موقع النيلين:
2025-03-15@12:53:28 GMT

قمر المحاق وحصاد الحصرم (الحلقة الثالثة)

تاريخ النشر: 31st, October 2024 GMT

قمر المحاق وحصاد الحصرم (الحلقة الثالثة)
أسامة عيدروس
29 أكتوبر 2024م
امتداد العمق واقتراب النهايات:
منذ اللحظات الأولى كانت الخطة الإعلامية الداعمة للمليشيا مرسومة بعناية وظهرت عبارة “هذه الحرب لا يمكن كسبها عسكريا” حتى قبل أن تتضح اتجاهات الحرب ومساراتها. وعلى أساس هذه العبارة وغيرها من السرديات المصاغة بعناية مثل نكتة “إطلاق الرصاصة الأولى” و”حرب الفلول” و “دولة 56” و “جلب الديمقراطية” و “الحرب الأهلية” تغلغلت الدولة الراعية للمليشيا لتجيش ليس فقط المرتزقة من دول الجوار وعلى امتداد دول الساحل والصحراء، بل قامت بحشد دبلوماسي عالمي من العداء للسودان في مبادرات صارت كالبصيرة أم حمد تريد قطع رأس الثور وكسر الجرة.


وعلى الرغم من أن مجريات العمليات العسكرية توضح تغير التكتيكات مع تطور الحرب وكأن السودان يخوض عدة حروب في وقت واحد، إلا ان الهدف الرئيس لهذه الحرب ظل واحدا وهو السيطرة التامة على السودان حتى لو تم ذلك عبر تدميره وتهجير سكانه. وقد بدأت الحرب في العمق الحيوي للدولة السودانية داخل العاصمة الخرطوم وعندما فشلت في السيطرة عليها، خرجت المليشيا في انتشار واسع واستراتيجية واضحة تقضي بكسر القوة الصلبة للجيش ومطاردته في كل ولاية ومدينة سودانية حتى الوصول لبورتسودان. وفي نفس الوقت تحولت للدفاع في الخرطوم بنشر قناصتها ومدافعها في كل مبنى عال من اجل الحفاظ على هذه المواقع للعودة إليها والانتشار منها في ضربة أخيرة لمعسكرات الجيش الأساسية بما فيها القيادة العامة. استراتيجية الهجوم المستمر والانتشار الواسع لم تتغير حتى بعد فشلها الذريع في اسقاط بابنوسة أو الدلنج أو الأبيض أو سنار أو الفاشر وهزيمتها المدوية في جبل موية التي أعلنت نهاية مرحلة مهمة من مراحل الحرب. ستظل المليشيا متمسكة باستراتيجيتها الهجومية الواسعة والانتشار ومعاودة الهجوم على الفاشر وفتح جبهة جديدة من خلال شرق الجزيرة وسهل البطانة أو محاولة فتح جبهة جديدة نحو نهر النيل او الشمالية. المليشيا الآن تسابق الزمن فمهما حشدت الدولة الراعية من عتاد وذخائر وأسلحة ومرتزقة من دول الساحل والصحراء إلا أن تأثير طول الحرب قد أضعف المليشيا كثيرا كما أن امساك الجيش بزمام المبادرة يهدد بشل قدرتها على الحركة أو فتح جبهات جديدة.
رغم الأهمية الاستراتيجية للعمق الحيوي للدولة السودانية في الخرطوم، إلا أن نهاية هذه الحرب ستكون في دارفور. وربما هذا يبرر ظهور الدعاية الجديدة السالبة حول الحركات المسلحة والقوات المشتركة والمحاولات الحثيثة لدق إسفين بينها وبين القوات المسلحة.
في الحلقة القادمة نواصل حول استراتيجيات الجيش القائمة على الدفاع في العمق واستباق العمق وسيناريو نهاية المعارك العسكرية.

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

اختفاء صحفي في صنعاء بعد تلقيه تهديدات حوثية وشبكة حقوقية تُحمّل المليشيا المسؤولية

أفادت مصادر حقوقية باختفاء صحفي يمني من العاصمة المختطفة صنعاء، بعد أيام من تلقيه تهديدات وتعرضه للملاحقة من قبل مليشيا الحوثي.

وقالت شبكة حماية الصحفيين في اليمن، في بيان لها الجمعة، إنها تلقت بلاغاً يفيد باختفاء الصحفي "أحمد عوضه" في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء، وحمّلت جماعة الحوثي المسؤولية الكاملة عن حياته وما قد يتعرض له.

وقالت الشبكة، في بيانها، إن الصحفي أحمد عوضة اختفى بعد مغادرته منزله مساء العاشر من مارس الجاري، ولم تستطع أسرته على إثرها التواصل به أو الوصول إليه عبر أرقام هواتفه أو وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة به.

وبحسب البيان، فإن البلاغ الصادر عن أقارب الصحفي أحمد عوضه، أكد تلقيه تهديدات قبل حادثة اختفائه بعدة أيام، بأنه مرصود وعلى قوائم الجماعة، وتعرض للملاحقة من قبل مسلحين في أمانة العاصمة.

وأعربت الشبكة عن رفضها القاطع لاستمرار تعريض الصحفيين والصحفيات في اليمن للاعتداءات والمضايقات وأي شكل من أشكال الانتهاكات، محذّرة من انتهاج الجريمة المنظمة ضد الصحفيين والصحفيات في اليمن، كوسيلة ترهيبهم وتقويض حرية الصحافة وحرية الرأي والتعبير.

وإذ طالبت الشبكة في ختام بيانها جماعة الحوثي بالكشف عن مصير الصحفي، فقد دعت المنظمات والهيئات المحلية والدولية ووسائل الإعلام، إلى التضامن مع الزميل الصحفي وأسرته والعمل معاً من أجل توفير حماية أفضل للصحفيين والصحفيات في اليمن.

مقالات مشابهة

  • الجيش الأوكراني يختنق.. وترامب يحذر للمرة الأولى من مجزرة مروعة لم نشهد مثلها منذ الحرب العالمية الثانية.. ماذا يحدث؟
  • اختفاء صحفي في صنعاء بعد تلقيه تهديدات حوثية وشبكة حقوقية تُحمّل المليشيا المسؤولية
  • ???? طرد المليشيا من الخرطوم يعنى طردها من كل السودان
  • هدوء حذر في العاصمة السودانية بعد تضييق الخناق على الدعم السريع وسط الخرطوم
  • وسط الخرطوم
  • د. مزمل أبو القاسم: يوسف عِزَّت ينعي المليشيا!
  • البرهان: الجيش السوداني عازم على تحرير البلاد والقضاء على الدعم السريع  
  • حرب أوكرانيا.. إحصائية جديدة عن ضحايا وخسائر الجيش الروسي
  • الجيش السوداني يتقدم في محور وسط الخرطوم
  • شرق النيل بين فكّي الحرمان والمرض.. شبح الحرب يخيم على “مدينة الأشباح”