نجاحاتُ الردع الإيراني والفشل والإخفاقات للكيان الصهيوني
تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT
عبدالجبار الغراب
حقائق واضحة كاملة، ووقائع ظاهرة ثابتة، ومعطيات وبراهين شاهدة، ومسارات متعددة ودلائل رسمتها مختلف المتغيرات الكبيرة والتي أوجدت معادلات جديدة سريعة في الحدوث فرضتها مختلف الأسباب التي افتعلها الصهاينة بإشعالهم للحروب في أكثر من منطقة، فارتفع نسقها التصاعدي وإظهارها الحقيقي في البروز لقوة إقليمية عظمى كشفت عن إمْكَانياتها العسكرية وكفاءاتها في الدفاع عن قضايا الأُمَّــة الإسلامية ومقدساتها المنهوبة، هي الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والتي وضعت ومنذ قيامها وإلى الآن الوقوف الدائم في وجه قوى الشر والاستكبار العالمي من الأمريكان والصهاينة وإفشالها لكل مساعيهم الدائمة ومخطّطاتهم المُستمرّة في السيطرة على كُـلّ ما يتصل للعرب والمسلمين من ثروات ومقدرات، ليظهر الحال الفعلي والأكيد بحسب الأهداف التي وضعتها الثورة الإسلامية الإيرانية لمناصرة القضية الفلسطينية ودعم مقاومتها وبكل ما تحتاجه من مساعدات تلبي حاجاتهم الكاملة لاستعادة دولتهم المحتلّة والدفاع عن أنفسهم، في ظل الخذلان والصمت العربي عن مساندتهم وخنوع الحكام وانصياعهم لأمريكا وإسرائيل.
كان لتصاعد العدوان الإسرائيلي وارتكابه لمختلف أنواع الجرائم بحق الشعب الفلسطيني وذهابه إلى تحقيق مخطّطاته للقضاء على حركة المقاومة الفلسطينية أسبابها الفعلية لأحداث ثورة (طُوفَان الأقصى) عسكريًّا، والتي استبقتها المقاومة بانقضاضها على معسكرات الكيان ملحقة به هزيمة عسكرية غير مسبوقة في ظاهرة فريدة انكشف معها ضعف معسكراته وهشاشة أجهزته الاستخباراتية، ليقعوا في غبائهم الكبير بشنهم لعدوان همجي حقير على قطاع غزة المحاصر منذ سبعة عشر عاماً، ولأكثر من عام من عدوانهم الإجرامي تكبدوا الخسائر الفادحة واستنزفت كامل قواتهم وأصبحوا منبوذين عالميًّا، ملاحقين من محاكم الجنايات الدولية بارتكابهم إبادة جماعية بحق سكان قطاع غزة.
إخفاقات صهيونية متواصلة في كافة الجبهات والمحاور العسكرية من غزة والتي يغوص في وحلها، وعلى مدار عام كامل لم يستطع تحقيق أهدافه ولا استعادة أسراه، إلى لبنان وهروبه من مستنقع غزة العميق وارتكابه للحماقات باعتدائه على الدولة اللبنانية ليتعرض لأشد العمليات العسكرية، إلى اليمن والتي ألحقت به خسائر اقتصادية عظيمة بفرضها الحصار البحري عليه وبتسديدها للضربات الصاروخية الكبيرة إلى داخل عمقه، إلى العراق والتي أظهرت المقاومة فيها نجاحاتها في توجيهها للضربات الصاروخية وبالطائرات المسيّرة، مكبدة الكيان خسائر متنوعة عسكرية واقتصادية، وُصُـولاً إلى الجمهورية الإسلامية في إيران والتي أعطت دروسها العسكرية أفضليتها القوية الرادعة للكيان بنفاد صبرها الاستراتيجي وشنها لعمليات عسكرية بالوعد الصادق واحد والثاني، والتي كانت لها تأثيراتها الفعالة في إعادة الصهاينة لحساباتهم، واضعين بذلك العديد من الخيارات التي لا تورطهم بحرب مباشرة مع إيران هم فيها خاسرون.
عدوان إسرائيلي هزيل وضعيف على الجمهورية الإيرانية فلم يكون بحجم مختلف التصريحات النارية لقادة الكيان ولمدة ثلاثة أسابيع منذ عملية الوعد الصادق 2 والتي عصفت بالكيان، والذين بعدها طالما كان لتصريحاتهم استكبارهم بقدرتهم بتوجيه ضربات قوية لإيران لم يسبق لها مثيل، لينكشف الضعف الإسرائيلي والتي لم تجرؤ طائراته على اختراق الأجواء الإيرانية ولكنها على بُعد 70 ميلًا من الأجواء العراقية وجهت عدوانها الركيك والهش، ليتضح مدى المخاوف الكبيرة التي يعيشها الكيان والتي حذرت منه أمريكا لصعوبة توجيههم لضربات قوية للداخل الإيراني؛ لإدراكهم التام لعواقب وخطورة الرد الإيراني والذي يعلمون بمدى تأثيراته وقوته لإلحاق الضرر الكبير بكل القطاعات والمجالات الإسرائيلية المختلفة.
نجاح الردع الإيراني الكبير والمؤثر والفعال ونتائج الضربات الصاروخية العسكرية؛ ردًّا على الاغتيالات التي قام به كيان الاحتلال بحق الشهيد إسماعيل هنية والسيد حسن نصرالله وتحقيقها لأهدافها بدقة عالية وأمام العالم الذي شاهد حجم هذه الضربات الصاروخية التي هزت كامل الأراضي المحتلّة، وَأَيْـضاً إدراك الكيان الصهيوني بما تمتلكه إيران من قوة عسكرية متطورة لها كفاءتها العالية وقدرتها الفائقة في إلحاقها بالخسائر الفادحة له، جعلته يعيد تفكيره في إقدامه لأي تهور لضرب منشآت نووية أَو نفطية، مكتفياً وجاعلاً من استخدامه لعمليات استعراضيه قامت به طائراته الحربية بضربها لإيران، واضعة ومن خلالها متغيرًا جديدًا لمخاوفه المتزايدة أنهم إذَا ما ارتكبوا حماقات لاستهداف مناطق أَو أماكن هي خطوط حمراء بالنسبة لإيران قد يكون لها ردة فعل كبيرة ستهوي بهم إلى سبعين سنة إلى الوراء، لتنجح قوة الردع الإيرانية في إضعافها لكل الخيارات الصهيونية والتي وضعتهم في شرود وتيهان، ليس بمقدورهم ارتكاب تهور كبير قد تكون عواقبه فظيعة ستعجل بزوالهم الأكيد.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
منظمة حقوقية تكشف : الكيان الصهيوني يخفي استشهاد عدد كبير من الأسرى في سجونه
الثورة نت/وكالات كشف مدير مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان في غزة، علاء السكافي، أن سلطات كيان العدو الصهيوني تخفي بشكل متعمد استشهاد أعداد كبيرة من الأسرى الفلسطينيين في سجونها، في وقتٍ تواصل سياسة الإخفاء القسريّ بحق أسرى قطاع غزّة منذ بدء السابع من أكتوبر 2023. وأوضح “السكافي”، في تصريحات إعلامية، الخميس، أنه حتى 7 أكتوبر 2024، تبلغت المؤسسات الحقوقية والمؤسسات المعنية بشؤون الأسرى من سلطات الكيان باستشهاد 40 معتقلاً داخل سجون العدو. وأشار إلى أن العدو كشف عن مصير الـ40 معتقلاً بعدما قدمنا التماسات للمحكمة العليا لدى الكيان لمعرفة مصير معتقلين مختفين قسراً أو لم يعرف مصيرهم، ليكشف الاحتلال مصيرهم أنهم توفوا في السجون دون إعلان من إدارة سجون الاحتلال عن وفاتهم. ولفت مدير مؤسسة الضمير الحقوقية إلى أن “هذا السلوك يعزز معلوماتنا بوجود أعداد كبيرة من الشهداء داخل المعتقلات”. وقال “هناك أسرى من غزة أفرجت عنهم قوات العدو أكدوا في شهاداتهم اعتقال أعداد من المواطنين سواء من المشافي أو مراكز الإيواء أو من داخل المدن ومخيمات النزوح أو عند المرور عبر حواجز قوات العدو، والأخير ينفي وجودهم لديه في المعتقلات، لذلك نحن نخشى على مصير هؤلاء المعتقلين”. وأوضح “السكافي”، أنَّ مؤسسة “الضمير” قدمت طلبات لفتح تحقيق لمعرفة أسباب وفاة المعتقلين، وللحصول على وثائق رسمية تفيد باستشهاد المعتقلين، وذلك للحصول على دليل إدانة للاحتلال وتقديمه أمام مختلف الجهات الدولية في إطار ملاحقته قضائياً. وشدد على أنَّ هناك سياسة ممنهجة تعبر عن توجه واضح لدى الاحتلال نتيجة ضم المجتمع الدولي وتخاذله تجاه حماية المعتقلين. وبين أن ارتفاع جرائم القتل يأتي ترجمة للامتيازات التي أقرها الوزير المتطرف بن غفير لجنود العدو الذين يمارسون جرائم القتل ضد المعتقلين الفلسطينيين. وطالب مدير مؤسسة الضمير الحقوقية المحكمة الجنائية الدولية باعتبار ملف استشهاد المعتقلين كملف مستقل بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق المعتقلين، ومطالبة اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالقيام بمسؤولياتها ودورها في زيارة السجون وتفقد أوضاع المعتقلين. وصباح اليوم، استشهد أسير فلسطيني من قطاع غزّة داخل معتقلات العدو، جراء تعرضه للتعذيب في ظلّ تصاعد اعتداءات وجرائم العدو ضدَّ الأسرى الفلسطينيين، وتزامنًا مع جرائم الإخفاء القسري لأسرى غزة. وقالت مصادر عائلية، إن الصليب الأحمر أبلغ بارتقاء الأسير محمد أنور لبد، من مخيم جباليا شمال قطاع غزة، داخل سجون الاحتلال. وقبل أيام، أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، ارتقاء الأسير علاء مروان حمزة المحلاوي البالغ من العمر42 عامًا، من مدينة غزة.