دعاء وشكر قبل البيع.. سوق تيري بإزمير يجذب الآلاف بطقوسه وعراقته
تاريخ النشر: 31st, October 2024 GMT
يستقطب سوق “تيري” التاريخي في منطقة إزمير التركية آلاف الزوار من السياح المحليين والأجانب الراغبين في التعرف على تراث وثقافة منطقة إيجه. ويُقام السوق كل يوم ثلاثاء على مساحة واسعة تمتد عبر ثلاث أحياء، ويضم حوالي 1800 كشك متنوع يُجسد التنوع الثقافي والتاريخ العريق للمنطقة.
يعود تاريخ سوق “تيري” إلى القرن الثالث عشر بعد دخول المنطقة تحت الحكم التركي، وأصبح السوق منذ ذلك الحين رمزًا للتعايش والتنوع الثقافي، حيث استقر فيه سكان من مختلف المناطق، مما ساهم في إثراء تراث المنطقة.
يُعتبر سوق تيري اليوم أكثر من مجرد مكان لشراء الاحتياجات اليومية، فهو أيضًا مركز سياحي وثقافي يعرض منتجات محلية متنوعة، من الخضروات والفواكه الطازجة التي تُزرع في سهول إيجه الخصبة، إلى منتجات الألبان، والأعشاب البرية الموسمية، والحرف اليدوية مثل الإبرة والدانتيل التي تصنعها نساء المنطقة بدقة وإتقان.
يتميز السوق بطقوسه الخاصة، حيث تبدأ عمليات البيع كل ثلاثاء الساعة 08:30 صباحاً بعد دعاء الشكر والرزق الحلال الذي يُذاع عبر مكبرات الصوت بمشاركة الزوار وسكان المنطقة، حيث يرفع الجميع أيديهم بالدعاء، معبرين عن شكرهم ورجائهم في الرزق الطيب.
يُعد هذا السوق أيضاً واحداً من أهم مراكز الحفاظ على الحرف التقليدية التي بدأت تندثر، مثل حرفة “الأورغانجلك” (صناعة الحبال)، وحياكة قماش “بيليدي” الفاخر، وصناعة “النعل الخشبي”، و”النسيج التقليدي”. ويعمل السوق من خلال هذه الأنشطة على نقل الموروث الثقافي والتجاري للجيل القادم، محافظاً على الأصالة التي تميزه كمعلم سياحي وثقافي.
المصدر: تركيا الآن
كلمات دلالية: ازمير اسواق تركيا
إقرأ أيضاً:
«الثقافي العربي» يناقش الرؤية الفكرية في أدب الطفل
محمد عبدالسميع (الشارقة)
أخبار ذات صلةنظم النادي الثقافي العربي مساء أمس الأول أمسية أدبية بعنوان «الرؤية الفكرية في أدب الطفل» تحدث فيها الكاتب السوري جيكار خورشيد، وأدارتها الإعلامية ريم عبيدات، بحضور الدكتور عمر عبد العزيز رئيس مجلس إدارة النادي، وعلي المغني نائب رئيس مجلس الإدارة.
وافتتحت عبيدات الجلسة بمقدمة، تساءلت خلالها: هل يولد الطفل صفحة بيضاء، أم أن روحه تأتي إلى العالم ممتلئة بأسئلة، لا تنتظر سوى أن تنطق؟ وما الطفولة إن لم تكن ولادة دائمة للأسئلة؟ الطفل، حين يرى ظله لأول مرة، لا يفكر في الضوء بل في الكينونة، حين يركض خلف الفراشة، لا يبحث عنها، بل عن سر الطيران، وحين يسأل: «لماذا؟»، فإنه لا ينتظر إجابة، بل يختبر صلابة العالم.
تجربة خلاقة
وأضافت ريم عبيدات: اليوم نلتقي في هذه الندوة لنناقش مشروعاً أدبياً عربياً يفتح نوافذ جديدة في مكتبة الطفل، ويمثل بداية لرحلة عميقة تأخذ الطفل العربي إلى تجربة فكرية خلاقة هو مشروع الكاتب السوري جيكار خورشيد الذي نشأ في أحضان مدينة حلب وتلقى تعليمه الأكاديمي في الأدب العربي في حمص، تألق منذ بداياته حين نالت مجموعته «ابن آوى والليث» جائزة الشارقة للإبداع العربي لأدب الأطفال سنة 2006، وأثمرت رحلته الإبداعية أكثر من 350 مؤلفاً منشوراً.
ونركز في هذه الجلسة على مشروعه الخاص الذي قدم فيه للأطفال رؤى فكرية مستمدة من فلسفة جلال الدين الرومي ونشر منه حتى الآن خمسة كتب.
البحث والاستكشاف
واستهل جيكار خورشيد مداخلته بالقول «إن الأطفال مغرمون بالأسئلة، فغالباً ما نسمعهم يسألون أسئلة عميقة حول الوجود والحياة، فمن أين ينبغي أن يحصل الطفل على إجابات مقنعة؟ الجواب عندي هو بالبحث والاستكشاف، فالإجابات الجاهزة المقولية لن تصنع طفلاً مبدعاً، ناقش الطفل أولاً واستمع إلى أسئلته باهتمام وبعدها اطلب منه أن يحدد الإجابات والحلول بنفسه من خلال البحث والتأمل، فالمناقشة والتأمل، مما يساعد على تقوية شخصية الطفل، وأنا مهمتي ككاتب للأطفال أن أفتح أبواب الخيال والإبداع من خلال نصوص إبداعية تحفزهم على التأمل، والسؤال والبحث عن الأجوبة. فلسفة الكتب التي أؤلفها للأطفال هي فلسفة محبة وسلام وتسامح وتعايش، هي فلسفة الإنسان، الإنسان الذي يبني، الإنسان الذي يداوي، الإنسان الذي يعلم، الإنسان الذي يسامح، الإنسان الذي يحب، الإنسان الذي يعمل، الإنسان الذي.. إلى آخر ذلك من القيم النبيلة».