تبادل سري للسجناء بين واشنطن وبكين: القس الأمريكي ديفيد لين في المقدمة
تاريخ النشر: 31st, October 2024 GMT
أكتوبر 31, 2024آخر تحديث: أكتوبر 31, 2024
المستقلة/- أفادت صحيفة “بوليتيكو” في تقريرها الأخير، أن واشنطن وبكين أجرتا تبادلاً سرياً للسجناء الشهر الماضي، حيث تم تبادل القس الأمريكي ديفيد لين مع مواطن صيني لم يُذكر اسمه، كان مسجوناً في الولايات المتحدة. هذا التبادل يسلط الضوء على الديناميكيات المعقدة للعلاقات بين البلدين، والتي تتسم بالتوتر في العديد من الملفات.
ديفيد لين، البالغ من العمر 68 عاماً، كان يقضي حكماً بالسجن مدى الحياة في الصين منذ عام 2006. حيث اعتُقل بعد مساعدته في بناء كنيسة غير معتمدة، وحكم عليه بالسجن بتهمة الاحتيال في العقود، وهي تهمة تنفيها الولايات المتحدة وتعتبرها “زائفة”. في منتصف سبتمبر، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن الصين أفرجت عن لين، مما أثار تساؤلات حول ما إذا كان هذا الإفراج جزءاً من صفقة تبادل السجناء.
ورغم تأكيد الإفراج عن لين، لم تُكشف التفاصيل الرسمية عن طبيعة الصفقة بين الجانبين، ما يثير التكهنات حول أهداف كل من الولايات المتحدة والصين من وراء هذا التبادل. ووفقاً لمصادر “بوليتيكو”، قد يمثل تبادل لين حالة نادرة في التاريخ الحديث، حيث يتم تبادل مواطن صيني مقابل إطلاق سراح مواطن أمريكي، مما يفتح المجال لمزيد من التحليلات حول مستقبل العلاقات الثنائية.
هذا التبادل يأتي في وقت حساس، حيث تشهد العلاقات الأمريكية الصينية توتراً متزايداً بسبب قضايا تجارية وسياسية عدة، بما في ذلك حقوق الإنسان والتكنولوجيا. إذ يُعد إطلاق سراح لين بمثابة خطوة قد تُعزز الحوار بين الطرفين، رغم الشكوك المستمرة بشأن نوايا كل منهما.
في الوقت نفسه، يتساءل الكثيرون عن مدى تأثير هذه الصفقة على المواطنين الآخرين المحتجزين في كل من الولايات المتحدة والصين، وما إذا كانت ستؤدي إلى المزيد من عمليات التبادل في المستقبل. ومع استمرار الأزمات الدبلوماسية، تبقى العلاقات بين واشنطن وبكين تحت المجهر، حيث تعتبر كل خطوة تُتخذ في هذا السياق حاسمة لمستقبل التعاون أو الصراع بين القوتين العظميين.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
3 إسرائيليين و183 فلسطينيا.. ماذا حدث في 4 عمليات من تبادل الأسرى
في مشهد مفعم بالمشاعر المتضاربة، علت الزغاريد والدموع في آن واحد على جانبي الحدود، حيث احتضنت العائلات أبناءها العائدين بعد غياب قسري، بينما خرج آخرون من ظلام الأسر ليجدوا الحياة قد تغيرت من حولهم.
كأن يوم السبت، الأول من فبراير 2025، يوماً آخر يسجل في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث تمت الدفعة الرابعة من تبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل، ضمن هدنة هشة تحاول الصمود أمام التوترات المستمرة، والعراقيل التي تسعى لوضعها حكومة الاحتلال وجهود مستميته للوسطاء للحفاظ على الهدنة ومنع انهيارها حقنا وقفا لإطلاق النار وحقنا للدماء.
تمت اليوم عملية التبادل الرابعة للإفراج عن الأسرى والمحتجزين الإسرائيليين لدى حركة المقاومة الإسلامية حماس مقابل الإفراج عن نحو 183 فلسطينيا يقبع الكثير منهم في السجون الإسرائيلية منذ سنوات.
شهدت عملية التبادل الإفراج عن ثلاثة رهائن إسرائيليين كانوا محتجزين لدى كتائب القسام، وهم ياردين بيباس، عوفر كالديرون، وكيث سيغال، الذين تم تسليمهم لممثلي الصليب الأحمر قبل نقلهم إلى داخل إسرائيل لإجراء الفحوصات الطبية.
في المقابل، أطلقت السلطات الإسرائيلية سراح 183 أسيرًا فلسطينيًا، بينهم 111 شخصًا اعتقلوا في إطار حملة الاعتقالات الواسعة التي تلت أحداث 7 أكتوبر 2023، وتمت عملية الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين من سجن عوفر في الضفة الغربية، حيث انتقلوا إلى مدينة خان يونس في غزة، ليجدوا استقبالاً جماهيرياً حافلاً من أهاليهم الذين انتظروا هذه اللحظة لسنوات.
تأتي هذه الدفعة ضمن اتفاق أوسع لوقف إطلاق النار، يهدف إلى إنهاء الصراع المستمر منذ أكثر من 15 شهرًا، وينص على تنفيذ عمليات تبادل على مراحل، حيث يتم إطلاق سراح مجموعة من الرهائن الإسرائيليين مقابل أعداد أكبر من الأسرى الفلسطينيين. حتى الآن، أُفرج عن أكثر من 700 أسير فلسطيني مقابل 12 رهينة إسرائيلية، مع استمرار المفاوضات حول الدفعات المقبلة.
الأسير الإسرائيلي الأمريكيةوأظهرت صور وفيديوهات عملية تسليم عناصر كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس أحد الأسرى الإسرائيليين المفرج عنهم في عملية التبادل الرابعة ضمن صفقة التبادل يحمل في يديه حقيبتي هدايا أرسلتها معه الحركة وهو الأسير الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأمريكية كيث شمونسل سيغال في ميناء غزة، وسط ظهور كبير لقوات كتيبة الشاطئ التابعة لكتائب القسام.
وكشفت حركة حماس أن الهدية الثانية التي حملها الأسير الإسرائيلي الأمريكي الجنسية هي حقيبة هدية لزوجته "أفيفا" التي تم أسرها معه في عملية طوفان الأقصى وتم الإفراج عنها عملية التبادل التي تمت في شهر نوفمبر 2023.
من جانبها قالت حركة حماس في بيان لها اليوم إنه "في إطار صفقة (طوفان الأحرار) أفرجت المقاومة عن عدد ثلاثة أسرى للعدو الصهيوني أحدهم (إسرائيلي) يحمل الجنسية الأمريكية مقابل تحرير دفعة جديدة من أسرانا".
وأضافت الحركة أن "عملية التسليم اليوم أمام منصة تحمل صور القادة الشهداء الضيف وإخوانه أعضاء المجلس العسكري رسالة عهد ووفاء وأن رجال القسام باقون وسيكملون المشوار".
وأوضحت أنه "رغم الظروف القاسية حرصت كتائب القسام على توفير الرعاية الصحية اللازمة للأسير ( الإسرائيلي) الذي يحمل الجنسية الأمريكية ويعاني من أمراض متعددة".
غضب إسرائيلي بسبب قوة القساموظهرت عملية تسليم الدفعة الرابعة من الأسرى الإسرائيليين أكثر انضباطا من المرات السابقة، وظهرت فيها أعداد كبيرة من عناصر كتاب القسام الجناج العسكري لحركة حماس مما دفع وسائل إعلام عبرية لشن هجوما على الحكومة الإسرائيلية و قيادات جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد ظهور مئات المقاتلين من حركة حماس في شوارع قطاع غزة أثناء عملية التسليم.
وتسألت القناة 13 العبرية في تقرير لها : "من أين خرج كل هؤلاء ؟ ماذا كان يفعل الجيش الإسرائيلي طوال 14 شهرا ؟ ما الذي حققه الجيش في غزة ؟" وهي الفترة التي قضاها جيش الاحتلال الإسرائيلي في حربه في قطاع فغزة بعد عملية "طوفان الأقصى في 6 أكتوبر 7 أكتوبر 2023.
وقالت القناة: "الم يخرج الينا جالانت من رفح ويعلن القضاء على لواء رفح وخانيونس، ولواء الشمال، وان الحركة أصبحت مشتتة ومنهكة وغير قادرة على التعافي؟".
ترحيب واسع بالاسرة المفرج عنهملاقى الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين استقبالًا حافلًا في كل من غزة والضفة الغربية، حيث عمت الاحتفالات والتجمعات الشعبية. من بين المفرج عنهم، برز اسم العامل الإغاثي محمد الحلبي، الذي كان محتجزًا منذ سنوات.
على الجانب الإسرائيلي، تم استقبال الرهائن المحررين بترحيب حار، مع استمرار القلق بشأن مصير الرهائن المتبقين في غزة. تستمر الجهود الدبلوماسية لضمان تنفيذ باقي بنود الاتفاق والتوصل إلى هدنة دائمة.