بن سعد حارب النوبة. وقد عرفنا فيما سبق – أعلاه – أن كلمة "النوبة" في مفهوم المسلمين المبكرين تعني النوباد. ولذلك فعبارة رواة أخبار النوبة المبكرين أن "عبد الله بن سعد حارب النوبة" تعني أنه خارب النوباد.

والرواية الوحيدة لرواة أخبار النوبة المبكرين التي أتى فيها تمييز للنوبة الذين حاربهم المسلمين هي رواية يزيد بن أبي حبيب التي جاء فيها "أنّ المسلمين لما فتحوا مصر غزوا نوبة مصر، فقفل المسلمون بالجراحات، وذهاب الحدق من جودة الرمي، فسمّوا رماة الحدق" (في مصطفى مسعد، ص 35) فنوبة مصر هنا تعني النوبة المجاورين لمصر. ولو كانت معركة عبد الله بن سعد في أرض مملكة مقرة لوردت الإشارة واضحة إلى مقرة في روايات الرواة المبكرين.

فتمييز الرواة والمصادر العربية المبكرة بين النوبة ومقرة واضح كما في رسالة والي مصر لملك "مقرة ونوبة" وفي رسالة بطرك اسكندرية لملك مورتانيا(النوبة) ومقرة وكما فصل ابن سليم الأسواني بين النوبة ومقرة وعلوة في كتابه المعنون "كتاب أخبار النوبة ومقرة وعلوة والبجة والنيل" ولم يقل "كتاب أخبار النوبة والبجة والنيل"

فرواية المقريزي للبقط – والتي جاءت بدون إسناد ولم ترد في المصادر العربية المبكرة – جعلت معركة عبد الله بن سعد على أبواب دنقلة في مملكة مقرة تتعارض مع روايات أخبار النوبة المبكرين الذين اتفقوا أن عبد الله بن سعد حارب النوبة أي النوباد/المريس. وقد أتت روايتي المسعودي وابن حوقل مؤكدة لذلك. ذكر المسعودي أن عبد الله بن سعد حارب ملك مريس. قال المسعودي (346ه/956 م)

"وقد كان عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه لما افتتح عمرو بن العاص مصر كتب إليه بمحاربة النوبة، فغزاهم المسلمون، فوجدوهم يرمون الحدق وأبي عمرو بن العاص أن يصالحهم، حتى صرف عن مصر، ووليها عبد اللّه بن سعد، فصالحهم على رؤوس من السبي معلومة، مما يسبي هذا الملك المجاور للمسلمين المدعو بملك مريس من أرض النوبة ومن غيرهم من ممالك النوبة" (المسعودي، ج 2 ص 21)

وأوضح ابن حوقل أن عبد الله بن سعد حارب النوبة عام 31 ه في منطقة أسوان. فذكر:
"أسوان افتتحها عبد الله ابن أبي سرح سنة إحدى وثلاثين، وافتتح هيف وهي المدينة التي تجاه أسوان من غربي النيل، وقد تدعى قرية الشقاق، وافتتح ابلاق وهي مدينة في وسط النيل على حجر ثابتة وسط الماء منيعة الجزيرة وبينها وبين أسوان ستة أميال، وبحذائها على النيل من جهة الشرق مسجد الرّوينيّ وقصر آليه، وتحت المسجد بيعة النوبة، وهو آخر حد الإسلام وأول حد النوبة."
ونواصل

المراجع
- أحمد الياس حسين، السودان الوعي بالذات وتأصيل الهوية، ط2 الخروم: دار جامعة الخرطوم للطباعة والنشر 2021.
- ابن حوقل، كتاب صورة الأرض. بيروت: منشورات دار مكتبة الحياة
- ابن سليم الأسوانس، ابن سليم الأسواني، كتاب أخبار النوبة والمقرة وعلوة والبجه والنيل، في مصطفى محمد مسعد، المكتبة السودانية العربية.
- الطبري، تاريخ الرسل والملوك، في مصطفى محمد مسعد، المكتبة السودانية
- القلقشندي، صبح الأعشى، موقع الوراق
- الكندي، ولاة مصر، بيروت: دار صادر ب. ت.
- المسعودي، أبي الحسن المسعودي، مروج الذهب ومعادن الجوهر، تحقيق محمد محي الدين. الطبعة 3، المكتبة التجارية الكبرى 1958،
- مصطفى محمد مسعد، المكتبة العربية السودانية مصطفي محمد مسعد، المكتبة السودانية العربية: مجموعة النصوص والوثائق العربية الخاصة بتاريخ السودان في العصور الوسطى. الخرطوم: جامعة القاهرة بالخرطوم 1972.
- ابن المقفع، تاريخ البطاركة، إعداد الأنبا صمويل، النعام للطباعة والتوريدات ب. ت. https://drive.google.com/file/d/1KCJGdZjBo3bDGkU1p2cto445u0Xoni-u/view
- نشوى أشرف حلمي وآخرون، معاهدة البقط في بلاد النوبة في ضوء البرديات العربية: دراسة وثائقية، "مجلة كلية السياحة والفنادق، جامعة مدينة السادات" المجلد 7، العدد 1 / 2 يونيو 2023.
- ياقوت الحموي، معجم البلدان في مصطفى مسعد
- Abba Mina, Life of Isaac. In Vantini, Oriental Sources Concerning Nubia
- Vantini, Fr. Giovanni. Oriental Sources Concerning Nubia. Poland: Heidelberg and Warsaw, 1975.

   

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الکنیسة القبطیة بین المسلمین مع المسلمین بین النوبة محمد مسعد بین عامی حدود مصر ابن سلیم فی مصطفى الذی کان فی رسالة والی مصر إلى ملک فی صلح فی مصر فی هذه أبا من جاء فی صلح مع بن أبی

إقرأ أيضاً:

رواية الليل الأزرق للفلسطيني بهاء رحال: السارد المسرود

جمع الكاتب الشاب ثلاث شخصيات فلسطينية لاجئة: يوسف وسعيد ومريم؛ يمثل كل منهم حالة فلسطينية خاصة، أما يوسف فهو ابن بيت لحم المولود والمقيم فيها، من أصول لاجئة، في حين وفد سعيد مع العائدين عام 1994، ضمن مناضلي الثورة الذين شهدوا اجتياح لبنان عام 1982، في حين تمثل مريم اللجوء المتكرر، من لجوء الى الكويت والعراق وفرنسا، حيث تقيم هناك في باريس.

وأقام الكاتب علاقة حوارية عن المكان-الوطن، ما بين يوسف وسعيد عن التحولات هنا بعد قيام السلطة الوطنية، في حين أخذ الحوار مع مريم شكلا رومانسيا ووطنيا، وهو وإن ظل مجرد حوار في الفضاء الافتراضي الأزرق، فإنه كان له أثر على شخصية يوسف، التي صارت حيوية أكثر بوجود المرأة-الأنثى في فضائه الافتراضي، وهو الذي ظل وجود المرأة في فضائه الحقيقي محدودا.

بنى الكاتب في روايته أولا على التحول السياسي الفلسطيني، الذي بدأ الى الظهور عام 1993، عام توقيع اتفاقية أوسلو للسلام. في حين أفسح المجال ثانيا للحديث عن علاقة عاطفية عن بعد، لم يتحقق منها على أرض الواقع سوى بضع دقائق حين التقيا على هامش معرض الكتاب في عمان-الأردن، لم يتم فيها سوى النظر فقط.

الفكرة الأولى تلخصها هذه العبارة صفحة:175 "لم يدرك سعيد أن البلاد التي لم تعد تعجبه، هي ذاتها البلاد التي كانت تدهشه وهي تطحن سنوات عمره يوما وراء يوم.."

أما الثانية فتجلت في العلاقة العاطفية في التواصل الاجتماعي الذي ظهر فيه ميل عاطفي ملتبس لدى يوسف، وميل وطنيّ لدى مريم، يصاحبه الحنين، حتى وإن كان التعبير عنه متكلفا.

نقطة قوة الكاتب بهاء رحال هنا، هي في الوصف، والانطلاق من الذات، وهي تحمل إمكانيات قوية مستقبلا في سبر شخصياته، وإن كان من المهم أيضا سرد أحداث في الرواية، كذلك بناء علاقات بين الشخصيات.

مقتربا من نفس الراوي، راح الكاتب يحاول الاقتراب من الشخصيات والتحولات التي وجدت نفسها فيها، تماما كما علاقة يوسف بأكثر من امرأة، وبشكل خاص مع مريم. فكما إن العاطفة التي تنشأ عن بعد لا تكون واقعية، ولا تبرز أحداث وأفعالا وردود أفعال، فهكذا كان حال الراوي-الروائي مع الشخصيات والأحداث، حيث وجدناه يتحسس ملامحها لا يغوص بها كما ينبغي لروائي أن يفعل، كأنه رسام تجريدي يرسم الملامح لا التفاصيل.

تعبر شخصيات "يوسف" و"سعيد" و"مريم" بشكل أساسي، هي أهم الشخصيات التي يمكن تناولها؛ فيوسف المقيم في بيت لحم، واللاجئ من قريته...في فلسطين المحتلة عام 1948. كانت وصف الكاتب لسياق حياته اليومي موفقا، لكن تكلف حين تحدث عن اللجوء، الذي لم يمنحه ما يكفي، حتى عندما تسلل وزار قريته الأصلية التي هجرت أرته منها.

رسم الكاتب شخصية يوسف الذي يعيش وحيدا، عزل نفسه، اختبر الحياة في العمل، درس اللغة، لسبب غير كاف في الرواية يفصل من عمله في الجريدة. رجل في الأربعين، تظهر شخصيته النضالية (التي لم نعرف عنها) الا أنه اعتقل 4 سنوات أثناء انتفاضة عام 2000، فيروي الكاتب كيف أن سنوات المعتقل أثرت على حياته، لدرجة أن الكاتب اختار عنوان الرواية: الليل الأزرق، تعبيرا عن ظلمة السجن.

يتعرف على مجموعة مثقفين، ينجذب لسوزان شقيقة سوار في أول لقاء يضم المجموعة، لكن سرعان ما تسافر، فيستبدل ميله لها بالميل لشقيقتها سوار. قدّم الكاتب يوسف مثقفا سرعان ما صار روائيا. لكن رغم بعض هذا النشاط إلا أن يوسف يظل محدود التواصل الحقيقي، سوى مع صديقه سعيد، فيعوض يوسف التواصل الطبيعي بالتواصل في العالم الافتراضي، فيكون اللقاء مع مريم في الفضاء الأزرق.

أما سعيد، الستيني المناضل العائد الى وطنه، والذي تم تقديمه كعسكري متقاعد، فقد تم وصفه بالمتذمر من الوضع العام، من منطلق وطني، لكن للأسف تم ذلك بشكل متكلف؛ فهو وقد عاد الى الوطن كان يدرك ما يعيشه، وكان متقبلا به وصولا لمنصب لواء، فليست هناك مصداقية لا في سلوكه، وقد انسحب ذلك على الوصف، فجاء متكلفا، فلم يحدث عنده هذا الصراع في رؤية الوطن، إلا بعد تقاعده. كانت شكواه شخصية، أكثر منها وطنية، فشخصية وصلت رتبة لواء، تكون قد تفهمت ما حدث بعد أوسلو 1993، لماذا يبدو الأمر مفاجئا. كما امتدت حالة الشكوى والإحباط إلى عجزه الجنسي فينقل للمستشفى نتيجة تعاطيه المقوي الجنسي الحبة الزرقاء المشهورة بالفياغرا، حيث يتندر عليه يوسف.

يربط الكاتب مصير سعيد، بمصائر آخرين عاشوا حياته النضالية، وانقطعت المسيرة بهم، مثل زياد صديقه الذي جمعتهما الثورة في بيروت، وتفرقا بعد الخروج من لبنان، ليكون مصير صديقه هو العيش في الولايات المتحدة، حيث يلتقيان بعد سنوات في رام الله، حيث يزور زياد الوطن. بيروت. يستعيد مشقة القدوم الى بيروت مرورا بعدد من العواصم صيف 1982، مستخدما أكثر من جواز سفر. كما يستعيد سعيد بعض الذكريات خاصة قصة حب قصيرة مع لبنانية.

في إقامته في بيت لحم، بالرغم من معاناته الشخصية والعامة، ما زال يحتفظ سعيد بالأمل، وتكون دعوات العجوز بالإفراج عن ابنها بمثابة أملا له كذلك.

ما عاشه الصديقان من حياة، جعلهما يتحركان في نطاق محدد، حيث أنهما أصبحا خراج سياقهما الاجتماعي، لكن في الوقت نفسه، لا يشكل موت الوالدين سببا للانكماش، ولا التقاعد.

الشخصية الثالثة، مريم من أسرة لاجئة، من فلسطين الى الكويت الى باريس، حيث تعمل طبيبة. مريم مطلقة. مثقفة ترتبط ثقافيا وإنسانيا مع يوسف. لا يلتقيان إلا في نهاية الرواية، دون أن يتحدثا، حيث يلتقيان في ندوة. ترتبط بمريم شخصيات نسوية، أمها، وجويس، وسيلينا. تزور جويس فلسطين ضمن حملات التطوع الدولية.

وبعد، إذا وجدت الشخصيات في الحياة، في محيط الكاتب فعلا، فإنها في عالم السرد الروائي يجب أن تكون مبنية وفق سياق يقود الى غاية ما، لعلها مقولة الرواية، ورسالتها. وهذا ما لم يتوفر إلا بشكل محدود.

يوسف وسعيد، ويوسف ومريم، ما الذي أراد به الكاتب من بناء للشخصيات وعلاقاتها؟

ثمة تشابها في صراعات داخلية واغتراب لكليهما، كل على حدة، لكن إذا كان الكاتب يريد التعبير عن الصداقة، لمجرد الصداقة، فهذا لم يتحقق، بل ظهر في النص ما يخبئه يوسف عن سعيد، كذلك لم يكن كلاهما ذا تأثير حقيقي في حياة أي منهما. فلا يمكن لعلاقة ثقافية أن تصير بديلا عن بناء حياة إنسانية ممكنة، ويمكن التعبير السردي عنها. أما علاقة يوسف بمريم، فكانت علاقة افتراضية، لا واقعية، هي مجرد تبادل رسائل لم ترتق لعلاقة إنسانية فضلا عن كونها غير عاطفية.

أما التحولات التي ظهر الحديث عنها من خلال سعيد بشكل خاص، فلم تكن ظاهرة بما يكفي، ودلالة ذلك، إنه إذا قرأ الرواية من ليس له علم بتاريخ فلسطين آخر 3 عقود، فلن يلمس تلك التحولات، والتي وجدت فقط لدى الكاتب، ولم تتجل في النص. ويبدو أن نور ابنة سعيد المتقاعد العسكري، قد نجت بنفسها باختيارها مكان جديدا وزمان كذلك.

أما المكان، فربما نجح في التعبير عن المكان التلحمي، وقليلا عن باريس، وهذا يتفق مع واقعية خبرة الكاتب، ففي الوقت الذي استطاع التعبير عن بيت لحم، فإنه لم يعبر عن مكان مريم في باريس بشكل يمنح الخصوصية.

في الأسلوب:

مثّل الفصل الأول مقدمة سردية جميلة ومشوقة امتدت 14 صفحة، إن دل فإنما يدل على امتلاك الكاتب قدرة السرد، لكن بعد الاستمرار بالقراءة، يتغير الانطباع.

ترى ما الفكرة في هذا النص؟ وما السردية؟

نقبل عادة على قراءة الرواية كونها ممتعة ومشوقة من جهة، وكنها رافعة من روافع الفكر، بما يمكن أن توصلنا إليه من عمق رؤيا للحياة، أكانت وصفا أو نقدا، فلماذا الرواية؟ ما الذي تقوله؟ ما رسالتها؟

ماذا يعني وجود صديقين يبوحان بضيق ما ويتذمران؟

فمثلا بالنسبة لشخصية سعيد، كان ممكن سرد تجربته في الحصارين: بيروت 82 وكنيسة المهد في الانتفاضة الثانية، لكن ذلك لم يحدث. كما لم يصور الكاتب مثلا نضال يوسف ولا تجربة السجن، ولا استطاع بناء أي شكل إنساني أو عاطفي، فجاءت الشخصيات متشظية. ربما كانت بناء شخصية مريم مقبولة لولا التكلف في الشعور والأفكار. لقد جاء الحديث عن الشخصيات من خلال حديث الراوي، لا من خلال السرد.

كان من الممكن جعل تكرار حادثة الكلب الشبق، في الممارسة الوهمية مع الدمى رمزا ما لشخصية يوسف، لكن بناء شخصية يوسف، لم تكن منسجمة بما يكفي لتبرير رمزي ما ليكون خلفية إشارية إيحائية. لقد جاء ذلك متكلفا تم الزج به دون توظيف دلالي.

في الوقت الذي افتقر النص للسرد، راح الكاتب يستخدم صفحات مقالية، وصفحات أخرى كان من الممكن حذفها دون أن يؤثر ذلك على السياق الروائي. كما لم يعن سرد مقتل السيدة التلحمية أي شيء له علاقة بالرواية وسياقها.

لقد فجأنا الراوي بكون مريم روائية في صفحة 191، ثم فجأنا بإطلالة سوار في صفحة 221 التي كدنا ننساها في النص. لقد غابت ثم حضرت بلا معنى في الغياب والحضور.

أما اللغة فكانت مشجعة على القراءة، كونها لغة عادية ملائمة للسرد. يمتلك الكاتب لغة سردية مدهشة، لكنها لم تسرد ما يكفي لبناء رواية. الوصف وحده لا يكفي حتى ولو كان عميقا.

وللحق، فإن الكاتب الشاب يملك عنصرا آخر مهما، نتمنى أن يتم توظيفه، ألا وهو المونولوج، والحديث الداخلي التحليلي.

لقد ظهر "الليل الأزرق" من خلال الفضاء الأزرق في العالم الافتراضي، بسبب طول العلاقة بين يوسف ومريم. في حين لم نرى تجليات السجن على حياة يوسف، إلا إذا قصد أيضا برودة اللون الأزرق، والذي يعني يرودة الحياة وتوقفها.

*صدرت حديثاً عن "مكتبة كل شيء" في حيفا 2023 ووقعت في 250 صفحة من القطع المتوسط.

مقالات مشابهة

  • رواية الليل الأزرق للفلسطيني بهاء رحال: السارد المسرود
  • ترامب يتودد لأصوات المسلمين: صوتوا لي سأوقف الخراب في لبنان
  • ”سفاح التجمع” يصر على براءته مجدداً في جلسة جديدة ويقدم رواية مختلفة لجرائمه
  • الأديب الإيطالي باولو فاليزيو.. عن رواية مملكة الألم وأشعار لحظة غزة الطويلة
  • بعد عودة البث.. نعيم قاسم: "سنوقف الحرب مع إسرائيل بشروطنا"
  • تجمع العلماء المسلمين هنّأ بانتخاب أمين عام جديد لـحزب الله
  • مدير الجامع الأزهر: لابد من عودة الشباب إلى التحلي بالأخلاق الحميدة
  • سمو ولي العهد يستقبل ملك مملكة بوتان
  • سمو أمير البلاد يستقبل ملك مملكة بوتان