بوابة الوفد:
2024-11-01@02:31:34 GMT

بريكس.. ومستقبل دول الجنوب

تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT

من رحم الأزمات تولد الفرص.. هكذا بدت أهمية اجتماعات مجموعة بربكس الأسبوع الماضى فى القمة التى عقدت فى مدينة قازان الروسية، فى ظل ظروف دولية معقدة ومتشابكة، وتنامى الصراع العالمى فى أكثر من بؤرة من العالم، سواء فى الشمال بين روسيا وأوكرانيا، أو شرقًا بين الكوريتين وأزمة تايوان الصينية، بينا تظل منطقة الشرق الأوسط الأكثر تعقيدًا والتهابًا ونزيفًا مع استمرار حرب الإبادة الجماعية للشعب الفلسطينی فى غزة والعربدة الإسرائيلية على لبنان ودخول أطراف أخرى على خط الأزمة مثل اليمن وإيران إضافة إلى حالة السيولة والفوضى التى تضرب عددًا من دول المنطقة.

. المؤكد والمؤسف أن الولايات المتحدة الأمريكية تمثل العامل المشترك فى كل هذه الصراعات والأزمات والحروب من خلال أنشطة خلف - الناتو - التى تشكل قوته الأكبر، وعمليات الدعم العسكرى الذى يقدمه لأوكرانيا لإطالة أمد الحرب التى تشكل ضغطًا اقتصاديًا على  كثير من دول العالم، نفس الأمر يتكرر فى النشاط العسكرى الأمريكى فى الشرق فى مواجهة كوريا الشمالية والصين ودعم التمرد التايوانى على الصين، أما تفجير منطقة الشرق الأوسط فهو سياسة أمريكية ثابتة لاستمرار الهيمنة على موارد الطاقة وقلب العالم، وليس هناك أدل على ذلك من دعم إسرائيل عسكريًا واقتصاديًا ومشاركتها فى حرب إبادة جماعية باعتراف العالم.

المؤكد أن الهيمنة الأمريكية الغربية على العالم خلال العقود الماضية، وفرض النفوذ الاقتصاد والقوة تارة، أو بالسيطرة وتسييس المنظمات الدولية تارة أخرى، كان سببًا ودافعًا هامًا لتمرد وخروج بعض الدول من العباءة الأمريكية الغربية، والبحث عن أدوات جديدة لعالم أكثر توازن، حتى ظهرت قوة الصين الاقتصادية التى سرعان ما انضمت إليها قوة روسيا العسكرية، ليشكلا معًا جناحًا دوليًا مهمًا، وبذوخ فكرة نظام عالمى جديد متعدد الأقطاب وتنضم الهند والبرازيل وجنوب أفريقيا لتأسيس تجمع - بريكس - ومع بداية هذا العام تم ضم خمس دول جديدة للتجمع هى مصر والسعودية والإمارات وإيران وإثيوبيا لتحول هذا التكتل إلى واقع اقتصادى وسياسى مهم لدول الجنوب التى تشكل غالبية سكان العالم مع الصين وروسيا.. وفى الاجتماع الأخير قبل عدة أيام، فاجأ التجمع العالم بقرارات جريئة ورؤى جديدة تعيد الآمال فى عالم أكثر عدالة وتوازنًا وتحرر دول الجنوب من الهيمنة واستغلال دول الشمال - أمريكا وأوروبا الغربية - وأتى على رأس هذه القرارات تحرير التجارة العالمية من منظومة السويفت والدولار من خلال نظام جديد للتبادل التجارى يعتمد على العملات الرقمية والمحلية، وإنشاء صندوق مالى لدعم الدول الأعضاء فى مواجهة شروط إذعان صندوق النقد والبنك الدوليين، واحترام سيادة الدول وقيمها الحضارية والثقافية والاجتماعية.

الحقيقة أن اجتماع قمة بريكس فى دورتها الحالية شهدت زحمًا سياسيًا مهمًا على مدار ثلاثة أيام، بمشاركة 36 من قادة وزعماء العالم، وعدد من رؤساء المنظمات الدولية، بينهم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونى جوتيريش، فى لفتة تكشف عن قوة هذا التجمع الاقتصادى الصاعد والمتمدد فى مواجهة التجمع الذى تقوده الولايات المتحدة، بهدف إحداث توازن دولى وعالم متعدد الأقطاب، وهو أمر دفع حوالى عشرين دولة جديدة لتقديم طلبات الانضمام إلى بريكس، فى دلالة كاشفة على تحويل كثير من دول العالم بوصلتها نحو الصين وروسيا من أجل شراكات اقتصادية وتجارية وسياسية أكثر عدالة، واحترام لسيادة الدول وقيم وثقافة مجتمعاتها وشعوبها، والتخلص من شروط الإذعان لأمريكا وصندوق النقد والبنك الدوليين، والتدخل فى شئون الدول واستمرار الضغط عليها واقتصاديًا واجتماعيًا تحت مزاعم كثيرة، لاستمرار احكام قبضتها على هذه الدول وتحقيق استمرار أهدافها الاستيراتيجية العظمى.. وفى اعتقادى أن العالم ات على مشارف تحولات جوهرية واعدة، سوف يخسر فيه الغرب كثيرًا مما حققه، فى ظل بزوغ بريكس والتفاف دول الجنوب حولها لتحقيق آمال أكثر من ثلثى سكان العالم.

حفظ الله مصر

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: صواريخ دول الجنوب

إقرأ أيضاً:

عمرو فتوح: تعاقدات تصديرية جيدة للشركات المصرية في ختام معرض كانتون الصين

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال عمرو فتوح، نائب رئيس لجنة الصناعة بجمعية رجال الأعمال المصريين، إن الشركات المصرية التي شاركت بالمرحلة الثانية لمعرض كانتون الصين 2024 ضمن الجناح المصري حققت نجاحات عديدة وتعاقدات تصديرية جيدة في ختام مشاركتها للمعرض التجاري الأهم في العالم.

وأوضح فتوح، أن تعاقدات الشركات المصرية مع المشترين الدوليين شملت العديد من الأسواق الدولية المستهدفة والمهمة لمصر ومن أهمها أسواق إفريقيا وشرق أوروبا وأمريكا الجنوبية وبعض الدول العربية.

وأشار إلى أن المرحلة الثانية من معرض كانتون الصين ركزت على صناعات مواد البناء والأدوات المنزلية، كما كانت لها بالغ الأثر والأهمية في الترويج للصناعة المصرية وإظهار مدي تقدم وتطور المنتجات المصرية وقدرتها التنافسية العالية من حيث الجودة الفائقة والسعر المناسب، موضحًا أن تواجد الشركات المصرية في أكبر منافس عالمي خير دليل علي ان تنافسية المنتجات المصرية وقدرتها على النفاذ إلى الأسواق العالمية.

وأكد نائب رئيس لجنة الصناعة بجمعية رجال الأعمال المصريين، أن العلم المصري والصناعة المصرية لاقت استحسان جميع الزائرين والمشترين الدوليين خاصة من الدول العربية الشقيقة، وحملت رسالة هامة بأن مصر والشركات المصرية حاضرة دائما في المحافل الدولية.

مقالات مشابهة

  • هل تفلح مجموعة “بريكس” في التأسيس لنظام عالمي متعدد الأقطاب
  • ما الدول المستفيدة من فوز هاريس في الانتخابات الأمريكية؟.. ترامب يهدد الصين
  • هل تفلح مجموعة “بريكس” في التأسيس لنظام عالمي متعدد الاقطاب
  • الجونة.. ليست سينما ولا فساتين!
  • لافروف: قمة بريكس تعكس فشل الغرب في عزل روسيا
  • سفير الصين بالقاهرة: العلاقات مع مصر ضخت الطاقة الإيجابية في تنمية الجنوب العالمي
  • العار سيلاحق احرار العالم
  • العراق ثانيا بين أكثر الدول استيراداً للفواكه والخضروات التركية
  • عمرو فتوح: تعاقدات تصديرية جيدة للشركات المصرية في ختام معرض كانتون الصين