الاستجابة لمطالب الشعب: ذروة الحكمة وعنوان القوة
تاريخ النشر: 31st, October 2024 GMT
#سواليف
هذا #الوطن لم يقم على أكتاف #المصفقين و #المتملقين، بل على جهد وعمل أبنائه #المخلصين، والذين ينتقدون حبًا في وطنهم وليس عداءً له.
الاستجابة لمطالب الشعب: #ذروة_الحكمة و #عنوان_القوة
بقلم : ا د #محمد_تركي_بني_سلامة
يظل احتجاز الكاتب #أحمد_حسن_الزعبي شاغلًا للرأي العام في #الأردن، ويثير في الأوساط الوطنية تساؤلات عميقة حول مستقبل حرية التعبير ومستوى تقبل النقد البنّاء في البلاد.
احتجاز الزعبي ليس احتجازًا لشخص فقط؛ إنه قيد على صوت الشعب ومشاعره، وتذكير بقيمة النقد الصادق الذي يبني الأوطان ويعزز من استقرارها. إن حرية التعبير ليست امتيازًا، بل حق من حقوق الإنسان الأساسية، ويجب أن تتجسد في كل مناحي الحياة العامة. إذا كانت الحكومة تسعى لتمتين علاقتها مع شعبها، فإن خطوة واحدة نحو السماح بالتعبير بحرية يمكن أن تحقق هذا الهدف بشكل كبير، وتبعث برسالة واضحة للعالم بأن الأردن بلد يحتضن جميع أبناءه ويحتفي بتنوع الآراء.
ما يقدمه الزعبي ليس سوى نبض الشعب، ومرآة تعكس همومه وتطلعاته، فقد اختار هذا الكاتب طريق التعبير عن الحقائق وتوصيلها بأسلوب قريب من القلب. إن استمرار احتجازه يوحي بأن هناك حدودًا للنقد في وطن نعتز به، وطن أسس دستوره على قيم العدالة والحرية وحق المواطن في إبداء رأيه. ويظل السؤال: هل نحن قادرون على تقبل الأصوات الحرة التي تتحدث باسم الشعب وتنتقد بأمانة؟
المطالبة بإطلاق سراح أحمد حسن الزعبي هي مطالبة باستعادة الثقة بين الشعب والحكومة، وثمة رسالة واضحة يجب أن تصل: أن الحكومات القوية هي التي تستمد قوتها من تلاحمها مع شعبها واستماعها لمطالبه. الحكومات التي تفرض القيود وتكمم الأفواه تفقد احترام الناس وثقتهم. بل، القوة الحقيقية تكمن في الحكمة والتفهم، في القدرة على الإصغاء واستيعاب النقد البناء، وهذا ما يتطلبه الأمر اليوم.
إن الإفراج عن الزعبي سيعبر عن موقف واضح وصريح بأن الأردن وطن للجميع، وطن يحتفي بابنائه مهما كانت آراؤهم، وطن يحتضن من يعمل لأجله بصدق وولاء. إنه قرار يحمل في طياته رسالة طمأنة لكل كاتب وكل صاحب رأي، بأن حريتهم في التعبير مصونة، وأن الوطن يتسع لكل من يسعى لخدمته بضمير حي.
كما أنه، ومن خلال إطلاق سراح الزعبي، يمكن أن نعيد الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة، ما يسهم في تعزيز الشعور بالانتماء والولاء الوطني. الأردن لا يمكن أن يكون قويًا بحق إذا كان يحد من حريات أبنائه ويعاقبهم على حبهم لوطنهم وحرصهم على مصلحته. هذا الوطن لم يقم على أكتاف المصفقين والمتملقين، بل على جهد وعمل أبنائه المخلصين، والذين ينتقدون حبًا في وطنهم وليس عداءً له.
في الختام، إننا بحاجة اليوم إلى تجسيد العدالة في قرار يثبت أن حب الوطن ليس جريمة، بل هو واجب وحق لا يمكن التنازل عنه. آن الأوان لأن نصغي إلى أصوات الشعب، وأن نعيد بناء جسور الثقة بين الدولة والمواطن، وأن نمنح الكتاب والمفكرين حريتهم التي تكفلها الدساتير.
إن مسؤولية الدولة تجاه شعبها تتطلب استجابةً إنسانية تليق بأبنائها، وتؤكد أن مبدأ حب الوطن هو طاقة تجمع ولا تفرق، تبني ولا تهدم.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف الوطن المخلصين الأردن
إقرأ أيضاً:
من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. وحيدا على الشجرة
#وحيدا_على_الشجرة
من أرشيف الكاتب #أحمد_حسن_الزعبي
نشر بتاريخ .. 13 / 11 / 2020
لم نكن نستوعب الفكرة ..لذا كنا نخترع مبررات للهروب ؛ الواجبات المدرسية ،امتحان”الشهرين”، حفظ سورة “الصافات” ،كتابة كلمة للإذاعة الصباحية وغيرها، المهم الا نحمل “تنكة” ونلتحق بالزحف المقدّس نحو “ #فراط_الزيتون ”..صحيح أن صوت “الحَبّ” في التنك الفارغ كان يشعرنا بالذنب قليلاً، وصوت كركعة البراميل التي كانت تنتقل من شجرة إلى شجرة كان يشعرنا بالتقصير..الا أننا كنا نقنع أنفسنا بضرورة التركيز على التحضير والمراجعة..
وعندما كبرنا أدركنا كم كنا بلهاء،فالقطاف هو مونة “الذكرى” ، والشجرة هي المكان الوحيد الذي يمكن ان يجمعنا جميعاً دون غياب قسري او اختياري، الزيتونة مثل “الأم بتلمّ ” وهي القاسم المشترك الذي يرضى الجميع أن ينزل تحت قدمه بكامل الرضا دون الشعور بالخجل أو الانتقاص..
عندما كبرنا أدركنا كم كنّا بلهاء عندما نمتهن #الغياب بحجّة الكتاب، فطعم الشاي الذي كنا نشربه على حافة صخرة او تحت ظل (الكبيرة) تعجز مقاهي عمان كلها أن تنتج طعمه، وان الضحك النقي بعد تعب واللباس الرث بعد انجاز وصدى الصوت القادم من بعيد للصغار ولسعة البرد عند الغروب ورائحة “الفوجيكا” عند أول الاشتعال في غرفة العيلة..هي مزيج لا يمكن ان تذوقه ذاكرتنا من جديد مهما أحضرنا من شخوص احتياطيين..وأن “تخميش” الأغصان التي تنال من يديك ومن وجهك هي “خدوش” شهية لا تستفزّك للانتقام أو تدفعك لتقديم شكوى، كل ما عليك ان تمسحها بكفك المغبر وتواصل “جني الزيتون” بانتقاء وتمهّل..حبات قليلة هناك تحتاج الى “سيبة” او الى برميل ، يظل يطاردك شعور بعدم اكتمال الانجاز و”تفلاية” الشجرة الا بإسقاط الحبات السوداوات المرتفعات على آخر غرة الشجرة..يتساقط الحب وتطلب من الصغار أن يلمّوه ثم تطلق زفيراً طويلاً يشعرك بالارتياح..
ياااه كيف تتقلب السنوات!!..ونحن صغار كنا نشعر بالإهانة اذا ما طالبنا الكبار بجني الساقط على التراب، كنا نعتبره تكليفا دونيا ، فنأبى ونمسك بالعروق المثقلة بالزيتون المعلّق كالكبار فتنزل أمي على ركبتيها وتجني ما تسقطه أيدينا..بالأمس فعلت نفس الشيء عندما أبى الصغار، قلت لهم ..ما تسقطه أيديكم تلتقطه يداي فلا تقلقوا أمسكوا انتم بالعروق المثقلة بالزيتون فأنا لا أقوى على الوقوف..
**
بالأمس فقط عرفت لماذا كان يصّر ألآباء ان نبقى حولهم، ملتفين جميعاً حول شجرة واحدة وان لم ننجز أو نساعد ..لأن الشعور بالوحدة مؤلم وقاسٍ وغريب..أمس كنت وحيداً على الشجرة أحاور أصابع الزيتون المتعبة بلا نديم او شريك، أجني الحبّات الضعيفة العطشى من غير همة وفي آخر النهار ألملم “تنكي” المبعثر..أنفض الغبار عن ثيابي وعن شعري وانفض سؤالاً ظل يلاحقني..”هل يتغيّر الحَبُّ” بتغيّر “الحُب” وغياب الرفاق ؟..ربما ، فلا لمعة للزيت على أصابعي هذا المساء ولا لمعة للاشتياق!..
احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com
#120يوما
#أحمد_حسن_الزعبي
#متضامن_مع_أحمد_حسن_الزعبي
#الحرية_لأحمد_حسن_الزعبي