البقاع- أدى القصف الإسرائيلي لمعبر "المصنع" على الحدود اللبنانية السورية في ناحية البقاع إلى شلّ حركة شحن البضائع بالاتجاهين، كما فرض واقعا جديدا على حركة مرور الأفراد أيضا وخلّف تداعيات اقتصادية سلبية على الاقتصاد اللبناني عامة، ومدينة مجدل عنجر بشكل خاص التي تقع منشآت المراكز الحدودية اللبنانية ضمن نطاقها.

ويعدّ معبر المصنع من أبرز 6 معابر حدودية بين لبنان وسوريا، كما أنه الأقرب من حيث المسافة بين مرفأ بيروت والأسواق الخارجية عبر سوريا، الأمر الذي رتب أعباء مادية إضافية على الشركات المعنية بعمليات التصدير والاستيراد التي تحولت إلى معابر الشمال اللبناني.

خالد يوسف: 70% من صادرات لبنان من المنتجات المحلية أو الآتية عبر مرفأ بيروت تمر عبر معبر المصنع (الجزيرة) حركة البضائع

أوضح خالد يوسف، وهو صاحب أحد مكاتب التخليص في معبر المصنع، أن حركة الترانزيت توقفت نهائيا بسبب الحفر التي أحدثها القصف الإسرائيلي الذي استهدف منطقة المعبر، وتراجعت قيمة التبادلات التجارية مما يقارب 700 مليون دولار سنويا إلى الصفر، كما توقفت حركة عبور السيارات السياحية بشكل نهائي.

وقال في حديث للجزيرة نت إنه في مثل هذه الأيام كان لبنان يصدر آلاف الأطنان من أصناف الفواكه والبصل والبطاطا، إضافة إلى منتجات مصانع الأغذية المعلبة ورقائق البطاطا. وبالمقابل، كان يستورد مواد أولية لتصنيع البلاستيك، وكان يستورد الطحين والقمح والأدوية ومواد غذائية متنوعة.

ويلفت صاحب المكتب إلى أن نسبة اعتماد لبنان على معبر المصنع كبوابة لتصدير المنتجات المحلية أو تلك الآتية عبر مرفأ بيروت تكاد تصل إلى 70%، بحكم تكلفة الشحن التي لا تتجاوز 50% من مثيلها عبر المعابر الأخرى. وأضاف "لقد تضررت شركات شحن كثيرة، ومثلها عشرات المعامل والمصانع اللبنانية، لكن ما أصاب مدينة مجدل عنجر على المستوى الاقتصادي كارثي بامتياز".

بدوره، قال عمر أبو هيكل الذي يملك سلسلة مؤسسات قرب نقطة المصنع الحدودية "توقفت معظم مؤسساتي عن العمل، حتى إني اضطررت إلى تخفيض عدد العاملين نتيجة انقطاع الطريق بفعل الغارات الإسرائيلية، فالواقع الاستثنائي اليوم أصاب مؤسساتي في مقتل، ولست أدري إن كان يوجد حل قريب أم إن الأزمة ستطول".

حكمت ياسين: الطيران الإسرائيلي كرر استهداف المعبر وطرق المشاة الترابية المستحدثة (الجزيرة) استهداف متعمد

يقول حكمت ياسين، وهو من أهالي مجدل عنجر، إن الجيش الإسرائيلي قصف معبر المصنع في الرابع من أكتوبر/تشرين الأول الحالي، وأدى القصف إلى قطع التواصل نهائيا بين الجانب اللبناني والسوري من جهة نقطة العبور الشرعية، عند المصنع الملاصق تماما لمدينة مجدل عنجر.

وأضاف "لدى محاولة الإدارات المعنية والأهالي ردم الحفرة الكبيرة التي أحدثتها صواريخ طائرات العدو، أغارت طائرات حربية إسرائيلية مجددا على المنطقة المستهدفة، وكررت الإغارة على نقاط كثيرة على طول الأوتستراد، بما في ذلك طرق ترابية استحدثت لمرور المشاة".

وعقب المواطن طليع حمود قائلا "إن استمرار انقطاع الشريان الرئيسي بين لبنان وسوريا يشكل ضررًا كبيرًا، ليس فقط على الاقتصاد اللبناني، بل على مدينتنا المعروفة بمدينة الحدود اللبنانية السورية".

وعن حال تنقل المشاة بين البلدين عبر نقطة المصنع، يقول "م .س" وهو سائق أجرة فضل عدم الكشف عن اسمه "لا يعدم الناس وسيلة للمرور عبر طرق ترابية، رغم أن بعضها وعر جدا، لكن هذا لا يخلو من مخاطر انقضاض طائرات العدو في أي لحظة".

وأوضح للجزيرة نت أنه منذ قصف هذا المعبر الذي يعدّ شريانا حيويا، تحول الناس إلى سلوك طرق ترابية بالاتجاهين، خاصة من لبنان إلى سوريا بفعل حركة النزوح الكثيفة، سواء للجنوبيين والبقاعيين أو السوريين المقيمين في لبنان، وقال إن بعضهم يسلك طرقا ترابية لتجاوز الحفر الضخمة التي أحدثها القصف الإسرائيلي، حيث تكون بانتظارهم سيارات أجرة لتقلّهم إلى وجهاتهم.

عدنان ياسين: الغارات الإسرائيلية أصابت جانبا من معمل فرز النفايات والمكب الملحق به (الجزيرة) جهود البلدية

قال رئيس المجلس البلدي لمدينة مجدل عنجر عدنان فهيم ياسين -للجزيرة نت- إنه "منذ الضربة الأولى للمعبر مطلع الشهر الحالي، ونحن نلملم تداعيات الضربات الإسرائيلية على المصنع الذي يعدّ كالحبل السري لمدينتنا وأهلها".

وأضاف أن البلدية أجرت اتصالات مع المراجع الرسمية اللبنانية المختصة للمساعدة في استيعاب نتائج ضرب هذا الشريان الحيوي، "على أمل أن نلمس تفاعلا إيجابيا، خاصة على صعيد معالجة مشاكل عدة متعلقة بالمياه وشبكة الصرف الصحي ودعم المجتمع المحلي والنازحين إليه، وحماية ما سلم من القطاعات الاقتصادية والإنتاجية"، حسب قوله.

ووضح ياسين -للجزيرة نت- أن العبء الأكبر هو ما يتعلق بالنفايات، فالغارات الإسرائيلية أصابت جانبا من معمل فرز النفايات والمكبّ الملحق به، وحال قطع الطريق واستمرار الاعتداءات دون وصول الآليات إلى المكب، الأمر الذي دفع البلدية إلى البحث عن بديل وفرته بلدية زحلة.

ويستدرك المتحدث ذاته أن "هذا البديل المؤقت لا يستوعب سوى 50% من الكميات المتراكمة يوميا، وذلك يجعل من مدينتنا البالغ عدد سكانها مع المقيمين فيها والنازحين إليها من بعلبك والجنوب والعرقوب نحو 60 ألفا في وضع لا تحسد عليه".

وأكد ياسين أن البلدية تحاول سد الثغرات بما تملك من جهود بشرية، "فالبلاد تعيش أصلا في حالة اقتصادية استثنائية، وزاد وضعها سوءا العدوان الهمجي الذي أثر على إمكانات البلدية فأصيبت بخسائر كبيرة جدا جراء قطع طريق المصنع، لكن سنبقى نحاول إلى أن ينزاح هذا الكابوس".

بلدة مجدل عنجر الحدودية بين لبنان وسوريا تعرضت لقصف طيران إسرائيلي متكرر (الجزيرة)

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات معبر المصنع للجزیرة نت مجدل عنجر

إقرأ أيضاً:

السلامة المهنية ومكافحة الحرائق أبرزها.. اشتراطات صارمة لترخيص المصانع

طرحت وزارة البلديات والإسكان، الاشتراطات البلدية للمصانع، عبر منصة ”استطلاع“ بهدف تطوير وتحسين بيئة الأعمال بطريقة تحقق الطموحات والأهداف العامة للفرد والمجتمع سوياً، ومساعدة الراغبين في الاستثمار في هذا المجال، ورفع معيار الامتثال لمعالجة مظاهر التشوه البصري.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1600588014572-0'); }); شددت الاشتراطات على أنه لا يجوز أن يكون نشاط المصنع جزءاً من نشاط آخر، بل يجب أن يكون كامل المبنى مخصصاً للنشاط الصناعي، وفقاً لمتطلبات كود الحماية من الحرائق السعودي «SBC 801».
أخبار متعلقة مقاولون معتمدون.. اشتراطات جديدة لربط المخططات بالمياهشاهد بالفيديو.. تعرف على خدمات المرور عبر منصة "أبشر"دفع إلكتروني إلزامي.. اعتماد اشتراطات جديدة لتنظيم المختبرات الغذائيةكما يلزم المصنع بالالتزام بتطبيق اشتراطات كود البناء السعودي بكامل فصوله، بما في ذلك الفصل الخاص بذوي الإعاقة، مع مراعاة دليل معايير الوصول الشامل.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } السلامة المهنية ومكافحة الحرائق أبرزها.. اشتراطات صارمة لترخيص المصانعاشتراطات فنيةواشترطت الوزارة أن تكون الأدراج الخارجية مصنوعة من مواد آمنة ومقاومة للانزلاق مثل الجرانيت والرخام المعالج والسيراميك والطلاء الخشن بمادة الإيبوكسي، بالإضافة إلى ضرورة توفير منحدرات آمنة ومطابقة للمعايير للأشخاص ذوي الإعاقة، على أن تكون خالية من العيوب ولا تتسبب في تشوه بصري أو تعيق الحركة.
وأكدت على أن مداخل المصانع سواء كانت أدراجاً أو منحدرات، يجب أن تكون ضمن حدود المصنع، مع منع وجود أية معدات أو تركيبات قد تعيق الإخلاء أو الدخول والخروج، خصوصاً في حالات الطوارئ.
أوضحت الوزارة ضرورة الالتزام بجميع الاشتراطات الفنية والهندسية المعتمدة، بما في ذلك المتطلبات الإنشائية، الكهربائية، الميكانيكية، التهوية والتكييف، والمتطلبات الصحية، وذلك بالتنسيق مع وزارة الصناعة والثروة المعدنية، كما يجب تنفيذ جميع الأعمال طبقاً للمواصفات القياسية المعتمدة، واعتماد التصاميم والإشراف على التنفيذ من قبل مكاتب هندسية معتمدة.
أما فيما يخص توزيع الأنشطة داخل المصنع، فيشترط أن يكون من دور أرضي فقط أو أرضي مع ميزانين في حال كان الموقع على شارع تجاري.
ويجب تصميم الأرضيات بميول لا تتجاوز 2% لتسهيل تصريف المياه، مع توفير أماكن مخصصة للإدارة، الأمن، ومداخل ومخارج مستقلة للأفراد والعاملين.
ألزمت الوزارة المصانع باستخدام مواد مقاومة للحريق في الجدران والأسقف والتشطيبات، مع السماح بتركيب أسقف مستعارة أو هياكل حديدية بشرط الالتزام بمعايير السلامة، كما شددت على طلاء الهياكل المعدنية، وبناء سور خارجي لا يقل ارتفاعه عن 2,5 متر.
وأشارت إلى ضرورة توفير مناطق مخصصة للمراقبة الأمنية، وأنظمة لفصل الزيوت والشحوم لتجنب تصريفها في شبكة الصرف الصحي.
ويجب أن تكون مساحات مناورة سيارات الإطفاء كافية داخل المصنع، إضافة إلى إنشاء قواطع حريق فاصلة بين الأنشطة، وتوفير منافذ تحميل وتفريغ داخل الموقع، مع تخصيص مساحة مناسبة للنفايات.
وأوضحت الاشتراطات أن من الضروري الحصول على الترخيص البلدي والتشغيلي من الجهات المعنية قبل البدء في أي أعمال تشغيلية، كما يحظر ممارسة أي نشاط مخالف لما تم الترخيص له أو بعد انتهاء الترخيص.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } السلامة المهنية ومكافحة الحرائق أبرزها.. اشتراطات صارمة لترخيص المصانعإصدار وإلغاء التراخيصويُمنع تماماً استخدام الأرصفة العامة أو المناطق خارج حدود المصنع المرخص له، أو نزع ملصقات الإغلاق، أو إعادة التشغيل بعد الإغلاق دون موافقة رسمية، وأكدت الاشتراطات على الامتثال للائحة الضوضاء وفقاً لما أقرته وزارة البيئة والمياه والزراعة.
وفيما يخص النظافة، ألزمت الاشتراطات المصنع بالحفاظ على نظافة جميع مكوناته بما فيها الأرضيات والأسقف والجدران والواجهات والأرصفة المحاذية، وتوفير حاويات نفايات صحية لا تُفتح باليد ويتم تفريغها بشكل دوري لتجنب التكدس، وضمان خلو المصنع من الحشرات والقوارض.
كما ألزمت الاشتراطات بتوفير وسائل دفع إلكتروني صالحة وجاهزة للاستخدام داخل المصنع، ومنعت رفضها أو تعطيلها، مع ضرورة وضع ملصقات توضح خيارات الدفع الإلكتروني المتاحة في الواجهة الرئيسية وفي الداخل.
أكدت الوزارة أن إصدار أو تجديد أو تعديل أو إلغاء التراخيص يجب أن يتم وفق نظام إجراءات التراخيص البلدية ولائحته التنفيذية.
ويشترط تقديم سجل تجاري ساري يحتوي على الأنشطة الصناعية المعنية، إضافة إلى ترخيص صناعي من وزارة الصناعة، وتصريح بيئي من المركز الوطني للرقابة على الالتزام البيئي.
يجب الحصول على موافقة الدفاع المدني والجهات ذات العلاقة قبل إصدار الترخيص، مع السماح باستخدام المساحات الزائدة كمواقف سيارات أو لتخزين المعدات أو الأجهزة الفنية الخاصة بالمصنع.
أوضحت الاشتراطات أن الارتدادات الجانبية يمكن استخدامها كمناطق للنفايات بشرط ألا تبعد أكثر من 10 إلى 20 متراً عن الواجهة الأمامية، وألا تعيق حركة الشاحنات، كما يُسمح باستخدام المساحات الزائدة كمواقف أو مواقع خدمية أخرى، بشرط أن تكون في نفس حدود المصنع.
وأكدت أن الأنشطة الصناعية المسموح بها خارج المناطق المخصصة للصناعة يتم تحديدها من قبل اللجنة المركزية المشكلة بقرار مجلس الوزراء رقم 533 وتاريخ 1445/07/04 هـ، لضمان التكامل بين السياسات الصناعية والتخطيط العمراني.

مقالات مشابهة

  • تفاصيل كمين حي الشجاعية برواية الجيش الإسرائيلي.. ما الذي حصل؟
  • ‏"معاريف" الإسرائيلية نقلًا عن مسؤولين عسكريين: لا علاقة للجيش الإسرائيلي بالانفجار الذي وقع في إيران
  • استهداف متكرر لمحطات التوليد الكهربائي في السودان
  • وزارة الخارجية الإيرانية تدين العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة ولبنان
  • الخارجية الايرانية تدين العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة ولبنان
  • أرقام تكشف.. كم بلغ عدد قتلى إسرائيل في عام من الحرب على غزة ولبنان؟
  • السلامة المهنية ومكافحة الحرائق أبرزها.. اشتراطات صارمة لترخيص المصانع
  • مقتل عميد في نظام الأسد وإصابات في انفجار مسيرة بحدود سوريا ولبنان
  • مدير الأمانة العامة للشؤون السياسية يلتقي وفداً من الطائفة الإنجيلية في سوريا ولبنان
  • ما مخاطر النهج الإسرائيلي الجديد في سوريا.. وهل يتكرر خطأ لبنان؟