هل بدأت إيران تشكك في قدرة وكلائها؟
تاريخ النشر: 31st, October 2024 GMT
سارعت إيران إلى التقليل من آثار الضربات الإسرائيلية على أراضيها في عطلة نهاية الأسبوع الماضي، مما يوحي بأنها قد اتخذت خطوة لتجنب حرب أوسع، لكن الهجوم أرسى سابقة حاولت الجمهورية الإسلامية تفاديها منذ تأسيسها قبل 40 سنة.
يعتقد إيرانيون أنه لو كانت طهران تمتلك بالفعل قوة ردع نووية لما كانت تعرضت للضربات
وكتب مصطفى سالم في موقع شبكة "سي أن أن" الأمريكية للتلفزيون، أن الخصمين أمضيا عقوداً من الزمن في تجنب المواجهة المباشرة، وبدلاً من ذلك اختارا تبادل اللكمات في حرب الظل.
واستخدمت إسرائيل عمليات سرية لاغتيال شخصيات إيرانية رئيسية وتنفيذ هجمات إلكترونية على منشآت حيوية، بينما واصلت إيران تفعيل ميليشياتها العربية الوكيلة لمهاجمة الدولة اليهودية.
وشكل هجوم السبت المرة الأولى التي تعترف فيها إسرائيل بضرب إيران، مما أدى إلى ظهور حرب الظل إلى العلن وتجاوز العتبة، التي دفعت البعض في الجمهورية الإسلامية إلى التشكيك في قدرات الردع في البلاد.
وفي أبريل (نيسان)، بعدما هاجمت إيران إسرائيل رداً على ما قالت إنه هجوم إسرائيلي على مبناها الدبلوماسي في دمشق، قال مسؤولون أمريكيون، إن إسرائيل ردت بمهاجمة إيران بعد أيام فقط، ولم تعترف إسرائيل علانية بهذا الهجوم.
Iran’s air defenses crumbled. Israel’s unprecedented strike deep in Iranian territory, though limited by Biden/Harris pressure - marks history as the first direct engagement with Iran since the Iran-Iraq War. Israel dominated Iranian airspace for over an hour - a major shift in… pic.twitter.com/266DxllfIH
— Aaron Cohen Official (@aacohenofficial) October 26, 2024لكن الهجوم الأخير كان مختلفاً، وقالت إسرائيل صراحة إنها شنت "ضربات دقيقة" على أهداف عسكرية في إيران.
وبعيد الهجوم، نشرت وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية صوراً تظهر استمرار الحياة اليومية كالمعتاد في مدنها.
وواصلت المدارس عملها وظهرت شوارع طهران مكتظة بحركة المرور، وسخر المعلقون المتشددون من الهجوم على شاشات التلفزيون، كما سخرت وسائل التواصل الاجتماعي من الطبيعة المحدودة للرد الإسرائيلي.
وفي أول تعليق له بعد الهجوم، اختار المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي تقديم رد مدروس، قائلاً إن الضربات "يجب ألا يتم المبالغة فيها أو التقليل منها".
موجة الرفضولكن هذه الموجة الأولية من الرفض تبددت في نهاية المطاف، ونشأ جدل داخلي حول ما إذا كان ينبغي لإيران أن تقدم رداً قاسياً، لمنع تطبيع الضربات الإسرائيلية ضد نظام يركز على بقائه.
وقال نائب الرئيس التنفيذي لمعهد كوينسي لفن الحكم المسؤول في واشنطن تريتا بارسي: "الشعور هو أنهم إذا لم يردوا فسيقومون بتطبيع فكرة أن إسرائيل يمكن أن تضرب طهران من دون الحصول على رد"، مضيفاً أن هناك "خوفاً من أنه إذا لم يفعلوا شيئاً الآن، فإن إسرائيل ستبدأ في التعامل مع إيران على غرار سوريا، مما يعني أن إسرائيل ستضرب بين الحين والآخر".
Israel’s strikes on Iran broke a 40-year taboo. Tehran faces tough choices about what to do next https://t.co/D5qX0BKLxx
— Dorothy Odawa (@DorothyOda48789) October 31, 2024الضربات، التي جاءت رداً على هجوم إيراني على إسرائيل قبل ثلاثة أسابيع، ابتعدت عن المنشآت النووية والنفطية - وبدلاً من ذلك ضربت ما وصفه الجيش الإسرائيلي بـ "الأنظمة الإستراتيجية في إيران" التي تنطوي على "أهمية كبيرة".
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إن أنظمة الدفاع الإيرانية وقدرتها على تصدير الصواريخ تعرضت لأضرار بالغة.
ويقول مسؤولون إيرانيون، إن بعض المواقع العسكرية تعرضت "لأضرار طفيفة" وتم "إصلاحها بسرعة". وقالت الحكومة الإيرانية إن خمسة أشخاص قتلوا، بينهم أربعة من أفراد الجيش.
إضعاف الميليشياتلكن الخبراء يقولون إن الأضرار كانت أكبر مما اعترفت به طهران. وقالت الزميلة في معهد أبحاث الشرق الأوسط لدى برنامج السياسة النووية في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي نيكول غرايفسكي:"أحدث هذا (الهجوم) ضرراً أكثر بكثير مما أعلن عنه المسؤولون الإيرانيون، يبدو أن الدفاعات الجوية الإيرانية وبعض الرادارات، التي تلعب دوراً حاسماً في تحديد الصواريخ القادمة، قد تم تدميرها في الموجة الأولى".
وكان إضعاف أقوى الميليشيات المتحالفة مع إيران، مثل حماس وحزب الله، فضلاً عن الضربات التي شنت في نهاية الأسبوع على إيران، سبباً في إثارة جدل داخلي آخر في إيران حول ما إذا كان الوكلاء الإقليميون يشكلون ردعاً فعالاً.
وقال محمد علي شعباني، محرر موقع أمواج ميديا، الذي يتخذ لندن مقراً له ويركز على إيران والعراق وشبه الجزيرة العربية: "من المؤكد أن هناك أصواتاً داخل المؤسسة السياسية تشكك في فعالية عقيدة الدفاع الأمامي، أو فكرة أن شبكة التحالف الإقليمي لإيران يمكن أن توفر مظلة أمنية. إذا تغير ذلك، فإن أحد الجوانب الطبيعية للنقاش، ستتركز حول طريقة استعادة الردع".
ولفت بارسي إلى إنه مع استمرار إسرائيل في تفكيك قدرة الردع الإيرانية، فإن أصوات الأقلية في الجمهورية الإسلامية التي تؤيد تحويل برنامجها النووي نحو التسلح، صارت أقوى.
وأضاف: "الزخم يقف مع أولئك الذين يقولون إنه لو كانت إيران تمتلك بالفعل قوة ردع نووية، لما كانت تعرضت للضربات".
وتابع أنه إذا ضرب الإسرائيليون المنشآت النووية الإيرانية، بصرف النظر عما إذا كان الإيرانيون قادرين على الحصول على قنبلة بسرعة أم لا، فإن طهران ستسعى إلى صنع سلاح نووي.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إيران وإسرائيل
إقرأ أيضاً:
إيران تخترق دفاعات إسرائيل عبر هجمات الحوثيين
أثار فشل منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية، في التصدي لآخر موجتين من الهجمات التي شنتها ميليشيا الحوثي على إسرائيل، تساؤلات بشأن مدى استفادة إيران من ثغرات في طبقات الحماية التي تشغلها إسرائيل للتصدي للهجمات الجوية.
وتسبب هجومان خلال الأيام الأخيرة في سقوط صاروخين بشكل مباشر على مناطق مأهولة في إسرائيل، ما أدى لإصابة عدد من الإسرائيليين، وفتح تحقيق حول فشل اعتراض الصواريخ الحوثية.وقال موقع "والا" الإسرائيلي إنه "بعد اعتراض الهجومين الصاروخيين الإيرانيين في أبريل (نيسان) وأكتوبر (تشرين الأول)، كان لدى المؤسسة الأمنية شعور بأن نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي، الذي تم بناؤه باستثمار مليارات الدولارات، سيخلق بالفعل جداراً ضد إيران".
فشلت محاولات اعتراضه.. سقوط صاروخ أطلق من اليمن قرب تل أبيب - موقع 24قال الجيش الإسرائيلي اليوم السبت إن صاروخاً أطلِق من اليمن أصاب الأراضي الإسرائيلية قرب تل أبيب، بعد فشل محاولات اعتراضه. وأضاف الموقع: "أُطلقت مئات الصواريخ على إسرائيل، وكانت الأضرار طفيفة، لكن الهجمات الحوثية الأخيرة تثير المخاوف من أن الإيرانيين يعرفون أيضاً كيفية استخلاص الدروس من ساحة الاختبار الكبيرة، سواء في عمليات الإطلاق من إيران نفسها، أو في عمليات الإطلاق الآتية من اليمن التي ينفذها الحوثيون".
ويتكون نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي حالياً من 4 طبقات، صواريخ أرو-3 الاعتراضية، التي تعمل في الفضاء، وصواريخ أرو-2 الاعتراضية، التي تعمل في الطبقات العليا من الغلاف الجوي، وهي مصممة لاعتراض الصواريخ الباليستية.
كما تضم منظومة الدفاع الجوي منظومة "مقلاع داود"، وهو نظام اعتراض مصمم للتصدي للصواريخ الباليستية قصيرة المدى وصواريخ كروز، وكذلك منظومة القبة الحديدية، التي من المفترض أن تعترض الصواريخ البدائية والطائرات بدون طيار.
وبحسب الموقع الإسرائيلي "يركز التحقيق الأكثر شمولاً الذي تجريه القوات الجوية بالتعاون مع مديرية الدفاع الجوي بوزارة الدفاع وصناعة الطيران وشركة رافائيل على مسألة الخطأ الذي حدث بالضبط، وخاصة ما إذا كان حادثاً لمرة واحدة أم أنه سلاح يكسر قواعد اللعبة قدمه الإيرانيون للحوثيين". إسرائيل تكشف سبب فشل اعتراض صاروخ أطلقه الحوثيون - موقع 24كشفت القناة 12 العبرية، السبب وراء فشل منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية في اعتراض صاروخ حوثي، أسفر عن إصابة 16 شخصاً في تل أبيب. وأضاف أن "حقيقة العديد من الصواريخ الاعتراضية فشلت في تدمير الهدف تقلل من احتمال حدوث خلل فني في الصواريخ الدفاعية نفسها، ما يشير لاحتمالات أخرى".
وتابع: "التحقيقات الاولية تشير إلى أن الصواريخ التي استخدمتها ميليشيا الحوثي مؤخراً هي تطوير للصاروخ الإيراني القديم شهاب 3، لكن إيران تمتلك أيضاً صواريخ باليستية أكثر تقدماً، مثل "عماد" و"خيبرشكن"، وكلاهما تقول إيران إن لديهما القدرة على الإفلات من الصواريخ الاعتراضية من خلال القدرة على المناورة بعد دخولها الغلاف الجوي".
وبحسب الموقع "من المحتمل أن يكون الإيرانيون قد بدأوا في الأيام الأخيرة بإطلاق صواريخهم الأكثر تطوراً من اليمن، ما يشير إلى احتمال أن يكون الإيرانيون أجروا مزيداً من التغييرات على صواريخهم الباليستية، ويقومون باختبارها في ظروف حقيقية، وتحت غطاء الحوثيين".