عربي21:
2025-02-02@00:46:45 GMT

ماذا أصاب أمتنا العربية والإسلامية؟

تاريخ النشر: 31st, October 2024 GMT

كلما أتأمل كل هذا الاستنفار والتضامن الأمريكي والغربي مع إسرائيل، وكل تلك الزيارات التضامنية لوزير الخارجية الأمريكي للكيان الصهيوني، وزيارات الضغط على الأنظمة العربية من أجل هذا الكيان المغتصب، برغم كل تلك المجازر والمحارق والإبادة الجماعية المستمرة منذ عام في غزة والضفة ثم لبنان، يتملكني الغضب والغيظ!

لقد اصطلحت اليوم الصهيونية العالمية مع الاستعمار الغربي على قتل المسلمين واستئصال شأفتهم في غزة، وانكشفت سوأتهم، وبان باطلهم، وظهرت نيتهم في دعمهم وصمتهم على كافة الانتهاكات لحقوق الإنسان، والإبادة الجماعية والمجازر والمحارق مع ما لهذه الكلمات من معان، كما صمتوا صمت القبور على الاحتقار والاستهزاء بمؤسساتهم الدولية والحقوقية ومواثيق الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي.



ويزداد غضبي وغيظي كلما زاد الصمت العربي والإسلامي من جهة، والتواطؤ مع العدو ضد المقاومة والخيانة من جهة أخرى، وكأن ما يحدث لأهلنا في غزة والضفة ولبنان لا يعنينا من قريب ولا من بعيد!

وأردد مع الشاعر:

تبلد في الناس حس الكفاح   ومالوا لكسبٍ وعيشٍ رتيب
يكـاد يزعـزع مـن همتي   سدور الأمين وعزم المريب

وأدعو مع الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "اللهم إني أعوذ بك من عجز الثقة، وجلد الفاجر".

ففي الوقت الذي اصطلح فيه الغرب واصطف صفا واحدا خلف الولايات المتحدة على دعم إسرائيل في إبادة قطاع غزة، تفرقنا نحن واختلفنا على المقاومة وشرعية دعمها، وصرنا أعداء بعضنا، وتملكتنا الهزيمة النفسية والوهن. وفهم حكامنا خطأ بأن النار التي أشعلتها إسرائيل في المنطقة لن تطالهم أو تحرقهم، وهذا خطأ كبير وخلل استراتيجي خطير، وخطر داهم على الأمن القومي العربي، إن لم نتداركه ونطفئ نار الحرب تلك فإن ثوبنا العربي الذي احترق بعضه في غزة ولبنان سوف تشتعل فيه النيران وتأتي عليه كله لا سمح الله.

ماذا أصاب أمتنا العربية والإسلامية حتى أغمضت عيونها عن رؤية مجازر غزة وقتل النساء والاطفال، وحرقهم وهم أحياء، وهدم منازلهم فوق رؤوسهم، وعن رؤية مناظر الجوع لشعب بأكمله دون أن تتحرك فينا النخوة والشهامة العربية والفزعة، في الوقت الذي يموت فيه البعض منا من كثرة الأكل والسمنة؟

ماذا أصاب أمتنا العربية والإسلامية حتى أصمّت آذانها عن سماع صراخ الثكالى والأطفال واستغاثة العجائز والنساء من هول سقوط الصواريخ والقنابل فوق رؤوسهم وهم في بيوتهم لا يقدرون على الهرب منها، ولا يستطيعون الفرار إلى مكان آمن يطلبون فيه النجاة، حيث لم يعد في غزة كلها مكان آمن يفر إليه الخائفون.

ماذا أصاب أمتنا العربية والإسلامية حتى خرصت ألسنتهم عن الهتاف والتظاهر والتضامن والصراخ من أجل إنقاذ إخوانهم في العروبة والإسلام، وتملكهم الخوف والجبن والأنانية؟!

لقد نسيت أو تناست أمتنا العربية والإسلامية الحقائق الثابتة لعروبتنا وقوميتنا ووحدتنا وحقوق الجيرة، ونسيت حقائق ديننا الحنيف الثابتة أن المؤمنين إخوة، يسعى بذمتهم أدناهم، وهم يد على من سواهم، وأنه ليس منا من بات شبعان وجاره جائع، وأن المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضا، وأن المسلم مطالب بنصرة أخيه ظالما كان أو مظلوما.

كل هذا يفرض ويوجب على أمتنا العربية والإسلامية أن تنتفض حكومات وشعوبا لإنقاذ إخوانهم، ورد القاتل والمحتل عن غيه وطغيانه وإرهابه. وتسعى بكل ما تملك من وسائل لدفع غائلة الإبادة والقتل والجوع والتشريد والموت التي لحقت بإخوانهم منذ سنة وأكثر.

إن كل مسلم وعربي مطالب بأن يسارع بالمساهمة بكل ما يملك من أجل إنقاذ ضحايا الكارثة في غزة خاصة، وفلسطين ولبنان عامة.

لقد قامت وتأسست منظمة التعاون الإسلامي والتي كانت تسمى منظمة المؤتمر الإسلامي، نتيجة ورد فعل لحرق إسرائيل للمسجد الأقصى عام 1969. قامت في الرباط، وعُقد أول اجتماع بين زعماء دول العالم الإسلامي، حيث طُرح وقتها مبادئ الدفاع عن شرف وكرامة المسلمين المتمثلة في القدس والمسجد الأقصى. واليوم نرى انتهاك المسجد الأقصى بشكل يومي، وإقامة صلوات توراتية فيه، والاحتفال بأعياد يهودية داخل ساحاته الطاهرة المقدسة، وتتسرب تصريحات ومخططات لهدمه وبناء الهيكل الصهيوني المزعوم على أنقاضه، ويُسب النبي محمد صلى الله عليه وسلم من المتطرفين اليهود، وتُحرق غزة، بَشَرِها وحجرها، إنسانها ومساجدها وكنائسها، وتُباد بشكل رهيب، ثم لا نسمع للمؤسسات والمنظمات العربية والإسلامية صوتا ولا همسا، ولا نرى لها حركة ولا فعلا.

إن هذا الصمت العربي والإسلامي مخيف ومقلق، لأنه أصبح ظاهرة وعلامة عربية. فمن صمت اليوم عن انتهاك مدينة عربية سوف لا يحرك ساكنا لانتهاك مدينة عربية أخرى، ومن سكت اليوم عن إبادة جماعية لشعب عربي، سوف لا يحرك ساكنا لإبادة جماعية جديدة لشعب عربي آخر.

والعدو الصهيوني إنما هو في الحقيقة عدو يتربص بكل الوطن العربي، وأطماعه الاستعمارية لا تتوقف عند حدود فلسطين، وأفكار المتطرفين لديه تدعو لإقامة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات. فصراعه إذن مع العرب، وليس مع الفلسطينيين وحدهم، وخطره يتمدد ويمتد لمعظم العواصم العربية، وليس خطرا يتهدد القدس والضفة وغزة وبيروت وحدها.

وأخوف ما أخاف منه أن يأتي يوم يقول فيه الأخ القوي الذي ترك أخاه الضعيف يأكله الوحش الصهيوني، وهذا الأخ الضعيف هو خط الدفاع الأول عنه، وخط الهجوم الأخير له؛ يقول: أُكلت يوم أكل الثور الأبيض، لأنه تنازل عن المبدأ الذي يحميهم معا ومن يتنازل مرة يتنازل كل مرة، فعندما أعطى الموافقة على أكل الثور الأبيض أعطى الموافقة على أكله هو، كما في القصة التاريخية المشهورة.

فمن يتعظ بالتاريخ، ويعي مخططات العدو، ويحمي أمنه القومي، ويعمل على وحدة الصف العربي، ويُفعل الدفاع العربي المشترك، ويُعيد تصنيف العدو والصديق من جديد، ويُحرم التطبيع، ويتصالح مع شعبه، ويستيقظ لعدوه؟؟

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه إسرائيل العربية غزة المسلمين صمت إسرائيل غزة العرب المسلمين ابادة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة مقالات سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی غزة

إقرأ أيضاً:

سياسي أنصار الله: دماء القادة الشهداء مشعل المقاومة ووقود حركتها والطوفان الذي لن يتوقف إلا بزوال إسرائيل

الثورة نت/..

عبّر المكتب السياسي لأنصار الله، عن أحر التعازي للأمة والشعب الفلسطيني وحركة المقاومة الإسلامية “حماس” وكافة فصائل المقاومة الفلسطينية في استشهاد القائد الكبير محمد الضيف ورفاقه الشهداء.

وأوضح المكتب السياسي لأنصار الله في بيان، أن استشهاد هذه الكوكبة المؤمنة من المجاهدين والأبطال مقبلين غير مدبرين، يبعث على الفخر والشموخ، حيث كان هؤلاء القادة في مقدمة الصفوف وسطروا ملاحم الانتصار والصمود، وهم يشتبكون مع قوات العدو من المسافة صفر بكل شجاعة وثبات وإيمان ورباطة جأش.

وقال البيان “بقلوب يعتصرها الألم والأسى تلقينا نبأ استشهاد شهيد الأمة الكبير قائد هيئة أركان كتائب القسام المجاهد محمد الضيف، الذي ارتقى شهيدًا مع كوكبة من القادة المجاهدين في حركة حماس وكتائب القسام على يد العدو الصهيوني المجرم، في خضم معركة “طوفان الأقصى” وعلى طريق تحرير القدس الشريف”.

وأضاف “قدّم الشهيد القائد محمد الضيف ورفاقه الشهداء الأبرار أرواحهم في أقدس المعارك وهي معركة الدفاع عن شرف الأمة ومقدساتها في وجه العدوان الصهيوني المدعوم أمريكيًا وغربيًا وحققوا بفضل الله وتضحياتهم ودمائهم الزكية انتصارًا تاريخيًا للمقاومة ولفلسطين ولكل أحرار الأمة”.

وأكد بيان المكتب السياسي لأنصار الله أن دماء القادة الشهداء، هي مشعل المقاومة ووقود حركتها، وأنها الطوفان المتجدد الذي لن يتوقف إلا بزوال الكيان الصهيوني، وتحرير كل شبر في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وبارك للمقاومة الإسلامية الفلسطينية هذه التضحيات الجسيمة، وهذا الصبر الجميل واحتساب الأجر الكبير، مضيفًا “عزاؤنا أن هذه الخسارة الفادحة والفقد الأليم لن يفت في عضد المقاومة، بل سيزيدها قوة وصلابة وعزيمة وجهادًا حتى النصر والتحرير”.

وأكد المكتب السياسي لأنصار الله على ثبات الموقف اليمني الداعم والمساند للأشقاء في المقاومة الإسلامية “حماس” وبقية الفصائل الفلسطينية المقاومة والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني والانتصار لقضيته العادلة كتفا بكتف، مهما كانت الظروف أو التحديات أو التضحيات.

مقالات مشابهة

  • البرلمان العربي: المرأة العربية شريك رئيسي في مسيرة البناء والتنمية
  • رئيس البرلمان العربي: المرأة العربية شريك رئيسي في مسيرة البناء والتنمية بمجتمعاتنا العربية
  • رئيس البرلمان العربي: المرأة العربية شريك رئيسي في مسيرة البناء والتنمية في مجتمعاتنا العربية
  • أسمته “إسرائيل” رجل الموت.. من هو محمد الضّيف مهندس معركة “طوفان الأقصى” الذي أرعب الكيان الصهيوني؟ (تفاصيل + فيديو)
  • اتفاقية تعاون بين «دارة الشعر العربي» بالفجيرة و«كلية اللغة العربية» بجامعة الأزهر
  • من هو الشهيد محمد الضيف؟.. مرعب إسرائيل الذي أرهق الإحتلال لثلاثة عقود
  • «الظّل» الذي طاردته إسرائيل لعقود.. من هو «محمد الضيف»؟
  • أمين عام البرلمان العربي يشارك في الاجتماع الـ 45 لجمعية الأمناء العامين للبرلمانات العربية
  • سياسي أنصار الله: دماء القادة الشهداء مشعل المقاومة ووقود حركتها والطوفان الذي لن يتوقف إلا بزوال إسرائيل
  • بعد سجنه في معسكر بوكا.. ماذا نعلم عن أحمد الشرع الذي أصبح رئيس سوريا الانتقالي؟