فاطمة عبدالإله الشامي
في عصر المعلومات والاتصالات السريعة الذي نعيشه اليوم، أصبحت وسائل الإعلام والكتابة تلعبان دورًا حيويًّا ومحوريًّا في تشكيل الرأي العام وتوجيه الأفكار. الإعلام ليس مُجَـرّد وسيلة لنقل الأخبار، بل هو أدَاة قوية تُستخدم لرفع الوعي وتعزيز القضايا العادلة. يبرز هنا أهميّة ما أشار إليه السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي حفظهُ الله عندما وصف الإعلاميين بـ “فرسان الإعلام”، حَيثُ أكّـد على مسؤوليتهم الكبيرة في الدفاع عن القضايا المصيرية، خَاصَّة القضية الفلسطينية في هذه المرحلة الحساسة من (طُـوفَان الأقصى)، التي تمثل واحدة من أعدل القضايا في التاريخ المعاصر.
إن الإعلام في عصرنا الحديث أصبح سلاحًا ذا حدين. فمن ناحية، يمكن للإعلام أن يسهم في توضيح الحقائق وكشف الزيف، ومن ناحية أُخرى، يمكن أن يُستخدم لنشر الشائعات والأخبار المغلوطة. لذا، فَإنَّ مسؤولية الإعلاميين والكتّاب تتطلب منهم أن يكونوا يقظين وواعين لما ينشرونه. يتعين عليهم تقديم المعلومات بدقة وموضوعية، وعدم السماح للشكوك أن تتسلل إلى عقول المشاهدين والمتابعين. كما يجب على كُـلّ كاتب وصحفي أن يتحلى بالمصداقية، وأن يسعى لتوفير المعلومات الكاملة والشاملة للجمهور.
في ظل هذه الظروف، يجب أن نكون مدركين لأهميّة الرسالة التي ننقلها. فالإعلام ليس مُجَـرّد نقل للأحداث، بل هو عملية تشكيل للوعي الجماعي. وكل كلمة تُكتب أَو تُقال لها تأثير كبير على المجتمعات؛ لذا، ينبغي على الإعلاميين أن يتحلوا بالمسؤولية في معالجة الأخبار وتقديم الحقائق بدلًا من المبالغات أَو التهويل. إن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كمنبر لنشر المعلومات الصحيحة يمكن أن يساهم في محاربة الشائعات، ويعزز من مصداقية الإعلام.
تعتبر المرحلة الحالية، وخَاصَّة في ظل الأحداث التي يشهدها محور المقاومة والشرق الأوسط، مرحلة حساسة تحتاج إلى توعية مُستمرّة. فمعركة (طُـوفَان الأقصى) ليست مُجَـرّد صراع عسكري، بل هي معركة تتطلب الوعي والتفهم العميق للحقائق. على الإعلاميين أن يكونوا في طليعة هذه المعركة، وأن يسلطوا الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني، وأن يوضحوا للعالم أجمع ما يتعرض له من ظلم واضطهاد. يجب أن يكون همهم الأول هو الدفاع عن الحقيقة، وكشف الزيف الذي يحاول العدوّ ترويجه.
إن الأخبار الزائفة والشائعات يمكن أن تؤثر بشكل كبير على الرأي العام، لذا يجب على الإعلاميين أن يتحلوا بالمسؤولية في معالجة الأخبار وتقديم الحقائق بدلًا من المبالغات أَو التهويل. إن العناية الدقيقة بالمصادر والتحقّق من المعلومات قبل نشرها يمكن أن يسهم في تعزيز مصداقية الإعلام ويزيد من الثقة بين الجمهور والمراسلين. فالشفافية والصدق هما الأَسَاس في بناء علاقة قوية مع الجمهور.
إن معركة (طُـوفَان الأقصى) تحتاج إلى كُـلّ صوت، وكل قلم، وكل جهد. فلنكن جميعًا فرسانًا في الإعلام، نعمل على نشر الحقيقة وتعزيز الوعي، ونقف معًا ضد الظلم والاحتلال. إن مسؤوليتنا كبيرة، وعلينا أن نكون في المستوى المطلوب لنحقّق الأهداف السامية التي نسعى إليها، ولندافع عن قضايا الحق والعدل في كُـلّ مكان.
تتطلب هذه الظروف الحرجة أَيْـضًا أن نكون واعين لمدى تأثير المعلومات التي نتداولها. فالإعلام كما قلنا سابقًا ليس مُجَـرّد نقل للأحداث، بل هو عملية تشكيل للوعي الجماعي. لذا، يجب أن نكون دقيقين في اختيار الكلمات والمعلومات التي نشاركها. يجب أن نبحث عن المصادر الموثوقة ونبتعد عن الأخبار العشوائية التي قد تسيء إلى قضايانا الحقّة. إن نشر الأخبار الزائفة لا يضر فقط بمصداقية الإعلام، بل يعزز أَيْـضًا من حالة اليأس والإحباط بين الجماهير.
علاوة على ذلك، يجب أن نعمل على بناء جسور من الثقة مع الجمهور. من خلال تقديم معلومات موثوقة ودقيقة، يمكن للإعلاميين أن يكسبوا احترام وثقة المتابعين. إن التفاعل مع الجمهور والاستماع إلى آرائهم واهتماماتهم يمكن أن يسهم في تحسين جودة المحتوى الإعلامي ويعزز من مصداقيته. كما أن استخدام منصات التواصل الاجتماعي بشكل إيجابي يمكن أن يساعد في نشر الحقائق وتعزيز الوعي بالقضايا المهمة.
في هذا السياق، يتوجب على الجميع —من إعلاميين وكتّاب ومواطنين— أن يتعاونوا في مواجهة التحديات. يجب علينا جميعًا أن نكون جزءًا من النضال؛ مِن أجلِ الحقيقة، وأن نعمل على توضيح الصورة الكاملة للقضايا التي تهمنا. إن كُـلّ كلمة تُكتب أَو تُقال لها تأثير، ويجب أن تُستخدم بحكمة ووعي.
في ختام المطاف، يجب أن نتذكر أن دور الإعلام هو دور حيوي في تعزيز العدالة وتقديم الحقائق. إن معركة (طُـوفَان الأقصى) ليست مُجَـرّد معركة عسكرية، بل هي أَيْـضًا معركة للوعي والفهم. علينا أن نكون حذرين وواعين في كُـلّ ما نقوم به، وأن نركز على تقديم المعلومات الصحيحة والمفيدة. إن هذه المسؤولية تتطلب منا أن نكون في مستوى التحدي، وأن نستمر في النضال؛ مِن أجلِ الحقيقة والعدالة، متمسكين بقيمنا ومبادئنا.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: ا أن نکون یمکن أن ی یجب أن
إقرأ أيضاً:
وصول النائب مصطفى بكري ونقيب الإعلاميين إلى الأنبوطين بالغربية تمهيداً لافتتاح مسجد السلام «صور»
وصل منذ قليل، الكاتب الصحفي والإعلامي مصطفى بكري عضو مجلس النواب، والدكتور طارق سعدة نقيب الإعلاميين وعضو مجلس الشيوخ، إلى قرية الأنبوطين التابعة لمركز السنطة، تمهيداً لافتتاح مسجد السلام بالقرية، بحضور الدكتور محمود عيسى نائب محافظ الغربية، والدكتور نوح العيسوي وكيل وزارة الأوقاف بالمحافظة، وعدد من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ، والقيادات التنفيذية والشعبية.
تبدأ فعاليات الافتتاح بتلاوة مباركة للقارئ الشيخ محمد أحمد بسيوني، ثم أداء صلاة الجمعة وسوف يؤدي فضيلة الدكتور نوح العيسوي وكيل وزارة الأوقاف بالغربية، خطبة الجمعة، بناءً على تكليف الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، بعنوان: " إن الدين متين، فأوغل فيه برفق "، والتي ينقلها التلفزيون المصري على القناة الأولى وبعض القنوات الخاصة، والإذاعة المصرية.
كما يحضر الافتتاح النائب عامر الشوربجي عضو مجلس النواب بالسنطة وزفتى، والدكتور عبد الرحمن عمار مدير عام إدارة الأوقاف بالسنطة والدكتورة منى صالح رئيس مركز ومدينة السنطة.
وكان النائب طارق سعده نقيب الإعلاميين وعضو مجلس الشيوخ، قد وجه الدعوة للإذاعة والتلفزيون المصري لنقل صلاة الجمعة من مسجد السلام بقرية الأنبوطين كما وجه الدعوة لعدد من أعضاء مجلسي النواب و الشيوخ لحضور الافتتاح.
ومسجد السلام بقرية الأنبوطين بالسنطة تم إحلاله وتجديده بالجهود الذاتية علي مساحة 650 متر وبتكلفه 13 مليون جنيه وأشرف علي الأعمال من أهالي القرية الحاج حسيب أبو سعدة والشيخ فهيم سلامة.
وعلى هامش الافتتاح سيتم إقامة ندوة بعنوان ( لا للتهجير.. نعم لدعم القضة الفلسطينية ) لرفض قرار ترامب لتهجير الفلسطنين وتأييد القرار المصرى لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي.
ويتحدث في الندوة الدكتور محمود عيسى نائب محافظ الغربية، والنائب الدكتور طارق سعدة نقيب الإعلاميين وعضو مجلس الشيوخ، و النائب مصطفى بكرى الكاتب الصحفى والإعلامي، والكاتب الصحفى محمد أمين رئيس تحرير أكتوبر.