عالم أزهري: ظاهرة «الأب المشفر» شبح فى حياة الأسرة
تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT
قال الدكتور محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، إن هناك ظاهرة تسمى 'الأب المشفر'، وهو نوع عصري من الآباء الذين يركزون كل وقتهم على السوشيال ميديا والإنترنت، مما يجعلهم بمثابة أشباح في حياة أسرهم.
وأوضح أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، في تصريح له: "هؤلاء الآباء موجودون جسديًا لكنهم غائبون عاطفيًا، ويظهر تأثيرهم السلبي بشكل خاص على الأولاد الذين أطلق عليهم لقب 'يتامى الإنترنت'، وهذا الأب غالبًا ما يكون مشغولًا بمحتوى هاتفه أو جهازه اللوحي، مما يؤدي إلى غياب حقيقي عن دوره كأب.
وأضاف: "عندما يكون الأب غائبًا، سواء كان ذلك بسبب الانشغال أو الظروف، فإن الأسرة النووية، التي لا تحتوي على الأجداد أو الأعمدة التقليدية الأخرى، تواجه تحديات كبيرة، إذا لم يكن هناك شخص آخر ليملأ الفراغ، فإن الأعباء تزيد على الأم التي تجد نفسها مضطرة لتلعب دور الأب والأم في نفس الوقت، مما يؤدي إلى إجهاد نفسي كبير".
وأكد: "إذا كان الأب غائبًا بشكل اضطراري أو عاجز، ينبغي أن يكون هناك مصدر آخر للرجولة في حياة الأولاد، مثل الجد أو العم، لكن هناك أمهات يمنعن أي شخص آخر من الاقتراب من أولادهن، مما يزيد من أعباءهن ويدفعهن نحو التحول من أمهات رائعات إلى أمهات صارمات أو قاسيات.. هذا التوتر يمكن أن يؤدي إلى تشوهات في العلاقات الأسرية، خاصة مع الأبناء المراهقين الذين يسعون للاستقلال، في غياب الأب، قد تنفجر الأمور ويصبح الوضع أكثر تعقيدًا".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الاب الدكتور محمد المهدي
إقرأ أيضاً:
الحب أخلاق قبل أن يكون مشاعر
محفوظ بن راشد الشبلي
mahfood97739677@gmail.com
كم من الحُب الذي يهديه المُحب لمن أحبه بصدق المشاعر التي تُساوي مقدارها كمية أحاسيسه الجيّاشة التي يكنّها له في قلبه وبين أضلعه والتي لا يُمكن قياسها بأي تعبير وشرح وتفصيل، بل بالفعل الصادق منه والمصحوب بكمية زخم الاندفاع تجاهه، التي لا يُمكن خلطها بازدواجية مع حُب آخر مهما كانت الأسباب المُبررات، لأن سيكولوجية الحُب بمفهومها المُطلق هي تبقى أخلاق وكرامة وعزّة نفس قبل أن تكون مشاعر نُعبّر بها ظاهريًا ونخفي خلفها وجه آخر غير الوجه الذي تُقابل به من أحببت.
وفي زماننا الحالي الذي اختلطت فيه المشاعر الزائفة بتلك الصادقة منها ظهرت فيه ما يُسمى بمفهوم الحب الاحتياطي الذي تُعزف فيه سيمفونية اللحن الظاهري المُزيّف عن اللحن الحقيقي لسيمفونية المشهد التمثيلي في الحب، والذي جعله مُمتهنوه للأسف لوقت الحاجة متى ما احتاج له مال به وضعه الهش الذي يعيشه إلى ذلك القلب وأفرغ فيه من الكلام المعسول والمغلّف بغلاف من البلاستيك أو القرطاس الهَش الذي تُغلّف به الهدايا لتُقدم في المناسبات، وهو ما يُسمى بالحب الفوضوي العاري من الأخلاق الحقيقية في عالم الحُب السطحي الغريب والعجيب في زمان الفوضى الحقيقية لمفهوم الحب المنزوع من صدق المشاعر والأحاسيس والأخلاق الكريمة فيه، وكأن ذلك الإنسان قد جعلوه محطة عبور وانتظار يمرون به في طريقهم وهم عابرون إلى حبهم الذي يعيشونه مع غيره للأسف ثم أُكررها للأسف.
إن الأخلاق في الحب لا يحملها الشخص العادي أو بالمفهوم الآخر العابث بالحب، لأن الأخلاق هي أخلاق والحُب يبقى حُباً لا تُدنّسه المشاعر الزائفة ولا يُمكن جعله بأي شكل من الأشكال أو بأي لون من الألوان ولا بأي لغة من اللغات بمعنى الحُب الزائف أو بالحب الفوضوي أو الاحتياطي، متى ما اختلفت به مع شخص اتجهت به لشخص آخر توهمه به وتجعله كالأهبل في حبه لك أو كالغبي أو كالأطرش في الزفّة بحبك الذي ادعيته له وأوهمته بأنك تُشاطره إياه وأنت في حقيقتك أوقعته في هشاشة حب تُبادله غيره وتعزف لحنه الهزيل معه وهو المسكين أفنى عمره في حبك، فأين هي أخلاقك في الحب أيها المدعي له.
في منظومة الحب ليكن في مفهومك لن يُطبّع معك ولن يقبل ولن يرضى منك صاحب الحب الحقيقي بأن يكون محطة انتظار أو عبور لك مهما لمّعت له زيف مشاعرك وأهديت حقيقتها لغيره، إن كانت هي أصلاً حقيقية معك ومع غيرك، إلا إذا كان هو كذلك يحمل لك في قلبه حُباً زائفاً خالياً من المشاعر والأحاسيس، أما الكريم في الحب فيبقى كريمًا عزيزًا وفيًا مُخلصًا.
الخلاصة.. إنَّ قلوب البشر ليست محطات عبور متى ما شاءت لها أقدار العابثين نزلوا فيها وغادروها متى ما شاءوا؛ بل هي مكنونة أخلاق ومنبع كرامة وموطن عِزة لمن يفهمها ويُقدّر حُبها، أما وإن تجعلوها محطات عبور وتسلية ومهزلة فالأحرى أن تحترم أشخاصها أولًا قبل أن تحترم حبهم الذي يحملونه لك في مُهجهم أيها العابثون بأخلاق الحُب ومفاهيمه ومعانيه الحميدة.