سودانايل:
2025-02-24@08:04:12 GMT

أي يوم يكون للشعراء

تاريخ النشر: 31st, October 2024 GMT

thepoet1943@gmail.com

حسن ابراهيم حسن الأفندي

أي عيد لنا وأي هناء
وبلادي في محنة وشقاء
كل أرض على الخريطة أرضي
من أجاج ومن فرات الماء
من رمال بها ووادٍ خصيب
من وهاد وصخرة صماء
والذي أنشأ السماء بناها
فاستقامت على عظيم بناء
لا أحييك في غنائي مهما
وعيوني تجيد فن بكاء
أأغني والقلب جدُّ كليم
والليالي في جوْرها والدماء
سلبتنا إرادة ومصيرا
واكتوينا بنارها والبلاء
فاعذروني أيا صحاب فإني
كلما زدت كان كان عنائي
لامت النفس للمشاعر تروي
عن شهيد وعن صدوق وفاء
وتنامت من غصة فورانا
كالبراكين حارقات ردائي
ذاهبات بما يجود سروري
مترعات أسى غزا أحشائي
ما فعلنا سوى قريض هزيل
قد كتبناه مُرّه في هجاء
نحن من لا زاد القريض جديدا
أي شيء ما قيل من شعراء؟
أتركونا فقد نكأتم جروحا
ذاك صدام فارس الشهداء
ورث المجد عن عظيم أباة
صامدا ظل فى عظيم إباء
لم نناصر ولم نشد رحالا
وتركنا للموت من شرفاء
أي يوم يكون للشعراء
ورجال تموت حين ابتلاء
حملت للروح الأبية كفا
وتبارت ودونما إبطاء
وقبيح بنا الجبان يجاري
يوم جدٍّ مخازي الجبناء
نحن قوم إذا الشدائد مادت
لم نبدّل مآثر الآباء
أورثونا من عزة ونضال
فسمعنا عن داحس الغبراء
وركبنا للموج مثل جبال
ورسونا شواطيء الأتقياء
آمنت بعد ما أتاها كتاب
صادق القول من إله سماء
ملأ الصدر من معاني كمال
فاستراحت دواخل من شقاء
ورأى المؤمنون أن مماتا
فيه سرُّ الحياة والأضواء
يا سر العز يا عزيزُ سلاما
إذ ذهبتم نموذجا للولاء
وسرت بعدك المواكب شتى
تتهادى في ثوبها الوضاء
كم شهيد أتاك إثر شهيد
راكبا مثلك العصي من أنواء
حملوا أكفان الذي لا يبالي
مثلما عاش سائر العظماء
هم أباة وعاهدوا من قديم
أن يكونوا الأباة يوم فداء
وكأن الشهيد عند عهود
يوم أحد كأنس في إيفاء
*******
أي يوم يكون للشعراء
والمنايا تصول دون حياء
كم رضيع لنا يموت بغدر
وعجوز ومقعد ونساء
وكأنا صرعى إزاء نزال
وكأنا في عجز ذي إعياء
فسلام على كماة عريب
وسلام على هوى الشعراء  

.

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

المقاومة والشهادة والانتصار في فكر شهيد الإنسانية السيد حسن نصر الله

يمانيون/ تقارير

غاب زمن نصر الله، وحضر زمن جديد.. هذا لا يعني أن النسيان سيكون سيد الموقف لشخصية عظيمة استثنائية صنعت الكثير من المتغيرات والتحولات في المنطقة، وإنما هو الوفاء والسير على دربه رحمه الله.

اليوم يبتسم الأعداء، ويتنفسون الصعداء، ومعهم كل أزلامهم من العرب المنبطحين الأذلاء، في حين يبكيه كل حر وشريف، كل مقاوم، كل مؤمن، عرف معنى الإنسانية، والجهاد، والعزة والكرامة.

بالنسبة للقائد حسن نصر الله، فإن الشهادة في سبيل الله، كانت أمنية مقدسة لديه، وقد نال ما تمنى، ويكفيه شرفاً أن جريمة اغتياله تعد سابقة في التاريخ، فهو أول زعيم على وجه هذه الأرض تلقى عليه القنابل الأمريكية الثقيلة والتي تزن ألفي رطل؛ ولهذا فإن الأمة التي تفقد روح الاستشهاد والتضحية لا تستطيع أن تحافظ على أرضها ومقدساتها، وهكذا هم رجال المقاومة وقادتها، ولقد كان السيد حسن نصر الله –رحمه الله- يعيش بين الناس، لكن قلبه معلق بالملأ الأعلى، يناجي الله في ظلمة الليل والناس نيام بأن يمنحه الله هذا الوسام الرفيع  ليفوز برضا الله ونعيم الآخرة.

وفي الكثير من خطاباته كان يؤكد -سلام الله عليه- بأن الشهادة في سبيل الله هي اصطفاء الهي، فالشهداء هم السالكون إلى الله، وهم سراج الأمة، وهم أهل اليقين، فالله الذي يختار الأنبياء هو أيضاً يختار الشهداء ويصطفيهم، والشهادة وسام إلهي رفيع يهبه الله للمستحقين واللائقين، ليكون لهم شرف أن يحملوا عنوان الشهادة، وكلما كان الشهيد له موقعية جهادية بارك الله في دمائه وجعلها زيتاً يضيء سراج النصر.

إن شهادة القادة -كما يقول الشهيد القائد حسن نصر الله- هي ولادة جديدة للمقاومة، ولشعب المقاومة، ورجال المقاومة، ومشروع المقاومة، وشهادة القائد تضع المقاومة على طريق النصر النهائي، وتختصر العديد من المراحل والمسافات، وتستنهض الكثير من الهمم.

المقاومة ثقافة وقيم

وإذا كان سماحته يتحدث عن الشهادة وعظمتها، فإن هذا لن يتحقق إلا بمشروع المقاومة والتي كانت تشكل المحور المركزي لديه، فالمقاومة هي المثال للخروج من حالة الإحباط والشعارات التي عايشتها الأمة، ومقاومة لبنان ضد العدو الإسرائيلي لم تولد صدفة، ولم تكن حدثاً عابراً، وإنما صنعتها إرادة الرجال المقاومين المجاهدين الصادقين والمخلصين، فالمقاومة هي صورة السيد عباس، أعطاها من صدقه، واخلاصه، وتواضعه، ومن السيد عباس تعلم الشهيد القائد حسن نصر الله، كل معاني الصدق والإخلاص والتواضع.

والمقاومة عند انطلاقها ألصقت عليها صفة “الإسلامية”، وهي ليست طائفية، وإنما تجسد الهوية الإيمانية، وتجعلها مقاومة فوق الطوائف، وفوق المناطق، وفوق الأقطار بالمعنى القطري الضيق، ويجعلها مقاومة تدافع عن الأمة، ومقاومة تدافع عن الإنسان في لبنان والمنطقة، فهي تقاتل في سبيل الله، ومن أجل الله، وطلباً لرضا الله واستجابة لأمره.

هذه الأفكار كان يقدمها شهيد الإنسانية في خطاباته بكل وعي، لتصبح منهجاً في عقول المقاومين الأحرار، ليس في لبنان فحسب، وإنما في المنطقة والعالم برمته.

والمقاومة كما يقول -رحمه الله- هي مثال تحرري، وهي تنظر إلى فعلها الجهادي، كإعادة تحريك للواقع الإنساني، الذي طرأت عليه الكثير من معالم الغطرسة، نتيجة سياسة الاستكبار الأمريكية والصهيونية، وقد استطاعت أن تعيد جذوة الجهاد إلى الشعب الفلسطيني، الذي أخذ يرفض الحلول التفاوضية من بعد اتفاقية [أوسلو]، ولذلك فإن المقاومة ليست يداً تحمل البندقية، وإصبعاً يضغط على الزناد فقط، وإنما هي جسم كامل فيه عقل يفكر، وعينان تريان، وأذنان تسمعان، ولسان ينطق، وقلب يملؤه الحنان، أو يمتلكه الغضب.

والمقاومة كما يقول شهيد الإنسانية، هي قيم وثقافة، ترفض العبودية لغير الله، وترفض الظلم والقهر والاضطهاد، وما دام الاحتلال يمثل كل هذه المعاني المشينة من إذلال وإهانة وهتك للحرمات وتعرض للشرف وعبودية وأسر وقهر واضطهاد، فلا بد لمن يحمل قيم الكرامة والسيادة والعز والشرف ورفض العبودية والذل أن يقاوم، وإلا فهو خال من كل هذه القيم ومن كل هذه المشاعر.

النصر من عند الله

ويَعُد سماحة الأمين العام لحزب الله شهيد الإنسانية القائد السيد حسن نصر الله النصرَ هبة إلهية، يمنحها الله للمخلصين، فالله هو الذي ملأ قلوبنا بالطمأنينة، وأنفسنا عشقاً للشهادة، وهو الذي رمى وهو أصاب، وهو الذي دمر المواقع، وهدم الحصون، وقتل الجبابرة، وهو الذي يصنع النصر.

وهنا يشدد -رحمه الله- على ضرورة الأخذ بعوامل النصر، فالمقاومة تستمد رؤيتها من الأئمة عليهم السلام، وأرواح الشهداء، والنصر الإلهي مشروط بالجهاد والصبر والتضحية والصدق والإخلاص، والله لا يعطي النصر لمن ليس جديرا به.

ويقول شهيد الإنسانية: “المقاومة وجمهورها أثبتوا جدارتهم، فهؤلاء لم تسقطهم مجازر صبرا وشاتيلا وقانا والنبطية والمنصوري وغيرها، وأثبتوا أنهم لائقون، وجاء الانتصار شهادة من الله لهؤلاء لأنهم لائقون بهذا الوسام من الانتصار.

سيظل الشهيد القائد حسن نصر الله مدرسة نستلهم منها كل المعاني السامية، فهو لا يعلمنا معنى المقاومة والشهادة والانتصار فحسب، وإنما يعلمنا معنى الحياة، وكيف للإنسان أن يعيش في هذه الدنيا، وقد عرف القيمة والهدف الذي خلقه الله من أجله، ويعلمنا أن الضعف والاستسلام والهوان ليس من شيم الرجال ونخوتهم، وأن بقاء الأمة وحفظها وأمنها وعزتها وكرامتها لا يمكن أن يأتي دون مقاومة ودون شهادة، ولقد انتصر -سلام الله عليه- لكل قيمه ومبادئه وأخلاقه، ونال الوسام الأكبر، وختم حياته في أعز وأشرف معركة، شهيداً في سبيل الله على طريق القدس.

نقلا عن موقع أنصار الله

مقالات مشابهة

  • ترامب عن نتائج الانتخابات الألمانية: يوم عظيم
  • ترامب في أول تعليق على فوز المحافظين بألمانيا: يوم عظيم
  • شهيد الإسلام والإنسانية.. فصل جديد من الصمود والتحدي
  • شهيد برصاص الاحتلال شرق مدينة غزة
  • الأمة تُوِّدع شهيد الإنسانية
  • حصيلة الإبادة الصهيونية في غزة ترتفع إلى 48,329 شهيدًا
  • وداع شهيد الإنسانية حينما يلتقي الحزنُ بالفخر
  • المقاومة والشهادة والانتصار في فكر شهيد الإنسانية السيد حسن نصر الله
  • دعاء عظيم للتوبة من الذنب.. احرص عليه بعد صلاة الظهر
  • نائب أمير الشرقية: "يوم التأسيس" شاهد على مسيرة وطن عظيم