كيف يمكن استخدام التقنيات الحديثة للتنبؤ بنتائج الانتخابات الأميركية 2024؟
تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT
تفصلنا أيام قليلة عن الموعد المنتظر للانتخابات الأميركية لعام 2024 التي ستقرر من يجلس في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، ورغم أن الانتخابات بحد ذاتها ليست أمرًا تقنيا معقدًا، فإن أصابع التقنية امتدت إلى جوانب عدة بها، بدءًا من الآليات المستخدمة لتنظيم العملية الانتخابية وضمان نزاهتها وحتى التأثير في أصوات الناخبين ونشر الدعاية الانتخابية لمختلف المرشحين.
ولكنّ هناك استخداما آخر للتقنية يفضله الخبراء السياسيون في مختلف بقاع العالم، إذ يمكن استخدام التقنيات الحديثة عبر مجموعة من الآليات المتنوعة للتنبؤ بنتائج الانتخابات الرئاسية قبل نهايتها، وهو ما يعتمد عليه كثير من المحللون السياسيون والخبراء في وضع خططهم المستقبلية، فكيف ذلك؟ وهل يمكن أن تتوقع التقنية نتائج الانتخابات بشكل دقيق؟
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2عاجل | ترامب: أقول للبنانيين إنني سأحل المشكلات التي سببتها هاريس وبايدن وأوقف المعاناة والدمار في لبنانlist 2 of 2هاريس تنأى بنفسها عن تصريح بايدن بشأن "القمامة"end of list لماذا نحتاج للتنبؤ بنتائج الانتخابات؟يتمتع الرئيس الأميركي بنفوذ واسع يمتد في كل القطاعات المختلفة في العالم، وبينما يظهر هذا النفوذ بشكل أوضح داخل حدود الولايات المتحدة، إلا أنه في النهاية يصل إلى الدول كافة سواء كان بشكل سياسي مباشر أو حتى اقتصادي غير مباشر.
ومن هنا ظهرت الحاجة إلى وجود منظومة تنبؤ دقيقة بنتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية، وذلك حتى تمكن الخبراء السياسيين والاقتصاديين في أنحاء العالم من وضع خطط وتوقعات تتكيف مع نتائج الانتخابات الأقرب إلى التصديق.
يعدّ النفوذ الاقتصادي الذي يتمتع به الرئيس الأميركي أحد أبرز الأسباب التي تدفع الشركات إلى الاستثمار في أنظمة توقع نتائج الانتخابات، وربما كان حظر "هواوي" من قبل الرئيس الأميركي الأسبق والمرشح الحالي دونالد ترامب مثالًا واضحًا على النفوذ الذي يتمتع به الرئيس الأميركي، إذ تسبب عبر قرار واحد في تقويض جهود "هواوي" في تطوير الهواتف والأجهزة الذكية.
لذا فإن التنبؤ الصحيح بنتائج الانتخابات يتيح للشركات بناء خطط وإستراتيجيات للتعامل مع الأوضاع الجديدة التي يفرضها كل رئيس جديد في كل دورة انتخابية، ولهذا السبب أيضًا تتأثر البورصة بشكل مباشر بنتائج الانتخابات وتوقعاتها.
التنبؤ بنتائج الانتخابات قبل عصر الآلةتوجد العديد من الأنظمة التي يمكن استخدامها للتنبؤ بنتائج الانتخابات في مختلف بقاع العالم، وبينما تعتمد جميع هذه الأنظمة في الوقت الحالي على التقنيات الحديثة وتعلم الآلة، إلا أنها في الماضي كانت تعتمد على القدرات الذهنية للخبراء السياسيين مثل آلان ليختمان (77 عاما) الذي تمكن من توقع نتائج الانتخابات بشكل صحيح 9 مرات في الـ20 عامًا الماضية.
يعتمد ليختمان وأمثاله على تحليل الوضع السياسي عبر وضع مجموعة من النقاط والعوامل التي تؤثر في قرار الانتخاب الشعبي، وهي آلية تعتمد على خبرة المحلل السياسي وقدرته على قراءة الوضع بشكل صحيح ومناسب.
ورغم نجاح هذه الطريقة، فإنها ليست الأفضل لأنها تعتمد على المهارة البشرية ولا يمكن تطبيقها بوضوح في كل دول العالم فضلًا عن كونها خاضعة لقدرات الخبير السياسي وميوله الشخصية، وهو ما دفع الشركات التقنية إلى البدء في تطوير آليات تعتمد على الحواسيب المجردة من المشاعر والأهواء للتنبؤ بنتائج الانتخابات وتوقعها بشكل صحيح وملائم.
الاعتماد على التعلم الآلييمكن تبسيط آلية عمل أنظمة التنبؤ بالانتخابات إلى مرحلتين مرتبطتين ببعضهما، الأولى تتطلب جمع البيانات ثم إنتاج بيانات جديدة بالاستناد إلى البيانات الأساسية المجموعة قبل تحليلها وبناء التوقع النهائي للانتخابات، وهي المنظومة التي ظهرت في ورقة بحثية نشرت بمكتبة "إم دي بي آي" (MDPI) المفتوحة المصدر.
أشارت الورقة إلى استخدام مزيج من تقنيات المحاكاة وتقنيات التعلم الآلي لجمع البيانات وتحليلها بشكل أدق وتقديم نتائج تقترب من الدقة بنسبة كبيرة، وقد تم اختبار هذه الآلية سابقًا في البرازيل وأوروغواي وبيرو وجاءت النتائج مطابقة للواقع بنسبة 100% من الجولة الأولى.
تتكون هذه الآلية من 4 مراحل، تبدأ عند تحديد العوامل الانتخابية التي تؤثر في فئات المجتمع المختلفة، ثم تقوم بتوزيع هذه العوامل بناء على عدد السكان والطبيعة الديمغرافية للمنطقة المنشودة، وبعد ذلك تبدأ عملية المحاكاة لتوليد مزيد من البيانات المتعلقة بالناخبين قبل تزويد منظومة التعلم الآلي بها وانتظار النتائج النهائية للانتخابات.
تعد هذه الآلية إحدى الآليات الدقيقة للتنبؤ بنتائج الانتخابات لأنها تستند إلى مجموعة من البيانات الحقيقية حتى في حالة المحاكاة فضلًا عن دقة نتائج التعلم الآلي بشكل عام، ولهذا تتمتع هذه الآلية بمعدل نجاح مرتفع.
وتوجد طريقة أخرى تعتمد على التعلم الآلي وتحديدًا الخوارزميات البايزية وسلاسل ماركوف من أجل تحليل مجموعة من العوامل. ويمكن القول إن هذه الآلية تعتمد على طريقة قريبة مما يقوم به ليختمان، ولكن بشكل آلي تمامًا، وقد أثبتت نجاحها بمعدل يتجاوز 90%، بحسب ما نشر في مجلة "ساينس دايركت" (Science Direct) المهتمة بالأبحاث العلمية.
النفوذ الاقتصادي الذي يتمتع به الرئيس الأميركي أحد أبرز الأسباب التي تدفع الشركات إلى الاستثمار في أنظمة توقع نتائج الانتخابات (شترستوك) دخول عصر الذكاء الاصطناعيفي يونيو/حزيران الماضي، قام شابان يبلغان من العمر 19 عاما بتطوير نظام ذكاء اصطناعي قادر على التنبؤ بنتائج الانتخابات في آلية تحاكي آليات استطلاع الرأي المستخدمة بكثرة في عدد كبير من المجالات، ولكن دون تقديم استطلاع رأي واحد أو حتى مقابلة شخص واحد.
اعتمد كام فينك ونيد كوه مؤسسا شركة "آرو" (Aaru) على هذه الآلية لتوقع نتائج الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في نيويورك. وبحسب ما نشره موقع "سيمافور" (Semafor) المهتم بالسياسة، فإن نموذج شركة "آرو" تمكن من توقع نتائج الانتخابات بدقة كبيرة.
يقوم نموذج "آرو" بجمع بيانات التعداد السكاني والمناطق الانتخابية المختلفة، ثم يقوم بتوليد عدد كبير من روبوتات الدردشة أو نماذج الذكاء الاصطناعي المصغرة التي تحاكي الشخصيات المختلفة الموجودة في بيانات التعدد السكاني والمناطق الانتخابية. وبعد ذلك تبدأ هذه النماذج في تكوين شخصيتها عبر البحث في الإنترنت بطريقة تفكير تشبه طريقة تفكير كل شخصية موجودة في البيانات السكانية، إذ تجد نموذجًا لشخص محافظ في الـ40 من عمره يواجه مشاكل مع الهجرة غير الشرعية، أو رجل أعمال رغب في توسيع رقعة أعماله وهكذا.
وبعد أن يقوم النموذج بتوليد الشخصيات ومحاكاة الشخصيات الواقعية بشكل كبير، تبدأ العملية الانتخابية في شكل مشابه لما يحدث في الانتخابات الحقيقية، وفي النهاية يتم تحليل البيانات الواردة من الانتخابات لتكوين توقع أقرب إلى الحقيقة.
تمتلك هذه التقنية العديد من الاستخدامات، ورغم حداثة عهد الشركة فإنها تملك العديد من العملاء من مختلف بقاع الأرض الذين يقومون بالتركيز على عدد كبير من الأعمال المختلفة، وربما كان من أبرز عملاء "آرو" عائلة والتون المالكة لسلسلة متاجر "وول مارت" (WalMart) الشهيرة، وقد لجأت إلى خدمات "آرو" لإجراء استطلاع رأي حول بعض المنتجات الخاصة بها، مما يعزز من مكانة الشركة ودقة نتائجها.
ورغم وجود العديد من الآليات المختلفة لمحاولة التنبؤ بالانتخابات، يظل الأمر عرضة للخطأ، ولكن بنسبة أقل كثيرًا من الخطأ البشري، خاصة عند محاولة استخدام الآلية والنموذج ذاته أكثر من مرة في ظروف مختلفة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الرئیس الأمیرکی التعلم الآلی هذه الآلیة العدید من مجموعة من تعتمد على
إقرأ أيضاً:
واشنطن لن تفرض قيودا على استخدام أوكرانيا للأسلحة الأميركية
قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن الولايات المتحدة لن تفرض أي قيود جديدة على استخدام أوكرانيا للأسلحة الأميركية إذا شاركت قوات كوريا الشمالية في القتال.
وقدر البنتاغون أنه تم نشر 10 آلاف جندي كوري شمالي في شرق روسيا للتدريب.
وكشفت المتحدثة باسم البنتاغون سابرينا سينغ عن أن بعض هؤلاء الجنود انتقلوا بالفعل إلى مكان أقرب إلى أوكرانيا، وعبرت عن قلق بلادها المتزايد من أن روسيا تعتزم استخدامهم في القتال أو لدعم العمليات القتالية ضد القوات الأوكرانية في منطقة كورسك الروسية قرب الحدود مع أوكرانيا.
وأحجمت المتحدثة عن تأكيد وجود قوات كورية شمالية في كورسك.
لكن حلف شمال الأطلسي (الناتو) قال إنه تم نشر وحدات عسكرية من كوريا الشمالية في منطقة كورسك الروسية.
وقال الأمين العام للناتو مارك روته للصحفيين بعد محادثات مع وفد كوري جنوبي بشأن عمليات الانتشار الكورية الشمالية، "التعاون العسكري المتزايد بين روسيا وكوريا الشمالية يشكل تهديدا للأمن في منطقة المحيطين الهندي والهادي وأوروبا".
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن إن هذا التطور "خطير جدا".
هجوم خاركيفمن جهة أخرى، قُتل 3 أشخاص على الأقل في وقت مبكر من صباح اليوم الثلاثاء، في هجوم جوي على خاركيف، حسبما أفاد رئيس بلدية ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا.
وقال إيغور تيريخوف إن خاركيف كانت هدفا لهجوم جوي ضرب منطقة أوسنوفيانسكي على الأرجح عن طريق قنبلة جوية، وأضاف أنه بعد التأكد من سقوط قتيلين، عُثِر على جثة شخص ثالث تحت الأنقاض.
وتتعرض خاركيف، المدينة الكبيرة الواقعة في الشمال الشرقي على بعد 30 كيلومترا من الحدود الروسية، لقصف منتظم من جانب الجيش الروسي الذي يشن هجوما على أوكرانيا منذ 24 فبراير/شباط 2022.
وأعلنت أوكرانيا أمس أن الجيش الروسي قصف مبنى رمزيا بُني على الطراز السوفياتي في خاركيف، مما أدى إلى إصابة 6 أشخاص على الأقل وتضرر مبنى طبي.
روسيا تتقدموأحرز الجيش الروسي تقدما في الأراضي الأوكرانية وسيطر على 478 كيلومترا مربعا منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول، هو الأكبر على مدى شهر، منذ مارس/آذار 2022، بحسب تحليل أجرته وكالة الصحافة الفرنسية استنادا إلى بيانات معهد دراسات الحرب الأميركي.
وبحلول 27 أكتوبر/تشرين الأول، سيطرت القوات الروسية على مساحة أكبر من تلك التي استولت عليها في أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول (477 و459 كيلومترا مربعا على التوالي) اللذين اتسما بتغيرات جمة على الخطوط الأمامية، خاصة في شرق أوكرانيا حول مدينة بوكروفسك.
وفي منطقة دونيتسك حققت القوات الروسية ثلثي تقدمها في أكتوبر/تشرين الأول (324 كيلومترا مربعا). ولا تبعد هذه القوات سوى بضعة كيلومترات عن المدينة التي تقترب منها من الجنوب والشرق.
ومنذ أشهر تخسر أوكرانيا مساحات من الأراضي في شرق البلاد أمام تقدم القوات الروسية الأكثر عددا والأفضل تسلحا رغم تكبدها خسائر فادحة.