«مجموعة البريكس» نظام دفع بدلاً من عملة مشتركة
تاريخ النشر: 31st, October 2024 GMT
منذ ما يقارب عقدين من الزمان، تحاول مجموعة البريكس وعلى رأسها الصين وروسيا التقليل من اعتمادها على الدولار الأمريكي من أجل حماية اقتصاداتها من العقوبات الأمريكية، والحد من التعرّض لتقلبات السياسة الاقتصادية والنقدية الأمريكية، وفي الوقت ذاته رغبة منها في المطالبة بمكانة أقوى في التسلسل الهرمي الاقتصادي العالمي.
العملة المشتركة ليست مفهوماً جديداً، ففي أربعينيات القرن العشرين، اقترح العالم الاقتصادي البريطاني جون ماينارد كينز عملة عالمية واحدة لإدارة اختلالات التجارة الدولية لتبسيط واستقرار التمويل العالمي. وفي سبعينيات القرن الماضي، أثناء المناقشات حول نظام عملة دولية جديدة، ناقشت بعض الدول مفهوم العملة المشتركة مرة أخرى آنذاك. عملة موحدة لمجموعة البريكس، تعني سيناريو تتخلى فيه كل دول المجموعة عن عملتها الخاصة لمصلحة عملة مشتركة واحدة.
ربما نستدل بتجربة الاتحاد الأوروبي في عملته المشتركة، لنوضح مدى جدوى خوض مجموعة البريكس للمنهجية نفسها. على الرغم من أن الاتحاد الأوروبي يقع في قارة واحدة تشترك العديد من دوله بروابط ثقافية وتاريخية، مما يعزز الشعور بالوحدة والتعاون الذي يدعم العملة المشتركة، إلا أنه استغرق أكثر من 30 عاماً للوصول لإطار استراتيجي توافقي لعملة مشتركة «اليورو».
إلى يومنا هذا هناك دعوات من بعض دول الاتحاد الأوروبي بالتخلي عن عملة اليورو، وقد يعود السبب لعدم القدرة على السيطرة على سياساتها النقدية، مما حد من قدرتها على الاستجابة بشكل مستقل للظروف الاقتصادية المحلية، مما أدى إلى تأجيج المشاعر القومية والدعوات للعودة إلى العملات الوطنية. علاوة على ذلك، فرضت عملة اليورو ميثاق الاستقرار والنمو حدوداً للميزانية، مما منع بعض دول الاتحاد من استخدام السياسة المالية لتحفيز اقتصاداتها أثناء فترات الركود.
على النقيض من ذلك، مجموعة البريكس متناثرة في قارات عدة، وتوجد اختلافات سياسية وأيديولوجية كبيرة بين دولها، مما قد يؤدي إلى صراعات حول الحكومة الاقتصادية والأوليات السياسية. على عكس الاتحاد الأوروبي، تفتقر مجموعة البريكس إلى إطار مؤسسي قوي لدعم الاتحاد النقدي، بما في ذلك البنك المركزي والسياسات المالية المنسقة. إضافة لذلك، تمايز الهياكل الاقتصادية للدول الأعضاء واختلاف مستويات التنمية والسياسات مالية، يجعل من الصعب إنشاء سياسة نقدية موحدة.
تركيز مجموعة البريكس على نظام دفع مالي بديلٍ عن عملة موحدة سيكون أكثر جدوى وأسرع في التنفيذ من إنشاء عملة مشتركة ينطوي عليها تكامل اقتصادي وسياسي معقد. بهذه الطريقة ستعزز مجموعة البريكس مرونتها الاقتصادية والحد من تعرضها للعقوبات. وحتى تتضح الرؤية، سيسمح هذا النهج باتخاذ إجراءات أكثر سرعة مع تعزيز التجارة والتعاون فيما بينها، مما يمهد الطريق -في نهاية المطاف- لإطار مالي أكثر استقلالية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية بريكست الاتحاد الأوروبی مجموعة البریکس
إقرأ أيضاً:
الاتحاد الأوروبي: موقفنا ثابت بعدم الاعتراف بسيادة إسرائيل على الأراضي الـ1967
جدد الاتحاد الأوروبي موقفه الثابت بعدم الاعتراف بسيادة إسرائيل على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967.
جاء ذلك، ردا على سؤالين يتعلقان بالجوانب الرئيسية للوضع في فلسطين طرحتهما بعثة فلسطين لدى الاتحاد الأوروبي، للمفوضية الأوروبية.
وركز السؤال الأول الذي تم تقديمه عبر رئيسة لجنة علاقات البرلمان الأوروبي مع فلسطين "لين بونلاين"، على الرأي الاستشاري الصادر عن محكمة العدل الدولية في 19 يوليو 2024، إذ إن هذا الرأي التاريخي أعلن أن الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين غير قانوني بموجب القانون الدولي، وأكد التزام الدول بعدم الانخراط في معاملات اقتصادية أو تجارية مع المستعمرات في الأراضي المحتلة.
بدوره، شدد مفوض الاتحاد الأوروبي "ماروش شیفتشو"، على استثناء البضائع المنتجة في المستعمرات من التفضيلات التجارية للاتحاد، كما أشار الرد إلى أن هناك مناقشات جارية داخل المجلس حول تبعات الرأي الاستشاري، واتخاذ المزيد من الإجراءات لدعم القانون الدولي.
من جانبها، أكدت نائبة رئيس المفوضية الأوروبية "كابا كالاس"، في ردها على السؤال الثاني بشأن موقف الاتحاد الأوروبي من الإبادة الجماعية في فلسطين، التزام الاتحاد بالقانون الدولي الإنساني وتركيزه المستمر على حماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية، كما أوضحت أن قرارات فرض القيود على تصدير الأسلحة أو العقوبات تبقى ضمن صلاحيات الدول الأعضاء والمجلس، فيما تطرقت إلى الخطوات التي اتخذها الاتحاد لفرض عقوبات على المستعمرين المتطرفين.
ورحبت بعثة فلسطين لدى الاتحاد الأوروبي، بهذه الردود، واعتبرتها خطوة للأمام، ومؤكدة أنها ستواصل العمل مع شركائها لترجمتها إلى إجراءات ملموسة تعزز العدالة وحقوق الإنسان لشعبنا.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار العربية والدولية الأونروا: الأمم المتحدة لا تخطط لاستبدال الوكالة بالأراضي الفلسطينية أميركا تعتزم بيع أسلحة بقيمة 8 مليارات دولار إلى إسرائيل الاحتلال يتوغل في بلدة بيت ليف جنوب لبنان ويفتش منازل الأكثر قراءة شاهد فيديو هدير عبد الرازق مع زوجها يثير تفاعلا ويتسبب بحبسها الجيش الإسرائيلي يُنذر من تبقى في بيت حانون بالإخلاء كتائب القسام تعلن اقتحام نقطة عسكرية إسرائيلية في جباليا ذوو الأسرى : نتنياهو يفشل عمدا إنجاز صفقة التبادل عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025