بري: أنجزتُ تفاهماً مع هوكشتاين
تاريخ النشر: 31st, October 2024 GMT
يترقب لبنان الرسمي مدى تجاوب رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو مع المسعى الذي يقوده الرئيس الأميركي جو بايدن للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في جنوب لبنان بإيفاده مستشاريه آموس هوكشتاين وبريت ماكجورك إلى تل أبيب للقائه، خصوصاً وأنه يشكّل الفرصة الأخيرة التي تسبق موعد إجراء الانتخابات الرئاسية الأميركية في الخامس من تشرين الثاني المقبل.
وكتبت" الشرق الاوسط": مع أن لبنان الرسمي بلسان رئيسَي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي، يفضلان التريث وعدم استباق النتائج، وهذا ما عكسه الأخير لدى انتهاء اجتماعه به من دون أن يدلي بتصريح، مكتفياً بوضعه، كما تقول مصادر نيابية، في أجواء اللقاءات المتنقلة التي عقدها طوال فترة وجوده خارج البلد. لكن تريثهما، وإن كان في محله، فإن الرئيس بري أراد التذكير بالخطوط العريضة التي كان توصّل إليها مع هوكشتاين وتتعلق بوقف النار وبنشر الجيش اللبناني في الجنوب تمهيداً لتطبيق القرار الدولي 1701 وذلك، كما قال لـ«الشرق الأوسط» لقطع الطريق على ما يُروَّج له من أفكار لم تكن حاضرة في مفاوضاته معه ولا تمُت بصلة لا من بعيد أو قريب لتطبيقه.
وأكد الرئيس بري، في معرض نفيه كل ما يشاع من خارج ما اتفق عليه مع هوكشتاين، بأن «ما كُتب قد كُتب ولسنا بوارد تغيير ولو حرفاً واحداً في القرار 1701». وقال إن الوسيط الأميركي لم يأتِ على ذكر القرار 1559 أو إحلال قوات متعددة الجنسية مكان قوات الطوارئ الدولية (يونيفيل) الموجودة أصلاً بموجب هذا القرار في جنوب الليطاني لمؤازرة الجيش اللبناني لتطبيقه.
ولفت إلى أنه من جانبه أنجز كل النقاط المتعلقة بوقف النار ونشر الجيش وتطبيق الـ1701. وقال إنه تفاهم عليها مع هوكشتاين، ونحن «ننتظر منه أن يتفاهم مع نتنياهو على ما أنجزناه سوياً»، نافياً أن يكون طرح معه مباشرة أو مواربة إدخال تعديلات عليه، كما يروّج له البعض. وأضاف أنه «لا بد من توفير الضمانات لتطبيقه بعد الاتفاق على آلية تنفيذه في خلال الفترة الزمنية التي نتفاهم عليها لسريان مفعول وقف النار»، وأكد بأن «لبنان مستعد للالتزام به في أي لحظة، ومنذ الآن، في حال تفاهم هوكشتاين مع نتنياهو على ما أنجزناه».
وشدد الرئيس بري على أن «الكُرة الآن في مرمى نتنياهو، فهل يبدي كل استعداد للسير في التفاهم الذي توصلنا إليه مع هوكستين؟ أم أنه مثل العادة سينقلب عليه كما فعل عندما وافق على النداء الأميركي - الفرنسي المدعوم دولياً وعربياً لوقف النار، ليتراجع عنه فور وصوله إلى نيويورك؟ مع أننا كنا بُلّغنا من الوسيط الأميركي أنه وافق عليه، ونحن من جانبنا لم نتردد بالترحيب به والالتزام بتطبيقه فوراً».
في هذا السياق، قالت المصادر النيابية لـ«الشرق الأوسط» إن «حزب الله» باقٍ على تفويضه للرئيس بري للتوصل إلى وقف النار في الجنوب، وهذا ما أكده نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم، قبل أن يتوافق عليه مجلس شورى الحزب لخلافة سلفه حسن نصر الله بعد مضي شهر على اغتياله. وأكدت بأن لا عودة عن التفويض، وأن التواصل بداخل «الثنائي الشيعي» يكاد يكون يومياً، نافيةً ما تردد بأن التوافق عليه تم أثناء غيابه لوجوده في طهران التي انتقل إليها بناء لنصيحة إيرانية لقطع الطريق على استهدافه من قِبل إسرائيل، مؤكدة بأنه لم يغادر لبنان وهو لا يزال إلى جانب القيادة العسكرية لـ«لمقاومة الإسلامية» يتابع سير المواجهة جنوباً، ويواكب تحرك نواب كتلة «الوفاء للمقاومة» بالانفتاح على الكتل النيابية لشرح موقفهم من العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان، والاتصالات الجارية للتوصل لوقف النار.
ورداً على سؤال قالت المصادر بأن الجهود اللبنانية تهدف لوقف النار، وأن التوصل إليه أمر ضروري اليوم قبل الغد، وأن الربط بين الجنوب وغزة لم يعد قائماً؛ لأنه أصبح بمثابة أمر واقع لا يمكن القفز فوقه في ضوء ما آلت إليه المواجهة في القطاع، وبالتالي فإن لبنان يعطي الأولوية لوقف الحرب بالجنوب وعدم الربط بين الجبهتين لئلا يتذرع بها نتنياهو للهروب من الضغوط التي تمارَس عليه لوقف النار.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: مع هوکشتاین لوقف النار
إقرأ أيضاً:
ميقاتي إختتم جولته الاوروبية ويعود اليوم.. زيارة هوكشتاين لبيروت رهن محادثاته في اسرائيل
يعود رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى بيروت اليوم مختتما الجولة التي قادته الى فرنسا وبريطانيا وايرلندا حيث شارك في مؤتمر دعم لبنان في باريس واجتمع مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ورئيسي حكومتي بريطانيا وايرلندا ووزير خارجية الولايات المتحدة الاميركية وعدد من المسؤولين.
وفي خلال لقاءاته واجتماعاته، شدد رئيس الحكومة على "التزام لبنان بتطبيق القرار 1701 كما هو، من دون تعديل، وعلى ان المطلوب اولا التزام حقيقي من اسرائيل بوقف اطلاق النار، لان التجربة السابقة في ما يتعلق بالنداء الاميركي - الفرنسي المدعوم عربيا ودوليا، لوقف اطلاق النار اثرت على صدقية الجميع".
أضاف: "نحن نصر على اولوية وقف اطلاق النار وردع العدوان الاسرائيلي خصوصا وان هناك اكثر من مليون واربعمئة الف لبناني نزحوا من المناطق التي تتعرض للاعتداءات. كما تنتهك اسرائيل القانون الدولي باعتدائها على المدنيين والصحافيين والطاقم الطبي".
ومن المقرر ان يعقد رئيس الحكومة، بعد عودته الى بيروت اجتماعا تشاوريا مع رئيس مجلس النواب، ثم يرأس سلسلة اجتماعات وزارية لمتابعة ملف النازحين من مناطق العدوان الاسرائيلي، والتحضير لجلسة مجلس الوزراء المقبلة التي يبقى توقيت انعقادها نهاية هذا الاسبوع او الاسبوع المقبل رهن توافر النصاب، نظرا لوجود عدد من الوزراء في اجتماعات خارج لبنان من بينها اجتماعات صندوق النقد الدولي واجتماعات المنطمات الانسانية الدولية.
في المقابل، تتجه الانظار الى لقاءات الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين في اسرائيل، وسط تكتم شديد وتضارب متعمد في المعلومات، ربما لضمان نجاح المساعي قبل الاعلان عن اي امر واضح، وذلك بالتوازي مع المفاوضات الجارية في قطر بين وفدي حركة حماس وإسرائيل والتي يقودها مدير المخابرات الأميركية وليم بيرنز بشأن عقد صفقة لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة.
أوساط معنية قالت "ان محادثات هوكشتاين في اسرائيل تهدف الى السعي لبلوغ حل سياسي ووقف اطلاق النار، ولكن في ما يعنينا في لبنان، فلا يوجد أي شيء حتى الآن على الإطلاق".
اضافت "مهمّة هوكشتاين هي في اسرائيل وليس في لبنان، وخصوصاً انّه في زيارته الأخيرة تبلّغ موقف لبنان من رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي بأنّ الحلّ للوضع القائم محدّد في القرار 1701 وتطبيقه بحذافيره بشكل كامل وشامل، وانّ لبنان ملتزم كلياً بهذا القرار، ولا يقبل أي تعديل له، او أي تجزئة له، او إقرانه بأي ملاحق له. وهذا الموقف تمّ إبلاغه لكل الموفدين والمستويات الدولية".
وشددت الأوساط "على أن زيارة هوكشتاين الى لبنان باتت مرتبطة بأمرين: نتيجة زيارته الى إسرائيل ومدى مرونة نتنياهو حول وقف الحرب على لبنان، والثاني حصيلة مفاوضات الدوحة، لأن التوصل الى اتفاق في غزة يسهل التهدئة والاتفاق في لبنان".
الرئيس بري، وفق ما نقل عنه اليوم ، اكد "أنّ لا مناص في نهاية المطاف من العودة إلى القرار 1701 مهما تأخّر الوقت، ولكن نتنياهو يصرّ للأسف على مواصلة سفك الدماء ويقيس الأمور على ميزان حرارة لم يعد صالحاً، ويتمثل في ما يعتبرها إنجازات حققها منذ فترة، اّلّا أنّها توقفت وبالتالي بدأ الوضع الميداني للعدو الاسرائيلي يتخذ مساراً انحدارياً، فلماذا الاستمرار في تضييع الوقت؟".
المصدر: لبنان 24