مكانة عالمية لجهاز الاستثمار
تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT
قبل 3 أيام أصدرت منصة البيانات العالمية أس دبليو أف (SWF) المتخصصة في تصنيف الصناديق السيادية للدول في العالم تصنيفا، قد يكون فاجأ البعض في الداخل والخارج بتصدر صندوق جهاز الاستثمار في سلطنة عمان قائمة صناديق الثروة السيادية في العالم بمعدل العائد على الاستثمار.
قد يكون مر البعض على الخبر مرورا عاديا، ولم ينتبه لأهميته خلال المرحلة المقبلة، وذلك عن المحافظ الاستثمارية لجهاز الاستثمار العماني «التنمية الوطنية والأجيال»، وحصوله على المركز الأول من حيث الأداء المالي مقارنة بالصناديق السيادية في العالم بمعدل 8.
حققت محفظة الأجيال التي تشمل استثمارات في الأسواق العامة أداء يتجاوز مؤشر الأداء العالمي بنسبة 9.5%، فيما حققت مؤشرات السهم العامة وسندات الدخل الثابت أداء تجاوز 10% على مؤشر أم أس سي آي (MSCI) و8.5% على قائمة مؤشر السندات العالمية، ونسبة 11% على مؤشر ستاندر آند بورز 500، و25% على مؤشر ناسداك، وكل هذه المؤشرات لها تأثير عالمي في تصنيفاتها، في الأسواق الخاصة ارتفع أداء محفظتها بنسبة 3.3% مقارنة بعام 2021.
وقد حقق هذا الإنجاز المالي العالمي هدفين مهمين جدا، الأول، أوضح أهمية نجاح اختيار المشاريع الداخلية والخارجية التي أقدم عليها الجهاز، ورؤية القائمين فيه على ذلك، وهذا يعني أنها كانت خطوات حققت المبتغى منها.
ثانيا، يعكس أهمية الشفافية التي يتبعها نظام الصندوق والحوكمة التي وصل إليها وفق المعايير الدولية، مما يبعث رسالة اطمئنان للراغبين في الاستثمار بسلطنة عُمان.
وقد حقق أهمية كبرى على الصعيدين الداخلي والخارجي، فالأول يعزز قوة سلطنة عُمان المالية في تصنيفات المؤشرات الدولية مما يسهم في تقدمها، ويحسّن مستواها التنافسي، ويساعد على استقطاب الاستثمارات الخارجية إليها من خلال طمأنة المستثمرين إلى جانب الشركاء في المشاريع الكبيرة، كما يعطي المزيد من القدرة على التوسع في الاستثمارات الخارجية المتنوعة والفريدة والمتقدمة منها.
وخارجيا يعزز من مكانة جهاز الاستثمار في سلطنة عُمان على المستوى الدولي، كونه يتبع نهجا متميزا، ويطمئن الدول الراغبة في الدخول بشراكات مع الحكومة في مشاريع قادمة وكذا المستثمرين، ويرسخ من مكانته كصندوق سيادي يتّبع معايير دولية ناجحة في أدائه.
يحسب لجهاز الاستثمار أمر مهم جدا وهو أنه يحقق هذا الإنجاز العالمي كأعلى عائد عن استثماراته عام 2022 م في أوقات اقتصادية ومالية استثنائية يمر بها العالم الذي للتو خرج من جائحة كورونا وما زال ينفض غبارها، ومن الصعب وقتها التكهن بالقراءات التحليلية لتوجهات الأسواق العالمية المتنوعة والمضطربة تحت وابل الأخبار والتحليلات المتواترة، حيث تعامل بحكمة مع كل تلك الظروف المحيطة والتحديات القائمة وانتقاء أفضل المشاريع الداخلية والخارجية التي يرى أنها ستحقق العوائد منها بأقل المخاطر من خلال استثماراته المتوزعة على 50 دولة في العالم، و160 شركة في الداخل.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: فی العالم
إقرأ أيضاً:
نهيان بن مبارك: الإمارات عاصمة عالمية للتسامح والأخوة الإنسانية
إبراهيم سليم (أبوظبي)
أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، أن الإمارات، وبفضل قيادتها التاريخية الناجحة، أصبحت اليوم في المقدمة والطليعة بين دول العالم كله في التعارف بين البشر، وفي التفاهم والتعايش، والعمل المشترك بينهم، وإننا نحمد الله كثيراً أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، يسير على هدي رؤية المغفور له الوالد الشيخ زايد، وأصبحت الإمارات في ظل قيادته وتوجيهاته عاصمةً عالميةً للتسامح والأخوة الإنسانية، ومنبراً مرموقاً للدعوة إلى توحيد الجهود، وبناء العلاقات المثمرة بين جميع سكان العالم.
جاء ذلك لدى حضور معاليه فعالية نظمتها الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة بمسجد مريم أم عيسى بمنطقة المشرف في أبوظبي، بمناسبة اليوم العالمي للتسامح بعنوان «التسامحُ من الذكريات إلى المستقبل»، تخللتها العديد من الفقرات التي تناولت قيم التسامح وأثره على ازدهار المجتمعات وتطورها، وجهود الدولة والقيادة الرشيدة في ترسيخ معانيه السامية.
كما حضر الفعالية معالي العلامة عبد الله بن بيه، رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، ومعالي الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف بجمهورية مصر العربية، والدكتور عمر حبتور الدرعي، رئيس «الهيئة»، وأحمد راشد النيادي، مدير عام «الهيئة»، والدكتور محمد راشد الهاملي، رئيس مجلس أمناء جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، والدكتور خليفة الظاهري، مدير جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، ويوسف العبيدلي، مدير عام مركز جامع الشيخ زايد الكبير، وعددٌ من ممثلي الأديان والضيوف المدعوين، والمسؤولين والموظفين في «الهيئة»، والوعاظ والخطباء وأئمة المساجد.
وعبر معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان في كلمته، عن سروره بحضور «ميثاق التسامح الإسلامي» الذي يعكسُ الهدف المرموق في أن يكون التسامحُ وعن حقٍّ طاقةً روحيةً كبرى، تدفع البشر إلى التزود بقيم الرحمة والتكافل والمحبة والأخوة والسلام، والدور المهم في أن يكون التسامحُ أداةً فعالةً لدعم العلاقات الإيجابية بين الأفراد والأمم والشعوب، وتنمية قدراتهم على التعاون والعمل المشترك لما فيه الخير للفرد، والرخاء للمجتمع، والنماء للعالم كله.
وأضاف معاليه، إننا في الإمارات، إنما نعتزُّ غاية الاعتزاز، بما تؤكد عليه مسيرة هذه الدولة العزيزة، من أن المجتمعَ المتسامح، المنفتح على حضارات العالم وثقافاته هو مجتمعٌ ناجحٌ، يكون فيه جميع السكان قادرين على العمل المثمر، والإسهام النشط، في إنجازات التطور كافة من حولهم، وإننا نعتز ونفتخر بمؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وهو الذي كان يقول لنا دائماً: «إنَّ واجبنا في الإمارات، وفي العالم كله، هو أن نسعى إلى تحقيق العدل والتسامح والتفاهم، باعتبار أن ذلك متطلبٌ أساسيٌّ لتحقيق التنمية الشاملة في كل مكان» كان رحمه الله، يقول لنا: «إن الطائفية والتشدد والتطرف والمغالاة، هي ظواهرُ بغيضة، تنشأ نتيجة الفقر والفشل والتشاؤم، بينما التسامح والتعايش والوفاق، هي ظواهرُ حميدة، تحقق الاستقرار في الحاضر، والثقةَ والتفاؤل في المستقبل».
عاصمة عالمية للتسامح
أكد معاليه أن الإمارات، وبفضل قيادتها التاريخية الناجحة، قد أصبحت اليوم في المقدمة والطليعة بين دول العالم كله، في التعارف بين البشر، وفي التفاهم والتعايش، والعمل المشترك بينهم، وإننا نحمد الله كثيراً، أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، يسير على هدي رؤية المغفور له الوالد الشيخ زايد، وأصبحت الإمارات في ظل قيادته وتوجيهاته، عاصمةً عالميةً للتسامح والأخوة الإنسانية، ومنبراً مرموقاً للدعوة إلى توحيد الجهود، وبناء العلاقات المثمرة بين جميع سكان العالم، من أجل مستقبلٍ زاهرٍ، يتسم بالتعاون والنماء، في كل مكان، وقال: إننا في الإمارات، وفي ظل القيادة الرشيدة لصاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، على قناعةٍ كاملةٍ بأن التسامح والأخوة الإنسانية بما يتضمنانه من تعارفٍ وحوارٍ، وعملٍ مشتركٍ بين الجميع، يؤديان دونما شكٍّ، إلى توفير الفرص أمام الجميع، للإسهام الكامل في مسيرة المجتمع والعالم.
التسامح قيمةٌ زكتها الشرائع
قال معالي العلامة عبد الله بن بيه: «غرس المغفور له الشيخ زايد في بلدنا الإمارات منهج التسامح وبذل المعروف للناس، بحيث أصبح ذلك هو نهج الدولة ومنهجها والذي جعل من الإمارات منارةً للخير وواحةً للمحبة والأخوة الإنسانية، وما فتئتْ قيادتنا الرشيدة، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تعمل على جعل التسامح وسيلةً للسلام، وأصبحت تلك هي الرؤية التي تعمل وفقها دولة الإمارات العربية المتحدة، بحيث أصبحت أول دولةٍ في العالم تكون لديها وزارةٌ للتسامح».
التعامل بإحسان
أشاد معالي الدكتور أسامة الأزهري بجهود دولة الإمارات العربية المتحدة وقيادتها الرشيدة ومبادراتها الداعمة لترسيخ التسامح ونشر السلام بين الشعوب وعطائها وأياديها البيضاء الممتدة في كل أنحاء العالم، مؤكداً أن القرآن الكريم يزخر بالمعاني التي توجه بأنْ تتسعَ قلوبنا وفكرنا للعالم أجمعين، وأن نتعامل مع كل شيءٍ بإحسانٍ إيماناً بأن رحمة الله وسعتْ كلَّ شيء، داعياً إلى الالتزام بهذه القيم السمحة التي تنمي في النفوس الفضيلةَ وقبول الآخر واحترام ثقافته ومنهجه، والتحلي بالأخلاق الحسنة في التواصل مع الآخر، ذاكراً بعض النماذج من التاريخ الإسلامي في التعامل مع غير المسلمين والاستفادة من خبراتهم وتجاربهم، قائلاً إنَّ من أجمل ما نجتمع عليه اليوم في هذا البلد الطيب هو أن نمدَّ أيدينا انطلاقاً من عقيدتنا وديننا وقيمنا، تضامناً وتعاوناً مع كل الشعوب لبناء عالمٍ مزدهرٍ ينعم الجميع فيه بالأمان والطمأنينة والعيش الكريم.
دبلوم وماجستير التسامح
شهد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، إطلاق د. عمر حبتور الدرعي مشروعين، أكد أنهما يهدفان لاستدامة التسامح وحمايته، وإعداد رواده، أحدهما «دبلوم وماجستير التسامح» وذلك بتوقيع اتفاقيةٍ بين الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة، وجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، والثاني «ميثاق التسامح الإسلامي» المصمّم للفاعلين في الخطاب الشرعي في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة، ليكونوا خير من يمثّل قيمة التسامح، ويجسّدها في سلوكه، ويوصّلها لمجتمعه، ويتسلح بها في حماية هوية وطنه ومقدرات بلاده، ويستهدف الميثاق تخريج طلابٍ أكفاء في هذا المجال وتأهيلهم ليساهموا في ترسيخ القيم الإنسانية، ويواصلوا مسيرة دولة الإمارات ونهج قيادتها الرشيدة في ترسيخ التسامح ونشر السلام في ربوع العالم.
مسيرة مستدامة
في كلمته، قال الدكتور عمر الدرعي: «إنَّ «مسيرة التسامح» في دولة الإمارات ممتدّةٌ مستدامةٌ، فما أُسِّسَتْ هذه الدولة إلا بالتسامح وعلى نهج التسامح، فقد هيّأ اللهُ في هذا العصر قيادةً رشيدةً ودولةً مباركةً، فهي من مشروعٍ إلى مشروعٍ، ومن مبادرةٍ إلى مبادرةٍ، في إقبالٍ نادرٍ، وتمكُّنٍّ قادرٍ، وتركيزٍ ظاهرٍ، أسَّسَ «استدامةً تسامحيّةً» تُعقد عليها آمالٌ كبيرةٌ، وتُعدُّ لأجيالٍ قادمةٍ بإذن الله، لتنهض بهذه الأمانة والمسؤولية، مؤكداً أنه سيظلّ التسامح «من الذاكرة إلى المستقبل» مطيةً نكسب بها الرهان، وأرومةً نغرسها في النشء».