موازينُ الميدان.. لـ نتنياهو أم لحزب الله؟
تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT
محمد الموشكي
عند إعلان انطلاق العملية البرية على لبنان، قال نتنياهو بالنص: “سوف أغير موازين القوى، ولن يكون لإيران في لبنان محلٌّ بعد، وسوف أعيد الأمن والاستقرار لكل المستوطنات في الشمال”.
بعدها، بدأ الكيان بالتمشيط الجوي الكثيف، فضرب كُـلّ مكان في جنوب لبنان، استهدف القرى والمزارع والتلال والهضاب، وحتى الأشجار التي كانت تحَرّكها الرياح.
تجاوز جيش الكيان في صباح اليوم الأول الحدود اللبنانية وتقدم حوالي ثلاثة كيلومترات. وفي مساء نفس اليوم الأول، تراجع الكيان خمسة كيلومترات للوراء ومعه أكثر من 20 قتيلًا وجريحًا. ليلجأ كعادته، لضعفه، إلى التمشيط الجوي الذي بدأ يمشط بالمتر الواحد في كُـلّ المواقع الحدودية بالجنوب.
حزب الله هنأ ترك بعض المواقع التي تُعتبر مقتلًا حقيقيًّا لمجاهديه، والتي يُعتبر التمركز فيها غباءً عسكريًّا كون هذه المواقع تحت السيطرة النارية والبصرية والعملياتية لجيش الكيان، لينسحب حسب خطة الميدان الذي كان قد رسمها للمواقع الاستراتيجية المسيطرة.
ولكن، هنا لم تنته المعركة، بل من هنا بدأت المعركة من جديد، وبدأت موازين القوى تتغير، ولكن ليس للمهاجم، بل للمدافع. تغيرت لصالح المدافع وهو حزب الله، الذي حقّق من مناطق توغل جيش الكيان في بعض المناطق الحدودية مصيدة ثمينة يقتل ويفتك بها جنود الكيان بكل سهولة ويسر. وهذا الأمر الذي شاهدناه وشاهده الجميع من خلال إعلان ما يُسمح به من الرقابة العسكرية لجيش الكيان في كُـلّ يوم عن أسماء جنوده القتلى والجرحى، والذين هم بالعشرات. وكذلك مقاطع حزب الله التي نشرها في الإعلام وهو يتصيد دبابات وناقلات الجند في كُـلّ الشريط الحدودي للبنان، مما ميل المعادلة في الميدان وبكل المقاييس لصالح قوات حزب الله صاحبة الأرض.
ولم يكتفِ الحزب بهذه المعادلة القوية في الميدان، والتي أضجعت وأرعبت وأفزعت نتنياهو وقادة جيشه بعد وصول قتلى هذا الجيش منذ انطلاق العملية البرية على لبنان إلى حوالي 60 قتيلًا، وهو الأمر المرعب والمخيف والمقلق لجنود الكيان؛ بسَببِ هذا العدد الكبير وغير المعتاد في جيش الكيان، فرّ بحسب إعلام الكيان حوالي فرقتين كاملتين من ساحة المواجهة.
وكذلك، ثبت الحزب معادلة ثانية وهي الإخلاء الكلي للمستوطنات، ففي الوقت الذي يطلب فيه جيش الكيان إخلاء مبنى أَو اثنين في الضاحية، حزب الله يعلن ويطلب إخلاء مستوطنة كاملة بدل المبنى المستهدف في الضاحية. وهذه هي المعادلة التالية التي كسرت ظهر المجرم نتنياهو الذي وعد المستوطنين بالأمن والاستقرار والعودة إلى المستوطنات ليجد بعد ذلك أن لا مستوطن قد رجع، ولا بقي حتى من كان قد صمد وبقي في هذه المستوطنات، بل وحتى المستوطنين في حيفا وغيرها.
ومن هذا الاستنتاج الميداني الواضح الجلي، حزب الله كسب موازين القوى لصالحه وسحق أحلام نتنياهو بشكل كامل، وبالخصوص بعد وصولهم إلى غرفة نومه. بل يعتقد المراقبون العسكريون أن حزب الله لا يزال يمتلك المزيد من المفاجآت والاستراتيجيات، من أهمها الصواريخ الثقيلة التي لم يستخدمها بعد، وكذلك القوات المدربة الخَاصَّة بعمليات الهجوم العكسي وقوات الخَاصَّة بالخطف والكمائن.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: جیش الکیان حزب الله
إقرأ أيضاً:
خامنئي: غزة جعلت الكيان الصهيوني يجثو على ركبتيه.. وحزب الله ازدادت عزيمته
شدد المرشد الإيراني علي خامنئي، الثلاثاء، على أن قطاع غزة أجبر دولة الاحتلال الإسرائيلي على أن تجثو على ركبتيها بعد العدوان الوحشي الذي استمر 15 شهرا، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن حزب الله في لبنان ازدادت عزيمته بعكس ما ظنون "الأعداء والأصدقاء".
وقال خامنئي، حسب تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإيرانية "تسنيم"، إن "المقاومة التي انطلقت من إيران أيقظت الشعوب المسلمة، وجعلت بعضها تتحرك على الساحة، كما أيقظت ضمائر الكثير من غير المسلمين".
وأضاف أن "نظام الهيمنة كان مجهولا لدى الكثير من الشعوب، لكن المقاومة أسهمت في كشفه وتعريفه للعالم".
وتطرق إلى قطاع غزة، قائلا "انظروا إلى غزة، هذه المنطقة الصغيرة والمحدودة استطاعت أن تُركع الكيان الصهيوني، وهو كيان مدجج بالسلاح ويحظى بدعمٍ كاملٍ من أمريكا"، متابعا "غزة جعلت الاحتلال يجثو على ركبتيه، فهل هذا أمر بسيط؟! هذه هي بركة المقاومة".
تجدر الإشارة إلى أنه بتاريخ 19 كانون الثاني/ يناير الجاري، انطلق سريان وقف إطلاق النار بين حركة حماس ودولة الاحتلال الإسرائيلي، وسيستمر في مرحلته الأولى لمدة 42 يوما، يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة، بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة.
ولليوم الثاني على التوالي، يواصل مئات آلاف النازحين الفلسطينيين العودة من محافظات الجنوب والوسطى إلى محافظات غزة والشمال، بعد انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من شارع الرشيد الساحلي، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع.
وفي سياق متصل، تحدث المرشد الإيراني عن اغتيال الأمين العام السابق لحزب الله في لبنان، حسن نصر الله، على أيدي الاحتلال الإسرائيلي بالعاصمة بيروت، عقب قصف استهدف الضاحية الجنوبية في نهاية أيلول /سبتمبر الماضي، مشيرا إلى أن الحزب "تكبد خسارة عظيمة برحيل نصر الله".
لكن خامنئي استدرك بالقول إن "الأعداء والأصدقاء ظنوا أن استشهاد السيد حسن نصر الله سيؤدي إلى نهاية حزب الله، لكن الحزب أثبت العكس، بل ازدادت عزيمته واستطاع أن يواجه الكيان الصهيوني بثبات أكبر"، وفق وكالة "تسنيم".