أزمة الزعامة السُّنية.. استقالة الخنجر تعيد رسم التحالفات
تاريخ النشر: 31st, October 2024 GMT
31 أكتوبر، 2024
بغداد/المسلة: استدعت لجنة المساءلة والعدالة زعيم حزب السيادة، خميس فرحان العيساوي، للتحقيق في شُبهات حول ارتباطه بحزب البعث المحظور، ما أثار أسئلة حول الدوافع الحقيقية وراء هذا الاستدعاء، فيما السؤال: هل هي لعبة من المنافسين السياسيين، خصوصاً من الأطراف السُّنية التي لم تخفِ يوماً تنافسها مع العيساوي، أم أن جهات شيعية تسعى إلى تقويض نفوذ حزب السيادة؟ أم أن القانون، يُطبَّق بشكل محايد؟.
كل تلك الاحتمالات تُحيط بهذه القضية الملتبسة، بينما تظل خلفيات الاستدعاء غامضة للكثيرين.
يوم الاثنين الماضي، أظهر كتاب رسمي صادر عن مفوضية الانتخابات المستقلة موجهاً إلى الهيئة الوطنية للمساءلة والعدالة تأكيداً على استقالة العيساوي من الأمانة العامة لحزب السيادة.
مصادر أشارت إلى أن العيساوي، بعد سنوات من الزعامة، قد اتخذ قرار الاستقالة قبل أسابيع، معتمدًا على عدة عوامل تدفعه للابتعاد، منها حسب مصدر مجهول، ضغوط من شخصيات داخلية في الحزب أو حتى من ضغوط أوسع داخل المشهد السُّني.
الخنجر، الزعيم السابق لتحالف السيادة، واجه اتهامات بدعم جماعات متطرفة، ما أبعده لسنوات عن بغداد.
وعندما عاد ليؤسس حزب السيادة عام 2021، لم يكن التحالف السياسي سهلاً؛ إذ سرعان ما بدأت الخلافات بينه وبين نائبه مثنى السامرائي بعد الانتخابات في تحالف عزم، ثم حصّلت كتلة السيادة بالتحالف مع الحلبوسي على 63 مقعداً، لتصبح الكتلة السُّنية الأكبر في البرلمان. لكن سرعان ما انقسم التحالف على خلفية الصراعات السياسية والشخصية، ما أضعف الحزب وأفقده جزءاً من نفوذه.
أحد القيادات السُّنية ذكر أن المنافسات الحادة بين القادة السُّنة، والطموحات المتضاربة بينهم، جعلت المكون السُّني يخسر منصب رئيس البرلمان.
في سياقٍ مماثل، أوضح مصدر أن استدعاء رؤساء الأحزاب للتحقيق في انتماءاتهم ليس بالحدث الجديد، بل إجراء روتيني لا يستدعي الاستقالة بالضرورة، ملمحاً إلى احتمالية وجود أسباب خاصة دفعت العيساوي إلى مغادرة منصبه.
وبعد يوم من إعلان استقالته، نشر العيساوي تدوينة عبر منصة “إكس” يوحي فيها بان محاولة اقصاءه، اسبابها سياسية، اذ أكد فيها التزامه بالدفاع عن حقوق “أهله” في المدن المتضررة، وتعويض الضحايا، وإعادة النظر في قانون العفو العام. وذهب أبعد من ذلك بطلبه لتعديل تعريف الانتماء للتنظيمات الإرهابية وحل هيئة المساءلة والعدالة، وهو ما أثار جدلاً بين مؤيديه وخصومه.
من المتوقع أن تشهد الفترة القادمة تصاعدًا في جهود القوى السُّنية والشيعية لضرب نفوذ حزب السيادة بعد انسحاب العيساوي، حيث تشير التوقعات إلى تهميش الحزب في مجالس المحافظات، مع تحركات بدأت بالفعل في ديالى.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: حزب السیادة
إقرأ أيضاً:
رؤية إسرائيلية: استقالة هاليفي وتعيين زامير غير كاف لإنقاذ “إسرائيل” من الفخ
#سواليف
في الوقت الذي رحبت فيه #حكومة_الاحتلال باستقالة رئيس أركان الجيش هرتسي هليفي بسبب إخفاقه في التصدي لانطلاق عملية ” #طوفان_الأقصى ” في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، وتعيين آيال #زامير خلفاً له، فإن ذلك لا ينفي أن الحكومة ذاتها مسؤولة عن #فشل #هيئة_الأركان_العامة.
وقال المؤرخ بجامعة بن غوريون، البروفيسور آفي برئيلي: إن “عاما وربع العام من الحرب كشف عن فشل جيش الاحتلال في تنفيذ المهام التي أوكلتها إليه الحكومة، الأمر الذي سيكون له عواقب خطيرة للغاية، فورية وطويلة الأمد، ومتعددة القطاعات، لا سيما عدم النجاح في القضاء على حركة حماس في قطاع غزة كقوة عسكرية وحكومية، وهذا الفشل ينبع من ضعف بناء القوة والتصور الخاطئ للردع”.
وأكد برئيلي في مقال نشرته صحيفة “يسرائيل هيوم” وترجمته “عربي21” أن “هذا الفشل مناسبة ليسأل الإسرائيليون أنفسهم عن فهم كيفية وصولهم إلى النقطة المنخفضة الحالية في الحرب الأخيرة، وأن ينظروا لمستقبلهم في هذه الأرض بعد أن وصلوا إلى أدنى نقطة في حياتهم، ليس فقط بسبب العواقب المترتبة على هجوم حماس في السابع من أكتوبر، بل بسبب الفشل على المستوى العملياتي والاستخباراتي، وعدم القدرة على إنقاذ المختطفين في غزة”.
مقالات ذات صلة النواب يتراجع عن السماح بانهاء عقود 5% من العاملين 2025/03/10وأشار إلى أنه “رغم ما يمكن اعتبارها إنجازات تكتيكية، لكن الجيش لم يتمكن من فرض الصفقة الحالية على حماس، وخلال عام وربع العام من القتال الضاري في غزة، وهي الفترة التي لم يتصور أحد أن القيادة السياسية قادرة على توفيرها له، في ظل العداء الدولي الذي يحيط بإسرائيل، حتى يتمكن من تنفيذ المهمة التي كلفته بها الحكومة، وهكذا مرّت شهور طويلة لم يعد فيها أمل بأن يتمكن نتنياهو من تحقيق أهدافه، وعلى رأسها القضاء على حماس في غزة، وتحرير المختطفين في نفس الوقت”.
واعتبر أن “هذا الفشل يعود لضعف بناء القوة، والمفهوم الخاطئ للردع، والحرق في الوعي، بدلاً من الدفاع الفعال، والسعي لاتخاذ القرار في الواقع، وليس في الوعي، ومن خطة هجوم غير مناسبة، فيما خاض رئيس الأركان هاليفي وجنرالاته خلال أشهر طويلة من الحرب حملة علاقات عامة، مما أوجد كارثة متعددة الأبعاد، وكان يتوقع أن يؤدي هذا لحدوث تصدّع بين المستويين السياسي والعسكري”.
وذكر أن “ما يمكن وصفه بـ”الخوف العقائدي”، وربما ضعف بناء القوة، دفع الجيش لتبني نظام فاشل من الغارات والانسحابات، بدلاً من الاستيلاء العسكري الكامل على غزة، فيما الحكومة مسؤولة عن فشل هيئة الأركان العامة، وفقدت سيطرتها على الجيش بشكل متزايد، وعززت سيطرتها عليه، كجزء من الانقلاب الزاحف الذي تنفذه المستويات المهنية في الحكومة ضد المستويات المنتخبة، وفيما بات الجيش أكثر صرامة، فإن الحكومة لا تزال تتصرف بشكل أكثر صرامة منه”.
وأشار إلى أن “رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وحزب الليكود، الحزب الحاكم طيلة معظم العقد ونصف العقد الماضيين، يتحملان المسؤولية عن هذا التطور، مما جعل دولة الاحتلال تواجه مأزقاً استراتيجياً خطيراً، مما يجعل من استبدال هاليفي ورجاله على وجه السرعة أمرا مهماً في ظل الهدوء الحالي، لأنه من الواضح أن المهام العملياتية التي حددتها الحكومة لا يمكن إنجازها في وجودهم”.
وختم بالقول إن “الحكومة الحالية تتحمل مسؤولية إنقاذ الدولة من الفخ الذي وقعت فيه، وطالما أنه يمكن استبدال هيئة الأركان العامة من خلال استقالة قائدها، فإنه لا يمكن استبدال الحكومة إلا ممن عينوها، وهم الناخبون الإسرائيليون، مع أن الانتخابات في هذه المرحلة الآن تعني هزيمة خطيرة للدولة”.
بدوره، قال المحامي أورييل ليفين في مقال نشرته صحيفة “معاريف”، إنه “في هذه الأيام الصعبة التي تمرّ بها الدولة، لا يخجل كبار السياسيين، الذين يفتقرون للاحترام والشعور بالمسؤولية، من أجل المكاسب السياسية، من مواصلة مهاجمة رئيس الأركان هآرتسي هاليفي، الذي أوكلت إليه إدارة حروب الدولة منذ هجوم حماس في السابع من أكتوبر، ويبدو صعباً علي أن أفكر في سلوك أكثر حقارة من ذلك، لأن هؤلاء السياسيين الصغار المحرضين من مختلف الأنواع يعملون على تآكل ثقة الجمهور في الجيش، ويريدون إقناعه بأن حروب الدولة يديرها رئيس أركان فاشل”.
وأضاف ليفين أن “هذا السلوك الحزبي تجاه هاليفي يعيد للأذهان ما ذكرته الكاتبة الكبيرة في سيرة الصهيونية وبناء الدولة، البروفيسور أنيتا شابيرا، أنها رأت الدولة منذ بدايتها وحتى يومنا هذا، ولم تشك أبدًا في قدرتها على التغلب على جميع أعدائها الخارجيين، لكنها في الآونة الأخيرة، باتت تشعر بالقلق من أعداء الدولة في الداخل، ومن الحكومة الفاسدة والمفسدة، وفقدان التضامن الداخلي الذي كان بمثابة الغراء الذي أبقى الإسرائيليين متحدين كل هذه السنوات، وهذا لوحده يشكل قلقًا حقيقيًا”.