شبكة اخبار العراق:
2025-02-23@01:24:46 GMT

حين انفصلت إيران عن مقاوميها

تاريخ النشر: 31st, October 2024 GMT

حين انفصلت إيران عن مقاوميها

آخر تحديث: 31 أكتوبر 2024 - 9:11 صبقلم: فاروق يوسف كان هناك رد إيراني على عمليتي اغتيال إسماعيل هنية في طهران وحسن نصرالله في بيروت. كان رداً محدودا لم تنتج عنه أضرار كبيرة. بعد ذلك جاء الرد الإسرائيلي الذي وصف بأنه منضبط فيما وصفت إيران أضراره بالمحدودة.“ما هذه المسرحية؟” تساءل الكثيرون وفي ظنهم أن الدولتين ستدمران بعضهما وينتهي الصراع المصيري في الشرق الأوسط.

شعر بعض مناصري الطرفين بالإحباط. وكان ذلك سوء تقدير منهم. في المقابل شعر البعض الآخر أن كل طرف سعى إلى إخفاء خسائره من أجل ألا يشمت به الطرف الآخر. ذلك أيضا لم يكن حقيقيا. لم ترغب إسرائيل في أن تلحق أضرارا فادحة بإيران التي كانت المبادرة إلى أن تكون لغتها في القتال ناعمة. هكذا تتصرف الدول التي تحترم حياة شعوبها وتفكر في مستقبلها. تلك جملة قد لا تكون متداولة وبالأخص أنها تأتي في سياق الحديث عن دولتين لا تكنان حبا للعالم العربي وهما أساس تعاسته وشعوره بالخطر. تعرف إسرائيل وإيران قدرات بعضهما التدميرية. مثلما يمكن أن تؤذي إسرائيل إيران فإن الأخيرة ليست أقل قدرة على الإيذاء. فهل من مصلحتهما أن يتبادلا الأذى؟ ليس من الحكمة القيام بذلك. ولكن إيران ذهبت إلى مجلس الأمن هذه المرة. ما معنى ذلك؟.معناه أنها اختارت الأساليب الدبلوماسية في الرد على إسرائيل وهو إعلان صريح عن عدم رغبتها في إطالة أمد النزاع عسكريا. هي المرة الأولى التي تفعلها إيران وهي التي عُرفت بعدم احترامها القانون الدولي. منذ بدء حرب غزة وإيران تعلن عدم مسؤوليتها عمّا جرى في السابع من أكتوبر 2023. غير أن دخول حزب الله على خط الحرب تحت شعار وحدة ساحات المقاومة قد وضعها في الواجهة. ذلك لأن حزب الله باعتراف أمينه العام السابق هو فصيل قتالي إيراني. كان مقتل زعيم الحزب حادثا فاجعا بالنسبة إلى إيران غير أنه قد يكون نهاية لمرحلة كانت إيران تستعد لمغادرتها بعد أن تأكد لها أن الحرب قد انقلبت على أتباعها المقاومين وأن الموت صار يختطفهم واحدا بعد الآخر وأن ما شهدته غزة من حرب إبادة لم يؤد إلى موقف عالمي مناهض لإسرائيل يمكن أن يغطي على صلتها بما جرى. إن إيران كما كشف ردها المحدود كانت حريصة على ألاّ تستفز إسرائيل بما يدفعها إلى استعمال أقصى قدرتها على ممارسة العنف فلمَ لم تحرص على سلامة أتباعها وأمن المناطق التي يسيطرون عليها وهي على تماس مع إسرائيل التي يمكنها أن تمحو أسباب الحياة فيها في ظل هيمنة بنيامين نتنياهو على القرار السياسي فيها. ولا أظن أن إيران تجهل رغبة نتنياهو في أن يكون نبي القسوة الجديد في التاريخ اليهودي. لقد منحت إيران نتنياهو فرصته الذهبية في أن يمارس كل أنواع البطش والقتل في حق الفلسطينيين واللبنانيين معا. ولو كان من الممكن أن يكون الاعتراف بالحقيقة هو الأساس لكان نتنياهو قد وجه رسالة شكر إلى إيران ضمن سلسلة رسائله التي تكشف عن تغول شعوره بالنصر. ما فعلته إيران بمقاوميها يمكن اعتباره تضحية مجانية لا بأفراد المقاومة وحدهم، بل بالملايين من البشر ممَّن قُدر لهم أن يعيشوا في المناطق التي تقع تحت هيمنة حركة حماس وحزب الله. كانت مجزرة حقيقية نفذها نتنياهو باندفاعة قاتل متمرس غير أن الدعم الدولي الذي تلقاه ما كان ليحظى به لولا تمترس إيران وراء مقاوميها.الجنون الذي أصيبت به إسرائيل بعد السابع من أكتوبر زادته إيران جنونا حين منحت أتباعها في لبنان واليمن والعراق بطاقة خضراء لتوسيع نطاق الحرب. فهل كان ذلك سوء تقدير أم أن إيران كانت على بينة مما يمكن أن يحدث ولم يهمها مصير شعبين وقعا تحت احتلالها بالوكالة؟ الواقع أن إيران لا يهمها شيء سوى صيانة أمنها واستقرارها وبقاء نظامها السياسي. ومَن يصدّق أنها قد أنشأت مقاومتها الإسلامية من أجل تحرير فلسطين إما أن يكون مضللا بمرويات عقائدية أو أنه مرتبط بطريقة أو بأخرى بتلك المقاومة التي هي في حقيقتها جبهات متقدمة للدفاع عن إيران.أما حين شعرت أن أهم جبهتين من تلك الجبهات قد جرى هدمهما فإنها لجأت إلى المجتمع الدولي لتظهر رغبتها في أن يحل القانون الدولي محل الحرب وليُترك نتنياهو حراً في عربداته.

المصدر: شبكة اخبار العراق

إقرأ أيضاً:

???? السودان يجب ان يفعل مثل إيران في تجهيز حظائر للطائرات تحت الجبال

إيران أعلنت في نهاية يناير الماضي عن شراء طائرات سوخوي 35 من روسيا والتي توصف بأنها طائرات سيادة جوية وكانت روسيا قد تلكأت طويلا في إتمام الصفقة مع إيران رغم متانة العلاقات بينهما.

قيل إن إيران قد جهزت حظائر الطائرات الجديدة تحت الجبال قبل إكمال صفقة شراءها بوقت طويل.
اليوم خرجت أنباء عن عقد السودان لصفقة لشراء طائرات مشابهة ربما هي نفسها سوخوي 35 أو طائرات مماثلة لها. وأتمنى أن يكون السودان قد فعل مثل إيران في تجهيز حظائر تحت الجبال مع مطارات أو في طريقه لفعل ذلك.

حسب تصريحات وزير الخارجية السوداني في زيارته الأخيرة لروسيا فإن السودان وروسيا قد أكملا الترتيبات بشأن القاعدة العسكرية الروسية، ومن الطبيعي أن يكون المقابل هو تزويد السودان بالسلاح، طائرات مقاتلة ومنظومات دفاع جوي وغيرها.

خطوات متناسبة مع حجم الخطر الذي تواجهه الدولة السودانية. السودان حسم أمره في التحالف مع شريك قوي هو روسيا التي يبدو أنها قد خرجت منتصرة في حربها ضد الغرب في أوكرانيا بعد استسلام أمريكا تحت قيادة ترامب الذي اعتبر أن هذه الحرب لا يمكن الفوز بها.
في بداية حرب روسيا ضد أوكرانيا أعتبر محللون أن نتيجة هذه الحرب هي التي ستحدد ما إذا كنا سنتجه إلى عالم متعدد الأقطاب بشكل حقيقي بفرض روسيا لنفسها كقطب منافس للولايات المتحدة أو أن الصعود الروسي سيتم تحجيمه وتعود روسيا مجرد قوة إقليمية. هذه الفرضية كانت في بداية الحرب مع الهجمة الغربية الشرسة ضد روسيا والتي تمثلت في العقوبات والمقاطعة والدعم الغربي العسكري والإقتصادي لأوكرانيا. حاليا ترامب انقلب على أواكرانيا وتابعنا أمس هجومه على زلينسكي رئيس أوكرانيا واتهامه بتبديد أموال أمريكا في حرب لا يمكن الفوز بها، وهدده بأنه قد يفقد كامل أوكرانيا إذا لم يتدارك نفسه.

فبناء على هذه الفرضية فإن روسيا بانتصارها في الحرب على أوكرانيا ومن وراءها كل الغرب قد أثبتت نفسها كقطب جديد وأننا قد دخلنا بالفعل إلى مرحلة عالم متعدد الأقطاب.

تحالف السودان مع الروس جاء في زمن هذا التحول. والسودان دولة كبيرة غنية بمواردها وبكادرها البشري وبقدر حاجتنا كدولة لحليف قوي يمكن الاعتماد عليه فنحن أيضا لدينا أهميتنا وما نقدمه.

أتمنى أن يستفيد السودان من الشراكة مع الروس أولا في فرض سيادة الدولة ووحدتها واستقرارها من خلال الدعم العسكري والحماية الدولية في مجلس الأمن ضد غطرسة وتآمر الدول الغربية، وثانيا وهو الأهم وكنتيجة للنقطة الأولى، الاستفادة من العلاقة مع روسيا في التطوير الاقتصادي والتنموي، وبالفعل كما أعلن وزير المالية من قبل فالشراكة مع روسيا ليست عسكرية وحسب.

التحديات والمخاطر الكبيرة تولد الاستجابات الكبيرة والسودان تعرض ويتعرض لأكبر تحدي وجودي في تاريخه وينبغي أن تكون الاستجابة ومن ثم الانطلاق للأمام بنفس حجم التحدي.

حليم عباس

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • عاجل. نتنياهو: الجثة التي أُعيدت تعود لامرأة من غزة
  • خبير استراتيجي: واشنطن لو كانت تعلم مكان الأسرى لأنهت الحرب من بدايتها
  • خبير إستراتيجي: إسرائيل قد تضرب إيران عسكريا في هذه الحالة
  • مجدي يوسف: مندوب إسرائيل كانت عينه في الأرض ولم يستطع الرد على كلمة النائب محمد أبو العينين
  • إيران التي عرفتها من كتاب “الاتحادية والباستور"
  • ???? السودان يجب ان يفعل مثل إيران في تجهيز حظائر للطائرات تحت الجبال
  • العلاقات بين إسرائيل وتركيا تتأرجح.. بسبب إيران وحزب الله؟
  • غادة أيوب: يبقى جيشنا فوق كل الافتراءات التي يروجها أتباع إيران في لبنان
  • الكشف عن عدد الجثامين التي تحتجزها إسرائيل
  • تصعيد جديد.. إيران ترد على تهديدات نتنياهو ماذا فعلت؟