سودانايل:
2025-01-19@00:25:11 GMT

الخطوط العريضة لمؤامرة الكيزان على ولاية الجزيرة

تاريخ النشر: 31st, October 2024 GMT

بدأت المؤامرة ضد ولاية الجزيرة بتيسير دخول قوات الدعم السريع إليها بمساعدة غواصة الجيش كيكل!

لماذا؟

لأن ارتكاب هذه القوات لانتهاكات كبيرة كان هو الراجح بحكم سلوكها المعتاد!

وبما أن الكتلة السكانية في الولاية كبيرة، كان يخطط الكيزان لاستخدام الانتهاكات لتعبئة واستنفار مواطني الجزيرة للانخراط في قتال الدعم السريع قتالا شرسا، خصوصا أن الكيزان لديهم وجود كثيف ومنظم في غرب الجزيرة ولديهم عناصر مسلحة،

فكانت الخطة أن تجد عناصر الكيزان المسلحة سندا قتاليا من المواطنين العاديين في منطقة كثيفة السكان، وتعتبر حاضنة اجتماعية للجيش، وبالتالي من السهل جدا أن تكبد الدعم السريع هزيمة ساحقة، وتطرده شر طردة، وتشيعه بلعنات سكان الوسط.



لماذا فشلت هذه الخطة فشلا ذريعا؟!

فشلت لأن غالبية مواطني ولاية الجزيرة “اعتزلوا فتنة الحرب” ونزحوا بأعداد كبيرة إلى ولايات أخرى، وحتى من تبقى منهم فعل ذلك لظروفه الخاصة، وليس من أجل الانخراط في القتال!

باختصار خاض الكيزان معركتهم في غرب الجزيرة دون سند شعبي بالمستوى الذي خططوا له، وكالعادة لم يستوعبوا الدرس الصحيح من ذلك!

وهو باختصار شديد: الشعب السوداني في الغالب الأعم لا يريد الحرب، وغير مستعد للاستبسال في معركة صراع سلطة قذر وتافه، فالحرب فاقدة للبعد الوطني مهما اجتهدت الأبواق الإعلامية في الخداع والتضليل والمزايدات!

أعداد غفيرة من الشباب السوداني القادر على حمل السلاح محتشدة أمام مكاتب استخراج جوازات السفر وتوثيق الشهادات، وليس أمام معسكرات التجنيد! فضلا عن ملايين النازحين واللاجئين الذين صوتوا بأقدامهم ضد الحرب وهربوا من جحيمها إلى الدول المجاورة رغم أنف الكيزان والبلابسة!

لهذه الأسباب، قررت العصابة “العسكركيزانية” معاقبة مواطن الجزيرة بمؤامرة جديدة عبر مسرحية استسلام كيكل للجيش! التي تمت بخفة وعدم تحسب للعواقب يدل على أن هناك قصداً لفتح الولاية على موجة عنيفة من الانتهاكات لخدمة مؤامرتين في آن واحد: الأولى تعميق الكراهية العرقية وتغذية الرغبة في فصل دارفور، والثانية: إفراغ الجزيرة من سكانها لتسهيل عملية الاستيلاء على “مشروع الجزيرة” الذي يسيل له لعاب سماسرة الداخل والخارج!.

لا يمكن تفسير ما يحدث إلا في سياق وجود مؤامرة خبيثة على هذه الولاية المنكوبة: هجوم على تمبول ثم احتفالات استفزازية، ثم هزيمة للجيش ثم إعلان البرهان عن تسليح المواطنين على أساس قبلي.

وأصلاً قبل خطاب البرهان تم توزيع سلاح بكثافة على المواطنين تحت لافتة ما يسمى بالمقاومة الشعبية بواسطة كيكل، النتيجة الحتمية لهذا السناريو الخبيث هي المأساة التي تابعنا فصولها في شرق الجزيرة الأيام الماضية: مواطنون مسلحون بأسلحة خفيفة ولا خبرة قتالية لهم والجيش انسحب وكشف ظهرهم تاركا لهم في مواجهة قوات مدربة ومسلحة تسليحا ثقيلا وشهيتها مفتوحة للسلب والنهب والقتل في ظل تعبئة عرقية وجهوية، النتيجة كانت قتلا بالجملة وانتهاكات فظيعة تستخدمها الآلة الإعلامية في التعبئة لتقسيم البلاد!.

وها هي موجة نزوح جديدة تنطلق من شرق الجزيرة أسوة بالموجة الأولى من غرب الجزيرة!!

والجيش بدلا من أن يعاود الهجوم على قوات الدعم السريع في الجزيرة ليخفف وطأة الانتهاكات ذهب إلى السوكي والدندر التي انسحب منها الدعم السريع دون قتال، وانخرط الجيش بدوره في انتهاكات ضد المواطنين هناك على أسس قبلية وعرقية! فكل من ينتمي إلى دارفور أو جنوب كردفان يتم التعامل معه على أساس أنه متعاون مع الدعم السريع.!

وفي الجزيرة لم تقتصر التعبئة العرقية على الدعم السريع، بل تفرعت تعبئة أخرى ضد سكان الكنابي وصلت درجة قتل أعداد منهم بطرق بشعة على أيدي ما يسمى بالمقاومة الشعبية!

كأنهم يعملون في انسجام من أجل تقسيم البلاد! وأي تقسيم يحتاج تعبئة عنصرية مكثفة تنتج عنها مذابح جماعية كبيرة تجعل المواطنين يكفرون تماما بإمكانية العيش المشترك!

ما يفعله الدعم السريع من انتهاكات ضد المدنيين الذين لا يحملون السلاح واستباحته لمواطنين أبرياء ليسوا طرفا في الصراع مثلما فعل في الجزيرة يخدم اتجاه التقسيم، وما يفعله الجيش وما يسمى قوات العمل الخاص من انتهاكات ضد المواطنين العزل المنتمين إلى قبائل دارفور وكردفان في الشمالية ونهر النيل تحت بدعة قانون الوجوه الغريبة وما فعله في الدندر والسوكي يصب في ذات الاتجاه.

أخطر ما في مشروع التقسيم الجديد للسودان هو أنه سيكون مصحوبا بالتطهير العرقي في طول البلاد وعرضها، دخول حركتي مناوي وجبريل إلى الحرب وما صحب معارك الفاشر من شراسة ومجازر، وما حدث قبل ذلك في الجنينة مؤشر؛ لأن دارفور حال انفصالها ستكون ساحة حرب أهلية بين مكوناتها القبلية المختلفة.

ومن ينحدرون من قبائل دارفور لهم وجود كثيف في الشمال والجزيرة والخرطوم وشرق السودان، وخطاب الكراهية التحريضي الخبيث ضد سكان الكنابي وضد سكان الأحزمة الفقيرة حول المدن مؤشر لمجازر محتملة.

وبالنسبة للعصابة الكيزانية التي تظن أن التقسيم يفتح لها باب سلطة مستدامة على جزء من السودان لماذا لا تسترجع ما حدث لها بعد انفصال جنوب السودان؟ ألم تسقط بثورة ديسمبر؟ وما الضمان أن لا تسقط مجددا في دولة البحر والنهر؟

إن الوحدة الوطنية في السودان ليست مجرد نزوع عاطفي لدى البعض، بل هي قضية حياة أو موت لملايين السكان فاين هو خطابنا الفكري والسياسي لهذه القضية؟ أين اصطفاف الفنانين والشعراء والأدباء ورجال الإدارات الأهلية وشيوخ الطرق الصوفية للتصدي الصارم لخطاب الكراهية واستنهاض وشائج الوصال بين السودانيين وما أكثرها؟

أين استكشافنا العميق لما يدور في كواليس المجتمع الدولي والإقليمي حول مصيرنا وأين خططنا الواقعية لدرء كل ما يهدد وجودنا ومصالحنا في مطابخ السياسة الإقليمية والدولية؟  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

الأمة القومي يدين الانتهاكات ضد الجنوبيين وسكان ولاية الجزيرة

ووصف الحزبة هذه الجرائم بأنها صدمة للضمير الإنساني ولا تمت للإنسانية بصلة، مؤكدًا أن تلك الأحداث أدت إلى تداعيات واحتجاجات في مدينة جوبا..

التغيير: الخرطوم

أعرب حزب الأمة القومي عن أسفه العميق للانتهاكات المروعة التي ارتكبتها القوات المسلحة والمليشيات المتحالفة معها بحق الجنوبيين وسكان الكنابي ومدينة ود مدني بولاية الجزيرة.

ووصف الحزب عبر بيان الجمعة هذه الجرائم بأنها صدمة للضمير الإنساني ولا تمت للإنسانية بصلة، مؤكدًا أن تلك الأحداث أدت إلى تداعيات واحتجاجات في مدينة جوبا.

وفي بيان صادر عن الأمانة العامة، أدان الحزب هذه الانتهاكات الجسيمة التي راح ضحيتها مواطنون من جنوب السودان وأبرياء من ولاية الجزيرة.

وأرسل الحزب رسالة عزاء إلى الرئيس سلفاكير ميارديت وحكومة جنوب السودان وأسر الضحايا، مشيدًا ببيان التهدئة الصادر عن المكتب الصحفي لرئاسة جنوب السودان.

وأكد الحزب على متانة العلاقات الأخوية بين الشعبين السوداني والجنوبي، واعتبر أن هذه العلاقات ستظل قوية رغم محاولات دعاة الفتنة وقوى الظلام لتقويضها.

وفي البيان، دعا حزب الأمة القومي إلى عدم تحميل الشعب السوداني مسؤولية هذه الممارسات، مؤكدًا أن هذه الجرائم امتداد لسياسات التطرف التي تهدف إلى تخريب العلاقات الثنائية بين البلدين.

كما أشار إلى أن الشعب السوداني ما زال ممتنًا للاستقبال الكريم الذي حظي به في جنوب السودان.

والأيام الماضية، شهدت ولاية الجزيرة، وتحديدًا منطقة الكنابي، سلسلة من الانتهاكات يُزعم أن التي القوات المسلحة السودانية والمليشيات المتحالفة معها ضد المدنيين، تضمنت هذه الانتهاكات عمليات قتل وتنكيل، لجموعات عرقية وإثنية معينة، خاصة من سكان الكنابي.

وأثارت هذه الأحداث ردود فعل غاضبة على الصعيدين المحلي والدولي، حيث أدانت منظمات حقوق الإنسان هذه التصرفات واعتبرتها جرائم حرب.

ويشهد السودان منذ أبريل 2023 نزاعًا مسلحًا بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، مما أسفر عن أزمات إنسانية خانقة شملت مقتل آلاف المدنيين وتشريد الملايين داخليًا وخارجيًا.

وقد زادت هذه الحرب من تعقيد الوضع السياسي والاقتصادي في البلاد، وسط دعوات دولية متواصلة لإيجاد حل سلمي ينهي المعاناة ويعيد الاستقرار للسودان.

الوسومانتهاكات الجيش بالجزيرة حرب الجيش والدعم السريع حزب الأمة القومي

مقالات مشابهة

  • أضرار في كلية الطب بجامعة الجزيرة خلفتها قوات الدعم السريع – فيديو
  • شاهد بالفيديو.. منسوبو شرطة مرور ولاية الجزيرة الملحقين بمرور البحر الأحمر يغادرون إلى ود مدني
  • بعد هجمات ولاية الجزيرة.. تحذير أممي: حرب السودان تزداد خطورة على المدنيين
  • الحكومة الأمريكية تنشر صور دمار شامل في ولاية سودانية
  • تحذيرات عاجلة لسكان ولاية الجزيرة
  • الأمم المتحدة: الحرب في السودان تزداد خطورة على المدنيين بعد الهجمات في ولاية الجزيرة  
  • الأمة القومي يدين الانتهاكات ضد الجنوبيين وسكان ولاية الجزيرة
  • مناوي يكشف عن مدد عسكري ضخم لقوات الدعم السريع قادم من ليبيا
  • فيديوهات جديدة توثق انتهاكات الجيش السوداني ضد مدنيين في ولاية الجزيرة
  • شبكة أطباء السودان: الدعم السريع تقتل 11 شخصاً في هجوم على قرية بولاية الجزيرة