نفاق_الوطن!!
بقلم: د. #ذوقان_عبيدات
في الأردن ظواهر عديدة تتسم بالغرابة، فهناك من ملأ الفضاء نفاقًا لأصحاب المراكز من المخلوقات العجيبة للدولة، كأن تسمع: بِكُُم تزهو المناصب!!
وأتته”المناصب ” منقادة
مقالات ذات صلة مستقبل المقاومة المسلحة في فلسطين في ظل انسداد أفق الحل السلمي 2024/10/30إليه تجرر أذيالها…
فلم تكُ تصلح إلّا له
ولم يكُ يصلح إلّا لها.
وكذلك الرجل المناسب في المكان المناسب، وغير ذلك من عبارات النفاق الرسمي!
وهناك في بلادنا فقط، من يطالب بكوتا لغير الأغبياء، كونهم أقلية مهمشة!
المهم، ظهور نفاق جديد اسمه
نفاق الوطن!!
(١)
النفاق الوطني!
قال شوقي من عشرات السنين:
وطني لو شغلت بالخلد عنه
نازعتني إليه في الخلد نفسي!
وبعده أنشدنا رائعة فدوى طوقان:
جنة الدنيا بلادي
حبها ملء فؤادي
وهكذا رضعنا حب الوطن، وكان هذا الشعور فطريّا غير مكتسب، ولا يجوز “التكسّب” فيه أو منه!
فالشجرة تحب وطنها! ولن يتمكن أحد من اقتلاعها كليّا، فقد يبقى لها بعض جذر أو بذرة لتنمو من جديد!
والحيوانات تحب وطنها، وتحرص عليه، وتعود إليه ولو بعد حين!!
فالنبات يحرص على جمال الوطن وأناقته! والحيوان الوطني يمتاز بأنسه وودّه، وتفوقه! ألا نفتخر جميعًا باللحم البلدي، والسمن البلدي، والبيض البلدي، والجميد البلدي!!!
والمنسف البلدي؟!!
إذن؛ العلاقة بين الوطن وكائناته
علاقة طبيعية، لا نفاق فيها، فشجرة الزيتون لا تنافق للوطن، بل تقدم له كل شيء، من دون أن تكتب فيه قصائد نفاقية! وكذلك تفعل الحيوانات! وكذلك يفعل المواطن المحترم الأصيل! فلم أسمع فلاحًا، أو عاملًا نافق .
فالوطن حب حقيقي، دليله ما تقدمه له، لا ما تقوله عنه تقربًا!
المنافقون؛ يحلو لهم دائمًا أن يربطوا بين الوطن ومسؤوليه، بدءًا من مختار الحي، والمتصرف
وأي ممن يمثل السلطة!
أما حكاية لا نسكن في الوطن، بل الوطن يسكن فينا! ، وحكاية نختلف في الوطن ولا نختلف عليه
فهي مجرد حكايات إنشائية!
الوطن يسكن في الفلاح، والمعلم، وسائر الناس المتجذرين فيه! أما المنافقون، فالوطن عندهم حقيبة سفر!
(٢)
من هم منافقو الوطن؟!
قلنا بعد شوقي، وفدوى طوقان يكون الكلام مكرّرًا! وهل كل من يتغزل بالوطن منافق؟
الجواب طبعًا لا، إذن؛ من هو المنافق الوطني؟
المنافق الوطني هو من يحتمي بنفاقه لينال منصبًا، أو وظيفة مرموقة عند أصحاب القرار!
ولنا في هذا تجارب، ونماذج عديدة! فكم شخصًا قادته قصيدته إلى المجد، حين يربطها بمسؤول! وكم شخصًا أوصلته ندوة تلفزيونية إلى حيث يريد!
الأردنيون يعرفون ذلك جيدًا أكثر
مني! وهكذا يكثر النفاق أمام مفاصل مهمة، مثل الانتخابات ، المجالس، اللجان، المناصب… إلخ! وكل منافق يقول: ها أنا ذا!
هذا مفهوم عند المواطنين، اعتادوا عليه، وصار مفهومًا:
النفاق طريق للمجد! لكن
ما ليس مفهومًا أن يرتبط النفاق بالوطن، وبما يحيط به من قيم!
(٣)
أين تكمن الخطورة؟
الخطورة في النفاق الوطني تكمن في أنه تضليل، ودفاع عن سياسات لا يمكن الدفاع عنها! لكن الأخطر من ذلك، أن تحتمي بنفاقك الوطني لتهاجم مواطنين
وفئات يطالبون بالتصدي لأخطار قادمة، أو من يطالب بالتجنيد، أو من يطالب بنصرة فلسطين، أو مقاومة لبنان! النفاق هو الاحتماء بمقالة كي تتمكن من شتم المقاومة، وما جرته علينا من خراب ودمار!
أعتقد أن في هذا عدم فهم لموقف الدولة ومحدداتها!
ملاحظة: اشتُم المقاومة، لكن لا تفعل ذلك تحت حماية الوطن!
الناس تعرف المنافقين، فهل
يدرك المسؤولون ذلك؟
فهمت عليّ جنابك؟!
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: ذوقان عبيدات نفاق ا
إقرأ أيضاً:
ترامب.. احذر من الأردن!
#ترامب.. احذر من #الأردن!
كتب #احمد_إيهاب_سلامة
تصريحاتك المهترئة والمستهلكة لا تخيف اصغر أردني على وجه هذه الأرض، هي مجرد كلمات فارغة يعرفها الجميع، وأنتَ تعلم جيدًا كيف تداركها وتخطو فوقها، ما هي إلا محاولات إعلامية سطحية تهدف لخلق هالة نفسية لا أساس لها من الواقع، لكن دعني أقول لك شيئًا: يمكنك فعل هذا الأمر وأمور أخرى، لأنك ببساطة لا تملك ذرة إنسانية في قلبك.
كيف لا، وأنت الذي كنت تراقب عبر شاشات التلفاز مقتل 18 ألف طفل بريء وتقول بكل وقاحة: “موقفنا مع إسرائيل ثابت”
مقالات ذات صلة مشاهد لإجلاء جنديين إسرائيليين جريحين من غزة 2024/12/23أنتَ، ترامب المزعوم، لا أحد في هذه الأرض يخشى منك، وفي لحظات الأزمات، نحن قادرون على تحدي جيشك الذي تظن أنه ركيزة قوتك، ولا تعلم حجم الغضب الذي يختمر في قلوب الأردنيين، لا تدرك كم نحن مستعدون للتنكيل بمن هم مثلك.
نحن لسنا الهنود الحمر، ولسنا شعبًا بلا تاريخ أو هوية، لسنا مثل أوكرانيا في زمنها الحالك، ولسنا مجرد خريجي هوليوود الذين عايشوا الرغد والترف على حساب الأرض والإنسان.
نحن أبناء الأرض، ولدنا وسط الأحياء الفقيرة والزواريب الضيقة، ونحن من زرعنا أراضينا بأنفسنا، نشرب حب الوطن مع حليب الأمهات. نحن لا نساوم على وطننا مقابل حفنة دولارات كما فعلت أنت في واشنطن ولوس أنجلوس وغيرها من الولايات الأمريكية.
الأردن، يا ترامب، ليس كما تراه في منظورك الضيق، هو شديدٌ، قويٌ، صلبٌ، عنيدٌ، وشامخٌ..
أما عن مساعداتك، فنحن في غنى عنها، بغنى عن بعض الارز والفتات، فهي مجرد أموال قذرة لا يعرف أحد من أين جُمعت.
في منظورك ترى هذه الأرض قطعة صغيرة، لكنك لا تعلم كيف يكون الأسود الثائرة عندما تهب، ربما لم تسمع عن عشائر معان التي تلبّي نداء الوطن مهما كانت التحديات، ولم تدرك كم هي عميقة محبة أهل الطفيلة والكرك وإربد وعمان، من شمال الأردن إلى جنوبه، الشعب هنا لا يهاب الموت كما يهوى أتباعك الحياة.
أنت، تهاجم أهل أكناف بيت المقدس، عليك أن تعلم أنك الذي بحاجة إلى الحذر منا، لأننا نعرف كيف نكون أسودًا عندما يستدعي الوطن.
وقت الشدائد نقف جميعا خلف الوطن، خلف جيشنا العظيم الأبي ونتحدى أمريكا، بل نتحدى العالم بأسره
ربما لا تعرفون الأردنيين جيداً، لكن الأرض والسماء تشهد لنا.. ايها الترامب نصيحة منا لك: خفف من حدتك وأبعد عنا واحذر من الأردن واحذر جيداً من الأردنيين.