«الأورطة الشرقية».. استراتيجية تسليح القبائل و إطالة أمد الحرب في السودان
تاريخ النشر: 31st, October 2024 GMT
بعد نحو عام ونصف العام من الحرب في السودان أعلنت حركة مسلحة جديدة في شرق البلاد الالتحاق بالمعارك إلى جانب الجيش.
التغيير ــ وكالات
ويخوض الجيش في السودان وقوات الدعم السريع معارك ضارية منذ أبريل من العام الماضي خلفت آلاف القتلى وملايين النازحين.
ويرى مراقبون أن استراتيجية الجيش في تسليح القبائل للقتال إلى جانبه ضد قوات الدعم السريع يعني عمليا وضع بذور الحرب المقبلة.
واندلعت الأزمة بين الجيش وقوات الدعم السريع على خلفية خلاف بشأن دمج القوات شبه العسكرية في المؤسسة العسكرية الرسمية.
إذ أعلنت قوات تطلق على نفسها «الأورطة الشرقية» بقيادة الجنرال الأمين داؤود، الانتشار والانفتاح نحو الإقليم الشرقي بالسودان، في أعقاب مشاورات فنية مع الجيش السوداني.
وقالت الجبهة الشعبية المتحدة للتحرير والعدالة، التي يرأسها الأمين داؤود، في بيان، عبر صفحتها الرسمية على “فيسبوك”: “قواتكم الباسلة أبطال الأورطة الشرقية بقيادة الجنرال الأمين داؤود محمود تنتشر وتنفتح نحو الإقليم الشرقي بعد عملية مشاورات فنية وعسكرية مع قوات الشعب المسلحة”، بحسب قولها.
ووفق البيان، فإن خطة الانتشار والانفتاح تأتي “ضمن استراتيجية قوات الأورطة الشرقية بحماية الأرض والعرض مع المنظومة الأمنية في البلاد”، بحسب زعمها.
وأضاف: “نشير للقبول الشعبي والارتياح الذي وجدته قواتكم من شعبنا الصامد، وبهذا نؤكد أن أبطال (قاش 2) في انتظار تعليمات القيادة”.
ولاحقا ذكر الأمين داؤود، في تصريحات إعلامية، أن “هدف الأورطة أكبر من البحث عن مكاسب؛ بل تلبية نداء الواجب والوقوف بجانب الجيش بكل صدق وتجرد”، بحسب قوله.
ورأى الكاتب والمحلل السياسي، أحمد الطاهر، أن “هذه الخطوة تعتبر مرحلة من مراحل تطور الحرب عبر إنتاج مليشيات ذات طبيعة عرقية أو مناطقية تزداد قوتها مع الأيام سيطرتها على مكان معين مما يجعلها تفرض شروطها.”
وقال الطاهر بحسب “العين الإخبارية”، إن “خطورة هذه القوة أنها تنتمي إلى مكون اجتماعي محدد في منطقة بها أصلا حالة من الاستقطاب العرقي وانتشار خطاب يكرس للقبلية.”
من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي، أمير بابكر إن “الخطوة ليست مفاجئة، فقد بدأت المليشيات القبلية في الشرق مع انطلاقة الحرب العام الماضي، في إعداد قواتها بمباركة من القوات المسلحة”.
وأضاف بابكر إن “الخطوة، غير إنها تندرج في إطار الاستقطاب العسكري وإطالة أمد الحرب في السودان، فهي تجريب للمجرب الذي أوصل البلاد إلى الوضع الكارثي الراهن”.
وتابع: “صناعة المليشيات ودعمها من قبل الدولة لها تداعياتها السالبة على المدى القصير والطويل، وللسودان تجارب مريرة مع ظاهرة المليشيات المعارضة للدولة أو تلك الموالية لها، ولعل التجربة الحالية تمثل قمة أزمة صناعة المليشيات.”
وتابع: “أعتقد كان الأجدر بالقوات المسلحة أن تفتح أبوابها لتجنيد المواطنين السودانيين وحثهم على الانخراط في صفوفها على أساس قومي، مما سيعزز ويدفع في اتجاه بناء جيش وطني قومي موحد، بدلا عن دعم التكتلات القبلية المسلحة والتي ستزيد من حالة التوتر السائدة، وستكون مثل قنابل موقوتة قابلة للانفجار في أي لحظة حتى في وجه من يرعاها.”
وتأسست الأورطة الشرقية بقيادة الأمين داؤود، بعد اندلاع الحرب بين الجيش السوداني، وقوات “الدعم السريع” منتصف أبريل 2023.
وأعلنت الأورطة الشرقية في وقت سابق تخريج 3 دفعات عسكرية خلال الفترة الماضية.
ويقول المتحدث الرسمي للقوى المدنية في شرق السودان، صالح عمار، إن “مسألة الحركات المسلحة في شرق السودان التي فرضتها حالة حرب 15 أبريل 2023، وتأسست بعد هذه الحرب، نتمنى أن يحدث تصحيح لوضعيتها بتحقيق سلام شامل وجيش مهني واحد”.
وأضاف عمار في بحسب “العين الإخبارية”: “إلى حين ذلك الوقت نعتقد أن الأفضل والواجب للحركات المسلحة الاستمرار في التزام الحياد وعدم الانضمام لأي طرف من أطراف الحرب، لأن الانضمام لأي طرف نتيجته النهائية إشعال المزيد من الوقود على نيران الحرب المشتعلة أصلا، وتعقيد للمعقد، وجر البلاد للحروب الواسعة والحروب الأهلية، وجر البلاد أيضا للتدخلات الخارجية، وهي خطوة من المؤكد غير إيجابية”.
وتقول الأمم المتحدة، إن السودان الذي كان، حتى قبل الحرب، من أفقر بلدان العالم، يشهد “واحدة من أسوأ أزمات النزوح في العالم، وهو مرشح لأن يشهد قريبا أسوأ أزمة جوع في العالم”.
الوسومالأمين داؤود الأورطة الشرقية شرق السودان مليشياالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الأورطة الشرقية شرق السودان مليشيا
إقرأ أيضاً:
1000 يوم من الحرب بأوكرانيا|المواطنون يتحدون الواقع بالفن والرياضة.. والقادة يتعهدون بعدم الاستسلام
تحيي أوكرانيا اليوم، الثلاثاء، ذكرى مرور ألف يوم منذ بدء الحرب الروسية واسعة النطاق، حيث تظل الحياة اليومية بمثابة شهادة على الصمود رغم الصعاب.
وفي مدينة زابوريجيا الشرقية، أوقفت الساعة ودوت صافرات في مسكن ناتاليا باناسينكو في وقت مبكر من الصباح، وهو تذكير صارخ بالخطر الدائم.
وفي أوديسا، تحدى السباحون مياه البحر الأسود الملغومة، مجسدين روح التحدي والتحمل.
في الوقت نفسه، في زابوريجيا، واجه عمال الصلب وفريقهم المستنزف تحديات الحفاظ على الاستقرار الاقتصادي وسط الهجمات الروسية المتكررة على البنية التحتية.
وعلى الرغم من الحرب المستمرة، لا تزال الأعمال الفنية مستمرة.
وفي كييف، يقدم ممثلون من خاركيف عروضهم تحت الأرض كرمز للأمل والمقاومة الثقافية.
واكتظت المسارح، وتصفيقها يعكس تصميم الأمة على العيش والإبداع على الرغم من الظروف المروعة.
معركة شرسة وصعبةبدوره، أكد القائد الأعلى للقوات المسلحة الأوكرانية، الجنرال أولكسندر سيرسكي، أن معركة شرسة وصعبة للغاية من أجل مستقبل أوكرانيا مستمرة منذ ألف يوم.
ووفقا لوكالة الأنباء الأوكرانية "أوكرانيفورم"، قال سيرسكي، في منشور له على فيسبوك: "ألف يوم من الحرب الشاملة.. ألف يوم من المعركة الشرسة والصعبة للغاية من أجل وجودنا ومستقبل أوكرانيا وكل واحد منا".
وتابع القائد الأوكراني قائلا: "ألف يوم من مواجهة القوات المسلحة الأوكرانية للعدو على جبهة تمتد لأكثر من ألف كيلومتر".
وأضاف: "في الخنادق المتجمدة في جميع أنحاء منطقة دونيتسك وفي السهوب المحترقة في منطقة خيرسون، وتحت نيران المدفعية في جراد، نحن نقاتل من أجل الحق في الحياة - لنا ولأطفالنا".
واستطرد قائلا: "ألف يوم من الانتصارات والخسائر. ألف يوم من القضاء على العدو".
لا استسلام
وتعهد قائد القوات المسلحة الأوكرانية بعدم الاستسلام، مؤكدا أن "مئات الآلاف من الغزاة لن يقوموا بعد الآن بتدنيس أرضنا، وعشرات الآلاف من وحدات معدات العدو لن تدمر منازلنا أبدًا"، على حد قوله.
وشدد على أنه "كل ليلة مظلمة، حتى لو كان هناك ألف منهم، تنتهي دائما بفجر. ويوما ما سيكون فجر انتصارنا".
وأعرب سيرسكي عن امتنانه لجميع أولئك الذين “يقاتلون ويساعدون”.
ويصادف اليوم 19 نوفمبر 2024 مرور ألف يوم على الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا.