جائزة الأدب العربي للروائية التونسية أميرة غنيم
تاريخ النشر: 31st, October 2024 GMT
حازت الكاتبة التونسية أميرة غنيم، جائزة الأدب العربي لسنة 2024، عن روايتها "نازلة دار الأكابر"، ترجمتها عن اللغة العربية سعاد لبيز، ونشرتها (دار فيليب ري)، "مجموعة البرزخ الخامسة". وضمّت القائمة النهائية للمرشّحين للجائزة 7 أعمال أدبية، عكست الإبداع في العالم العربي، وتنوّعت جنسيات كتّابها بين تونس والجزائر وليبيا وفلسطين ولبنان.
تناولت الرواية فصولاً مهمّة من تاريخ تونس المعاصر السري، من خلال حكاية متخيّلة بطلها المصلح الكبير الطاهر الحدّاد.
وعلى الرغم من أن المراجع التاريخية لا تذكر شيئاً عن علاقة الحدّاد بالنساء، عدا دفاعه المستميت عنهن، فإن صاحبة الرواية تجزم بقوة الخيال أنه عشق "للا زبيدة"، وتمنح النساء الصوت الأعلى في رواية الأحداث، كونهن حافظات الذاكرة الحقيقية، وفاضحات الذكورية البائسة.
تجدر الإشارة إلى أن جائزة الأدب العربي، تأسست عام 2013، بدعم من مؤسسة "جان لوك لاغاردير"، ومعهد العالم العربي بباريس، وتُمنح كل عامين.
تهدف الجائزة إلى إبراز الإبداع العربي على الساحة الدولية، وتحتفي بالمساهمات الكبيرة في الأدب العربي، كما تسلط الضوء على الأعمال المتميّزة.
توجّت الجائزة في دورتها الأولى الروائي جبور الدويهي (لبنان)، والروائي والصحفي محمد حسن علوان (السعودية) عام 2015، وآلت عام 2017 للكاتبة إنعام كجه جي (العراق)، بينما حاز الجائزة عام 2019 الكاتب محمد عبدالنبي (مصر)، وتوّجت بها عام 2021 الكاتبة جوخة الحارثي (سلطنة عُمان)، وفاز بها في عام 2022 الروائي يامن المناعي (تونس)، فيما كان آخر الفائزين بها عام 2023 الكاتب العراقي فرات العاني عن روايته "أتذكر الفلوجة".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: جائزة الأدب العربي الأدب العربی
إقرأ أيضاً:
الإعصار والحب رواية للكاتبة إلهام عبد العال.. تجربة فريدة في الأدب العربي الحديث
رواية “الإعصار والحب” للكاتبة الصحفية إلهام عبد العال تمثل تجربة فريدة في الأدب العربي الحديث، حيث تخطت الكاتبة إلهام عبد العال الحدود التقليدية للروايات المترجمة وابتكرت أسلوبًا جديدًا يدمج بين الكتابة الإبداعية بلغة الأم ووصف العالم الأجنبي من الداخل.
الرواية ليست مجرد سرد لأحداث درامية في ولاية فلوريدا الأمريكية، بل هي رحلة عميقة إلى قلب التفاعلات الإنسانية والثقافات المتنوعة، حيث تواجه الشخصيات تحديات تفوق قدرتها على التوقع أو التحكم، ممزوجة بمخاطر الطبيعة وتقلباتها.
رؤية جديدة على الساحة الأدبيةتميزت الكاتبة بكتابة الرواية باللغتين العربية والإنجليزية في كتاب واحد، وهو ما يجعلها متاحة لجمهور واسع من القراء حول العالم. هذا الأسلوب لا يهدف فقط إلى جذب القارئ الغربي إلى أدب الشرق الأوسط، بل يعزز من عمق تجربة القارئ العربي الذي قد يعيش لحظات الرواية كأنه يراها بعينيه، متجاوزًا حاجز الترجمة الذي قد يضيع أحيانًا التفاصيل الدقيقة أو الروح الأصلية للعمل.
حبكة مترابطة ومركّبةتتداخل في الرواية عناصر متعددة، تجمع بين الخرافة والعلم، وبين الحب والخوف، وبين قوى الطبيعة وإرادة الإنسان. الأحداث تدور في سياق مأساوي تُظهر كيف يمكن للكوارث الطبيعية، كالإعصار المدمر، أن تجمع أشخاصًا من خلفيات وثقافات مختلفة في مواجهة مصير مشترك. من خلال عائلة أمريكية تتقاطع حياتها مع أسر من مصر والصين ودول أخرى، تقدم الرواية صورة معاصرة للعالم كقرية صغيرة تجمعها الإنسانية رغم اختلافاتها.
رسائل إنسانية وثقافية عميقةالرواية تتجاوز كونها مجرد قصة عن الحب أو الكوارث، فهي تقدم تأملات حول تأثير الماضي على الحاضر والمستقبل، وتسبر أغوار العلاقات الإنسانية التي تتبلور في أوقات الأزمات. كما تطرح أسئلة عميقة حول دور الإنسان في التلاعب بالمناخ والآثار المدمرة التي يمكن أن يخلفها. وتظهر كيف يمكن للأمل والإيمان بالحب أن يصبحا قوة دافعة لإعادة البناء المادي والمعنوي بعد الهدم.
رواية ملهمة بلغة عالمية"الإعصار والحب" ليست فقط رواية عن الولايات المتحدة، بل هي حكاية عالمية تسلط الضوء على القواسم المشتركة بين البشر، وتقدم دعوة للتفاهم والتعاون في مواجهة تحديات هذا العصر. بفضل كتابتها المزدوجة، تضع الكاتبة إلهام عبد العال الأدب العربي في سياق عالمي معاصر، لتؤكد أن القصص الإنسانية تتجاوز الحدود اللغوية والجغرافية.
باختصار، "الإعصار والحب" ليست مجرد رواية، بل هي دعوة للعيش في عالم أكثر تواصلاً وإنسانية، حيث يربطنا الحب والأمل رغم كل العواصف التي قد تهدد حياتنا.