قال مصدران مطلعان لرويترز اليوم الأربعاء إن وسطاء أميركيين يعملون على مقترح لوقف القتال بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، لمدة 60 يوما، فيما قالت الخارجية الأميركية إن واشنطن تريد حل الصراع في لبنان عبر الوسائل الدبلوماسية وألا يكون حملة مطولة مثل غزة.
وحسب هذين المصدرين، فإن فترة الشهرين ستخصص لإتمام التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701 لعام 2006 لإخلاء جنوب لبنان من الأسلحة باستثناء ما يتبع الدولة اللبنانية.
ومن المقرر أن يصل إلى إسرائيل غدا الخميس بريت ماكغورك مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، وآموس هوكشتاين المبعوث الأميركي الخاص للبنان.
وسيبحث المسؤولان الأميركيان في إسرائيل عددا من الأمور "من بينها ما يتعلق بغزة ولبنان والأسرى وإيران وشؤون المنطقة الأوسع نطاقا".
وقالت المتحدثة باسم السفارة الأميركية في بيروت سما حبيب "نود أن نؤكد مجددا أننا نسعى إلى حل دبلوماسي ينفذ القرار 1701 بشكل كامل ويعيد الإسرائيليين واللبنانيين إلى منازلهم على جانبي الحدود".
وقال المبعوث الأميركي الخاص إلى لبنان هوكشتاين إن هناك حاجة إلى آليات أفضل لتطبيق القرار إذا لم تنفذه إسرائيل أو لبنان بشكل كامل.
وأوضح المصدران لرويترز أن الهدنة التي تستمر 60 يوما حلت محل مقترح طرحته الولايات المتحدة ودول أخرى الشهر الماضي وتضمن وقف إطلاق النار لمدة 21 يوما، تمهيدا لدخول القرار 1701 حيز التنفيذ بالكامل.
مساع صعبة
ومع ذلك، حذر المصدران من أن الاتفاق قد ينهار. وقال أحد المصدرين -وهو دبلوماسي- "هناك مسعى جاد للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، لكن لا يزال من الصعب تحقيقه".
وذكرت القناة 12 التلفزيونية الإسرائيلية أن إسرائيل تسعى إلى إقرار نسخة تعزز مصالحها من قرار الأمم المتحدة رقم 1701، مما يتيح لها التدخل إذا شعرت بتهديد أمنها.
وقال مسؤولون لبنانيون إنه لم يتم إطلاع لبنان رسميا على الاقتراح "ولا يمكنه التعليق على تفاصيله".
وفي سياق متصل قالت وزارة الخارجية الأميركية إن واشنطن تريد حل الصراع في لبنان عبر الوسائل الدبلوماسية وألا يكون حملة مطولة مثل غزة، مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيلي حقق تقدما كبيرا في ضرب مواقع حزب الله على الحدود والقضاء على بنيته التحتية.
وقالت الوزارة إن الولايات المتحدة تجري محادثات مستمرة مع إسرائيل حول الشكل الذي يمكن أن يبدو عليه الحل الدبلوماسي في لبنان، وهي تريد أن ترى في نهاية المطاف وقفا لإطلاق النار وحلا دبلوماسيا في لبنان.
وتأتي المساعي من أجل وقف إطلاق النار في لبنان قبل أيام من إجراء الانتخابات الرئاسية الأميركية، وتزامنا مع حملة دبلوماسية مماثلة بشأن غزة.
وأشار موقع أكسيوس إلى أن المسؤولين الإسرائيليين والأميركيين يعتقدون أن حزب الله بات مستعدا أخيرا للنأي بنفسه عن حركة حماس في غزة بعد تعرضه لضربات موجعة.
وفي السياق نفسه، قالت وزارة الخارجية الأميركية "ندعم حق إسرائيل في ضرب أهداف مشروعة لحزب الله لكن بطريقة لا تهدد حياة المدنيين".
وأضافت أن بريت ماكغورك وآموس هوكشتاين سيزوران إسرائيل لمناقشة حل دبلوماسي بلبنان "وإنهاء الصراع بغزة".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
لبنان.. 6 خروقات إسرائيلية لوقف إطلاق النار ترفع الإجمالي إلى 401
بيروت - ارتكب الجيش الإسرائيلي 6 خروقات لوقف إطلاق النار مع "حزب الله" في لبنان، منذ مساء الثلاثاء، ما يرفع إجمالي خروقاته إلى 401 منذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وفي أحدث خروقاته، قالت وكالة أنباء لبنان الرسمية، الأربعاء، إن الجيش الإسرائيلي استهدف "منزل رئيس بلدية بنت جبيل صباحا، بقذيفة من دبابة ميركافا معادية عند أطراف المدينة".
وأضافت أن "قوات العدو (الإسرائيلي) نفذت صباحا، عملية تمشيط بالأسلحة الرشاشة في منطقة مارون الراس، في اتجاه بنت جبيل".
وأفادت الوكالة بسماع أصوات تحركات لآليات الجيش في أطراف بلدة مارون الراس بالتزامن مع تحليق طائرات الاستطلاع في الأجواء اللبنانية.
وقالت إن الجيش الإسرائيلي "أقدم على اختطاف 6 سوريين أثناء مرورهم في بلدة ميس الجبل، ليعود ويطلق سراح 3 منهم".
وأشارت الوكالة إلى أن السوريين الثلاثة عادوا إلى منطقة وادي الحجير، فيما "تم إيقافهم من مخابرات الجيش اللبناني"، وفق ما أوردته.
ولفتت إلى أنه "سيتم تسليمهم (السوريين الثلاثة) إلى قسم التحقيق في صيدا".
وأوضحت الوكالة أن الجيش الإسرائيلي أطلق، فجر الأربعاء، "قنبلتين مضيئتين في أجواء علما الشعب، خلال محاولة عناصر من الدفاع المدني اللبناني انتشال جثامين عدد من الشهداء بمعاونة الجيش اللبناني ما اضطرهم إلى الانسحاب".
ومساء الثلاثاء، قالت الوكالة إن "الجيش الإسرائيلي نسف عددا من المنازل في بلدة حولا قرب مخفر الدرك".
وأضافت إن "قوات العدو نفذت عملية نسف كبيرة في بلدة ميس الجبل، وصلت ارتجاجاتها إلى بلدات مجاورة عدة".
ويواصل الجيش الإسرائيلي خروقاته لوقف إطلاق النار، بزعم "التصدي لتهديدات من حزب الله"، ما خلّف 32 قتيلا و39 جريحا، وفق إحصاء للأناضول استنادا إلى بيانات رسمية لبنانية.
وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار، تم تشكيل لجنة خماسية لمراقبة تنفيذه تضم لبنان وإسرائيل والولايات المتحدة وفرنسا و"اليونيفيل".
ومن أبرز بنود الاتفاق انسحاب إسرائيل تدريجيا إلى جنوب الخط الأزرق (المحدد لخطوط انسحاب إسرائيل من لبنان عام 2000) خلال 60 يوما، وانتشار قوات الجيش والأمن اللبنانية على طول الحدود ونقاط العبور والمنطقة الجنوبية.
وبموجب الاتفاق، سيكون الجيش اللبناني الجهة الوحيدة المسموح لها بحمل السلاح في جنوب البلاد، مع تفكيك البنى التحتية والمواقع العسكرية، ومصادرة الأسلحة غير المصرح بها.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان عن 4 آلاف و63 قتيلا و16 ألفا و664 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص، وتم تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد تصعيد العدوان في 23 سبتمبر الماضي.
Your browser does not support the video tag.