من رحم الأزمات تولد الفرص.. هكذا بدت أهمية اجتماعات مجموعة بربكس الأسبوع الماضى فى القمة التى عقدت فى مدينة قازان الروسية، فى ظل ظروف دولية معقدة ومتشابكة، وتنامى الصراع العالمى فى أكثر من بؤرة من العالم، سواء فى الشمال بين روسيا وأوكرانيا، أو شرقًا بين الكوريتين وأزمة تايوان الصينية، بينا تظل منطقة الشرق الأوسط الأكثر تعقيدًا والتهابًا ونزيفًا مع استمرار حرب الإبادة الجماعية للشعب الفلسطينی فى غزة والعربدة الإسرائيلية على لبنان ودخول أطراف أخرى على خط الأزمة مثل اليمن وإيران إضافة إلى حالة السيولة والفوضى التى تضرب عددًا من دول المنطقة.
المؤكد أن الهيمنة الأمريكية الغربية على العالم خلال العقود الماضية، وفرض النفوذ الاقتصاد والقوة تارة، أو بالسيطرة وتسييس المنظمات الدولية تارة أخرى، كان سببًا ودافعًا هامًا لتمرد وخروج بعض الدول من العباءة الأمريكية الغربية، والبحث عن أدوات جديدة لعالم أكثر توازن، حتى ظهرت قوة الصين الاقتصادية التى سرعان ما انضمت إليها قوة روسيا العسكرية، ليشكلا معًا جناحًا دوليًا مهمًا، وبذوخ فكرة نظام عالمى جديد متعدد الأقطاب وتنضم الهند والبرازيل وجنوب أفريقيا لتأسيس تجمع - بريكس - ومع بداية هذا العام تم ضم خمس دول جديدة للتجمع هى مصر والسعودية والإمارات وإيران وإثيوبيا لتحول هذا التكتل إلى واقع اقتصادى وسياسى مهم لدول الجنوب التى تشكل غالبية سكان العالم مع الصين وروسيا.. وفى الاجتماع الأخير قبل عدة أيام، فاجأ التجمع العالم بقرارات جريئة ورؤى جديدة تعيد الآمال فى عالم أكثر عدالة وتوازنًا وتحرر دول الجنوب من الهيمنة واستغلال دول الشمال - أمريكا وأوروبا الغربية - وأتى على رأس هذه القرارات تحرير التجارة العالمية من منظومة السويفت والدولار من خلال نظام جديد للتبادل التجارى يعتمد على العملات الرقمية والمحلية، وإنشاء صندوق مالى لدعم الدول الأعضاء فى مواجهة شروط إذعان صندوق النقد والبنك الدوليين، واحترام سيادة الدول وقيمها الحضارية والثقافية والاجتماعية.
الحقيقة أن اجتماع قمة بريكس فى دورتها الحالية شهدت زحمًا سياسيًا مهمًا على مدار ثلاثة أيام، بمشاركة 36 من قادة وزعماء العالم، وعدد من رؤساء المنظمات الدولية، بينهم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونى جوتيريش، فى لفتة تكشف عن قوة هذا التجمع الاقتصادى الصاعد والمتمدد فى مواجهة التجمع الذى تقوده الولايات المتحدة، بهدف إحداث توازن دولى وعالم متعدد الأقطاب، وهو أمر دفع حوالى عشرين دولة جديدة لتقديم طلبات الانضمام إلى بريكس، فى دلالة كاشفة على تحويل كثير من دول العالم بوصلتها نحو الصين وروسيا من أجل شراكات اقتصادية وتجارية وسياسية أكثر عدالة، واحترام لسيادة الدول وقيم وثقافة مجتمعاتها وشعوبها، والتخلص من شروط الإذعان لأمريكا وصندوق النقد والبنك الدوليين، والتدخل فى شئون الدول واستمرار الضغط عليها واقتصاديًا واجتماعيًا تحت مزاعم كثيرة، لاستمرار احكام قبضتها على هذه الدول وتحقيق استمرار أهدافها الاستيراتيجية العظمى.. وفى اعتقادى أن العالم ات على مشارف تحولات جوهرية واعدة، سوف يخسر فيه الغرب كثيرًا مما حققه، فى ظل بزوغ بريكس والتفاف دول الجنوب حولها لتحقيق آمال أكثر من ثلثى سكان العالم.
حفظ الله مصر
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: صواريخ دول الجنوب
إقرأ أيضاً:
أي الدول تمتلك أكبر احتياطيات المعادن النادرة على مستوى العالم؟
الصين – تزداد أهمية المعادن النادرة، التي تعد مكونا أساسيا في صناعات متقدمة، بشكل متسارع، ورغم انتشارها الواسع إلا أن تركيزاتها الصناعية تجعل منها موارد ذات قيمة عالية وأهمية استراتيجية.
وتحتفظ الصين بالصدارة العالمية في احتياطيات وإنتاج المعادن الأرضية النادرة، حيث تمتلك 44 مليون طن. في المقابل، تعتمد الولايات المتحدة، التي تمتلك احتياطيات تبلغ 1.9 مليون طن، بشكل كبير على الواردات الصينية من هذه المعادن المكررة.
وتأتي البرازيل والهند في المرتبتين الثانية والثالثة من حيث الاحتياطيات، حيث تمتلك البرازيل 21 مليون طن، والهند 6.9 مليون طن. ورغم هذه الاحتياطيات يظل إنتاجهما منخفضا، حيث لا يتجاوز 1000 طن سنويا.
أما أستراليا، فتمتلك احتياطيات تبلغ 5.7 مليون طن، فيما تمتلك روسيا 3.8 مليون طن، وفيتنام 3.5 مليون طن، وغرينلاند 1.5 مليون طن.
وتسعى الدول إلى تعزيز اكتفائها الذاتي وتقليل الاعتماد على الواردات في هذا المجال الحيوي، إذ أظهرت تقييمات مؤخرا ثقل وأهمية المعادن النادرة في الاقتصاد العالمي.
وفيما يلي قائمة الدول الأكثر امتلاكا للمعادن النادرة في العالم في 2024 بحسب بيانات “ستاتستا”:
الصين – 44 مليون طن البرازيل – 21 مليون طن الهند – 6.9 مليون طن أستراليا – 5.7 مليون طن روسيا – 3.8 مليون طن فيتنام – 3.5 مليون طن الولايات المتحدة – 1.9 مليون طن غرينلاند – 1.5 مليون طنماذا نعرف عن احتياطيات روسيا من المعادن النادرة؟
تمتلك روسيا قاعدة موارد كبيرة من المعادن الأرضية النادرة، وتعمل بنشاط على تطوير سلسلة التصنيع الخاصة بها. وتفوق احتياطيات هذه الموارد حاليا احتياجات الاقتصاد الروسي بشكل كبير.
ويعتقد وزير الموارد الطبيعية الروسي ألكسندر كوزلوف، أن روسيا قادرة على تلبية الاستهلاك العالمي الحالي من هذه المعادن “لأكثر من 100 عام”.
من جهته أكد رئيس وكالة الموارد المعدنية الروسية أوليغ كازانوف أن روسيا تتمتع بدرجة عالية من الاكتفاء الذاتي في مجال المعادن الأرضية النادرة، حيث تقدر الاحتياطيات المؤكدة الجاهزة للاستخراج بحوالي 28.5 مليون طن.
وانطلاقا من هذه التقديرات فإن روسيا تستحوذ على المركز الثاني في قائمة الدول الأكثر امتلاكا للمعادن النادرة في العالم في 2024 بعد الصين، وليس المركز الخامس كما أفاد تقرير “ستاتستا”.
وتسعى روسيا لتعزيز مكانتها كواحدة من الدول الرائدة في مجال استخراج وتصنيع المعادن النادرة، والتي تعد مكونا أساسيا في الصناعات التكنولوجية المتقدمة.
المصدر: RT + تاس + ستاتستا