لاشك أن ما يطرح السؤال عن هل يجوز أخذ دواء للحمل بتوأم ؟، أو بصيغة أخرى هل يجوز التدخل الطبي لتحديد نوع الجنين أو الحمل بتوأم؟، هو ذلك التقدم العلمي والطبي الكبير ، والذي حمل كثير من الأحلام للناس، إلا أنه قبل السعي خلف الأحلام لابد من الوقوف على الحكم الشرعي ومعرفة هل يجوز أخذ دواء للحمل بتوأم ؟.

هل المايكروبليدنج حرام؟.

. الإفتاء: لا حرمة شرعية في رسم الحواجب بـ3 شروط أول معصية وقع فيها إبليس.. يفعلها كثيرون بسهولة وغفلة فاحذرها هل يجوز أخذ دواء للحمل بتوأم

قالت الدكتورة إيمان محمد، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن  الأصل هو الرضا بتقدير الله عز وجل، لذلك، ننصح الزوجين بترك الأمر لله، لأننا لا نعلم ماذا قد يهب الله لنا، فقد يكون ما يختاره هو الأفضل والأكثر نفعًا لنا.

وأوضحت “ محمد” في إجابتها عن سؤال : هل يجوز أخذ دواء للحمل بتوأم وهل يجوز التدخل الطبي لتحديد نوع الجنين أو الحمل بتوأم؟، أنه مع ذلك، فإن هذه المسألة تُعتبر من المسائل التي لا يجوز تعميم الحكم فيها.

وتابعت:  فلا حرج على الزوجين في الاتصال بقسم الأحوال الشخصية بمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية لدراسة حالتهما والحصول على إجابة تناسب وضعهما الخاص، لكن من المهم أن نفهم أنه لا يمكن تعميم الفتوى في هذه المسألة.

وأضافت: أما بالنسبة لرغبة بعض السيدات في إنجاب توأم، أكدت أنه نفس القواعد تنطبق هنا، ويجب النظر في الحاجة والضرورة، والشريعة الإسلامية تراعي هذه الاعتبارات، ولكن هذه الأمور تحتاج إلى دراسة دقيقة من قبل لجان الفتوى، حيث تُقرّر كل حالة الإجابة التي تتناسب معها، لأن الفتوى تختلف من حالة إلى أخرى، خاصة في الحالات التي لا يجوز فيها التعميم.

حكم التلقيح الصناعي وتحديد نوع الجنين

وأفادت دار الإفتاء المصرية ، بأن إجراء عملية الحقن المجهري جائز شرعًا؛ وذلك إذا ثبت قطعًا أنَّ البويضةَ مِن الزوجة والحيوانَ المنوي مِن زوجها، وحَصَل تفاعُلُهُما وإخصابُهُما في أنبوبٍ خارج رحم هذه الزوجة، وأُعيدت البويضة مُلَقَّحة إلى رحم تلك الزوجة دون استبدالٍ أو خلطٍ بمنيِّ  رجلٍ آخَر، وكانت هناك حاجةٌ طبيةٌ داعيةٌ إلى ذلك، وأن يتم ذلك مِن خلال مركز طبي مرخَّص له مِن الجهات المختصة، ووفقًا للتقنيات الطبية والمعايير القانونية والأخلاقية المنظِّمة لهذا الأمر.

واستطردت: وتحديد جِنس الجنين جائزٌ كذلك؛ ولكن بشرط ألَّا يكون في التقنية المستخدمة ما يَضُرُّ بالمولود في قَابِلِ أيامه ومُستَقبَله، وهذا مَرَدُّه لأهل الاختصاص، فلا يُقبَل أن يكون الإنسان محلًّا للتجارب، ومحطًّا للتلاعب.

حكم التلقيح الصناعي وشروط ذلك

وبينت أن الإنجاب بوضع لقاح الزوج والزوجة خارج الرحم، ثم إعادة نقله إلى رحم الزوجة، لا مانع منه شرعًا إذا ثبت قطعًا أنَّ البويضةَ مِن الزوجة والحيوانَ المنوي مِن زوجها، وحَصَل تفاعُلُهُما وإخصابُهُما في أنبوبٍ خارج رحم هذه الزوجة، وأُعيدت البويضة مُلَقَّحة إلى رحم تلك الزوجة دون استبدالٍ أو خلطٍ بمنيِّ إنسانٍ آخَر، وكانت هناك حاجةٌ طبيةٌ داعيةٌ إلى ذلك، وأن يتم ذلك مِن خلال مركز طبي مرخَّص له مِن الجهات المختصة، ووفقًا للتقنيات الطبية والمعايير القانونية والأخلاقية المنظِّمة لهذا الأمر.

وأشارت إلى أنه قد خَلَق اللهُ تعالى الإنسانَ خَلْقًا مُتَوَازِنًا، فجعله زوجين: ذكرًا وأنثى، وميَّز كلًّا منهما بخصائص تتناسب مع الوظائف التي أقامه فيها، وبيَّن أن هذه هي طبيعة الخلق التي تقتضي استمراره؛ فقال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء: 1]، وقال تعالى: ﴿وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى ۝ مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى﴾ [النجم: 45-46]، وقال تعالى: ﴿وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ [الذاريات: 49].

ولفتت إلى أن هذا التنوُّع في الخَلْق والتوازن في الطبيعة هو ما اقتضته حكمة الله تعالى العليم بكلِّ شيءٍ والقدير على كلِّ شيءٍ؛ قال تعالى: ﴿لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ ۝ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ﴾ [الشورى: 49-50].

تحديد نوع الجنين وضوابطه

وأردفت: مِن هذا المُنْطَلَق، فإنه يجوز للإنسان شرعًا أن يأخُذَ بالأسباب والوسائل التي بها يَهَبُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الوَلَدَ ذكرًا كان أو أنثى، ومِن ذلك: ما جاء على لسان سيدنا إبراهيم وسيدنا زكريا عليهما السلام، حيث جَعَلَا وسيلَتَهُمَا لهذا الطلبِ: الدعاءَ، فقال تعالى حكايةً على لسان نَبِيِّهِ سيدنا إبراهيم عليه السلام: ﴿رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ ۝ فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ﴾ [الصافات: 100-101]، وقال على لسان نَبِيِّهِ سيدنا زكريا عليه السلام: ﴿وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا﴾ [مريم: 5].

ومنبهت إلى أِن جملة الأسباب والوسائل التي يَنصَحُ بها الأطباءُ المختَصُّون مِن أجل زيادة نسبة اختيار نوع الجنين: اختيار نوع الغذاء، أو توقيت الجماع قبل التبويض أو أثنائه، أو غَرْبَلَة الحيوانات المنوية، أو نحو ذلك مِن الأساليب التي يعرفها أهلها، وكلها جائزٌة شرعًا، فكذلك يجوز التعامل المجهري مع الكروموسومات والمادة الوراثية (DNA) لنفس الغرض؛ لأنَّ كلَّ ما جازَ سؤالُهُ وطلبُهُ جازَ بذلُ السببِ لتحصيلِهِ.

وألمحت إلى أن مِن المعلوم أنَّ الأخذَ بالأسباب لا يتنافى مع مشيئة الله سبحانه وتعالى مِن كَوْنِهِ ﴿يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ﴾ [الشورى: 49]؛ لأنَّ الأسباب التي قضى اللهُ تعالى أنْ تكونَ سببًا لمُسَبَّبَاتِهَا لا تَخرُجُ عن تدبيرِهِ ومشيئتِهِ، بل هي مِن جُملة خَلْقِه وإرادتِه، كما أنَّها في نَفْسها لا تَسْتَقِلُّ بالتأثيرِ، بل هي مُفْتَقِرَةٌ لأمرِ اللهِ تعالى، إذ قال سبحانه: ﴿وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ﴾ [الإنسان: 30]، وقال عَزَّ وَجَلَّ: ﴿وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ﴾ [الصافات: 96]، وقال جَلَّ شأنُه: ﴿اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ﴾ [الزمر: 62].

وواصلت: ومِن ثَمَّ، فليس في الشرع الشريف ما يَمنع مِن تحديد نوع الجنين، لكن بشرط ألَّا يكون في التقنية المستخدمة ما يَضُرُّ بالمولود في قَابِلِ أيامه ومُستَقبَله، وهذا مَرَدُّه لأهل الاختصاص، فلا يُقبَل أن يكون الإنسان محلًّا للتجارب، ومحطًّا للتلاعب.

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: هل يجوز تحديد نوع الجنين حكم تحديد نوع الجنين نوع الجنین

إقرأ أيضاً:

شروط المغفرة ومفاتيحها وموانعها في شهر رمضان

وفي الحلقة بتاريخ 2025/3/10 من برنامج "حكم وحكمة" تناول الشيخ عمر عبد الكافي مع ضيوفه موضوعاً يتناسب مع أجواء شهر رمضان الكريم، وهو "المغفرة الإلهية" حيث قدم شرحاً وافياً عن شروط المغفرة وموانعها وكيفية تحقيقها.

وبدأ الشيخ عمر حديثه بتأكيد أن المغفرة من الله عز وجل مضمونة إذا طرق العبد باب الله بإخلاص، مشيراً إلى أن هناك مفاهيم خاطئة لدى كثير من الناس عن المغفرة.

وأوضح أن استغفار العبد من الذنب مضمون عند الله إذا كان صادقاً في توبته.

وشدد الشيخ على أركان التوبة الصحيحة، قائلاً "الإقلاع عن الذنب، الندم على ما فات، العزم على عدم العودة، ورد الحقوق إلى أصحابها، وهذا الشرط الرابع هو ما يغفل عنه كثيرون" مشددا على أن من أهم موانع المغفرة عدم رد الحقوق إلى أصحابها، موضحاً "لا يجوز لإنسان أن يقول يغفر لي، وأنا أخذت قطعة أرض من أخي، أو اغتصبت بيتاً من عمي، أو لم أعط إنساناً حقه، أو نظرت إلى أخواتي البنات فاغتصبت حقهن في الميراث".

وأشار الشيخ إلى أن الله قد يعفو في حقه، لكن حقوق العباد لابد من ردها و"قضية المغفرة واضحة المعالم، الله يغفر الذنوب إذا أعدنا الحقوق إلى أهلها".

القلب السليم

كما تطرق الشيخ عمر إلى مسألة القلب السليم، مؤكداً أنه الوسيلة الوحيدة للتقرب إلى الله عز وجل، فيقول سبحانه في محكم التنزيل "يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم" وأي وسائط نحو الله عز وجل لا تصلح إلا القلب السليم.

إعلان

وحذر من أن القلب المشرك لا يقبل الله عليه، قائلاً "العمل المشرك أصلاً لا يقبله الله، لأن فيه رياء. فأكبر مانع لأن ينال الإنسان مغفرة أن يكون هذا القلب إما قلباً غير سليم، أو قلباً سقيماً، أو قلباً قد أمرضته الذنوب حتى مات".

وفي جلسة أسئلة وأجوبة مع الحضور، أجاب الشيخ عن استفسار حول مدى مغفرة الله للذنوب مهما كبرت، فقال "يا عبد الله، لو بلغت ذنوبك عنان السماء وجئت مستغفراً موحداً، لا تشرك بالله، فرب العباد سبحانه وتعالى يأتيك بقراب الأرض مغفرة".

وأضاف "الله لا يعطي العبد على قدر دعائه فقط، ولو أعطى الله العبد على قدر دعائه فقط لتوقفت حياتنا" مشيراً إلى أن الله يعطي العبد الإجابة دون أن يسأل.

وفي سؤال آخر حول تخفيف ثقل الذنوب على القلب، أكد الشيخ أن الذي لا يُغفر له هو "الذي يستغفر وهو ينوي أن يعود إلى الذنب" مضيفاً أن الشعور بثقل الذنب دليل على محبة الله "لأنه مستحٍ من الله، ولأنه شعر أن الذنب ثقيل عليه".

كما أجاب عن سؤال حول كيفية توبة من ترك الصلاة لفترة طويلة، موضحاً وجهتي نظر العلماء في المسألة: إما قضاء ما فات، أو الاكتفاء بالتوبة والإكثار من النوافل.

واختتم الشيخ عمر الحلقة بالتأكيد على أن الله يحب العبد المنيب، ويحب العبد العواد إليه، وأن الله يغفر للجميع إلا من شرد وأبى.

الصادق البديري10/3/2025

مقالات مشابهة

  • سُنَن الفطرة
  • شروط المغفرة ومفاتيحها وموانعها في شهر رمضان
  • شروط وضوابط تشغيل الأجانب في مصر.. قرار برلماني جديد
  • هل يجوز لـ مرضى الزهايمر والنفسيين الصيام؟
  • هل يجوز وهب ثواب قراءة القرآن الكريم للأحياء؟.. مفتي الجمهورية يجيب
  • هل يجوز التوسل بالأولياء والصالحين؟.. المفتي يرد
  • الإيمان والإستقامة
  • هؤلاء المرضى يجوز لهم عدم الصيام في هذه الحالة.. تعرف عليهم
  • هل يجوز صيام المريض العاجز؟ مفتي الجمهورية يوضح | فيديو
  • بالفيديو| هل يجوز صيام المريض العاجز؟.. مفتي الجمهورية يوضح