الشيخ نعيم قاسم: صمود المقاومة في غزة ولبنان سيصنع مستقبل أجيالنا
تاريخ النشر: 31st, October 2024 GMT
المواجهة ستكون مستمرة ضد المشروع الصهيوني الذي يستهدف تقسيم لبنان مساندة غزة كانت واجبة لمواجهة خطر إسرائيل على المنطقة بأسرها
الثورة / متابعات
أكد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم على استمرارية المقاومة في مواجهة العدو الإسرائيلي، مشدداً على أن حزب الله سيبقى على الدرب الذي رسمه القائد الشهيد السيد حسن نصر الله.
واستعرض الشيخ قاسم، في أول خطاب له بعد انتخابه أمينا عاما للحزب، مجمل الأحداث الأخيرة، مشيدا بصمود المقاومة في مواجهة العدوان الإسرائيلي، كما أكد على أن حزب الله لن يتراجع عن مواجهة المشروع الصهيوني، وأن المقاومة هي السبيل الوحيد لتحرير الأراضي العربية.
وأكد أهمية تقديم كلمات الوفاء لشهيد الحزب الراحل، السيد هاشم صفي الدين، الذي كان أحد أبرز القادة الذين اعتمد عليهم السيد حسن نصر الله.
وأشار إلى أن الشهيد صفي الدين كان رمزًا للبطولة والمقاومة، معبرًا عن تقديره لدوره الفاعل في دعم القضية الفلسطينية. واعتبر أن الشهيد يحيى السنوار يُعد أيقونة للبطولة، حيث استطاع أن يخيف العدو سواء في سجنه أو حريته.
كما أعرب عن شكره لثقة قيادة حزب الله والشورى الموقرة لاختياره لتحمل المسؤولية في هذه المرحلة الحساسة. وأكد أن دماء الشهداء ستظل دافعًا للمضي قدمًا في درب المقاومة.
وتحدث عن التحديات التي تواجه المقاومة، مشددًا على أن المواجهة ستكون مستمرة ضد المشروع الإسرائيلي الذي يستهدف تقسيم لبنان. وأكد أن صمود المقاومة في غزة ولبنان يمثل ملحمة العزة التي ستصنع مستقبل الأجيال القادمة.
وقال الشيخ قاسم: إن الشهيد السيد حسن نصر الله ضخ الإيمان والولاية في نفوس المقاومة، وكان وسيبقى راية المقاومة المنصورة وحبيب المقاومين.
وأوضح أن برنامج عمله هو استمرارية لبرنامج عمل القائد الشهيد السيد حسن نصر الله، مؤكدا أن المقاومة ستبقى في مسار الحرب ضمن التوجهات السياسية المرسومة، قائلاً: “نتعامل مع تطورات هذه المرحلة بحسبها”.
وشدد على أن مساندة غزة كانت واجبة لمواجهة خطر إسرائيل على المنطقة بأسرها من بوابة غزة، ولحق أهل غزة على الجميع أن ينصرونهم، معتبراً أن السؤال لا يجب أن يوجه إلى الحزب عن أسباب مساندته غزة بل إلى الآخرين عن أسباب عدم مساندتهم لأهل غزة.
ولفت إلى أنه عندما بدأت الحرب قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه من أجل الشرق الأوسط الجديد، بينما أحد أعضاء حكومته تحدث عن إنشاء مستوطنات في لبنان، ووزير الدفاع يوآف غالانت اعتبر أن وجه الشرق الأوسط سيتغير من لبنان، معتبراً أن كل هذه المعطيات تبين النوايا العدوانية الإسرائيلية، سائلاً: “هل ننتظر أن يقوموا بمشروعهم في التوقيت الذي يريدونه؟”، قائلاً: “الحمد الله الذي ألهمنا الدخول في حرب مساندة، ونحن كسرنا مجموعة من الأفكار التي كان من الممكن أن تحصل في وقت معين”.
وشدد على أننا “في المقاومة نعطل مشروع الكيان الإسرائيلي ونحن قادرون على ذلك، أما بالانتظار بحجة عدم إعطاء الذريعة نخسر كل شيء”، مؤكداً أن “إسرائيل لا تحتاج إلى ذريعة، والأفضل أن يكون لدينا مقاومة ذات هجوم دفاعي من أن نكون منتظرين أن تهاجمنا “إسرائيل” ولا نفعل أي شيء”، موضحاً أننا “اعتبرنا أنفسنا في إطار الدفاع الإستباقي والجهوزية وهذا هو مسار الحماية والتحرير”، قائلاً: “اليوم نواجه مشروعاً كبيراً، وهذه ليست حرب إسرائيلية على لبنان وغزة، بل حرب إسرائيلية أميركية أوروبية عالمية، فيها كل الإمكانات على مستوى العالم، حتى تقضي على المقاومة وعلى شعوبنا في المنطقة، وهذا مشروع بالحد الأدنى أمريكي إسرائيلي، كامل التبني من قبل أميركا”.
ولفت إلى أنه في هذا المشروع تستخدم كل الوحشية والإبادة والإجرام، ولا يجوز على الإطلاق أن نقف ونتفرج بل يجب أن نواجه، معتبراً أن هذه المواجهة ستكشف أن القيم الغربية، كحقوق الإنسان والأطفال والمرأة، كلها كاذبة وهدفها الضحك على من يؤمن بهم ويؤمن بأنهم سادة العالم على مستوى التوجيه والتربية، وهم حثالة البشر بالتصرفات الشريرة التي يرتكبونها.
وقال : إننا “اليوم في مرحلة الحرب على لبنان التي بدأت في 17 أيلول، ونحن قلنا مراراً أننا لا نريد حرباً، ولكن نحن جاهزون فيما لو فرضت علينا وسنواجه بكل قوة وعزيمة وثبات وننتصر”، لافتاً إلى أن المقاومة تواجه إسرائيل بقرارها وإرادتها لحماية أرضها، ولا أحد يقاتل نيابة عنها، قائلاً: “لا نقاتل نيابة عن أحد ولا نيابة عن مشروع أحد، بل مشروعنا هو حماية لبنان وتحرير الأرض ومؤازرة إخواننا في فلسطين، وأن يكون بلدنا مستقلاً، وأن نمنع أمريكا وإسرائيل من التحكم بنا”.
وأكد أمين عام حزب الله أن الميدان هو الأساس، مشيراً إلى أن ما حصل في تفجيرات البيجر واللاسلكي مع جيش لكان قد هزم أو مع دولة لتفككت، لافتاً إلى أن الموضوع كان مؤلماً جداً، وبعد ذلك جاء اغتيال القادة، ومن الطبيعي أن هذا المستوى من الاستهداف أن يؤدي إلى نوع من الاهتزاز، قائلاً: “نحن توجعنا وكانت ضربة كبيرة، لكن في 8 تشرين الأول بدأ الحزب يستعيد وضعه في ملء الفراغات ووضع قيادات بديلة والعمل من أجل أن ينتظم كل شيء”، مشيراً إلى أن الميدان يثبت ذلك.
وأوضح أن حزب الله نهض لأنه “مؤسسة كبيرة ومتماسكة وأعدادها كثيرة وإمكاناتها كبيرة”، مشيراً إلى أن هناك قيادات من الصف الأول لا تزال موجودة، أما قاعدة الصف الثاني، في الموضوع الجهادي على الأقل، كل واحد منها لديه الخبرات، ولدينا مستويات كبيرة ومهمة جداً، وبالتالي لديها الحافز الكافي مع كل المعطيات لتكون في الصف الأول، ولذلك تم ملء الفراغ بشكل طبيعي وكل شخص لديه نائب أول ونائب ثاني.
وأكد الشيخ قاسم أن “حزب الله وحركة أمل والقوى التي تقاتل معنا يواجهون العدو الإسرائيلي بقرارهم وإرادتهم لحماية أرضهم”.
وأضاف: اليوم الذي يقاتل ويواجه هم أصحاب الأرض وأبناء الجنوب والبقاع، أبناء لبنان، أبناء الجبل، كل الذين يشاركون هم أبناء هذا البلد، ولا أحد يقاتل نيابة عنا”.
وأكد بالقول: نحن لا نقاتل نيابة عن أحد ولا لمشروع أحد، نحن نقاتل من أجل مشروعنا والذي هو حماية لبنان وتحرير أرضنا ومؤازرة إخواننا في فلسطين. نحن مشروعنا أن يكون بلدنا مستقلا، وأن نمنع أمريكا وإسرائيل أن تتحكم فينا”
وتابع بالقول: هذا مشروعنا نحن، ونحن ندفع الثمن ونحن نقدم التضحيات من أجل القناعات التي نحملها بالاستقلال والعزة والتحرير وكذلك الفلسطينيون”.
وقال الشيخ نعيم قاسم: إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تدعمنا لمشروعنا ولا تريد شيئاً منا”، وأضاف “نحن عندما نحرر بالجنوب فإننا نحرر أرضاً إيرانية أم أرض لبنانية؟ عندما نقاتل إسرائيل مع شباب لبنانيين أين نقاتلهم؟ على حدودنا. فإذًا إيران ليست من تقاتل بنا كما يقول البعض وهي ليست بحاجة لقتالنا، صحيح أن قناعتها مثل قناعتنا وإيمانها مثل إيماننا، وهي تدعمنا ولا تريد منا شيئاً.
وتابع: لابد أن نحيي وان نقف أمام الشخصية العظيمة، شخصية الإمام الخميني قدس الله روحه الشريفة، الذي كان ينظر بنور الله تعالى، وهو الذي أطلق مشروع إزالة إسرائيل من الوجود، تعبئة وجهادا ودعما، من أجل من؟ من أجل أصحاب الأرض، من أجل هؤلاء المعذبين الذين يتحملون عبء إسرائيل سواء في فلسطين أو لبنان أو المنطقة أو العالم.
وأكد أن الجمهورية الإسلامية تدفع ثمناً كبيراً منذ عشرات السنين بسبب موقفها من القضية الفلسطينية وبوصلة فلسطين. كان بإمكانها أن تكون بكل سهولة أنها لا علاقة لها بموضوع فلسطين وتريد أن تعمل على أساس ترتيب وضع إيران، ولكن كان الوضع مختلف تماماً، فهم يعلمون انهم بموقفهم الشريف بدعم فلسطين سيعانون لفترة زمنية، ولكن بعدها ستكون الجمهورية الإسلامية الإيرانية راية الأحرار في العالم.”
وقال: لا بد من تحية خاصة لقائد محور المقاومة الشهيد قاسم سليماني، الذي بذل كل الجهود وأعطى كل الإمكانات، وكان يتنقل بين إيران وسوريا والعراق ولبنان وكل المنطقة، من أجل تعزيز دور المقاومة، وأعطى المقاومة الفلسطينية ما لم يعطها أحد.
وشكر الشيخ نعيم قاسم “جبهات المساندة، وخاصة في اليمن والعراق لأنهم أيضا يتحركون بقناعاتهم.” وقال الشيخ قاسم: كل فرد من المساندين في هذه البلدان يعتبر انه يقوم بمسؤوليته، ولا يريد احد منا شيئاً. كلهم يدعمون من أجل قناعاتهم بالتحرير.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
الدور القطري مثلَّث في غزة ولبنان وسوريا
كتب معروف الداعوق في" اللواء": لم يشغل الاهتمام القطري بوقف الاعتداءات الإسرائيلية على غزّة، اعطاء حيِّزٍ بارز، لمعالجة أزمة الانتخابات الرئاسية وانتخاب رئيس للجمهورية منذ نشوب هذه الازمة قبل أكثر من عامين، إن كان من خلال مشاركة قطر باللجنة الخماسية او بالتحرك الانفرادي، الذي يتواصل حتى اليوم، لازالة العقبات وانتخاب رئيس للجمهورية، مع متابعتها لتطورات الاحداث الامنية على الحدود اللبنانية الجنوبية، ومواكبتها الفاعلة لتوسعة الحرب الإسرائيلية على لبنان في الاونة الاخيرة، وبذل الجهود والمساعي المطلوبة لوقفها بكل الوسائل والطرق الممكنة، ناهيك عن تقديم المساعدات المالية والعينينة، لدعم الجيش اللبناني في مواجهة أزمة الانهيار المالي والاقتصادي الحاصل في لبنان، واطلاق جسر جوي لمساعدة اللبنانيين المتضررين من العدوان الإسرائيلي على لبنان.
في التطورات الاخيرة بعد سيطرة فصائل الثورة السورية على السلطة في سوريا، وسقوط نظام بشار الاسد وهروبه إلى روسيا، كانت قطر حاضرة لمواكبة هذا الحدث الاستثنائي البارز، إن كان من خلال مساعيها، لمد يد العون للادارة السياسية السورية الجديدة، لمساعدتها في القيام بالمهام المنوطة بها، لممارسة السلطة وادارة شؤون الدولة، أو في المساعي مع تركيا والدول العربية والاوروبية والولايات المتحدةالأميركية، لدعم الادارة السورية الجديدة، وإزالة رواسب المرحلة الماضية.
وهكذا، يمكن ملاحظة الدور القطري بوضوح، في كل من حرب غزّة، او الازمة اللبنانية ومتفرعاتها، واخيرا في سقوط نظام الاسد واحتضان الادارة السياسة الجديدة في سوريا.