#مستقبل #المقاومة_المسلحة في #فلسطين في ظل انسداد أفق الحل السلمي .
بقلم/ أحمد عبدالفتاح الكايد أبو هزيم


تحليلات وآراء متباينة حول مستقبل المقاومة الفلسطينية المسلحة ومنها بالطبع حركة حماس التي تقود الفصائل الأخرى في التصدي للعدوان الإسرائيلي على الضفة الغربية وقطاع غزه ، خصوصاً بعد أن أستشهد العديد من قادتها في الداخل والخارج وكان آخرهم يحيى السنوار قائدها ورئيس مكتبها السياسي ، المخطط والمنفذ لهجوم السابع من أكتوبر على مستوطنات غلاف غزه المحتلة ، وإسقاط الفرقة 143 ” فرقة غزه ” من الجيش الإسرائيلي التي تقوم على حصار القطاع ، وما تلا ذلك من عدوان صهيوني إجرامي بغيض مدعوم من ” الولايات المتحدة الأمريكية ” طال الشجر والحجر قبل البشر في حرب إبادة جماعية لم يشهد لها العالم مثيل .


أربع عوامل رئيسية تحدد مصير أي حركة مقاومة في العالم ، أولى هذه العوامل الهزيمة العسكرية الساحقة للمقاومة من قِبل العدو ، وهذا لم يحدث لغاية الآن مع المقاومة الفلسطينية وحركة حماس ” تحديداً ” التي تقود الفعل المناضل على الأرض في هذه المرحلة ، وما زالت تقاتل وتُوقع الخسائر في صفوف جيش الإحتلال الإسرائيلي ، بعض المراقبين يرى أن الحركة باتت في أضعف حالاتها بعد عام من حرب وحشية ظالمة ” شُنت ” على قطاع غزه تحت شعار تفكيك حركة حماس وتقويض سلطتها داخل قطاع غزة ، وعودة الأسرى الإسرائيليين التي تحتجزهم الحركة مع الفصائل الأخرى منذ السابع من أكتوبر 2023 ، وقد خسرت الحركة بالفعل العشرات من خيرة قادتها الميدانيين وأعداد كثيرة من مقاتليها وجزء كبير من معداتها العسكرية ، أضعفت سيطرتها الإدارية واللوجستية على مؤسسات القطاع المدمر و المحاصر من قبل جيش الإحتلال الصهيوني ، وقد أصاب التنظيم خلل كبير في مفاصله البنيوية الرئيسية من الصعب ترميمه وسط ضغط عسكري إسرائيلي هائل براً وبحراً وجواً ، عدا عن رقابة إستخباراتية متقدمة من دول تملك أدوات وعناصر التأثير التكنولوجي ، لكن حركة حماس لغاية الآن لم ترفع الراية البيضاء ولم تخضع لشروط الإحتلال في سبيل إنهاء الحرب ، ما زالت تقاوم وهي في حالة صمود .
وثاني هذه العوامل ، زوال سبب وجود مقاومة في الأصل وهو ” إحتلال الأرض وتشريد الشعب ” ، وهذا لم ينتهي بعد فما زال جيش الإحتلال الصهيوني ” جاثم ” على كامل أرض فلسطين التاريخية يقتل ويدمر وينكل بالمدنيين من الأطفال والشيوخ والنساء و يستبيح المقدسات الدينية الإسلامية والمسيحية ، ولا يخفي أطماعة الإستعمارية بالتوسع على حساب باقي الدول العربية استناداً ل خزعبلات تلمودية .
أما العامل الثالث فهو القضاء على العقيدة أو الأيديولوجيا التي تؤطر عمل أي تنظيم مقاوم ، وهذا لا و لن يحدث بفعل خارجي مع حركة المقاومة الإسلامية ” حماس ” لخصوصية ارتباطها التنظيمي والإداري والفكري مع تنظيم عالمي ” جماعة الإخوان المسلمين ” ولها مؤيدون من خارج الجماعة ، وهذا العامل الحاسم في التغذية الروحية لديمومة البقاء ينسجم تماماً مع ما عبرت عنه بشكل دقيق الدبلوماسية الأردنية التي تعتبر حماس حركة أيديولوجية تنبثق عن فكرة لا تنتهي من الصعب القضاء عليها ، ومن يريد وصفاً مغايراً عليه تلبية مطالب وحقوق الشعب الفلسطيني بالسلام الشامل والعادل ، وعلى المجتمع الدولي الذهاب بهذا الإتجاه بخطة تحقق السلام والدولة الفلسطينية وحقوق شعبها .
أما العامل الرابع وهو الأهم يستند على فقدان ثقة الحاضنة الشعبية للمقاومة بالمقاومة ، وهذا ما ركزت عليه بكل الوسائل آلة القتل الصهيوني ” بتفويض أمريكي” منذ بداية العدوان على قطاع غزة والضفة الغربية منذ أكثر من عام ولم توفق لغاية الآن ، حيث أمعنت بالقتل والدمار والحصار والتجويع وسط إدانة دولية خجولة تُساوي بين الجلاد والضحية ، وما زال جيش الإحتلال يمارس كل الضغوط العسكرية على المدنيين لزيادة التذمر و الحنق و الثورة على حكم حماس في قطاع غزة ، وخفض مطالب الشعب الفلسطيني بالتحرر وكسر إرادة الصمود لديه ،
لا شك أن هناك بعض القوى السياسية الفلسطينية والعربية تُحمل حركة حماس مسؤولية ما جرى من عدوان إسرائيلي باعتباره ” لعب بالنار ” ، أوجد ذريعة لحكومة الإحتلال الصهيوني لتنفيذ أجندتها في فلسطين والمنطقة ، وهناك من يعتقد أن إسرائيل لا تحتاج إلى ذرائع لتنفيذ مخططاتها داخل فلسطين وخارجها ، الكيان الصهيوني الغاصب أداة بيد الغرب يقتل الفلسطينيين ويدمر ممتلكاتهم ويصادر الأراضي ويقمع الحريات سواء وقع هجوم السابع من أكتوبر أو لم يقع ، إسرائيل لا تحتاج إلى ذرائع ما دامت الدبلوماسية الأمريكية ” حاضرة ” تمهد لها الطريق في كل مكان و زمان .
من الواقع العملي لأي متابع أو محلل للحالة الفلسطينية وتداعياتها ، تبرز لديه عدة أسئلة حائرة برسم الإجابة من أفواه الأطفال الأيتام والنساء الثكلى والشيوخ ….. ، هل يبقي الفلسطينيون على خيار المقاومة أم يتخلون عنها ؟ وما هو البديل الأنسب في ظل نكران دولة الإحتلال الإسرائيلي ” المدعومة من قبل أمريكا ودول الإستعمار الغربي ” لحقوق شعب أرضه محتلة منذ أكثر من 75 عاماً ، وأكثر من نصفه مشرد في شتى أنحاء العالم ؟ ، إحتلال صهيوني مجرم ” هود ” الأرض و أستباح المقدسات والمحرمات ، مارس كافة أشكال الفصل العنصري والقهر والإستبداد ، شرد الملايين وقتل وجرح مئات الآلاف ، هل من العدل والإنصاف أن يبقى الشعب الفلسطيني رهن الإحتلال والإعتقال والقتل والتشريد تحت بند ” مفاوضات سلام ” عبثية تديرها الدوائر الأمنية الإسرائيلية ، و تتبناها الدبلوماسية الأمريكية إلى ما لا نهاية ؟ النتيجة في نهاية المطاف مزيد من تهويد الأراضي الفلسطينية وتمدد الدولة العبرية داخل بعض المجتمعات العربية تحت مظلة التطبيع المجاني ، و بيع وهم معاهدات السلام .
معارضي نهج السلام مع دولة الإحتلال لديهم ما يقنعهم بإستمرار نهج المقاومة في ظل تساؤل مشروع لا إجابة واضحة المعالم عليه حتى الآن ، إذا لم يكن خيار المقاومة المسلحة هو الخيار المفضل لدى بعض الفصائل الفلسطينية في الوقت الراهن ، بحجة إختلال موازين القوى وتغليب الوسائل السلمية أو ما يسمى ” بالمقاومة السلمية ” وعدم عسكرة الإحتجاجات ، ماذا أنتجت إتفاقية أوسلو منذ 30 عاماً وهل أزاحت الإحتلال وحققت الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس ؟ وهل كانت الأوضاع داخل الضفة الغربية وقطاع غزة قبل السابع من أكتوبر ” قمره وربيع ” ؟ ، ألم يكن هناك حصار خانق لقطاع غزة ومداهمات يومية لمختلف مناطق الضفة الغربية ، ألم يقل رئيس وزراء إسرائيل ” بنيامين نتنياهو ” بأنه سيعمل على التطبيع مع الدول العربية بدون ربط ذلك بحل القضية الفلسطينية ، وخلال خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ألم يعرض خريطة الكيان الإسرائيلي تظهر الضفة الغربية وقطاع غزة كجزء من إسرائيل .
في نظر البعض من السياسيين العرب في الجانبين الرسمي والشعبي أن إسرائيل لا تؤمن بمبادرة السلام المطروحة من قبل الدول العربية المبنية ” ابتداءً ” على الأرض مقابل السلام ، و إعطاء الفلسطينيين حقوقهم المشروعة في إقامة دولتهم على حدود الرابع من حزيران من العام 1967 حسب قرار مجلس الأمن الدولي 242 ، إنما تؤمن بأن سلام القوة هو الخيار الأوحد ، وتعتقد بما تملك من آلة عسكرية ضخمة مدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية ” فرض ” ما تريد على العرب مجتمعين أو منفردين .
الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني داخل فلسطين المحتلة حال دون تحقق عوامل الهزيمة بكل أركانها للمقاومة الفلسطينية ، وكتب سفراً مجيداً في قاموس التضحية والفداء ورفض الإحتلال الإسرائيلي ، و أوجد حالة من التفاؤل لدى الشعب العربي بزوال الإحتلال يوماً ما ، و أبرق رسالة واضحة المعالم لا تحتاج إلى تأويل بأن المقاومة داخل فلسطين التاريخية باقية ما دام هناك أرض محتلة وشعب مشرد وحقوق مسلوبة ، تحت راية ومسمى حماس أو أي فصيل أو حركة عاملة أخرى أو ستنشأ لاحقاً تحت الأرض أو فوقه ، ولكن تبقى جدلية الإختلاف بين القوى والفصائل الفلسطينية على شكل المقاومة وطريقة التعاطي مع دحر الإحتلال الصهيوني وكيفية الخلاص منه .
فرج الله كرب أهلنا في فلسطين ، وحمى الله الأردن ، واحة أمن واستقرار . لأن أمن و إستقرار الأردن قوة ومنعة للشعب الفلسطيني بإذن الله .

كاتب أردني
ناشط سياسي و إجتماعي

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: المقاومة المسلحة فلسطين الإحتلال الصهیونی السابع من أکتوبر الضفة الغربیة جیش الإحتلال حرکة حماس قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

حركة الفصائل الفلسطينية تفرج عن أسيرين إسرائيليين وتسلمهما للصليب الأحمر في خان يونس (صور)

غزة – أفرجت حركةالفصائل الفلسطينية اليوم السبت عن أسيرين إسرائيليين، حيث تم تسليمهما للصليب الأحمر في خان يونس، ضمن الدفعة الرابعة من صفقة “طوفان الأحرار”.

وبحسب المصادر، سيتم تسليم الأسير الثالث في ميناء غزة، من طرف قائد كتيبة الشاطئ هيثم الحواجري، الذي أعلنت إسرائيل عن اغتياله مرتين خلال الحرب على القطاع.

واستخدمت حركة الفصائل في عملية التسليم مركبة إسرائيلية صادرها المقاومون من مستوطنات غلاف غزة خلال عملية طوفان الأقصى. كما ظهر سلاح “التافور” الإسرائيلي بأيدي  عناصر المقاومة، وهو سلاح تم اغتنامه من جنود الجيش الإسرائيلي.

في غضون ذلك، أكد الجيش الإسرائيلي تسلّم الأسيرين ياردن بيباس وعوفر كالدرون، قائلا إنهما في طريقهما إلى إسرائيل حيث سيخضعان لتقييم طبي أولي.

ولفت إلى أنه يستعد لاستقبال الأسير الثالث كيث سيغال، الذي يحمل الجنسية الأمريكية، المتوقع الإفراج عنه قريبا من ميناء غزة.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي في بيان: “ترافق قوة من جيش الدفاع والشاباك في هذه الاثناء المختطفيْن الإسرائيليين المحررين في طريقهما إلى الأراضي الإسرائيلية، حيث سيخضعان لتقييم طبي أولي”.

وتابع: “يحيي قادة وجنود جيش الدفاع المختطفيْن المحررين العائديْن ويحتضنونهما في طريقهما إلى أرض الوطن. جيش الدفاع يستعد لاستقبال مختطف آخر قريبا”.

ويوم الخميس، تم تنفيذ الدفعة الثالثة من صفقة التبادل التي شهدت إطلاق سراح 3 رهائن إسرائيليين مقابل الإفراج عن 110 أسرى فلسطينيين.

ومع تنفيذ الدفعة الرابعة، يتبقى 82 أسيرا إسرائيليا لدى فصائل المقاومة في غزة، حيث أُعلن عن مقتل 35 منهم.

كتائب القسام تفرج عن الأسير الإسرائيلي “ياردن بيباس” وتسلمه إلى الصليب الأحمر ضمن صفقة التبادل. تسليم الأسير عوفر كالدرون للصليب الأحمر في خان يونس.

المصدر: RT

مقالات مشابهة

  • حركة الأردن تقاطع تطالب اتحاد السلة بعدم المشاركة في مباراة مباشرة مع الكيان الصهيوني
  • المقاومة الفلسطينية تنفذ كمائن وتفجر آليات صهيونية في الضفة الغربية
  • التهجير والتخلص من الأونروا.. مخطط الكيان الصهيوني للقضاء على القضية الفلسطينية
  • فاجأ الرئيس مواطني أم روابة التي تحررت قبل يومين
  • حماس تعتبر تفجيرات العدو الصهيوني في جنين إصرار على نهج الإبادة
  • قائد الثورة: المجاهدون في فلسطين ولبنان هم المترس الأول للأمة الإسلامية
  • زيلينسكي يعترف بهول الخسائر التي تكبدتها قوات كييف
  • مخططات العدو الصهيوني تصطدم بالإرادة الحرة للشعب الفلسطيني
  • حركة الفصائل الفلسطينية تفرج عن أسيرين إسرائيليين وتسلمهما للصليب الأحمر في خان يونس (صور)
  • فلسطين.. اشتباكات عنيفة بين المقاومة وقوات الاحتلال خلال اقتحام مخيم بلاطة شرق نابلس