صدى البلد:
2025-03-09@12:45:24 GMT

أحمد نجم يكتب: الغيرة عند الأبناء «قنبلة موقوتة»

تاريخ النشر: 31st, October 2024 GMT

 من المؤكد أن الغيرة عند الأبناء، خاصة الأطفال ظاهرة شائعة في معظم الأسر ، تستحق الدراسة لكونها شعور سلبي يصاب  به الطفل عند فقدان جزء من الرعاية والاهتمام به خصوصا من والديه ، وبشكل خاص من الأم ، عند قدوم مولود جديد .

في المقالين السابقين تناولت الغيرة بشكل عام  ثم الغيرة الزوجية وفي مقالي هذا أتناول الغيرة بين الأبناء بإعتبارها مرض إجتماعي وكارثة مدمرة للإستقرار الأسري.

.

أحيانا كثيرة يغار الطفل من أخيه المولود الجديد ، لأنه يشعر فعليا أنه فقد بعض الإهتمام من الوالدين في الوقت الذي يقوم فيه من حوله بمداعبة المولود الجديد وحمله واحتضانه وهو غير مدرك أن المولود الجديد لابد له من رعاية لصيقة بأمه . حينها يبدي الطفل بعض العدوانية تجاه المولود الجديد ، مثل محاولة الاعتداء عليه أو تقبيله و احتضانه بعنف ، يريد أن يعبر عما بداخله من غيره بتعويض مصطنع أنه يحب أخيه الآخر ، لشعوره بفقد جزء أو كل اهتمام والديه وهو خطأ يقع فيه الوالدان دون قصد  .

يشير  علماء النفس أن الغيرة شعور إنفعالي داخلي لدي الشخص يحاول إخفائه و يمكن أن يظهر في بعض السلوكيات مثل الثورة الغاضبة أو النقد و رفض الأوامر والتعليمات و الهياج
و الصراخ بدون داع  ، أو يمكن أن يكون حالة من الإنطواء و الإمتناع عن مشاركة الأخرين والخجل وهو شعور بالنقص في الشخصية يبدو مبكرا .

أحياناً يحاول الطفل تخريب أغراض أخيه أو الإستيلاء علي ما يحبه أو الإعتداء عليه بالضرب أو السباب وعمل إزعاج لإقلاق راحته، و الأخطر عندما يكبر الطفل و تتحول الغيرة لديه  للتجسس علي شقيقه لرصد أخطائه والإيقاع به في مشكلة ، حينها يشعر بلذة وسعادة بروح إنتقاميه لأنه قلل من هيبه وإحترام أخيه ومحاولة إتلاف كل ما يحبه

 الغيرة تولد مع الطفل وتكبر معه وتظهر في أوقات مبكرة من طفولته تبدأ من بلوغه سبعه أشهر  حين يحرص و يتشبث بما يملكه ويرفض أن يعطيه للأخر . وإذا نمت داخله الغيرة  تحولت إلي عقده بلا علاج فهي لا تعترف بالحوار العقلاني و لا النصائح المنطقية ، و من الطبيعي أن كلا منا يشعر بالغيرة لكن بنسب متفاوته لأنها تختلف بإختلاف القدرة علي السيطرة علي النفس ومواجهتها وأحيانا تعمي الغيرة البصر و البصيرة بين الأشقاء الكبار فتحدث حالات قتل للأخ أو إعتداء جسدي و لفظي أو تدمير حياته الأسرية ، بسبب الغيرة من جراء تفضيل أحد الوالدين البعض علي الأخر .

أما أخطر تلك الحالات هي التي لايستطيع الإبن أن يبوح بغيرته لأحد فيتحول إلي شخصية ضعيفه يصاب بالإكتئاب و العزلة لذلك يجب رعايتهم بزرع الثقة فيهم ومحاولة إيجاد تصرف جيد للإشادة به لعمل توازن نفسي لشخصيتهم . لكون الغيرة جزء متمم للنفس الإنسانية ،تعيش معه منذ نشأته حتى مماته .

فيجب علي الوالدين التحلي بحكمة بالغة وتصرف رشيد في معاملة الأبناء . فعند قدوم مولود جديد ، يجب التمهيد للإبن بأن الله سيرزقه بأخ أو أخت يلعب معه ويؤنس وحدته ويحبه ولا يجب تفضيل البنين عن البنات في التعامل ، لأنها قنبلة موقوته بين الأشقاء .

عند التعامل مع المولود الجديد يجب عدم إغفال الإبن الأخر ومحاولة إعطاؤه قدر من الحنان والملاطفة و الإهتمام . 
كذلك عدم تفضيل البعض عند شراء احتياجاتهم ، واعطاء كلا منهما الحق في الإختيار لما يحبه مع مراعاة النصح و التوجيه . كذلك عند توزيع المصروف أو الهدايا يراع الحكمة في التصرف فلا يجب أن يشعر إبن بأن شقيقه يحصل علي أكثر منه ، فإن قبل ذلك سيقبل علي مضض .

 و لا يجب المقارنة بينهم  لأنها تقلل من إحساسه بكيانه ، وتنشأ مقولة ( أنتم تحبوه أكثر مني ) وهي المقولة الشائعة بين الأبناء الذين يشعرون بالغيرة . أيضا لا يجب المقارنة بالسلوكيات أو التفوق الدراسي أو النظافة لأنها تولد الضغينة والغيرة بينهم ، لذلك  ينبغى بث روح الثقة و التفوق فيه وتشجيعه على أن يكون متميزا  لنيل محبة الآخرين  و الإستماع له وإحترام ما  يعانيه و نصحه بأن نقص عليه حكاية مماثلة لما يعانيه مع إعطاء الحل لتحفيزه بأن يفعل نفس التصرف الصحيح ، أيضا لا يجب إصطحاب أحدهم دون الآخر في الخروجات أو حضور المناسبات .

ضرورة المساواة بينهم في الحب و المداعبة و الحوار و الدعم بأن يشعر بأنه قدوه لأخيه الأصغر الذي يحتاج النصح والرعاية ويتعلم منه ، لكي يشعر أنه لا يزال محبوب  من والديه برغم ولادة أو وجود مولود اصغر  .

كذلك عدم الإشادة بتصرف  أحد الأبناء وتجاهل الآخرين واحترام قدرات كل إبن  والمساواة في الإشادة خاصة بين الذكور والإناث ..أو  تقديم
إمتيازات كثيرة للطفل المريض حتى لا تجعله يتمارض أكثر فيشعر إخوته بالغيرة منه خاصة عندما يتأكدون أنه يتمارض .

أيضا يجب الحرص علي عدم الإفراط في التدليل لكي لا  يشعر  بأنّه أفضل من الأطفال الآخرين ، و يرفض تعامل أحدا غيره مع والديه فيجب إبراز مواهب و تُميّز الكل و تحويل سلوك الغيرة السلبي الي حافز  إيجابي،

من الأخطاء الأسرية التي  تسبب الغيرة التي تنذر بوقوع كارثة هي قيام بعض الأباء بتفضيل إبن علي آخر في توزيع الممتلكات سواء عينية أو مادية فيبدأ شيطان الغيرة في بث سمومه داخله تنذر بقنبلة موقوته تهدد حياة الأخر فكثيرا ما نسمع عن حوادث قتل بسبب ذلك ..

جرائم الغيرة بين الأبناء هي من صنع تصرفات بعض الآباء ، فيجب مراعاة العدل في المعاملة . أن كنت تريد أسرة مثالية نوعا ما يجب عليك أن تحكم و لا تتحكم فلو حكمت سيكون العدل ، و لو تحكمت ستكون غطرسة الديكتاتورية .

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

رغم الشعائر والروحانيات.. لماذا يشعر البعض بالاكتئاب في رمضان؟

وسط الأجواء الرمضانية، ما بين التسوق للأغراض الغذائية وترتيب اللقاءات المُجمّعة والعزائم، وصولا للاستعدادات النفسية لتنفيذ الطاعات والعبادات، قد يجد البعض أنفسهم يشعرون بالكثير من الأحاسيس السلبية ومشاعر الاكتئاب، وذلك على الرغم من السعادة العامة التي تسود الدول العربية والإسلامية حول العالم استقبالًا للشهر الكريم.

هذه الأحاسيس السلبية بالحزن والاكتئاب ليست غريبة من نوعها، إذ قد تصيب الكثير من الناس على الرغم من عدم اعتراف معظمهم بها لتجنُّب الحرج وسوء الفهم، ويتضح أن أسبابها عميقة وتستلزم الكثير من الوعي والانتباه.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2هكذا أطفأت الحرب بهجة رمضان في غزةlist 2 of 2مسلسل "الكابتن".. أكرم حسني يقود طائرة الكوميديا في رمضان 2025end of list مشاعر الحزن في المناسبات السعيدة

من المفترض أن تكون الأعياد والمناسبات العامة وقتًا للفرح والاحتفال، ولكنها بالنسبة لبعض الناس ليست كذلك على الإطلاق. وبالرغم من أن الاكتئاب قد يحدث في أي وقت من السنة، لكن التوتر والقلق خلال شهر رمضان، قد يدفع البعض للإحساس بمزيد من العزلة والمشاعر السلبية. ويتضح أن هناك عدة أسباب للمشكلة، أبرزها ما يلي:

1- الإحساس بالعزلة الاجتماعية

العزلة الاجتماعية هي واحدة من أكبر عوامل الاكتئاب، خاصة خلال الأعياد والمناسبات، إذ قد يكون لدى بعض الأشخاص دائرة اجتماعية صغيرة أو نقص في فرص العلاقات الاجتماعية بسبب الظروف المختلفة، مثل السفر أو المرض أو متطلبات العمل والدراسة.

إعلان

وبالتالي قد يميل هؤلاء الأشخاص إلى الميل للمزيد من التجنُّب لأية أنواع من التفاعلات الاجتماعية، وهو الأمر الذي يؤدي إلى تفاقم مشاعر الوحدة وأعراض الاكتئاب، وهلم جرا.

كذلك قد يرى هؤلاء الأفراد أشخاصًا آخرين يقضون وقتًا طيبا مع الأصدقاء والعائلة، خاصة مع ما يتم تصديره على وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام، مما يدفعهم إلى الشعور بالعزلة والاكتئاب، وإلى المزيد من عدم التفاعل مع الآخرين، حتى ولو كانوا جيرانا أو معارف من فريق العمل.

لكن في الواقع يقول خبراء الصحة النفسية إنه من أفضل الطرق للتعامل مع العزلة الاجتماعية هو الاحتكاك بالآخرين بشكل واع وموزون، وطلب الدعم من الأصدقاء أو العائلة، والتواصل معهم حتى وإن لم تكونوا مع بعض في نفس الفعاليات بصورة مباشرة.

أفضل الطرق للتعامل مع العزلة الاجتماعية هو الاحتكاك بالآخرين، وطلب الدعم من الأصدقاء أو العائلة (شترستوك) 2- الاسترسال مع الماضي

أحيانًا، قد يكون سبب حزنك الحالي في المناسبات السعيدة هو مشاعرك التي تتذكرها عن نفس الفترة في مراحل سابقة من حياتك، وشعورك بالحنين تجاهها.

على سبيل المثال، يمكن لاستذكار الأشخاص الطيبين والأوقات الطيبة في الماضي أن تذكرك بأن هذه المراحل القديمة من حياتك أو طفولتك قد ولت إلى الأبد.

فالماضي لا يمكن استرجاعه، والذكريات الجميلة التي عشناها قديما عادة ما تكون مشبعة بمشاعر مريرة مثل الافتقاد والحنين. فنحن سعداء لأننا استمتعنا بها ولكننا حزينون لأننا لم ولن نتمكن من الاحتفاظ بها أو إعادتها.

في هذه الحالة، يُنصح بالتركيز على اللحظة الآنية والشعور بالامتنان لها، وممارسة تمرينات اليقظة لتقدير قيمة كل مرحلة من حياتك، وما فيها من فرص عظيمة.

3- الطموحات العالية وخيبة الأمل

رغم أننا قد نكون سعداء في الأعياد والمناسبات السعيدة، فإننا قد نشعر أيضًا بخيبة الأمل والإحباط عندما لا يرقى الحدث لتوقعاتنا، أو تخفق آمالنا وتطلعاتنا لمستوى الإنجاز الذي وددنا لو حققناه خلاله.

إعلان

إذ يمكن أن تؤدي التوقعات العالية والمبالغ فيها إلى صور غير واقعية لما يجب أن يكون عليه الأمر، ويمكن أن يركز عقلك في هذه الحالة انتباهه على ما هو مفقود أو ناقص، بدلاً من التركيز والامتنان لما هو موجود بالفعل.

يحدث هذا بشكل خاص مع العبادات والتطلعات الإيمانية التي قد ينويها بعض المسلمين خلال شهر رمضان، ويضعون اللوم بسبب المعايير غير الواقعية على أنفسهم، دون وضع التزاماتهم اليومية المختلفة أو الظروف الطارئة في الاعتبار.

وقد يساعد في تعزيز الواقعية وعلاج مشكلة التوقعات المبالغ فيها أن تضع لنفسك "قائمة المهام العكسية"، التي يمكنها أن تساعدك على تحقيق التوازن بين ما تتطلع إلى تحقيقه، وبين قدراتك وإمكانيات يومك.

سوء إدارة الوقت يؤدي إلى عدم الحصول على ما يكفي من ساعات النوم (وكالة الأنباء الألمانية) 4- الضغوطات المالية والإفراط في التسوق

تشهد الأسواق العربية تحديدا، ارتفاعات غير مسبوقة في الأسعار ومعدلات الاستهلاك خلال شهر رمضان، خاصة للمنتجات الغذائية، مما يضع مزيدا من الضغوط المادية على العائلات ويرفع حجم إنفاقها، وهي العوامل التي غالبا ما تمثل عبئا نفسيا هائلا على الكثير من الناس.

لذا قد يكون من الأنسب وضع ميزانيات محددة للبنود المختلفة خلال الشهر، وانتهاز مناسبات العروض الكبرى والتخفيضات لشراء المنتجات التي يسهل تخزينها لفترات طويلة.

كذلك يميل البعض إلى تبكير عملية التسوق والانتهاء منها قبل شهر رمضان بشكل استباقي، أو يلجؤون على الأقل لتأجيل مهام التسوق خلال أيام الصوم لما بعد الإفطار، وذلك لتجنُّب الإحساس بالجوع أثناء شراء المنتجات، الأمر الذي يؤثر على قدرة صنع القرار ويدفع الناس إلى الإفراط في التبضُّع.

من الأنسب وضع ميزانيات محددة للبنود المختلفة خلال شهر رمضان (وكالة الأناضول) 5- التعب والإجهاد

رغم ارتباط رمضان بالصوم عن الطعام والشراب، فقد يجد البعض أنه مرتبط لديهم بالإحساس بالإجهاد والخمول، وهي العوامل التي قد تسبب الإحساس العام بالكآبة.

إعلان

ترجع هذه المشكلة لعدة أسباب، أهمها سوء التخطيط للوجبات التي يتم استهلاكها في ساعات الإفطار المحددة، والتي عادة ما يتم الإفراط فيها في تناول الأصناف المليئة بالدهون والكربوهيدرات.

كذلك يؤدي سوء إدارة الوقت إلى عدم الحصول على ما يكفي من ساعات النوم، خاصة مع جداول العبادات والمهام اليومية الأخرى، مما يدفع الكثيرين إلى الإحساس بالإرهاق والتعب على مدار الشهر، خاصة بعد الإفطار، فيصبح الصداع المشكلة الكبرى والعامل المشترك بين معظم الصائمين.

في هذه الحال، ينصح أستاذ التغذية في جامعة المنصورة، الدكتور أيمن شحاتة، بعدد من النصائح والمعايير التي من شأنها أن تساعد في وضع روتين رمضاني لشحن الطاقة والتخلص من الخمول.

مقالات مشابهة

  • موعد عرض مسلسل حكيم باشا الحلقة 9.. «الغيرة والحقد يحيطان بـ مصطفى شعبان»
  • مخلفات الاحتلال الإسرائيلي في غزة: قنابل موقوتة تهدد الحياة
  • بمناسبة يوم الشهيد.. خبيرة أسرية تقدم عدة نصائح لغرس حب الوطن في الأبناء
  • دعاء قبل الإفطار لهداية الأبناء.. ردده قبل أذان المغرب بدقائق
  • أحمد نجم يكتب: في ذكرى استشهاد الجنرال الذهبي
  • أحمد ياسر يكتب: دراما الحرب بالوكالة في أوكرانيا
  • جوارديولا يشعر بالضغط في «الصراع الرباعي»!
  • رغم الشعائر والروحانيات.. لماذا يشعر البعض بالاكتئاب في رمضان؟
  • رمضان فرصة ذهبية لغرس قيم الصبر والتحمل في نفوس الأبناء.. تفاصيل
  • هجرة الصاوي لـ "البوابة نيوز": روايتى "ثعلب الديجيتال" تؤكد على ارتباط الجيل الجديد بجذوره