تقرير لـForeign Affairs يتحدث عن الخيار الأقل سوءاً بالنسبة للبنان.. ما هو؟
تاريخ النشر: 31st, October 2024 GMT
ذكرت مجلة "Foreign Affairs" الأميركية "أن الشرق الأوسط هو المكان الذي تموت فيه المبادرات السياسية الخارجية الذكية. وعلى الرغم السجل الكئيب في هذا المجال، فإن هناك أزمات لا تزال تتطلب استجابة سياسية من جانب الولايات المتحدة. فالصراع المتصاعد في لبنان، الذي يضع حزب الله في مواجهة إسرائيل، هو أحد هذه الأزمات.
وبحسب المجلة، "لكن هناك جوانب سلبية لتدخل واشنطن. فقد يجر ذلك الولايات المتحدة إلى صراع مباشر مع حزب الله أو داعميه الإيرانيين، وهو ثمن باهظ مقابل مكاسب محتملة من غير المرجح أن تخدم المصالح الاستراتيجية الأميركية الأوسع نطاقا، والتي تشمل أغلبها أماكن بعيدة عن الشرق الأوسط. ومع ذلك فإن عدم التدخل ليس خيارا واقعيا، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل من تلقاء نفسه أمر غير محتمل، وهو الجمود الذي من شأنه أن يزيد من خطر المزيد من التصعيد. وعلى هذا فإن الولايات المتحدة تحاول اليوم تأمين وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل على الأقل. وتعتقد إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أن حزب الله مستعد الآن للمضي قدمًا في وقف إطلاق النار في
أعقاب هجوم إسرائيلي مكثف على البنية التحتية للحزب وقيادته، بما في ذلك اغتيال أمينه العام حسن نصر الله والعديد من كبار قادته".
وتابعت المجلة، "في محاولة لحل اللغز في لبنان، قد تتبنى الإدارة الأميركية أحد الأساليب الثلاثة، وكلها غير كاملة. ويتلخص الأسلوب الأول في دفع القيادة السياسية اللبنانية إلى مطالبة الأمم المتحدة بتنفيذ القرار 1701 بالكامل من خلال مساعدة الجيش على الانتشار جنوباً، وزيادة حجم قوات اليونيفيل، وإجبار حزب الله والجيش الإسرائيلي على الانسحاب من الجنوب، ومنع إعادة إمداد حزب الله من قِبَل إيران. ويتلخص الأسلوب الثاني في الدفع نحو إصدار نسخة موسعة من القرار تلزم حزب الله، من بين أمور أخرى، بالانسحاب إلى مسافة أبعد مما ينص عليه القرار 1701، وإلزام الحكومتين اللبنانية والإسرائيلية بالبدء في محادثات السلام. ولكن من غير المرجح أن ينجح أي من هذين النهجين. والواقع أن الفرصة الأفضل تتمثل في خطة أقل طموحاً: اتفاق مؤقت يتم التوصل إليه مباشرة بين إسرائيل وحزب الله، ويفرض على الطرفين إنهاء الأعمال العدائية، ولكنه يتطلب من حزب الله التراجع مسافة أكثر تواضعاً".
وأضافت المجلة، "إن الولايات المتحدة تقودها إدارة ضعيفة؛ وقد تسفر الانتخابات المقبلة عن تغيير شامل في الحكومة قد يفضي إلى تبني نهج أميركي مختلف في التعامل مع الأزمة.
والواقع أن القول بأن الظروف المؤاتية للتدخل الدبلوماسي الناجح في لبنان قاتمة لا يعدو كونه تقليلاً من شأن الوضع. إن إحدى العقبات الرئيسية التي واجهتها الولايات المتحدة طوال هذا الصراع هي أن أقرب حليف إقليمي لها، إسرائيل، رفضت مرارًا وتكرارًا طلباتها بالحد من الخسائر المدنية، وتسهيل المساعدات الإنسانية، والدفع نحو صفقة الرهائن. وعلى الرغم من أن بعض المسؤولين في إدارة بايدن، رحبوا بهدوء بتدمير سلسلة قيادة حزب الله وإصابة الآلاف من مقاتليه عندما فجرت إسرائيل متفجرات زرعتها سراً في أجهزة الاتصال والراديو التابعة للحزب، لكن الولايات المتحدة تحاول الآن الحد من الأضرار والتركيز على وقف إطلاق النار الذي يمكن أن يمنع نوع التصعيد الذي من شأنه أن يزيد من مخاطر التدخل الإيراني المباشر. ويتمثل هدف حزب الله في الحفاظ على قدرته العسكرية وقدرته على الهيمنة على النظام السياسي في لبنان من خلال التهديد بالقوة".
وبحسب المجلة، "إن الجهود الدبلوماسية الأميركية تشكل أهمية بالغة لوقف العنف المتصاعد في لبنان والحد من خطر الصراع المسلح بين الولايات المتحدة وإيران. وللحصول على ما تريده المنطقة يتعين على واشنطن أن تفكر على نطاق أضيق، فتصوغ اتفاقا يعوض عن افتقارها إلى الطموح بعناصر مصممة لتهدئة المخاوف الأكثر إلحاحا لدى كل جانب. وإسرائيل هي صاحبة اليد العليا الآن، وسوف ترغب في الضغط على ميزتها في السعي إلى "النصر الكامل". إن حزب الله ضعيف، ولكن لتجنب ظهوره بمظهر الهزيمة، فإنه سوف يصمد حتى يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار يؤدي إلى انسحاب إسرائيل من لبنان ووقف الغارات الجوية. وحتى في حالة التوصل إلى اتفاق مؤقت، فإن هذه ليست الشروط الأكثر إيجابية. ففي 21 أيلول، توسطت فرنسا والولايات المتحدة في التوصل إلى وقف لإطلاق النار، ولكن إسرائيل تراجعت على الفور تقريباً عن موافقتها الأولية. وبعد أيام قليلة، أدت غارة جوية إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت إلى اغتيال نصر الله. حينها، أصبح من المستحيل تجديد الجهود. والآن حان الوقت لمحاولة أخرى".
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الولایات المتحدة وقف إطلاق النار التوصل إلى فی لبنان حزب الله
إقرأ أيضاً:
تفاعلات دولية واسعة حول صفقة وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل | تقرير
شهدت الساحة الدولية اليوم الأربعاء تفاعلات واسعة عقب توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، والذي تم التوصل إليه بوساطة إقليمية ودولية مكثفة.
الاتفاق، الذي أُعلن عنه في 15 يناير 2025، يهدف إلى إنهاء جولة جديدة من التصعيد العسكري التي تسببت في خسائر بشرية ومادية كبيرة على الجانبين.
الولايات المتحدة: دعم للوساطة الإقليميةأصدرت وزارة الخارجية الأمريكية بيانًا رحبت فيه بالاتفاق، مؤكدة على دعمها للجهود التي بذلتها دول المنطقة للوصول إلى هذا التفاهم. وأعربت واشنطن عن أملها في أن يشكل وقف إطلاق النار خطوة نحو استئناف المحادثات السياسية لتحقيق حل شامل ومستدام للصراع.
الاتحاد الأوروبي: دعوة للالتزام الكامل
من جانبه، دعا الاتحاد الأوروبي الطرفين إلى الالتزام التام ببنود الاتفاق، محذرًا من تداعيات أي خرق قد يؤدي إلى تجدد العنف. وقال جوزيب بوريل، الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، إن الوقت قد حان لإعطاء الأولوية للسلام والبدء في معالجة القضايا الجذرية التي تؤدي إلى التصعيد المتكرر.
برزت مصر وقطر كأبرز الوسيطين في هذا الاتفاق، حيث أصدرت الحكومتان بيانات تؤكدان أهمية استمرار التنسيق لضمان تنفيذ بنود الاتفاق، لا سيما المتعلقة بفتح المعابر وتقديم المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. وأشاد الرئيس المصري والقيادة القطرية بدور الأمم المتحدة في دعم جهود الوساطة.
الأمم المتحدة: خطوة أولى إيجابيةوصف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الاتفاق بأنه "خطوة أولى إيجابية نحو تحقيق السلام"، داعيًا إلى توفير الحماية للمدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق.
وأكد جوتيريش أن الأمم المتحدة ستواصل العمل مع كافة الأطراف لدعم جهود التهدئة.
ردود الفعل الشعبية والإعلاميةوعلى المستوى الشعبي، تفاوتت ردود الفعل بين الأمل في تحقيق تهدئة طويلة الأمد، والتشكيك في إمكانية الالتزام بالاتفاق في ظل غياب حلول جذرية للصراع. فيما تناولت وسائل الإعلام الدولية الحدث بشكل مكثف، مشيرة إلى أن الاتفاق يعكس تصاعد الضغوط الإقليمية والدولية لوقف العنف المستمر.
ورغم الترحيب الدولي بالاتفاق، يبقى التساؤل حول مدى استمراريته في ظل غياب أفق سياسي واضح لحل النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني.
ويرى مراقبون أن التزام الأطراف بتطبيق الاتفاقية سيكون عاملًا حاسمًا في تعزيز فرص تحقيق تهدئة مستدامة، تفتح المجال لمفاوضات جادة تُفضي إلى سلام شامل.