مصير أوكرانيا في يد الناخب الأمريكي
تاريخ النشر: 31st, October 2024 GMT
يتفق أغلب المراقبين والمعنين بالشؤون الدولية، على أن مصير الحرب في أوكرانيا وربما مستقبل أوكرانيا نفسها، يرتبط بدرجة كبيرة بنتيجة انتخابات الرئاسة الأمريكية، المقررة يوم الثلاثاء المقبل، خاصة في ظل التباين الشديد في موقفي المرشحين- الديمقراطية كامالا هاريس، والجمهوري دونالد ترامب، من الحرب واستمرار الدعم الأمريكي العسكري والاقتصادي لأوكرانيا.
وفي تحليل نشرته مجلة "ناشونال إنتريست" الأمريكية، قال العسكريان الأمريكيان الليفتنانت جنرال بن هودجز، والبريجدير جنرال بيتر زواك، إنهما كقائدين عسكريين متقاعديين يعتقدان أن بقاء أوكرانيا كدولة ديمقراطية ذات سيادة، أمر حيوي بالنسبة لأمن الولايات المتحدة ومستقبل النظام الدولي ككل، وأن السماح بنجاح الغزو الروسي لأوكرانيا لن يكون بمثابة مكافأة للحكام المستبدين فقط، وإنما سيشجع روسيا على تهديد الدول الأوروبية الأخرى، وربما يؤدي إلى نشوب مواجهة عسكرية مباشرة مع حلف شمال الأطلسي (ناتو).
Trump vs. Harris: Ukraine’s Future Could Depend on America’s 2024 Election https://t.co/6UHitb8KLO via @TheNatlInterest
— Nino Brodin (@Orgetorix) October 30, 2024ويرى العسكريان الأمريكيان المتقاعدان، أن أهم شيء يمكن أن يقدمه الشعب الأمريكي لأوكرانيا وللأمن القومي الأمريكي، هو انتخاب رئيس يمكنه أن يمثل القيادة القوية الحاسمة في مواجهة روسيا، وأن يساعد أوكرانيا بالاشتراك مع الحلفاء من أجل الفوز في الحرب. ويضيفان أنه في ضوء السجل الواضح لتصريحات ومواقف مرشحي الرئاسة الأمريكية، فإن المرشح المطلوب فوزه هو كامالا هاريس، لأن ترامب يقول إنه لن يهتم بأوكرانيا ولا بالتصدي للخطر الروسي.
واستعرض هودجز، الذي خدم كقائد عام للقوات الأمريكية في أوروبا ومراقب كبير للإمدادات في حلف الناتو، وزواك الذي أمضى 35 عاماً في الجيش الأمريكي وخدم كضابط استخبارات الفروق الهائلة، بين هاريس وترامب فيما يتعلق بأوكرانيا.
وأول هذه الفروق أن هاريس تفهم الفارق بين الصواب والخطأ في هذه الحرب المروعة، ووصفت غزو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأوكرانيا بأنه "هجوم على قيمنا المشتركة وهجوم على إنسانيتنا المشتركة".
وأشادت بقادة وشعب أوكرانيا لشجاعتهم في التصدي للعدوان الروسي.
وفي المقابل، فإن ترامب مدح أفعال بوتين الإجرامية باعتبارها "ذكية" و"عبقرية". كما سخر من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقال إنه "أفضل مندوب مبيعات في العالم"، واتهم أوكرانيا بالمسؤولية عن نشوب الحرب. وقال رفيقه في سباق الانتخابات على منصب نائب الرئيس جيه.دي فانس "لا أهتم حقيقة بما يحدث لأوكرانيا".
وثاني الفروق أن هاريس تقوم بكل ما تستطيع لمساعدة أوكرانيا. وحاربت في الكونغرس لكي يوافق على رصد مليارات الدولارات من المساعدات العسكرية والاقتصادية، لإنتاج الأسلحة في المصانع الأمريكية، التي شجعت الأوكرانيين على تدمير نصف القوات البرية الروسية على حد قول الجنرالين الأمريكيين.
وفي المقابل، استخدام ترامب حلفاءه في الكونغرس لعرقلة هذه المساعدات لمدة 6 أشهر، في الوقت الذي نفدت فيه ذخيرة القوات الأوكرانية التي تكبدت خسائر بشرية هائلة ومساحات كبيرة من الأرض في ذلك الوقت. وأما ثالث الفروق هو أن هاريس تدعم نهاية عادلة للحرب تضمن للأوكرانيين الحصول على مقابل تضحياتهم.
ووقفت في الأسبوع الماضي إلى جوار زيلينسكي في البيت الأبيض، وقالت إنه "لن يتم اتخاذ أي قرار بشأن نهاية الحرب، دون موافقة أوكرانيا".
وأدانت المقترحات الخاصة بتنازل أوكرانيا عن أجزاء من أراضيها أو حقها في الانضمام إلى الناتو، وقالت إنها ستعمل على ضمان "انتصار أوكرانيا في هذا الصراع والبقاء دولة حرة ديمقراطية مستقلة".
وأما ترامب، فرفض باستمرار القول إنه يريد انتصار أوكرانيا. ويرى ضرورة استسلام أوكرانيا لروسيا، لأنه يعتقد أن روسيا تتنصر في كل حروبها. كما تبنى خطة لإجبار أوكرانيا على التنازل عن أراضيها وعن عضوية حلف الناتو للأبد. ووعد بأنه سيحاول إنهاء الحرب وفقاً لشروط بوتين حتى قبل أن يؤدي اليمين الدستورية كرئيس للولايات المتحدة.
وأخيراً، فإن هاريس تفهم خطورة السماح بانتصار بوتين بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها في أوروبا وآسيا. وتقول "إذا سمحنا للمعتدين مثل بوتين بالاستيلاء على الأرض بدون عقاب فسيواصلون القيام بذلك". أما ترامب فقال نصاً إنه سيشجع الروس على "فعل كل ما يريدونه" مع حلفاء الولايات المتحدة.
ويؤكد هودجز وزواك، أن هذه ليست اختلافات صغيرة في موقف المرشحين، بل هي تباين صارخ بين القوة والضعف. فهاريس قالت أنها ستقف إلى جانب أوكرانيا وحلفاء الولايات المتحدة في الناتو ضد العدوان الروسي، وهو التقليد الذي التزم به كل الرؤساء الأمريكيين السابقين سواء كانوا جمهوريين أو ديمقراطيين، في حين عارض ترامب، مساعدة أوكرانيا وتعهد بإبرام صفقة من شأنها منح بوتين، أحد ألد خصوم أمريكا، معظم ما يريده.
وفي ختام التحليل، يقول الجنرالان الأمريكيان إن "انتصار أوكرانيا يعتمد بدرجة كبيرة للغاية على نتيجة انتخابات الرئاسة الأمريكية، بنفس قدر اعتمادها على ما يحدث على خطوط القتال مع الجيش الروسي. لذلك سيحدد الناخبون الأمريكيون ما إذا كان سيتوافر للأوكرانيين الطلقات المطلوبة لكي يستخدمونها غداً، أم سيخسرون المعركة لتفقد بلادهم وجودها كدولة حقيقية مستقلة وحرة وذات سيادة".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الولايات المتحدة ناتو أوكرانيا الانتخابات الأمريكية الحرب الأوكرانية الناتو
إقرأ أيضاً:
ترامب يكشف عن"مناقشات جادة" تجري مع روسيا بشأن أوكرانيا فهل تضع الحرب أوزارها؟
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن إدارته أجرت "مناقشات جادة للغاية" مع روسيا بشأن الحرب في أوكرانيا، مؤكداً أن هناك احتمالا كبيرا لأن يتخذ هو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين خطوات "مهمة" نحو إنهاء النزاع المستمر منذ نحو ثلاث سنوات.
اعلانقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن إدارته أجرت مناقشات "جادة للغاية" مع روسيا بشأن الحرب في أوكرانيا، وأنه ونظيره الروسي فلاديمير بوتين قد يتخذان قريبًا إجراءات "مهمة" نحو إنهاء الصراع المستمر منذ ما يقرب من ثلاث سنوات.
وقال ترامب للصحافيين في المكتب البيضاوي: "سنتحدث وأعتقد أننا ربما سنقوم بشيء سيكون مهمًا".
"نريد إنهاء تلك الحرب. لم تكن تلك الحرب لتبدأ لو كنت رئيسًا."
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قمة مجموعة العشرين في هامبورغ، 7 يوليو 2017AP Photoولم يذكر ترامب منْ مِن إدارته كان على اتصال مع الروس، لكنه أصر على أن الجانبين "يتحدثان بالفعل".
ورداً على سؤال عما إذا كان قد تحدث بالفعل مباشرة مع بوتين، اكتفى الرئيس الأمريكي بالقول: "لا أريد أن أقول ذلك".
ولطالما قال ترامب إنه لم يكن ليسمح باندلاع النزاع لو كان في منصبه، على الرغم من أنه كان في السلطة حين تصاعد القتال في شرق أوكرانيا بين قوات كييف والانفصاليين المدعومين من موسكو، أي قبل أن يرسل بوتين عشرات الآلاف من قواته إلى أوكرانيا في شباط عام 2022.
ومنذ عودته إلى منصبه، انتقد ترامب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قائلاً إنه كان ينبغي عليه عقد صفقة مع روسيا لتجنب الصراع.
وفي مقابلة مع قناة فوكس نيوز في وقت سابق من شهر يناير/كانون الثاني، سخر الرئيس الجمهوري من زيلينسكي قائلاً: "كان يتحدث بشجاعة كبيرة"، في حين أن أوكرانيا كانت تعتمد على المساعدات الأمريكية لخوض الحرب.
وقال ترامب: "كانوا شجعانًا، لكننا أعطيناهم مليارات الدولارات".
تعتمد أوكرانيا حاليًا على الولايات المتحدة في حوالي 40% من احتياجاتها العسكرية، ومنذ فبراير 2022، أرسلت واشنطن إلى كييف أكثر من 65 مليار دولار (62 مليار يورو).
وفي مقابلة أجراها مؤخرًا مع التلفزيون الروسي الرسمي، أشاد بوتين بسيد البيت الأبيض الجديد ووصفه بأنه "رجل ذكي وبراغماتي" يركز على المصالح الأمريكية.
Relatedزيلينسكي: نريد أن يقف ترامب إلى جانب العدالة.. إلى جانب أوكرانيا.. وبوتين لا يخاف من أوروباهل يستطيع دونالد ترامب إنهاء الحرب في أوكرانيا؟بايدن يستبق ولاية ترامب ويمدد ل 18 شهرا إقامة 800 ألف مهاجر من فنزويلا والسلفادور وأوكرانيا والسودان بعد عرقلته لحزمة مساعدات بقيمة 3 مليارات يورو لأوكرانيا .. مكانة شولتس السياسية على المحكوقال بوتين: "لطالما كانت علاقتنا مع الرئيس الأمريكي الحالي علاقة عمل وبراغماتية ولكن هنك أيضًا علاقة ثقة".
وأضاف: "لا يمكنني أن أختلف معه في أنه لو كان رئيسًا، ولو لم يسرقوا منه النصر في عام 2020، لكان من الممكن تجنب الأزمة التي ظهرت في أوكرانيا عام 2022".
ويعتبر تصريح الرئيس الروسي أيضًا تأييدًا صريحًا لرفض ترامب قبول هزيمته أمام جو بايدن في الانتخابات الرئاسية عام 2020.
البحث عن ناجين بعدما أصابت طائرة روسية بدون طيار مبنى سكنيًا في سومي الأوكرانية بتاريخ 30 يناير/كانون الثاني 2025AP Photoموقف ترامب من نتيجة انتخابات 2020، فنّده العديد من المسؤولين الفيدراليين والمحليين، وموظفين في سلك القضاء إضافة لكبار موظفي حملته الانتخابية السابقين، وحتى المدعي العام الخاص به، حيث قالوا إنه لا يوجد دليل على التزوير الذي يزعم حدوثه.
اعلانفي حملته الانتخابية لعام 2024، قال المرشح الجمهوري إنه قادر على إنهاء الحرب الأوكرانية "في غضون يوم واحد" وانتقد إدارة جو بايدن لإنفاقها المليارات من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين على المساعدات العسكرية والاقتصادية لكييف لمساعدتها على مواجهة روسيا.
خضعت علاقة ترامب مع بوتين للتدقيق منذ حملته الانتخابية للرئاسة عام 2016، عندما دعا روسيا إلى العثور على رسائل البريد الإلكتروني المفقودة التي حذفتها منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون، ونشرها.
وقد انحاز ترامب علنًا إلى جانب بوتين وعلى حساب الاستخبارات الأمريكية التي كانت تحقق في فرضية تدخل موسكو في انتخابات 2016 لمساعدة المرشح الجمهوري في الاستحقاق الرئاسي الأمريكي، وقد أشاد بالزعيم الروسي بل ووصفه بـ"الذكي جدًا" لغزوه أوكرانيا.
المصادر الإضافية • أب
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية "وحدة الظل".. ماذا نعرف عن القوة المسؤولة عن احتجاز الأسرى الإسرائيليين في غزة؟ لحظة تسليم حماس الأسيرين بيباس وكالدرون للصليب الأحمر في خان يونس ضمن الدفعة الرابعة للتبادل ترامب: "بوتين لا يُبلي بلاءً حسنًا".. الرئيس يهدد زعيم الكرملين بالعقوبات ويمازحه "علينا أن ننجز!" فلاديمير بوتينالغزو الروسي لأوكرانيادونالد ترامبروسياأوكرانياالحرب في أوكرانيا اعلاناخترنا لكيعرض الآنNextمباشر. حماس تسلم الأسرى الإسرائيليين الثلاثة و183 فلسطينيا إلى الحرية مجددا منهم 18 من ذوي الأحكام العالية يعرض الآنNext "وحدة الظل".. ماذا نعرف عن القوة المسؤولة عن احتجاز الأسرى الإسرائيليين في غزة؟ يعرض الآنNext لحظة تسليم حماس الأسيرين بيباس وكالدرون للصليب الأحمر في خان يونس ضمن الدفعة الرابعة للتبادل يعرض الآنNext من سيفوز بجوائز غرامي في 2025؟ توقعات الفائزين وأكبر المفاجآت المنتظرة يعرض الآنNext قصف روسي لبلدة دوبروبيليا الأوكرانية يخلف جرحى وخسائر مادية واسعة اعلانالاكثر قراءة أسعار القهوة ترتفع بنسبة 90% بسبب تهديدات ترامب لكولومبيا وتأثير الظروف الجوية انتشار عدوى مقاطعة المتاجر الكبرى في دول البلقان احتجاجاً على ارتفاع الأسعار إليكم أبرز الرؤساء العرب الذين هنأوا الشرع على توليه رئاسة سوريا إسبانيا: القبض على "عصابة إجرامية" سرقت 10 ملايين يورو من منازل فاخرة "نفعل الكثير من أجلهم وسيفعلون ذلك".. ترامب أكيد من قبول عمان والقاهرة لخطة تهجير الفلسطينيين اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومإسرائيلدونالد ترامبالصراع الإسرائيلي الفلسطيني قطاع غزةحركة حماساحتجاجاتفرنساالرسوم الجمركيةبرلينضحاياتحطم طائرةالصينالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025