مستشفى كمال عدوان.. هذا ما حدث في آخر حُصون شمال غزة الصحية
تاريخ النشر: 31st, October 2024 GMT
الثورة /وكالات
لا يوجد معنى للحصار الإسرائيلي الذي فرضه جيش الاحتلال الإسرائيلي على مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة، واعتقال طواقمه الطبية إلا تحقيق جريمة الإبادة التي تمارسها إسرائيل عن سبق إصرار منذ 24 يوماً.
فبعد حصار استمر لخمسة أيام اعتقل جيش الاحتلال 40 طبيباً وممرضاً من الطواقم الطبية العاملة في المستشفى الأساسي الوحيد في شمال قطاع غزة، ولم تبق فيه إلا مديره العام د.
واعتقل جيش الاحتلال في 26 أكتوبر الجاري عدداً من الجرحى والمرضى والنازحين في المستشفى، في حين أن التغطية الصحافية لهذه التطورات شبه معدومة، في ظل سيطرة الاحتلال على المنطقة بالكامل، ما يمنع معرفة كل ما جرى في المستشفى، حيث جرى في ذلك اليوم احتجاز فتيات من الطاقم الطبي في غرفة منعزلة من دون طعام أو ماء، واقتيد الرجال مجردين من الملابس ومكبلي الأيدي إلى جهة غير معلومة.
ويؤكد مدير عام وزارة الصحة بغزة، منير البرش، أن 30 من الكوادر الطبية لا يزالون رهن الاحتلال، حيث أفرج الاحتلال عن 10 منهم بعد ساعات على اعتقالهم، فيما قال ناشطون إن جيش الاحتلال أفرج عن بعض الأطباء والممرضين المعتقلين، ووصلوا إلى عيادة الشيخ رضوان غربي مدينة غزة.
ولم يكن تخلي جيش الاحتلال عن فكرة اعتقال مدير عام مستشفى كمال عدوان – الذي ظهر في مشهد إتمام حصار المستشفى واعتقال كادره يوم 26 أكتوبر، بعد قصف مدفعي رافعاً يديه برفقة حكيمة، رفعت قماشة بيضاء بإحدى يديها المرتجفتين – لحسن نية بل لأجل حرق قلبه على ابنه إبراهيم (20 عاما) الذي اغتيل برصاصة في الرأس أطلقتها مُسيرة إسرائيلية من نوع “كواد كابتر” في اليوم نفسه.
في المشاهد التوثيقية لعملية الإبادة والتهجير القسري بالقوة النارية عبر قصف المنازل ونسف المربعات السكنية، والتي ما فتأت تخرج من شمال غزة، يبكي د. حسام ولده بحرقة وهو الذي لم يخلع معطفه الأبيض منذ بدء حرب الإبادة قبل أكثر من عام، ليختار أن يدفن ابنه إلى جوار جدار المشفى الذي لم يغادره.
“حرقوا قلوبنا“
ولم يتمالك د. حسام أبو صفية نفسه، وانهمرت دموعه عند تذكُّر ابنه الشهيد، معبّرًا عن الألم العميق الذي يشعر به نتيجة فقدان، وسط الأحداث المؤلمة التي يشهدها شمال قطاع غزة.
ويقول مدير مستشفى كمال عدوان، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي قتل ابنه لأنه يقدم رسالة إنسانية، وأنه دفن ابنه بجوار جدار المستشفى.
ويضيف في مداخلة مع الجزيرة مباشر: “كل شيء فقدناه في هذه المستشفى حتى أبناءنا، حرقوا قلوبنا على المستشفى وقتلوا أطفالنا أمام أعيننا لأننا نحمل رسالة إنسانية، ونقوم بدفنهم بأيدينا”.
ويؤكد أبو صفية أن المستشفى الآن يعمل بطبيبين فقط، قائلا “أنا وزميل آخر نحاول تقديم الخدمات، لكننا نفتقر إلى الكادر الطبي اللازم خصوصا في مجال الجراحة، ما يجعلنا غير قادرين على تقديم العناية المطلوبة”.
ويشير إلى أن عدد الجرحى في تزايد مستمر، إذ يفقد المصابون حياتهم لعدم توفر الإمكانات الطبية اللازمة، مطالبا المجتمع الدولي بفتح ممرات إنسانية لإدخال الطواقم الطبية والمعدات اللازمة لإنقاذ الجرحى.
كما ناشد إدخال سيارات الإسعاف لنقل المرضى بين المستشفيات، قائلا “المنظومة الصحية منهارة تماما، ولا يمكننا وصف الظروف التي شهدناها بعد اقتحام الجيش الإسرائيلي للمستشفى”.
ويؤكد أبو صفية حاجة المستشفى إلى تدخل دولي عاجل، حيث أن جميع الموارد الطبية أصبحت معدومة. كما طالب بالإفراج عن المعتقلين من الطواقم الطبية وتوفير الحماية الدولية، مشيرا إلى أن المستشفى تعرَّض لأضرار كبيرة.
وقصفت المدفعية الإسرائيلية يوم الجمعة 25 أكتوبر، محطة الأوكسجين الخاصة بمستشفى كمال عدوان، ما تسبب بوفاة طفلين من المرضى في غرفة العناية الفائقة. وبعد أقل من ساعة داهمت قوات الاحتلال ساحة المستشفى، وطلبت من جميع المتواجدين من جرحى ومرافقين ونازحين أن يخرجوا إلى ساحة المستشفى واعتدت على عدد منهم قبل أن ينقطع الاتصال بالمستشفى بالكامل، وفق تأكيد مركز الميزان لحقوق الإنسان.
ويوضح المركز أن قوات الاحتلال فتشت المستشفى وأطلقت النار داخل الأقسام المختلفة، مما زاد من حالة الذعر والقلق، مشيرا إلى إصابة 3 ممرضين وعامل نظافة، وتدمير 3 سيارات إسعاف وسيارة نقل، وتدمير منظومة توليد الكهرباء عبر الألواح الشمسية.
كما اعتقل جيش الاحتلال أثناء اقتحامه المستشفى مدير مركز دفاع مدني جباليا سعيد شبير، والإطفائي رمضان الأقرع، وذلك قبل يوم من اعتقال الكوادر الطبية والجرحى والمرضى المتواجدين بداخله، وإحراق سيارات الإسعاف وعدد من المنازل في محيط المستشفى.
3 مستشفيات خارج الخدمة
وقبيل اقتحام مستشفى كمال عدوان أفاد الطبيب محمد عبيد، جراح العظام، بأن قوات الاحتلال لم تتوقف عن استهداف محيط المستشفى منذ اليوم الأول للهجوم العسكري الواسع على شمال غزة في 5 أكتوبر.
ويقول الطبيب عبيد في شهادته للمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، إن مستشفى كمال عدوان استقبل معظم الإصابات بعد خروج المستشفى الإندونيسي عن الخدمة تماماً، وإطباق الحصار على مستشفى العودة.
ويضيف في شهادة يوم 26 أكتوبر، أن المستشفى اكتظ خلال تلك الأيام بالإصابات دون قدرة الطواقم الطبية المتبقية على تقديم العلاج، فلا أدوية ولا أدوات لإجراء التدخلات الجراحية، مشيرا إلى أن سيارات الإسعاف والدفاع المدني تواجه صعوبة في إخلاء الجرحى، ولا تستطيع الوصول إلى مناطق واسعة من شمال القطاع لإنقاذ حياة العالقين بين أنقاض منازلهم.
ولفت الطبيب عبيد إلى أن عشرات الجثث تكدست داخل أروقة المستشفى بدون القدرة على تكفينها بعد نفاد الكميات المتوفرة من الأقمشة.
وضع مأساوي بلا أفق
وتؤكد منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” أن الأطفال في قطاع غزة يواجهون خطر الموت بسبب التأخير في الإجلاء الطبي، فحتى تاريخ 21 أكتوبر، رفض الجيش الصهيوني التنسيق لـ 66 بعثة أممية لإخلاء الجرحى وإدخال مساعدات إنسانية لمحافظة شمال قطاع غزة، ولم تسمح إلا لأربعة من البعثات الإنسانية التي زودت المستشفيات بكميات قليلة من الوقود وأخلت عدداً من الجرحى لمستشفيات مدينة غزة.
وتحذر ستيفاني إيلر نائبة رئيس بعثة الصليب الأحمر في غزة، من تدهور الأوضاع الإنسانية في شمال غزة، والتي وصفتها بأنها “مأساوية للغاية”. وشددت على ضرورة توفير ممر آمن للأشخاص الذين يرغبون في مغادرة أماكنهم.
وقالت في بيان الأحد الماضي، إن “أوامر الإخلاء المستمرة والقيود المتواصلة على إدخال الإمدادات الأساسية تترك بقية السكان المدنيين في شمال غزة في ظل ظروف مروعة”.
من جانبه، يصف المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الوضع في شمال قطاع غزة بأنه “كارثي”، مؤكداً وجود “نقص خطير في اللوازم الطبية، يضاف إليه وصول محدود للغاية إلى هذه اللوازم، يحرمان أناسا من علاجات حيوية”.
وقال تيدروس إن مهاجمة جيش الاحتلال لآخر مستشفى (كمال عدوان) لا يزال يعمل في شمال قطاع غزة يأتي وسط تعرض النظام الصحي بكامله لهجمات منذ أكثر من عام، مشدداً على “وجوب حماية المستشفيات من النزاعات في كل الأوقات”، مكررا أن أي هجوم على المنشآت الاستشفائية يشكل انتهاكا للقانون الإنساني الدولي.
غياب القانون الدولي
وتؤكد مؤسسات حقوقية أن استهداف قوات الاحتلال المستمر والمتكرر للمستشفيات الرئيسية الثلاثة في محافظة شمال قطاع غزة، وتعمده إخراجها عن الخدمة نهائياً، وإبقاء المدنيين المحاصرين في تلك المناطق دون خدمات صحية تنقذ حياتهم، “هو جزء من جريمة الإبادة الجماعية التي تنفذها بحق سكان قطاع غزة منذ بدء هجومها العسكري الواسع الذي السابع من أكتوبر 2024”.
وتطالب المؤسسات في بيان صحفي مشترك (المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، ومركز الميزان، ومؤسسة الحق)، الدول الأطراف الثالثة الالتزام بمسؤوليتها القانونية ووضع حد لحصانة دولة الاحتلال، ومحاسبة مسؤوليها عن ارتكاب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وجريمة الإبادة الجماعية واتخاذ قرارات فورية بوقف تزويد إسرائيل بالسلاح والذخيرة.
وتشدد على أن تهجير السكان قسرًا يرقى إلى جريمة حرب حيث تستخدمه سلطات الاحتلال كوسيلة من وسائل الإبادة، مشيرة إلى أن القانون الدولي الإنساني يحظر النقل أو الترحيل القسري للسكان الخاضعين للاحتلال.
وجاء في البيان: “في الحالات الاستثنائية المتعلقة بالضرورة العسكرية الملحة التي يسمح فيها بالإخلاء المؤقت كإجراء أخير، أو بهدف حماية المدنيين، يتطلب من قوات الاحتلال ضمان نقل المدنيين بأمان، وحصولهم على المأوى والغذاء والماء والرعاية الصحية، وهو أمر تمارس قوات الاحتلال نقيضه، وتستخدم تهجير السكان في قطاع غزة كوسيلة من وسائل الإبادة الجماعية في جريمة مكتملة الأركان”.
وبينما يواصل الاحتلال حرب الإبادة على غزة، يفرض حصاراً شاملاً على سكان شمالي القطاع ويمنع وصول الحد الأدنى من المساعدات الإنسانية والصحية إليهم، ويمعن في تدمير النظام الصحي ليضعهم زهاء 200 ألف مواطن تحت ظروف قاتلة ومصيرٍ محتوم: الموت أو النزوح قسراً تحت النار.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
مختص بشئون الأسرى: الفرحة ستظل منقوصة طالما بقي أسرى في سجون الاحتلال
"الفرحة ستظل منقوصة طالما بقي هناك أسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي"..كلمات رددها الأسير المحرر عبدالناصر فروانة الذي ذاق مرارة الأسر وحلاوة الحرية والذي كرس حياته منذ الإفراج عنه لخدمة أقرانه القابعين في سجون الاحتلال.
ويقول عبدالناصر فروانة رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شئون الأسرى والمحررين وعضو لجنة إدارة هيئة الأسرى في قطاع غزة : إنه على الرغم من الألم والوجع وما لحق بغزة من دمار وسقوط الآلاف من الجرحى والشهداء ؛ إلا أن أجواء الفرح والسعادة تعم بيوت عائلات الأسرى الذين شملتهم قوائم الافراجات.
وأضاف فروانة - في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم - أن للحرية مذاقا آخر كما أن للأسرى المحرومين من الحرية حلما يراودهم، فهم يتسلحون دائما بالأمل لأنه سلاحهم ومبعث صبرهم وصمودهم ومنه يستمدون قوتهم في مواجهة السجان وبطشه، وظروف السجن وقسوة شروط الحياة الاعتقالية".
وتابع: "أتعبتنا الحرب وأرهقتنا جميعا، جسديا ونفسيا، ولا أظن أن هناك فلسطينيا واحدا في قطاع غزة لم يُصب بأذى بسببها ، فلقد دفعنا ثمنا باهظا، يصعب وصفه، وعشنا أياما وشهورا طويلة مرعبة، فظيعة ومخيفة، لم نشهدها من قبل ولم نقرأ عن مثيلاتها في التاريخ المعاصر، ولم يكن أكثر المتشائمين من بين الفلسطينيين يتوقع حرباً كهذه فما حدث كان شيئاً من الخيال، وأظن أن ما أصاب غزة وأهلها لم يكن يخطر في بال أيٍ من الفلسطينيين ولا في الأحلام المزعجة والكوابيس المفزعة ، إنها حرب الإبادة الإسرائيلية غير المسبوقة ضد شعبنا ومكوناته المتعددة، وقدٍّر لنا أن نكون شهودا ، نحن الناجون منها".
واستطرد فروانة يقول : "لقد تابعت أوضاع الاعتقال منذ صغري حيث كنت أتردد على السجون لزيارة والدي الأسير – رحمه الله - على مدار أكثر من 15 سنة قبل أن أكبر وأتحول إلى شاهد حين دخلتها أسيراً، لأربع مرات ، وبعدها وثّقت العديد من الشهادات لآخرين مروا بتجربة الاعتقال ، وكتبت كثيراً من الدراسات والمقالات التي وصفت حال السجون الإسرائيلية".
وقال: " لم أسمع من رواد الحركة الوطنية الأسيرة الأوائل، ولم أقرأ على جدران الزنازين أو في شهادات المعتقَلين على مرّ الأجيال، عن مرحلة كهذه، إنها مرحلة مختلفة تماماً، وهي المرحلة الأخطر تاريخياً".
ونبه إلى أن الأرقام كانت صادمة؛ حيث تم اعتقال أكثر من 20 ألف فلسطيني (القدس والضفة وغزة) منذ 7 أكتوبر2023، واستشهد نحو 56 معتقلا في السجون الإسرائيلية منذ بدء الحرب، وهؤلاء فقط المعلومة أسماؤهم، فيما يقدر أن هناك آخرين كثر استشهدوا ولم يكشف عنهم بعد وفقا لشهادات معتقلين وما كشفت عنه الصحف العبرية والأجنبية من أعداد.
وقال فروانة: "اليوم، مع دخول الاتفاق حيز التنفيذ، مازلنا نرى أن أولى الأولويات كانت ومازالت استمرار وقف إطلاق النار ووصولا لإنهاء حرب الإبادة، وفي الوقت ذاته ننظر بإيجابية كبيرة للجزئية المتعلقة بتبادل الأسرى في إطار هذا الاتفاق، ونرى أن ما تحقق في هذا الصدد يشكل إنجازا غير مسبوق، من حيث أعداد المفرج عنهم وفئاتهم وطبيعة أحكامهم".
وأوضح أن قائمة المنوي الإفراج عنهم خلال المرحلة الأولى تشمل نحو 296 أسيرا يقضون أحكاما بالسجن المؤبد، لمرة واحدة أو لعدة مرات، وهنا يقصد بالمؤبد 99 سنة، وهؤلاء ما كان لهم أن ينعموا بالحرية لولا تبادل الأسرى.
كما وشملت قائمة من سيفرج عنهم في إطار المرحلة الأولى – وفقا لفروانة - نحو 300 أسير، مضى على اعتقالهم أكثر من 20 سنة على التوالي، وهؤلاء يقضون أحكاما بالسجن المؤبد وأحكاما عالية تصل لعشرات السنين ، فكانت الصفقة فرصة لأن تضع حدا لوجودهم في سجون الاحتلال وتعيدهم إلى أهلهم وشعبهم.
ولفت إلى أن جرائم الإخفاء القسري تعد أبرز أوجه حرب الإبادة على قطاع غزة.. قائلا : إن 189 فلسطينياً هم إجمالي عدد أسرى قطاع غزة لدى الاحتلال الإسرائيلي قبل 7 أكتوبر2023 نعرف هوياتهم وأسماءهم، وعرفنا العديد منهم عن قرب ، كما كنا نملك سيرة ذاتية وصورة شخصية لكل واحد منهم، ونعلم مكان احتجازه وتفاصيل حياته وراء القضبان وما وراء الشمس".
وأضاف : "أمّا اليوم، وبعد عام وأكثر من حرب الإبادة على قطاع غزة ، فقد ازداد عددهم ، وأصبح بالآلاف بحسب ما نسمعه من شهادات يرويها الناجون من الموت أو المفرَج عنهم بعد اعتقال أو احتجاز ؛ إذ ما زلنا نجهل أعدادهم الحقيقية، ولا تتوفر لدينا قوائم كاملة بأسمائهم ، فباتوا ضحايا للاختفاء القسري، وهم في عداد المفقودين ، في انتظار المصير المجهول ما لم يُكشف عن مصيرهم".
وأشار إلى أنه عاصر أحداث انتفاضة الحجارة التي اندلعت من مخيم جباليا شمالي قطاع غزة في الثامن من ديسمبر1987، بين أزقة حيّ "بني عامر" التي تفوح بعبق التاريخ، وانخرط - كغيره من الشبان - في فعالياتها المختلفة، واندفع إلى ساحة الاشتباك والمواجهة، يقاوم المحتل الإسرائيلي، واعتُقل من هناك أربع مرات، بعد اقتحام البيت ليلاً، وهو البيت ذاته الذي اعتُقل منه أبيه وشقيقه ، وهذه كانت المرة الأولى، في معتقل أنصار2 غربي مدينة غزة، بعد اندلاع الانتفاضة بفترة وجيزة، واستمرت بضعة أسابيع فقط.
وأردف: "منذ أن تحررت من الاعتقال الأخير في منتصف 1994، وأنا على قاعدة أنه لا يحق لمن عانى مرارة السجن التخلي عمّن بقي يعاني من بعده؛ قطعت عهداً على نفسي بأن أناضل لإبراز معاناة الأسرى، وأن أدافع عن قضاياهم وحرياتهم المشروعة، فكان لي شرف المشاركة في قيادة أسبوع التضامن مع الأسرى والمعتقلين بعد خروجي من السجن بأيام، بإشراف مؤسسة الضمير في غزة".
وقال فروانة : "واصلت نشاطي من أجلهم ثم عملت موظفاً في وزارة الأسرى والمحررين منذ تأسيسها، والتي تحولت في سنوات لاحقة إلى هيئة شؤون الأسرى والمحررين، وما زلت فاعلاً وناشطاً في إطارها، وأحد كوادرها، ومكلفاً رئيساً لوحدة الدراسات والتوثيق فيها، وضمن لجنة إدارة الهيئة في قطاع غزة ، وشاركت رسمياً في كثير من المؤتمرات واللقاءات والجولات العربية والدولية، في سياق السعي الدائم نحو تدويل قضية الأسرى".
وأضاف : وفي سنة 2004، وبجهود ذاتية وتطوعية، أنشأت موقعاً إلكترونياً، شخصياً وخاصاً، يُعنى بالأسرى والمحررين، اسمه (فلسطين خلف القضبان) وما زلت أتابعه بمفردي، وهو يعتمد بشكل أساسي على إصداراتي التي تختص بقضايا الأسرى، ويخيّل إليّ أنني لو كتبت كل يوم بل كل ساعة مقالة لما وفَيتهم حقهم وقد أصدرت ونشرت في هذا السياق آلاف التقارير والمقالات والدراسات والتصريحات الإعلامية، بعضها تُرجم إلى لغات أخرى".
واختتم فروانة تصريحاته قائلا: "اعتز بأن جامعة الدول العربية أصدرت كتاباً من إعدادي وتأليفي، يحتوي على 420 صفحة، بعنوان (الأسرى الفلسطينيون.. آلام وآمال) وأُطلق الكتاب في حفل رسمي داخل الجامعة بحضور الأمين العام آنذاك الراحل د. نبيل العربي والأمين العام المساعد السفير محمد صبيح.