كيف تحول الحوثيون من جماعة متمردة يمنية إلى تهديد عالمي؟.. وول ستريت جورنال تجيب
تاريخ النشر: 31st, October 2024 GMT
يمن مونيتور/ واشنطن/ ترجمة خاصة:
نشرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، يوم الأربعاء، تقريراً حول صعود الحوثيين كقوة إقليمية مؤثرة وتهديد عالمي مع توسيع علاقاتها الإقليمية والخارجية.
التقرير الذي نشرته الصحيفة على موقعها الالكتروني، يعيد “يمن مونيتور” ترجمته بالعربية.
عانى “محور المقاومة” الإيراني من سلسلة من الضربات التي وجهتها له إسرائيل خلال الشهر الماضي، بما في ذلك العمليات التي استهدفت قيادة حماس في غزة وحزب الله، والضربة التي وجهت الأسبوع الماضي إلى منشآت صنع الصواريخ الإيرانية التي تستخدم، جزئياً، لتزويد المجموعات.
ولكن هذا لم يمنع الحوثيين في اليمن من استهداف المزيد من السفن هذا الأسبوع في البحر الأحمر بطائرات بدون طيار وصواريخ، في أحدث دليل على كيف يبدو أن الحرب الإقليمية المتصاعدة تعمل على تعزيز قوة لاعب صغير مدعوم من إيران في المنطقة.
وعلى النقيض من ذلك، استفاد الحوثيون من إقحام أنفسهم في الصراع في غزة، وفقًا لمسؤولين ومحللين غربيين. فمنذ بدء الحرب العام الماضي، أطلقت الجماعة التي صنفتها الولايات المتحدة إرهابية طائرات بدون طيار وصواريخ على أكثر من 80 سفينة تجارية، مما أدى إلى إعاقة التجارة وزيادة تكاليف الشحن.
ويقول مسؤولون غربيون إن الحوثيين يتوسعون بسرعة في الخارج، حيث يقدمون قوتهم البشرية الكبيرة للصراعات في أماكن أخرى ويقيمون روابط دولية مع مجموعة من الجهات الفاعلة في الشرق الأوسط وأفريقيا وحتى روسيا.
وقال تيموثي ليندركينج، المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن: “إن أحد النتائج المؤسفة للصراع في غزة هو أن الحوثيين ضاعفوا اتصالاتهم مع جهات فاعلة خبيثة أخرى في المنطقة وخارجها”.
وفي مقابلة، وصف ليندركينج هذا الاتجاه بأنه “مثير للقلق للغاية”، وقال إن الولايات المتحدة تتحدث مع شركائها الإقليميين حول كيفية الرد.
ورفض المتحدث باسم الحوثيين التعليق.
استولى الحوثيون على العاصمة صنعاء في عام 2014، مما دفع المملكة العربية السعودية ودول عربية أخرى إلى التدخل.
وردت إيران، بإرسال المزيد من الأسلحة والتدريب إلى الحوثيين، وهو ما قرب الجماعة من طهران.
ولكن بعد ما يقرب من عقد من الزمان في السلطة، واجه الحوثيون أزمة مالية متصاعدة في اليمن واستياءً بسبب عدم دفع الأجور. وعندما بدأ الصراع في غزة العام الماضي، بدأ الحوثيون في إطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار على كل من إسرائيل والشحن الدولي في البحر الأحمر.
وقال محمد الباشا، وهو محلل أمني متخصص في شؤون الشرق الأوسط ومقره الولايات المتحدة، إن إقحام أنفسهم في الحرب منحهم “شرعية محلية وإقليمية متجددة، حيث صوروا أنفسهم كمدافعين عن غزة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الأوسع”.
حصري- مختبئة في أعماق الأرض.. مخازن ومصانع الحوثيين الأكثر سرية الحوثيون بين طموح إقليمي وعبء ثقيل: هل ينجحون في خلافة حزب الله؟ (تحليل معمق) لماذا يتهم الحوثيون الدبلوماسيين وعمال الإغاثة بالتجسس؟.. صحيفة أمريكية تجيبويبدو أن هذه الاستراتيجية نجحت، إذ نجحت في حشد المزيد من الدعم على المستويين المحلي والدولي. فقد ارتفعت وتيرة تجنيد الحوثيين داخل اليمن، وفي مايو/أيار، قال زعيم ميليشيا كتائب حزب الله العراقية إن مجموعته ستعمل مع الحوثيين لضرب إسرائيل.
وقال مايكل نايتس، المؤسس المشارك لمنصة “ميليتيا سبوت لايت”، التي تدرس الميليشيات المدعومة من إيران في الشرق الأوسط: “لقد تحول الحوثيون من مقاتلين يرتدون الصنادل إلى ما يشبه نجوم موسيقى الروك. هؤلاء هم الأشخاص الذين تريد أن ترتبط بهم الآن”.
وقد توصل تقرير حديث للأمم المتحدة أعدته مجموعة من الخبراء إلى أدلة واسعة النطاق على تعاون الحوثيين مع جماعات مسلحة أجنبية. ومن بين الحالات التي تم الاستشهاد بها مراكز العمليات المشتركة للحوثيين في العراق ولبنان بهدف تنسيق العمليات العسكرية للجماعات المدعومة من إيران.
وقال التقرير إن الحوثيين في اليمن يتحولون “من جماعة مسلحة محلية ذات قدرات محدودة إلى منظمة عسكرية قوية”.
وقد أدى استهداف الحوثيين لوسائل النقل البحري إلى ضربات انتقامية من جانب الولايات المتحدة وحلفائها، بما في ذلك ضربة في 16 أكتوبر/تشرين الأول شنتها القوات الجوية والبحرية الأميركية، بما في ذلك قاذفات بي-2 سبيريت، استهدفت مخازن أسلحة تحت الأرض . ورغم أن الضربات الأميركية كانت مدمرة، إلا أنها لم تفعل الكثير لإضعاف قدرات الحوثيين .
نفذت إسرائيل بعض الضربات ضد الحوثيين ، لكنها تركت إلى حد كبير للولايات المتحدة وحلفائها الغربيين في مواجهة الجماعة.
لكن بعض المحللين يرون أن تركيز إسرائيل على الجماعات الأخرى المدعومة من إيران أفاد الحوثيين عن غير قصد. فبعد اغتيال إسرائيل لنصر الله زعيم حزب الله في أواخر سبتمبر/أيلول، “تدخل الحوثيون بسرعة لملء الفراغ السياسي والعسكري داخل محور المقاومة”، كما قال الباشا.
اعلام الحوثي ترس في منظومة اتحاد الإذاعات الإيراني.. لماذا يصرون على انكار التبعية؟ الحرب الباردة في الجنوب تتصاعد.. المجلس الانتقالي والحكومة اليمنية على حافة المواجهة الحوثيون يوسعون العلاقات خارج محور إيرانوالأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أن الحوثيين أصبحوا أقرب إلى بعض فروع تنظيم القاعدة، على الرغم من العداء التقليدي الذي تكنه الجماعة السنية للطائفة الشيعية في الإسلام. وقال ليندركينج إن تعاون الحوثيين مع جماعة الشباب الإرهابية في الصومال “واسع النطاق للغاية”، مضيفًا أن المجموعتين تناقشان سبل “تهديد حرية الملاحة في البحر الأحمر”.
وذكر تقرير الأمم المتحدة أن الحوثيين وافقوا أيضا على نقل طائرات بدون طيار وصواريخ حرارية وأجهزة متفجرة إلى تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، ويناقشون شن هجمات مشتركة على الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا ومقرها عدن وأهداف بحرية.
وقال ليندركينج إن دولا مثل المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان وجيبوتي تشعر بالقلق إزاء هذا الاتجاه، كما تناقش الولايات المتحدة مع حلفائها زيادة تبادل المعلومات الاستخباراتية وكيفية منع نقل الأسلحة.
ويسعى الحوثيون أيضًا إلى إيجاد طرق جديدة للحصول على إمدادات الأسلحة والتمويل من الخارج، بما في ذلك من موسكو. ويحاول فيكتور بوت، تاجر الأسلحة الروسي الذي تم تبادله قبل ما يقرب من عامين في صفقة مقابل نجمة كرة السلة الأمريكية بريتني جرينر، بيع بنادق هجومية للحوثيين.
وفي خطوة تؤكد تورط موسكو المتزايد في اليمن، قامت سفينة حربية روسية في أبريل بإجلاء قائد الحرس الثوري الإسلامي المسؤول عن برنامج الصواريخ والطائرات بدون طيار الإيرانية في اليمن، من ميناء الحديدة، وفقًا لمسؤول أمني غربي. وتعرض الولايات المتحدة مكافأة قدرها 15 مليون دولار للقائد عبد الرضا شهلاي لتوجيهه مؤامرة لاغتيال السفير السعودي في واشنطن وهجوم منفصل كان من شأنه أن يؤدي إلى مقتل 200 مدني على الأراضي الأمريكية.
وقال مسؤولون أميركيون إن روسيا زودت المتمردين ببيانات الاستهداف أثناء مهاجمتهم للسفن الغربية في البحر الأحمر، وتدرس تسليم صواريخ مضادة للسفن للحوثيين. وتستخدم الولايات المتحدة الدبلوماسية لمحاولة منع نقل هذه الصواريخ.
ويبدو أن الخطوة المحتملة من جانب موسكو تأتي ردا على الدعم الأميركي لأوكرانيا، وخاصة احتمال أن تسمح واشنطن لكييف باستخدام الصواريخ الغربية طويلة المدى ضد روسيا.
وأضاف ليندركينج أن موسكو “تستخدم اليمن كوسيلة للانتقام من الولايات المتحدة”.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق أخبار محليةنور سبتمبر يطل علينا رغم العتمة، أَلقاً وضياءً، متفوقاً على...
تم مشاهدة طائر اللقلق مغرب يوم الاحد 8 سبتمبر 2024 في محافظة...
يا هلا و سهلا ب رئيسنا الشرعي ان شاء الله تعود هذه الزيارة ب...
نرحو ايصال هذا الخبر...... أمين عام اللجنة الوطنية للطاقة ال...
عندما كانت الدول العربية تصارع الإستعمار كان هذا الأخير يمرر...
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: الحوثیین فی الیمن الولایات المتحدة وول ستریت جورنال فی البحر الأحمر الأرصاد الیمنی الأمم المتحدة الحوثیین مع تهدید عالمی بما فی ذلک بدون طیار من إیران من جماعة فی غزة
إقرأ أيضاً:
أسعار النفط تقفز مع تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة اليمن
تصاعدت أسعار النفط يوم الاثنين، بعد أن تعهدت الولايات المتحدة بمواصلة مهاجمة الحوثيين في اليمن حتى تنهي الجماعة المتحالفة مع إيران هجماتها على الشحن.
حيث ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 41 سنتا أو 0.6 بالمئة إلى 70.99 دولارا للبرميل بحلول الساعة 03:36 بتوقيت جرينتش، في حين ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 40 سنتا أو 0.6 بالمئة إلى 67.58 دولارا للبرميل.
وتُعد الغارات الجوية الأمريكية، التي قالت وزارة الصحة الخاضعة لسيطرة الحوثيين إنها أسفرت عن مقتل 53 شخصاً على الأقل، أكبر عملية عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط منذ تولي الرئيس دونالد ترامب منصبه في يناير/كانون الثاني.
اذ كانت قد ادت هجمات الحوثيين على الشحن في البحر الأحمر إلى تعطيل التجارة العالمية وتسببت في إطلاق حملة مكلفة من قبل الجيش الأمريكي لاعتراض الصواريخ والطائرات بدون طيار.
وأعلنت الصين عن بداية متباينة للعام، وأظهرت بيانات حكومية اليوم الاثنين تباطؤ الإنتاج الصناعي خلال شهري يناير وفبراير، بينما تسارع نمو مبيعات التجزئة بشكل طفيف.
وكشفت الحكومة الصينية عن ما أسمته " خطة عمل خاصة " يوم الأحد في محاولة لتعزيز الاستهلاك المحلي والانتعاش الاقتصادي وسط موجة من التعريفات التجارية الأمريكية ضد الصين، أحد الشركاء التجاريين الرئيسيين.
وخفض محللون في جولدمان ساكس توقعاتهم لأسعار النفط، وقالوا إنهم يتوقعون أن ينمو الاقتصاد الأميركي بشكل أبطأ من المتوقع، بسبب الرسوم الجمركية المفروضة على دول مثل كندا والصين والمكسيك.
كما لفت المحللون في مذكرة "نخفض توقعاتنا لسعر خام برنت في ديسمبر 2025 بمقدار 5 دولارات إلى 71 دولارا للبرميل (خام غرب تكساس الوسيط إلى 67 دولارا)، ونطاق خام برنت إلى 65 إلى 80 دولارا، وتوقعاتنا المتوسطة لعام 2026 إلى 68 دولارا لخام برنت (خام غرب تكساس الوسيط إلى 64 دولارا)".
كلمات دالة:أسعار النفطخام برنتالصينكنداالعقود الآجلةالمكسيكالغارات الجوية الأمريكيةخام غرب تكساساليمنالنفطالحوثيينالولايات المتحدة© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن