السودان – طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مجلس الأمن الدولي أمس بتقديم الدعم اللازم لحماية المدنيين بالسودان .

في حين أكد السفير السوداني لدى الأمم المتحدة الحارث إدريس الحارث محمد التزام الحكومة السودانية بحماية المدنيين وتسهيل تسليم المساعدات في أنحاء البلاد.

وقال غوتيريش أمام المجلس إن الشعب السوداني يعيش كابوسا من العنف، إذ قُتل آلاف المدنيين ويواجه عدد هائل آخر فظائع لا توصف، مضيفا أن “السودان يتحول مجددا إلى كابوس في ما يتعلق بالعنف العرقي الجماعي”، في إشارة إلى الصراع الذي شهدته منطقة دارفور غربي البلاد قبل نحو 20 عاما.

غوتيريش خلال حديثه أمام مجلس الأمن الدولي (رويترز)

وأكد وجود دعوات من جانب السودانيين وجماعات حقوق الإنسان لزيادة التدابير لحماية المدنيين، بما في ذلك النشر المحتمل لقوة محايدة، قائلا إن هذه الخطوة تعكس “خطورة الوضع وإلحاحه”.

لكنه شدد على أنه في الوقت الراهن الظروف غير مواتية لضمان نجاح نشر قوة أممية لحماية المدنيين في السودان، مبديا استعداده لمناقشة سبل أخرى للحد من العنف وحماية المدنيين.

وفي حين يواجه السودانيون فظائع الحرب، يعيشون أيضا في ظل انتشار المجاعة نتيجة شح المساعدات، إذ تقول الأمم المتحدة إن 25 مليون شخص (أي نصف سكان السودان) يحتاجون إلى مساعدات.

وفي هذا الصدد، قالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد أمام مجلس الأمن إن قلة المساعدات لا تتعلق فقط بالتمويل غير الكافي، بل بصعوبة إيصالها للسودانيين.

وشددت على أنه يتعين تمديد التصريح للعمل بمعبر أدري الحدودي وفتح طرق أخرى للوصول عبر الحدود وتسهيل الوصول إلى المطارات في الأغراض الإنسانية.

غير أن سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلى نيبينزيا قال أمام المجلس إن الأمر متروك للحكومة السودانية لتقرر إذا ما كان معبر أدري سيظل مفتوحا، وإنه سيكون “من غير المناسب الضغط” على الحكومة.

كما قال السفير السوداني لدى الأمم المتحدة إن الحكومة ملتزمة بتسهيل تسليم المساعدات في أنحاء البلاد، بما في ذلك المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع.

وأضاف أن 10 معابر حدودية و7 مطارات فتحت أبوابها لتسليم المساعدات.

غير أنه قال إن 30 شاحنة محملة بأسلحة وذخيرة متطورة مرت عبر معبر أدري الحدودي، وهو ما أدى إلى تصعيد خطير في الفاشر وأماكن أخرى.

وذكر أن آلافا ممن وصفهم بـ”المرتزقة الأفارقة” دخلوا السودان عبر معبر أدري الذي وصفه بأنه يشكل تهديدا حقيقيا على الأمن القومي.

ومن المقرر أن تنتهي منتصف نوفمبر/تشرين الثاني المقبل موافقة مدتها 3 أشهر منحتها السلطات السودانية للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة لاستخدام معبر أدري الحدودي مع تشاد للوصول إلى دارفور.

سودانيون نازحون من منطقة شرق الجزيرة يصلون إلى مدينة القضارف

كذلك اتهم السفير السوداني الأممي قوات الدعم السريع باستخدام الأسلحة الثقيلة ضد مدنيين عزل في شرق الجزيرة، قائلا إن ذلك أدى إلى مقتل نحو 260 مدنيا.

وأشار إلى أن الجيش السوداني تفادى استخدام الأسلحة الثقيلة في المناطق السكنية وتقيد بقواعد الاشتباك خلال الحرب.

واندلعت الحرب منتصف أبريل/نيسان 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية قبل الانتقال إلى الحكم المدني، مما تسبب في أكبر أزمة نزوح في العالم.

المصدر : الصحافة السودانية + رويترز

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: لدى الأمم المتحدة معبر أدری

إقرأ أيضاً:

«أونروا»: تجويع ممنهج في غزة يهدد حياة مليون طفل

جنيف (الاتحاد) 

أخبار ذات صلة «مفاوضات غزة» بين تأكيد حدوث انفراجة ونفي إسرائيل الأمم المتحدة: 72 ألفاً لقوا حتفهم أو فُقدوا على طرق الهجرة منذ 2014

حذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، أمس، من تدهور الوضع الإنساني في قطاع غزة بشكل غير مسبوق واصفة ما يجري بـ«القتل الصامت» لمليون طفل فلسطيني و«تجويع ممنهج ذي دوافع سياسية».
وقالت مديرة الاتصال في «أونروا» جولييت توما، متحدثة عبر وسيلة التواصل المرئي من العاصمة الأردنية عمان، خلال إحاطة إعلامية للصحفيين في جنيف، إن الحصار المفروض من قبل قوات الاحتلال منذ الثاني من مارس يمثل أطول حصار عاشه القطاع، إذ يعادل أربعة أضعاف الحصار الذي فرضته قوات الاحتلال مع بداية الحرب قبل عام ونصف عام. 
وأعربت توما عن قلقها إزاء الوضع في رفح، التي دمرت بالكامل مؤكدة أن 97 % من المدينة يقع تحت أوامر إجلاء قسري ما من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم الحظر المفروض على إدخال المساعدات الإنسانية، خاصة في ظل تواصل إغلاق المعبر الرئيسي. 
ولفتت إلى العدوان العسكري الكبير الذي نفذته قوات الاحتلال في رفح في مايو 2024 والذي أدى إلى نزوح نحو 1.4 مليون شخص وتسبب في دمار واسع النطاق شمل منشآت «أونروا» وملاجئها.
وأوضحت توما أن الوكالة فقدت إلى اليوم ما يقرب من 300 عامل إنساني من موظفيها في القطاع.
وفي سياق متصل قالت توما، إن الوكالة الأممية تواجه أزمة تمويل حادة تهدد قدرتها على الاستمرار إذ يتم إدارة التدفقات النقدية على أساس شهري وسط غموض بالغ بشأن التوقعات المالية.
وأضافت أن ذلك يتم خاصة وسط قطع الولايات المتحدة التمويل وتصويت البرلمان الهولندي في 13 ديسمبر على قرار يقضي بخفض تدريجي للتمويل على مدى أربع سنوات. 
 وفي سياق متصل، أعرب المفوض العام لأونروا، فيليب لازاريني، عبر حسابه على منصة «إكس»، أمس، عن قلقه البالغ إزاء «الوحشية» التي تتعامل بها قوات الاحتلال ضد موظفي الوكالة في مراكز الاحتجاز باستخدام الضرب، واستخدامهم دروعاً بشرية، وحرمانهم من النوم والإذلال والتهديد بإيذائهم أو إيذاء عائلاتهم وتعريضهم لهجمات من الكلاب، وإجبارهم على تقديم اعترافات قسرية. 
وأكد لازاريني اعتقال أكثر من 50 موظفاً في «أونروا» منذ بداية الحرب في أكتوبر 2023 بينهم معلمون وأطباء وعاملون اجتماعيون وتعرضوا لسوء المعاملة، مرحباً بعقد جلسة استماع في محكمة العدل الدولية بشأن نشاط الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى في الأراضي الفلسطينية المحتلة، كما أكد ضرورة استمرار خدمات «أونروا» دون عوائق حتى يتم التوصل إلى حل عادل ودائم لقضية لاجئي فلسطين.
وحذر لازاريني من القيود التي فرضها الكنيست الإسرائيلي أخيراً بما في ذلك سياسة «عدم التواصل» مع الوكالة التي تعرقل تقديم المساعدات كما أدت منذ يناير الماضي إلى حرمان موظفي الوكالة الدوليين من الحصول على تأشيرات دخول ما أعاق وصولهم إلى الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة.
وفي السياق، أعلنت «أونروا»، أمس، أن لديها  ثلاثة آلاف شاحنة مساعدات تنتظر إعادة فتح المعابر للدخول إلى غزة، مضيفة في بيان، أن المساعدات جاهزة لإدخالها إلى القطاع وفي انتظار إعادة فتح المعابر، الإمدادات الأساسية المخصصة للأشخاص المحتاجين تنتهي صلاحيتها بينما يتعمق الجوع على الجانب الآخر. 
ووفق البيان، يقول برنامج الأغذية العالمي، إن أكثر من 116 ألف طن متري من المساعدات الغذائية - تكفي لإطعام مليون شخص لمدة تصل إلى أربعة أشهر - جاهزة للإدخال.
في غضون ذلك، دعا المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك، المجتمع الدولي، أمس، لوقف «الكارثة الإنسانية» في قطاع غزة، مع استمرار منع إسرائيل دخول المساعدات. وقال تورك في بيان «مع دخول الحظر الكامل للمساعدات الضرورية للبقاء على قيد الحياة أسبوعه التاسع، ينبغي بذل جهود دولية لمنع هذه الكارثة الإنسانية من بلوغ مستوى جديد غير مسبوق».
وأكد تورك في بيانه أن «أي استخدام لتجويع السكان المدنيين وسيلة من وسائل الحرب يشكل جريمة حرب، وكذلك جميع أشكال العقاب الجماعي».
وحذّر المفوض السامي أيضاً من أن الخطة الإسرائيلية التي تحدثت عنها تقارير بشأن إعلان محافظة رفح في أقصى جنوب غزة «منطقة إنسانية» جديدة، ستتطلب انتقال الفلسطينيين إلى هناك لتلقي الغذاء وغيره من المساعدات.
وأضاف أن «مثل هذه الخطة تعني على الأرجح أن أجزاء كبيرة من غزة وأولئك الذين لا يستطيعون التحرك بسهولة، ومن بينهم الأشخاص المعوقون، والمرضى والجرحى، والنساء اللواتي يعلن أسراً بكاملها، سيضطرون إلى البقاء بدون طعام».
كما استنكر فولكر تورك استمرار إسرائيل في ضرب المواقع التي يلجأ إليها المدنيون في غزة.
وقالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان إنها سجلت في الفترة من 18 مارس إلى 27 أبريل 259 هجوماً على مبان سكنية و99 هجوماً على خيم للنازحين داخلياً، أسفر معظمها عن قتلى، مشيرة إلى أن أربعين هجوماً على الخيم وقعت في منطقة المواصي التي طلب الجيش الإسرائيلي مراراً من المدنيين التوجه إليها. 

مقالات مشابهة

  • وزير العدل يؤكد مواصلة ملاحقة كل الدول التي اجرمت في حق الشعب السوداني
  • الأمم المتحدة: موسم الأمطار ونقص التمويل يهددان جهود مكافحة المجاعة في السودان
  • الجيش السوداني لرويترز: السودان كشف تورُّط الإمارات الإجرامي وضلوعها في قتل السودانيين بدعمها ورعاية المليشيا.. والآن تحاول ذر الرماد في العيون وتختلق التهم الباطلة
  • السيادة السوداني يكلف السفير دفع الله الحاج علي بتسيير مهام رئيس الوزراء
  • دفع الله الحاج علي عثمان رئيس الوزراء السوداني المكلف
  • «أونروا»: تجويع ممنهج في غزة يهدد حياة مليون طفل
  • مفوض حقوق الإنسان يدعو العالم إلى منع وقوع كارثة إنسانية شاملة في غزة
  • غوتيريش يشدد على ضرورة استئناف دخول المساعدات لغزة فوراً
  • الأمم المتحدة تجدد الدعوة لحماية المدنيين مع استمرار تدهور الأوضاع بشمال دارفور
  • «حشد» تدين رفع الحصانة عن «الأونروا» وتدعو لحماية المدنيين وعمل المنظمات الدولية