إبادة وتهجير: العدو الصهيوني يصعد من قصفه للبنان وغزة بتغطية أمريكية
تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT
يمانيون – متابعات
امتدت جرائم العدو الصهيوني من قطاع غزة جنوباً الى لبنان شمالاً بالقصف والقتل والتدمير والإبادة واستهداف السكان المدنيين في إمعان واضح في الإبادة والتطهير العرقي الذي يرتكبه العدو المجرم منذ أكثر من عام في غزة، والآن في جنوب لبنان، في ظل عجزٍ عربي رسمي وصمتٍ دولي يشجع مجرم الحرب نتنياهو على المضي في خطط الإبادة والتهجير ضد الشعب الفلسطيني.
ويواصل العدو الصهيوني ارتكاب مجازر بشعة بحق الفلسطينيين الذين رفضوا أوامر التهجير القسري من محافظة شمال قطاع غزة وقرروا البقاء في منازلهم وأراضيهم.. حيث ارتكب عدداً من المجازر المُروعة مُخلفاً آلاف الشهداء والجرحى إضافة الى مفقودين تحت الأنقاض ضمن عمليته العسكرية المتواصلة منذ 26 يوما التي تستهدف مخيم جباليا وأحياء وبلدات شمال قطاع غزة،
وقال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة في بيان له الليلة الماضية: إن “جيش العدو يرتكب مذبحة فظيعة بقصف عمارة سكنية في بيت لاهيا فيها أكثر من 200 مدني استشهد منهم 93 شخصا، وأكثر من 40 مفقودا وعشرات الإصابات”.
وأضاف المكتب: إن “جيش العدو كان يعلم أن العمارة السكنية فيها عشرات المدنيين النازحين وأن غالبيتهم من الأطفال والنساء الذين شردهم من أحيائهم المدنية السكنية”.
وتأتي هذه الجريمة الجديدة بالتزامن مع خطة العدو بإسقاط المنظومة الصحية في محافظة شمال غزة وتدمير المستشفيات الأربعة وإخراجها عن الخدمة، وكذلك بالتزامن مع منع العدو لإدخال العلاجات والأدوية والمستلزمات الطبية.. وفق المكتب.
وبدعم أمريكي، يشن العدو الصهيوني، حرب إبادة جماعية على غزة ما أسفر عن ٤٣٠٦١ شهيد و١٠١٢٢٣ إصابة منذ السابع من اكتوبر الماضي.
ويواصل العدو الصهيوني مجازره متُجاهلا قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.
وفي الشأن اللبناني، مع نجاح المقاومة الإسلامية في لبنان- حزب الله- في وضع مئات الآلاف من المستوطنين الصهاينة تحت نار الهجمات، ليس فقط ليثبت أن عودة السكان إلى الشمال المحتل ما زالت بعيدة المنال، بل أيضًا ليؤكد أن التهديد يمتد ليشمل مناطق أوسع، مما يجعل سكان حيفا المحتلة وأماكن أخرى في خطر الإخلاء.
وصعد العدو الصهيوني عدوانه البربري على لبنان باستهداف السكان المدنيين أو بمعنى آخر الحاضنة الشعبية للمقاومة، وأدت عملياته العسكرية ضد لبنان إلى زيادة المخاطر على الحياة المدنية، وهو ما يستوجب على المجتمع الدولي الوقوف بحزم لمنع تلك الهجمات للكيان المجرم التي لا تميز بين مدني وعسكري.
لكن مع ذلك يبرز التصعيد الصهيوني بشكل جلي فشل الأهداف المعلنة لمجرم الحرب “نتنياهو” و”جيش” العدو، حيث كان من المتوقع أن تبقى العملية العسكرية ضمن الحدود التي تضمن لهم السيطرة.
وتتعرض مناطق جنوب لبنان المدنية لقصف صهيوني يومي مكثف تحت ذرائع واهية تتعلق بإخفاء أسلحة حزب الله وهي الرواية والسردية، التي طالما استخدمها العدو الصهيوني لتبرير مجازره في قطاع غزة، وتعود اليوم لتتكرر في سياق جديد في جنوب لبنان.
وباتت أرواح الأبرياء في خطر دائم، وهو ما يستدعي وقفة جدية لمواجهة هذه الانتهاكات الجسيمة التي ينتجها جيش العدو الصهيوني كاستراتيجية في حروبه في غزة وجنوب لبنان والتي يتوسع فيها شمالاً وجنوباً، مُستمراً في استهداف المدن والمناطق السكنية وهو الوصف الذي عبر به المركز الأممي للإغاثة مؤخرا عن الأوضاع الإنسانية المأساوية التي يعيشها المدنيون في جنوب لبنان.
وأشار المركز إلى أن المدنيين في لبنان يتعرضون لتهديدات خطيرة على حياتهم، خاصة في المناطق الجنوبية والبقاع، نتيجة التصعيد العسكري الصهيوني المستمر، والذي شهد تصاعدًا في وتيرته، حيث قصف ذلك المناطق بوحشية غير مسبوقة.
ولا يميز القصف الصهيوني بين الأهداف العسكرية والمدنية، حيث يطال المباني المدنية بصفة عشوائية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس، وأدت هذه الهجمات إلى تضرر المستشفيات بشكل بالغ، مما أعاق قدرتها على تقديم الرعاية اللازمة للجرحى والمصابين.
وواصل العدو الصهيوني الليلة الماضية وصباح اليوم قصفه للقرى والبلدات اللبنانية، موقعاً دماراً واسعاً في المنازل والبنى التحتية.
وأفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام بأن طيران العدو الصهيوني أغار على خراج شبيل قرب القطراني في منطقة جزين، كما شن أربع غارات على بلدة شبعا مترافقة مع قصف مدفعي استهدف العديد من أحياء البلدة.
واستهدفت طائرات العدو مجرى النهر في وادي برغز والخردلي وأطراف بلدة سيناي فيما يشهد محور الحمامص والخيام استمراراً لأصوات الانفجارات والرشاشات المتفرقة.
وكان العدو الصهيوني قد أطلق فجراً نيران رشاشاته الثقيلة في اتجاه بلدتي مارون ويارون وتعرضت بلدتا الطيري وكونين لقصف مدفعي متقطع وذلك بعد أن نفذ موجة هستيرية من القصف ليلاً استمرت حتى الصباح على قرى قضاءي صور وبنت جبيل، حيث أغار الطيران الحربي والمسيّر على بلدات حانين وياطر والطيري وعيتا الشعب ومدينة بنت جبيل وعين ابل وتبنين وشمع وقبريخا.
كما أغار على بلدة شقرا مستهدفاً مستوصفاً ومركزاً صحياً، ما أدى إلى تدميره إضافة إلى غارات ليلاً على مجدل زون، طيرحرفا، البياض، الرمادية معركة، جناتا، وجويا والدوير، والتي دمرت ثلاثة منازل فيها.
وفي الهرمل أغار الطيران الحربي الصهيوني ليلاً على محيط المدينة ومعبر قلد السبع، متسبباً بوقوع أضرار جسيمة.
وسياسيا بإختصار، إعلانات مختلف الدوائر الأمريكية وتصريحات المسؤولين الأمريكيين، وجولاتهم في منطقة الشرق الأوسط، تؤكد بما لا يدع مجالا للشك، أن أي محاولات للادعاء بأن واشنطن تسعى لتحقيق السلام في المنطقة لا تعكس الواقع الذي يظهر انحيازها للكيان الصهيوني، بل يغذي المزيد من العنف ولا يساهم في الاستقرار.
—————————–
وكالة سبأ
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: العدو الصهیونی جنوب لبنان قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
العدو الصهيوني يواصل حرب تجويع غزة
يمانيون../
يتعرض الفلسطينيون في قطاع غزة منذ 15 شهراً لحرب إبادة صهيونية وحرب تجويع ممنهجة، بسبب عرقلة العدو الصهيوني إدخال المساعدات الإنسانية، بحسب مؤسسات أممية ودولية عديدة.
ولم تقتصر حرب الإبادة الصهيوني على القصف بالطائرات الحربية والمدفعية والقذائف التي أودت بحياة عشرات الآلاف، بل هناك حرب من نوع آخر تحدثت عنها الأمم المتحدة واليونيسف وحذرتا منها، وهي حرب التجويع الممنهجة بحظر المواد الغذائية التي يحتاجها الإنسان بشكل أساسي.
فمنذ السابع من أكتوبر 2023م، حرمت حرب الإبادة المتواصلة التي يشنها العدو الصهيوني على قطاع غزة، المواطنين بشكل عام، وأهالي خانيونس، جنوبه، بشكل خاص، من عادتهم التجمع لتناول وجبة غداء دسمة عامرة باللحوم والحلويات يوم الجمعة، لأن الحصول عليها أصبح مستحيلا أو ضربا من الخيال.
ومنذ بداية الحرب والقطاع يتعرض لسياسة تجويع ممنهجة، إذ يتم منع المواد الغذائية الأساسية التي تساعد على بناء الجسم، خاصة للأطفال والشباب، والسماح بإدخال المواد المعلبة والمصنعة التي تحذر وزارة الصحة من كثرة تناولها لما تحويه من مواد حافظة تضر الصحة.
وعند النظر لما يُسمح بإدخاله للقطاع، فهو معلبات بأنواعها المختلفة، إضافة إلى كميات قليلة من المواد الغذائية الأساسية مثل الطحين والخضروات والفاكهة واللحوم، الأمر الذي يجعل أسعارها مرتفعة جدا نظرا لقلة المتوفر منها.
وفي هذا السياق يؤكد مكتب الإعلام الحكومي في قطاع غزة، أن القطاع وصل إلى مرحلة كارثية بسبب انتهاج العدو سياسة التجويع، وأن العدو يواصل إغلاق جميع المعابر، ويمنع إدخال المساعدات والمواد الغذائية إلى القطاع.
ودان المكتب الإعلامي جرائم العدو الصهيوني المركبة بحق الشعب الفلسطيني، ومنها سياسة التجويع الممنهجة، كما طالب الدول العربية والإسلامية باتخاذ موقف واضح تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني.
وقال المكتب: “ندق ناقوس الخطر لجميع دول العالم، ونطالبها بوضع حد لما يعيشه القطاع”.
ودعت السلطات في غزة مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، لإدارة أزمة الغذاء الخطيرة في القطاع، كما طالبت الدول العربية والإسلامية باتخاذ موقف واضح تجاه الأزمة.
واستفحلت المجاعة في جُل مناطق قطاع غزة لا سيما في الشمال إثر الإمعان في الإبادة والتجويع، تزامنا مع حلول فصل الشتاء للعام الثاني على التوالي على نحو مليوني نازح فلسطيني، معظمهم يعيشون في الخيام.
ويُشار إلى أن الحرب على غزة تسببت في تدمير المزارع كافة، التي كانت تنتشر في المناطق الزراعية التي يقع معظمها شرق وشمال القطاع، تلك المناطق التي سيطرت عليها قوات العدو الصهيوني وحولتها لمنطقة عازلة لا يوجد بها أي مظهر للحياة.
وبحسب تقرير صادر عن منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، فإن أزمة الغذاء في قطاع غزة لا تزال الأكثر حدة في تاريخ التقرير العالمي عن الأزمات الغذائية، مع وجود ما يقرب من 2.2 مليون شخص من السكان ما زالوا في حاجة ماسة إلى الغذاء والمساعدة.
ويحظر القانون الدولي الإنساني تجويع السكان المدنيين كأسلوب من أساليب الحرب.. كما تمنع “الأمم المتحدة” استخدام التجويع كسلاح في النزاعات، بعد قرار من مجلس الأمن صادر عام 2018، وتعتبر ذلك “جريمة حرب”.
فيما تنص المادة الثامنة من نظام المحكمة الجنائية الدولية على أن “تجويع المدنيين عمدًا بحرمانهم من المواد الضرورية التي لا غنى عنها لبقائهم، بما في ذلك تعمد عرقلة الإمدادات الإغاثية الإنسانية” يعد جريمة حرب.
ويعتبر ذلك نوعاً آخر من أنواع العقاب الجماعي، وهو مرفوض وفقا للقانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف خاصة المواد “33” و”55″ و”59″، وتُوجب المادة 27 على قوات الاحتلال بألا تجعل من المواد الغذائية والمياه والمواد الطبية بأي حال من الأحوال نوعا من العقاب الجماعي ضد المدنيين بالمناطق المحتلة.
ويقول مدير شبكة المنظمات الأهلية في غزة أمجد الشوا: إن العدو الصهيوني يستخدم التجويع كسلاح منذ بداية عدوانه على غزة، وكان أول قرار اتخذه هو وقف إمدادات الغذاء والدواء والماء، وما دخل كان استثناءات بسيطة بعد ممارسة ضغط دولي.
ويضيف الشوا خلال مداخلة لقناة القاهرة الإخبارية: إن التجويع أحد الأسلحة التي مورست ضد الشعب الفلسطيني، وما دخل من الطحين خلال الفترة الأخيرة هو ثلث الاحتياجات فقط، والتي تتزايد.. لافتًا إلى أن هناك شواهد على الأرض أن هناك حالات سوء تغذية شديدة بين الأطفال، وما يدخل القطاع لا يلبي سبعة في المائة من الاحتياجات الإنسانية للسكان.
ويُردف بالقول: إنه في ظل البرد القارس في خيام غزة، لا توجد مساعدات كافية وهذا واقع إنساني خطير يعيشه السكان.. مشدداً على أن العدو الصهيوني مُستمر في سياسة التجويع.
وأظهر مقطع فيديو تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي ردة فعل طفل في قطاع غزة لحظة تذوقه الموز لأول مرة في حياته، ظنها قطعة من الدجاج.
ويأتي تداول هذا الفيديو، في وقت لا تكف منظمات أممية وإغاثية عن التنبيه إلى المستوى المثير للقلق من الانعدام الحاد للأمن الغذائي في قطاع غزة.. فالعدو الصهيوني فرض ولا يزال قيودًا صارمة على إيصال المساعدات للفلسطينيين في غزة ضمن سياسة التجويع الممنهجة واضحة المعالم.
ولاقى مقطع الفيديو تفاعلًا كبيرًا على منصات التواصل الاجتماعي، إذا علق مدونون بالقول: “إسرائيل كيان شر واستبداد”.
وفي الوقت الذي تتفشى فيه المجاعة وغلاء أسعار السلع الغذائية في قطاع غزة، يقف الغزيون في الطوابير لا لتناول الدجاج المفقود ولا الخضار والفواكه، بل للحصول على رغيف من الخبز أو أي نوع من الطعام يسد رمق الحياة، وفي بعض الأحيان تنفد كميات الوجبات الغذائية المتوفرة، لتنتهي محاولات البعض بالحصول على طعام بالفشل بعد طول انتظار.
وألقى النقص الغذائي وسياسة التجويع الممنهجة بتأثيره على الرضع أيضًا، إذ حذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” من نقص إمدادات حليب الأطفال في غزة وقرب نفادها مما يعرض حياة آلاف الرضع للخطر.. فستة صناديق فقط هو ما تبقى من حليب الأطفال في القطاع، وفقًا للوكالة، في وقت يفترض أن يعتمد عليها ما يقرب من 8500 رضيع في القطاع للحصول على الحليب.
وعلى إثر ذلك، تفاعلت منصات التواصل الاجتماعي مع سياسة التجويع الصهيونية في قطاع غزة، إذا قال مدونون: “يوم بعد آخر موت تلو موت، جوع وجوع، لا مأوى لا أمان.. هكذا هي أيام أهل غزة منذ أكثر من عام”.. متسائلين: “نستيقظ كل صباح ونحن نحمل معنا أسئلة حول ما سيأتي به اليوم، مثل هل سنجد طعاما نأكله؟ وإذا وجدناه فما هو الصراع أو المعركة التي سنواجهها للحصول عليه؟ هل سنكون جميعًا بأمان اليوم دون أن يتأذى أحد؟.
وبدعم أمريكي لامحدود يرتكب العدو الصهيوني منذ السابع من أكتوبر 2023 إبادة جماعية في غزة، خلفت أكثر من 149 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.
سبأ – مرزاح العسل