كتب وزير الشباب والرياضة جورج كلاس: "يدخل لبنان السنة الثالثة من الشغور الرئاسي ، و القصر الجمهوري مقفل و صورة رئيس الدولة غائبة دستوريا و بروتوكوليا ، لأنه لم تجرِ عملية الانتخاب و لم  يتم التسليم و التسلم بين صورة السلف و صورة الخلف .
كأنه صار من تقاليدنا ان يحضر مع انتهاء ولاية رئيس الجمهورية كابوس  الـشغور في الرئاسة الاولى و الفراغ على الحائط ، مع ترك الرئيس للقصر ، و غالبا ما ينعكس ذلك على المشهد السياسي الداخلي ، تجاذباً و مخاوف و مزايدات !
و كي لا نشعر بالإحباط مع كلَّ موسم إنتخاب رئيس للجمهورية ، و تكاثف حالات التشظي بين الجماعات ، نسأل ماذا لَوْ إستبدلنا صورة الرئيس بخارطة او علم لبنان ، أقلُّه في الفترة الفاصلة بين الشغور و الانتخاب ؟
مِنْ تُراثاتِ الحياةِ السياسية ، في وُجوهِهها و أَشكالِها و أَنماطِها ، الديمقراطية والعسكرية والشموليَّة والملكيَّة والديكتاتورية والتوتاليتاريَّة ، أَنْ تُرْفَعَ في مُؤسساتِ الدَوْلةِ الدستورية و الإدارية و مَقارِّ بِعثاتِها الدبلوماسيةِ ، صُورَةُ رئيسِ البلادِ مع خَلْفِيَّةِ عَلَمِ البلَدِ ، طِيلَةَ فَترَةِ رِئاسَتِهِ و عَهْدِهِ ، كَرَمْزٍ لِكَرَامَةِ الوطنِ و دلالَةٍ على هَرَمِيَّةِ السُلطَةِ ، و أَنَّ للدولةِ رَأْسٌ ، بمَعزَلٍ ما إذا كانت السلطةُ التَنفيذيَّةُ مُناطَةٌ بِهِ كاملةً ، أَوْ أَنَّهُ كَانَ بِمَثَابَةِ مَلَكٍ أبيض لا يملك ، أَوْ رئيسٍ فَخْريٍّ يَرأَسُ و لا يَحكُمُ .

.! في لبنان ، بلد المتغيّراتِ السياسية و التبدلات الزمنية ، تحضر أزمة إنزال و إبدال و نزع و تعليق صورة رئيس الجمهورية ، بعد إنتهاء ولاية و بداية عهد رئاسي جديد ، بسب عدم إنتخاب رئيس في الفترة الدستورية وما تنتجه من حالات شغور رئاسي ، فتحدث أزمة بروتوكولية ، تحارُ معها المؤسسات و الإدارات بكيفية التعامل مع الواقع المستجد في الوقت الضائع بين رئيس سابق و رئيس لم يُنتَخب بعد . و اذا كانت دوائر البروتوكول في القصر الجمهوري تسارع الى رفع صورة ألرئيس عن صفحة الرئاسة في وسائل التواصل و في أجنحة القصر و دوائره ، و إنزال العلم و إغلاق مكتب ألرئيس ، إعلاناً عن شغور في إشغال القصر من رئيس جديد ، فالموضوع البروتوكولي الأكثر إلحاحاً هو إصدار مذكرة ادارية من المرجع المختص بشأن رفع صورة الرئيس من المقرات و الادارات العامة ، تماما مثل المذكرة التي تصدر برفع صورة الرئيس للجمهورية عند إنتخاب رئيس جديد. و حيث ان لبنان يشهد حالات متكررة للفراغ على مستوى الرئاسة الاولى، فإن المطلوب هو الإسراع بوضع آلية ادارية و بروتوكولية برفع صورة الرئيس المنتهية و لايته وفق مراسم تحفظ كرامة الرمز و شرف الشخص . غير أن صورة الرئيس أوْ رَأْسِ الدَوْلة في دول العالم الثالث، لَها مسار و مفهوم مختلف عن غيرها من بقية الدول و المجتمعات والانظمة السياسية ، حيث ثُ تَتَبَدُّلُ المفاهيم و يكون لكل صورة ظلها و ابعادها و رمزيتها، وصولا الى مرتبة القدسية في بعض المجتمعات ذات التبعية الإِنقِيَادِيَّةِ و الإسْتِسْلامِيَّة..! فالحَيَاةُ السِيَاسيَّةُ لها سُلوكاتُها و طُقُوسِيَاتُها و تقاليدُها و أَعَرافُها و تَقَاليدُها و المَرَاسِمُ الخاَصَّةُ بِها . و مِنْ هذهِ التقليدِيَّاتِ والبروتوكولاتِ ،رَفْعُ صورةِ رَئيس الدولةِ في في المَقرَّاتِ والمُؤَسَّساتِ الرسميَّةِ داخلَ الوطنِ و خارِجَه . و بما أَنَّ السُلُوكَاتِ الشعبية الرَفْضِيَّةِ للجَمَاعَاتِ السياسيَةِ ، غَالبَاً ما تَتَّخِذُ شَكْلَ إِحْتِجَاجَاتٍ إعْتِراضِيَّةٍ مَيدانِيَّةٍ ، تُتَرْجَمُ مِن خِلالِ حَقِّ المُمَارَسَةِ الديمقراطيَّةِ ، أَوْ إِستِعْراضِ فَائِضِ القُوَّةِ السِيَاسيَّةِ أوْ التَخْريبِيَّةِ لدى بعضِ الجِهَاتِ أَو الأفرادِ المُنَدَفعينَ عَفْواً أَوْ تَنْظيماً للإِعتِراضِ ، مُتَسَلِّحينَ بِمَبْدأ حُريَّةِ الرأي والتعبير، فإِنَّه قدْ يكونُ من المُفيدِ ،كَحالَةٍ تَجريبيَّةٍ ، إقتراحُ إِستبدالِ صُورَةِ رئيسِ الدولةِ في هذهِ الأنماطِ ولمجموعاتِ السياسية بعَلمِ البلَدِ مُظَلِّلاً الخَارِطَةِ الجُغرافيةِ ، من دون أي اضافات او تحسينات . و ذلكَ مَنْعاً لِتَعريضِ شَخْصِ الرئيس من خلال الصورة لإِعتداءاتٍ مَعنَوِيَّةٍ ، يَشعُرُ معها كُلُّ مواطِنٍ أَنَّ كرامَتَهُ مُسَّتْ. وليسَ في إبدال صورة الرئيس بصورة العلم أَيُّ إِنتقاصٍ منِ سِيادِيَّةِ رئيس البلادِ أَوُ مَسٍّ بِرَمزِيَّةِ مَقَامِهِ التمثيلي و الدستوري، بل هي مُجَرَّدُ فِكرَةٍ لِمَنْعِ فَتائِلِ الفِتَنِ الرخيصةِ مِنَ الإشتعال في ظُروفِ هذا الزَمَنِ الضائِعِ من عُمْرِ الوطنِ ، الذي لَمْ يَبدأْ تاريخُهُ بصورة زعيم ، ولَنْ تُسْدَلَ السِتَارةُ عليه إذا ما تمّ إستبدالُ صورة الرئيس بصورةِ الوطن ، عَلَماً و خارِطةً وكما يتم اتباع مراسم خاصة مشفوعة بمذكرة ادارية لرفع صورة رئيس الجمهورية في المقرات و المؤسسات الرسمية و البعثات الدبلوماسية و الدوائر الرسمية عند انتخاب رئيس جديد ، ماذا لَوْ يتم اصدار مذكرة مماثلة لرفع الصورة مع انتهاء الولاية و ابدالها بصورة الرئيس الجديد. و في الحالات الاستثنائية التي تتكرر في لبنان ، فإن الحل هو رفع الصورة الوطن كي لا نشعر بشغور في الرئاسة و لا بفراغ على الحائط ؟!".

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: صورة الرئیس صورة رئیس ة رئیس ع صورة صورة ر

إقرأ أيضاً:

الجيل الديمقراطي : أعداء الوطن يتربصون بمقدرات الدولة

قال ناجي الشهابي، رئيس حزب الجيل الديمقراطي، الجماعة الإرهابية ولجانها تهيل التراب على الإنجازات التي حققها الرئيس عبد الفتاح السيسي على مدار 10 سنوات، ويجب على الأحزاب المصرية القيام بدورها التوعوي للمواطنين من خلال المؤتمرات والندوات للتعريف بجهود الدولة في شتى المجالات.

وأضاف الشهابي في مداخلة هاتفية لبرنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، الشعب المصري أوقف مخطط هدم الدولة في ثورة 30 يونيو، مؤكدا أن أعداء الوطن يتربصون بمقدرات الدولة ويريدون النيل منها، مطالبا الشعب المصري بضرورة الوقف صفا واحد خلف القيادة السياسية، خاصة أننا نمتلك أقوى جيش في الشرق الأوسط وقادر على ردع الأعداء ومصر سوف تكون عصية عليهم.

وحذر رئيس حزب الجيل الديمقراطي، من استمرار تنفيذ مخططات حروب الجيل الرابع في المنطقة، مشيرا إلى أن استيلاء المعارضة السورية على مقاليد الحكم أمر في غاية الخطورة خاصة أن هذه الجماعة تم القضاء عليها في مصر.

مقالات مشابهة

  • وزير الزراعة: جرف بساتين الحمضيات في الناقورة يشكل تهديداً لأمن لبنان الغذائي
  • «الغرف السياحية»: الدولة وضعت استراتيجيات تسويقية لتحقيق صورة إيجابية عن مصر
  • بري يؤكد أن انتخابات الرئاسة في لبنان بموعدها
  • جعجع في خلال لقائه السفير الفرنسي: لانتخاب رئيس إصلاحي قادر على نقل لبنان إلى دولة عصرية
  • مصرف لبنان يمدّد تسديد الدفعتين أو يوسّع دائرة السحوبات
  • دي صورة مصر.. بكري عن القصر الرئاسي بالعاصمة الإدارية: الرئيس مش هياخد حاجة
  • الجيل الديمقراطي : أعداء الوطن يتربصون بمقدرات الدولة
  • خلال لقائه ميقاتي.. الرئيس السيسي يؤكد دعم مصر لاستقرار لبنان ووحدة أراضيه
  • ماذا كشفت الخارجية الأميركية عن انتخابات الرئاسة في لبنان؟
  • الرئيس السيسي يتوسط صورة تذكارية مع قادة منظمة الدول الثماني الإسلامية