ماذا يعني وجود قوات كورية شمالية في روسيا بالنسبة لبكين؟
تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT
بعد أسابيع من تداول أنباء قرار بيونغ يانغ إرسال آلاف الجنود للقتال إلى جانب روسيا في أوكرانيا، قال حلف شمال الأطلسي (الناتو) والبنتاغون، الأسبوع الجاري، إن الجنود الكوريين الشماليين موجودون في كورسك، المنطقة الروسية التي تسيطر عليها جزئيًا القوات الأوكرانية، وهي الخطوة التي اعتبرها تقرير موقع "إذاعة أوروبا الحرة" تُسبب حرجا للصين.
وقال البنتاغون إن كوريا الشمالية أرسلت أكثر من 10 آلاف جندي إلى روسيا للتدريب والقتال في حرب أوكرانيا في غضون "الأسابيع القليلة القادمة"، وهو ما يراه الموقع يشير إلى تعميق العلاقات العسكرية التي كانت تُبنى خلال العام الماضي بين موسكو وبيونغ يانغ، وهو التطور الذي قوبل برد فعل صامت من الصين، حيث قالت وزارة خارجيتها، الأسبوع الماضي، إنها "ليست على علم بالوضع ذي الصلة".
وأوضح الموقع أن بكين كانت منذ فترة طويلة الحليف الأكثر أهمية لبيونغ يانغ، حيث قدمت التجارة والدعم الدبلوماسي والمساعدات العسكرية لكيم جونغ أون، إذ أن معاهدة المساعدة والتعاون المتبادلة بين الصين وكوريا الشمالية، منذ عام 196١، هي المعاهدة الدفاعية الوحيدة القائمة التي أبرمتها الصين مع أي دولة.
لكن الموقع أشار إلى أن بكين كانت محبطة أيضًا من بيونغ يانغ بسبب عدم الاستقرار الذي تتسببت فيه، خاصة مع برنامجها للأسلحة النووية وتهديداتها بإبادة كوريا الجنوبية، والآن بسبب استمرارها أيضا في نهجها نفسه في أوكرانيا، حيث يخاطر نشر قواتها بتصعيد أوسع نطاقًا يمكن أن يبدأ في الاندلاع في كل من أوروبا وآسيا.
ويرى الموقع أن نشر كوريا الشمالية للقوات في أوكرانيا يعتبر عملاً صعبًا لتحقيق التوازن بالنسبة للصين، حيث أنه في حين تدعم بكين روسيا بشكل غير مباشر في جهودها الحربية، فإن مشاركة بيونغ يانغ تشكل ورقة رابحة وفي الوقت نفسه صداعا استراتيجيا بالنسبة لبكين.
وأوضح الموقع أن العلاقة الوثيقة بين بيونغ يانغ وموسكو قد تعني تقليص النفوذ الصيني على كوريا الشمالية والتي من شأن مشاركة قواتها أن يعزز شراكة بوتين مع كيم، الذي وقع اتفاقا مع الزعيم الروسي في يونيو.
وذكر أن إرسال آلاف الجنود الكوريين الشماليين إلى حرب أوكرانيا من شأنه أيضا أن يؤدي إلى تأجيج التوترات الجيوسياسية في شبه الجزيرة الكورية ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ الأوسع، بما في ذلك اليابان وأستراليا.
وقالت كوريا الجنوبية إنها تفكر الآن في رفع مستوى دعمها لأوكرانيا من المساعدات غير الفتاكة إلى الأسلحة الدفاعية وربما حتى الهجومية، بحسب الموقع.
وأشار الموقع إلى أن هذه التطورات تشكل أزمة لبكين، لأنها لا تُضعف روايتها بأن الصين قوة من أجل السلام على النقيض من الولايات المتحدة فحسب، بل إنه يُقوض أيضا وجهة نظرها القائلة بأن الدول الغربية يجب أن تبقى بعيدة عن قضايا الدفاع الآسيوية الآن بعد أن أصبحت منطقة المحيطين الهندي والهادئ تدخل نفسها في محادثات الأمن الأوروبية.
وأوضح أن ما يزيد من المخاوف المحتملة بالنسبة للصين هي مسألة ما وافقت موسكو على القيام به في مقابل القوات الإضافية من بيونغ يانغ. وأحد الأمور الواضحة قد يكون المساعدة الروسية في تحسين القدرات النووية لكوريا الشمالية، وهو الأمر الذي قد يؤدي إلى تسريع سباق التسلح في المنطقة.
لكن الموقع ذكر أن بعض المحللين يعتقدون أن بكين قد تتسامح مع شحنات الأسلحة والأفراد من كوريا الشمالية إلى روسيا لتخفيف الضغوط على تقديم المساعدة العسكرية المباشرة بنفسها.
وفي هذا السياق، أوضح الموقع أنه ربما تكون الصين الآن تقود على أرض أكثر اضطراباً لكنها لا تزال في مقعد القيادة بقوة. وسوف تظل كل من موسكو وبيونغ يانغ تعطيان الأولوية لعلاقاتهما مع بكين على الأخرى، وإذا كانت الصين تريد حقاً الضغط على دواسة الفرامل فيما يتصل بالمسار الذي تسلكه كوريا الشمالية وروسيا، فسوف تظل لديها القدرة على القيام بذلك.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: کوریا الشمالیة بیونغ یانغ الموقع أن
إقرأ أيضاً:
كوريا الشمالية تزود روسيا بأسلحة إضافية وعناصر لصيانتها
أكد نائب كوري جنوبي، الأربعاء، أن كوريا الشمالية أرسلت إلى روسيا شحنات جديدة من أنظمة المدفعية وقاذفات الصواريخ لدعم جهودها الحربية في أوكرانيا.
وقال لي سيونج كوون، عضو اللجنة البرلمانية للاستخبارات: إن الجهاز الوطني الكوري الجنوبي للاستخبارات أكد في إحاطة أن الشمال أرسل مدفعية ذاتية الدفع عيار 170 ملم وقاذفات صواريخ طويلة المدى عيار 240 ملم".
وأضاف أن كوريا الشمالية نشرت أيضاً عناصر لتولي صيانة هذه الأسلحة التي لا تشكّل جزءًا من الترسانة التقليدية الروسية، من دون تقديم مزيد من التفاصيل.
وتتهم سيول بيونج يانج بتزويد حليفتها بالأسلحة، وفي الآونة الأخيرة بآلاف الجنود، في خضم تعزيز العلاقات بينهما.
وأشار لي إلى أن هؤلاء الجنود "تم تعيينهم في الألوية الجوية والبحرية الروسية للتدريب التكتيكي وللتدريب على التدخل. وتشير التقديرات إلى أن بعضهم شارك في القتال" في منطقة كورسك الروسية الحدودية.
وأوضح أن الاستخبارات الكورية الجنوبية تقدّر عدد الجنود الشماليين الذين أرسلوا إلى روسيا للمشاركة في الحرب بـ11 ألفاً، وتدرك أن هذه القوات "تتكبد خسائر".
لم تؤكد بيونغ يانغ ولا موسكو وجود هؤلاء الجنود.لكن كوريا الشمالية أكدت في نهاية أكتوبر أن أي نشر للجنود سيكون متوافقاً مع القانون الدولي.
ويرتبط الحليفان بمعاهدة دفاع مشترك تم التصديق عليها مؤخراً.
وودفع تعاون بيونج يانج المتزايد مع موسكو سيول إلى تغيير موقفها بشأن الحرب في أوكرانيا، ولم تعد تستبعد تسليم الأسلحة مباشرة إلى كييف.
اقرأ أيضاًروسيا تكشف عن زيادة عدد الرحلات الجوية المستأجرة مع كوريا الشمالية
مجموعة السبع تدين إطلاق كوريا الشمالية صاروخًا باليستيًا عابرًا للقارات
البرلمان الروسي يصادق على معاهدة أمنية مع كوريا الشمالية