أثار نجاح دولة الاحتلال الإسرائيلي في اغتيال قيادات الصف الأول والثاني من حزب الله اللبناني في الأسابيع الماضية، أسئلة عدة حول إمكانية تكرار هذه العمليات تجاه قيادات جماعة الحوثيين اليمنية في ظل توعد قادة الاحتلال بذلك ردا على الهجمات التي تشنها الجماعة على السفن المرتبطة أو المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة عبر البحر الأحمر.



وفي الوقت الذي باتت قيادة الجماعة الحوثية أكثر تحوطا بعد اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، ورفع احتياطاتها وإجراءاتها الأمنية، خاصة زعيم الحركة، عبدالملك الحوثي، لم يستبعد متابعون للشأن اليمني أن هناك احتمالية أن تشن دولة الاحتلال الاسرائيلي ضربات تستهدف قيادات الجماعة بما في ذلك زعيمها.



"قرار التصفية اتخذ"
وفي السياق، يرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء، عادل الشجاع أن قرار تصفية مجموعة من القيادات الحوثية وفي مقدمتها عبدالملك الحوثي، قد اتخذ بالاتفاق مع إيران التي تتبادل مع إسرائيل الضربات المتفق عليها والمحددة زمانا ومكانا مسبقا.

وقال الشجاع في حديث لـ"عربي21" إن "المرحلة القادمة سيتم استهداف العديد من الشخصيات التي أدت دورها ولم تعد إسرائيل وإيران بحاجة إليها"، متابعا بالقول : "فإذا ما توقفنا أمام الضربات الإسرائيلية الموجهة إلى إيران سنجدها تختلف كلية عن تلك التي تجري في غزة أو في لبنان.

وأضاف الاكاديمي اليمني أن 100 طائرة إسرائيلية لم تقتل سوى اثنين إيرانيين وثلاثمائة صاروخ وطائرة مسيرة إيرانية لم تقتل سوى واحد في إسرائيل بينما في غزة وفي جنوب لبنان تقتل عشرات الآلاف وقيادات الصف الأول والثاني من حزب الله وحماس.

" الخيار الأفضل"
من جانبه، لم يستبعد الكاتب والصحفي اليمني، كمال السلامي إن تلجأ إسرائيل لتنفيذ عمليات اغتيال بحق قيادات بجماعة الحوثي في اليمن، بعد أن أثبتت تلك العمليات نجاعتها خصوصاً مع حزب الله.

وقال السلامي في حديثه لـ"عربي21" إن "هذا الخيار يصبح أفضل ما لدى إسرائيل، في ضوء الفشل الأمريكي والغربي في إيقاف هجمات الجماعة التي ثبت خطورتها كما حصل في هجوم تل أبيب، أو الهجوم بالصواريخ فرط الصوتية".

وأضاف أن هناك ثمة بعض الإشكاليات في هذا الأمر، الأول يكمن في "أن جماعة الحوثي تختلف عن حزب الله وحماس، بسبب بعدها الجغرافي، وحالة الفقر المعلوماتي لدى إسرائيل حول الجماعة وبنيتها وهيكليتها، وهذا ما تفتقر إليه حتى الولايات المتحدة الأمريكية نفسها".

أما الإشكال الثاني، فهو "أن الجماعة في اليمن تملك مساحة واسعة وخيارات كثيرة للتمويه والاختباء والتحرك، وكذا موارد كبيرة تمكنها من توجيه تهديدات وتنفيذها".

وتوقع الكاتب اليمني أن "تساوم الجماعة وتهدد في حال تعرضت قيادتها لأي استهداف أن تنفذ هجمات خطيرة ومميتة على المصالح الأمريكية والإسرائيلية، بل وحتى مصالح حلفاء واشنطن".

وأشار السلامي : "قد تلجأ إسرائيل لتنفيذ سيناريو الاغتيالات، لكن قد تثنيها النتائج والضغوطات الأمريكية والغربية عليها، فضلا عن أن هذه العمليات في حال حصلت لن تشكل خطرا على الجماعة التي تتميز عن حزب الله، في كونها تمتلك دولة، وبنية هيكلية صلبة، ومؤسسات وموارد وقوة كبيرة".

ولم يتسن لـ"عربي21" الحصول على تعليق من قيادات في جماعة الحوثي حول هذا الموضوع بسبب رفضها الرد على ذلك رغم تواصلنا مع قيادات فيها.



وفي دراسة نشرها مركز المخا للدراسات ومقره اسطنبول، مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، لم يستبعد أن تمتد الضربات الإسرائيلية إلى محاولة اغتيال قيادات عسكرية أو سياسية مِن الصف الأول أو الثاني لدى الحوثيين.

وقال أيضا،: "وقد تصل الضربات إلى محاولة اغتيال زعيم الجماعة، خاصة إذا تعرضت مصالح إسرائيل لأضرار جسيمة نتيجة هجمات الحوثيين".

وأكد المركز اليمني في دراسته على أنَّ قيادة الحوثيين أصبحت - بعد مقتل حسن نصر الله- أكثر تحوطا، وباتت تتبع إجراءات أمنية أكثر تشددا، خاصَة القيادات التي يظن أنها ستكون هدفا لضربات إسرائيلية، وفي مقدِّمتها زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية الاحتلال اغتيال حزب الله الحوثيين نصر الله اغتيال حزب الله الاحتلال نصر الله الحوثي المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب الله

إقرأ أيضاً:

جرحى بعد سقوط صاروخ يمني وسط تل أبيب.. الاحتلال فشل باعتراضه

قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن صاروخا أطلق من اليمن سقط في تل أبيب وأدى لاندلاع حريق.

وبثت ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد قالت إنها تظهر لحظة سقوط الصاروخ بشكل مباشر على تل أبيب.

ترجمة قدس| توثيق جديد للحظة سقوط الصاروخ اليمني بشكل مباشر على "تل أبيب" بعد فشل الاحتلال في التصدي له pic.twitter.com/5m5lK1Obou — شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) December 21, 2024
وأعلن الإسعاف الاسرائيلي، إصابة 6 إسرائيليين بجروح طفيفة جراء الصاروخ الذي وصل تل أبيب قادما من اليمن.
 
وذكرت شرطة الاحتلال بأنها تلقت بلاغات عن أضرار في تل أبيب جراء سقوط الصاروخ اليمني.

انفجار ضخم في تل ابيب#خبر_نيوز pic.twitter.com/VKiesdeN7o — خبر نيوز (@Khabrnews1) December 21, 2024


من جهتها، أعلنت جماعة أنصار الله الحوثيين اليمنية، أمس الجمعة، أنها نفذت عمليتين عسكريتين بعدد من الطائرات المسيّرة ضد "أهداف حيوية" جنوب ووسط إسرائيل، إحداهما بالاشتراك مع جماعة عراقية مسلحة.

والخميس، أعلنت الجماعة اليمنية تنفيذ ثلاثة عمليات عسكرية على مواقع إسرائيلية بالتزامن مع غارات إسرائيل على صنعاء والحديدة.

و"تضامنا مع غزة" بمواجهة حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية المستمرة على القطاع منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي أدت إلى استشهاد وإصابة أكثر من 152 ألف فلسطيني، باشرت "أنصار الله" منذ نوفمبر/تشرين الثاني من العام نفسه، استهداف سفن شحن مرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر بصواريخ ومسيّرات.

كما تشن "أنصار الله" بين الحين والآخر هجمات بصواريخ ومسيّرات على الأراضي المحتلة، بعضها استهدف تل أبيب، وتشترط لوقف هجماتها إنهاء حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة.

مقالات مشابهة

  • أبرز هجمات الحوثيين بالصواريخ والمسيّرات على إسرائيل
  • جيش الاحتلال يفشل في التصدي لصاروخ أنصار الله الباليستي
  • الحوثي تؤكد مواصلتها استهداف المقرات الحيوية والعسكرية الإسرائيلية
  • معاريف: اليمن أطلق 370 صاروخا ومسيّرة على إسرائيل منذ بداية حرب غزة
  • جرحى بعد سقوط صاروخ يمني وسط تل أبيب.. الاحتلال فشل باعتراضه
  • الحوثي: الجماعة في حرب مفتوحة مع تل أبيب والولايات المتحدة وبريطانيا
  • يعمل بتمويل إيراني.. إسرائيل تعلن اغتيال أحد أبرز قادة المقاومة في طولكرم
  • زلزال 7 أكتوبر يضرب إسرائيل من جديد.. استقالات ضخمة تهدد قيادات جيش الاحتلال
  • إسرائيل تعتقل شابًا من الناصرة بتهمة التجسس لصالح حزب الله اللبناني
  • الحوثيون يجددون عزمهم على تصعيد هجماتهم ضد إسرائيل