“الجزيرة” – المحليات

يواصل المركز العالمي للحوار (كايسيد) جهوده في تعزيز شراكاته مع الجهات الإعلامية في المنطقة العربية، ومن بينها تعاونه المشترك مع المنتدى السعودي للإعلام الذي يشهد منذ انطلاقه تفاعلًا كبيرًا على الساحة الدولية من قِبل العديد من القيادات والنخب الإعلامية في مختلف أنحاء العالم، حيث يُعد مرجعًا مهمًا لعرض أحدث التقنيات والأدوات الفنية والمهنية في قطاع الإعلام، ويشهد نقاشات وتبادلًا للخبرات بين مختلف أجيال من الإعلاميين من 30 دولة و خبراء من نحو 200 شركة متخصصة.


وفي إطار الاستعدادات للنسخة الرابعة من المنتدى التي ستنطلق في العاصمة السعودية الرياض في الفترة من 19 – 21 (فبراير) 2025، تم الإعلان عن شراكة متميزة بين المنتدى ومركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار (كايسيد).
تهدف هذه الشراكة إلى تعزيز قيم الحوار والتسامح بين أتباع الأديان والثقافات، وهو ما يمثل جوهر رسالة (كايسيد) منذ تأسيسه، حيث يعمل المركز بجهود متواصلة على نشر ثقافة السلام ومنع النزاعات من خلال بناء جسور التفاهم بين الشعوب.
يسعى (كايسيد) من خلال هذه الشراكة، إلى تسليط الضوء على دور الإعلام كأداة فعالة لتعزيز الحوار بين أتباع الأديان والمجتمعات المختلفة، وذلك عبر منصات عالمية مثل المنتدى السعودي للإعلام، وهو ما يعد فرصة لتعميق النقاش حول القضايا المتعلقة بالتعايش السلمي والتعاون الدولي، مع حضور العديد من الخبراء وصناع القرار من مختلف أنحاء العالم.
وفي السياق ذاته أعلنت هيئة الإذاعة والتلفزيون السعودية عن إطلاق جائزة التسامح بالشراكة مع (كايسيد) التي تهدف إلى تكريم المبادرات الإعلامية التي تعزز من قيم التسامح والحوار، بما يتوافق ورؤى المملكة العربية السعودية 2030، إضافة إلى إبرازه التزام (كايسيد) بإطلاق المبادرات الداعمة لجهود الإعلام في نشر السلام العالمي.
وقد أوضح الأمين العام لـ(كايسيد) الدكتور زهير الحارثي، أن هذه الجهود تأتي ضمن رؤية المركز التي تسعى إلى توظيف الإعلام كوسيلة لبناء التفاهم والاحترام المتبادل، والداعمة لقوة التواصل الجماهيري والتأثير الإعلامي من أجل تعزيز بيئة عالمية قائمة على التسامح والتعاون ونشر قيم الحوار بين أتباع الأديان والثقافات.

المصدر: صحيفة الجزيرة

كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية بین أتباع الأدیان

إقرأ أيضاً:

ضياء الدين بلال يكتب: القوة الخفية التي هزمت حميدتي (2-2)

سألني كثيرون عن عدم ذكر شرائح مجتمعية مهمة كان لها إسهام كبير في هزيمة مشروع حميدتي الانقلابي.

لكن القائمة التي أوردتها لم تكن حصرية لمصادر القوة الخفية الناعمة في الدولة السودانية، بل كانت مجرد نماذج، دون أن يعني ذلك امتيازها على الآخرين.

بدأت أشعر بالقلق من أن معارك جديدة ستنشب بعد الحرب الحالية، محورها: من صنع النصر؟ ومن كانت له اليد العليا فيه؟!
لا شك أن هناك من لعبوا أدوارًا مركزية في هزيمة مشروع الميليشيا بعيدًا عن الأضواء، وسيأتي ذكرهم في يوم ما.

بعض الأصدقاء والقراء لاموني على عدم ذكر مشاركة السلفيين وجماعة أنصار السنة، وآخرون تساءلوا عن عدم الإشارة إلى دور الشعراء وكبار المغنيين، مثل الرمز والقامة عاطف السماني.
أما اللوم الأكبر فجاء من عدد كبير من القراء، بسبب عدم التطرق لدور الإعلاميين، لا سيما في الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي.

نعم، لم تكن الحرب التي اندلعت في السودان يوم 15 أبريل 2023 مجرد مواجهة عسكرية تقليدية بين جيش نظامي ومجموعة متمردة، بل كانت حربًا شاملة استهدفت الدولة والمجتمع معًا.
فبينما كانت الرصاصات والقذائف تحصد الأرواح، كانت هناك معركة أخرى، لا تقل ضراوة، تدور في ميدان الوعي والمعلومات، حيث لعب الإعلام الوطني الحر دورًا محوريًا في التصدي لهذا المشروع الغاشم.

في بدايات الحرب، أصيبت مؤسسات الدولة بالشلل، وغابت الأجهزة التنفيذية والإعلام الرسمي.
أما القوات المسلحة، فكانت محاصرة بين الهجمات الغادرة ومحاولات التمرد فرض واقع جديد بقوة السلاح.

وفي تلك اللحظة الحرجة، برز الإعلام كسلاح أمضى وأشد فتكًا من المدافع، يخوض معركة الوعي ضد التزييف والخداع، ويقاتل بالحجة والمنطق لكشف الحقائق ودحض الأكاذيب.
راهن المتمردون ومناصروهم على التلاعب بالسردية الإعلامية، فملأوا الفضاء الرقمي بالدعاية والتضليل، محاولين قلب الحقائق وتقديم أنفسهم كقوة منتصرة تحمل رسالة الحرية والديمقراطية.

لكن الإعلام الوطني الحر كان لهم بالمرصاد، فكشف فظائعهم، وفضح انتهاكاتهم، وعرّى أكاذيبهم.
لم تعد جرائمهم مجرد روايات ظنية مبعثرة، بل حقائق موثقة بالصوت والصورة، شاهدة على مشروعهم القائم على النهب والدمار وإشاعة الفوضى.

لم يكتفِ الإعلام بتعرية التمرد، بل حمل لواء المقاومة الشعبية، فكان منبرًا لتحفيز السودانيين على الصمود، وحشد الطاقات، وبث روح الأمل.

اجتهد الإعلام الوطني في رفع معنويات الجيش، مؤكدًا أن هذه ليست نهاية السودان، وأن القوات المسلحة ستنهض مهما تكالبت عليها المحن، وأن الشعب ليس متفرجًا، بل شريك أصيل في الدفاع عن وطنه.
لم يكن هذا مجرد تفاعل إعلامي عابر، بل كان إعادة تشكيل للوعي الجمعي، وصناعة رأي عام مقاوم يحمي السودان من السقوط في مستنقع الفوضى.

ومع مرور الوقت، استعاد الجيش أنفاسه، وعاد أكثر تنظيمًا وقوة، والتحم بالمقاومة الشعبية التي بشّر بها الإعلام.

وهكذا، تحولت الحرب من مواجهة بين جيش ومتمردين إلى معركة وطنية كبرى ضد مشروع تدميري عابر للحدود.

لقد أثبت الإعلام الوطني أن الكلمة الصادقة، حين تكون في معركة عادلة، تملك من القوة ما يعادل ألف طلقة، وأن الوعي، حين يُدار بذكاء وصدق، يصبح درعًا لا يخترقه التضليل، وسيفًا يقطع أوهام الباطل من جذورها.

هكذا انتصر السودان في معركة الوعي، وهكذا هُزم التمرد قبل أن يُهزم في ميادين القتال.

ضياء الدين بلال

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • ورشة عمل للمنتدى السعودي للإعلام مع ممثلي وسائل الإعلام الدولية في الرياض
  • نائب أمير الشرقية يبارك انطلاق منتدى الاستثمار السعودي البحريني
  • نائب أمير الشرقية يدشن منتدى الاستثمار السعودي البحريني
  • ضياء الدين بلال يكتب: القوة الخفية التي هزمت حميدتي (2-2)
  • “مجموعة لاهاي” تحرص على معاقبة إسرائيل وحكامها على المجازر التي ترتكبها في حق الشعب الفلسطيني
  • انطلاق منتدى الاستثمار السعودي البحريني غداً في الظهران إكسبو لتعزيز العلاقات الاقتصادية
  • «غاز شرق المتوسط».. فرصة لاستغلال 300 تريليون قدم مكعب غاز
  • انطلاق فعاليات منتدى الاتصالات السادس عشر بمراكش بحضور عبدالفتاح الجبالي
  • سلطان بن محمد يفتتح منتدى الشارقة للتنوع الحيوي بالجزيرة العربية
  • ولي عهد الشارقة يفتتح منتدى «صون التنوع الحيوي» في شبه الجزيرة العربية