بوابة الوفد:
2024-12-22@01:26:40 GMT

المجالس المحلية و(ميكس) النواب (7)

تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT

فى الحلقة الماضية تناولت جانبًا من نظم انتخابات المجالس المحلية فى مصر، سواء كانت بالفردى أو القائمة أو الجمع بينهما حسب الموائمات السياسية، وبمعنى أدق وفقًا لما تريده السلطة الحاكمة التى أبقت على آلية «الفردى» لفترات طويلة حتى وافقت على تعديلها ـ تحت ضغط الأحزاب ـ إلى نظام القوائم المغلقة ثم القوائم النسبية بجانب المستقلين.

ويبدو أن الحكومة تتجه فى قانونها الجديد إلى العمل بنظام (الميكس) أى الجمع بين كل الأنظمة حتى ترضى جميع (الأذواق) وكافة التيارات، وتفلت من الثغرات، متناسية أن هذه الطريقة وإن كانت شرًا لا بد منه فهى لا تنجح إلا فى الدول التى تمارس الديمقراطية بشكل سليم ومع الشعوب الناضجة سياسيًا وفكريًا واجتماعيًا.

فالشعب المصرى، أفلس سياسيًا منذ انهيار النظام الحزبى بفعل ثورة يوليو 1952، ولم يجد بعدها نظامًا حزبيًا يخدم الشعب ويلبى طموحاته؛ وعجزت منابر «السادات» وأحزاب «مبارك» عن إقناع الناس بها منذ عودتها عام 1979، وكان ذلك أمرًا طبيعيًا؛ لأنها ولدت من رحم السلطة، بقرارات إدارية تشبه المنحة، باستثناء حزب الوفد الذى عاد قويًا للحياة السياسية بحكم قضائى فى بداية ثمانينات القرن الماضى، وسرعان ما انشغل بصراعات داخلية أفقدته كثيرا من جماهيريته.

وهو ما حدث أيضًا مع حزب التجمع وغيره من أحزاب قديمة وجديدة تضم فى طياتها فلول الحزب الوطنى وبقايا الإخوان والسلفيين، وجماعات وجبهات تمتطى النظام الحزبى؛ لتنفيذ أجندات خاصة، ومصالح ذاتية تكمل بها الوجاهة الاجتماعية، وتحصل من خلالها على مزايا واستثناءات لمؤسساتها وشركاتها الاقتصادية.

كثير من المصريين لم تعد تنطلى عليه ألاعيب بعض أحزاب تحتمى بالسلطة أو تتخفى فى عبائتها، وإن سألتهم عن رؤسائها، تصدمك الإجابة لا يعرفونهم باستثناء حزبين أو ثلاثة يتذكرون أسماءهم بصعوبة بعد أن نفد رصيدهم فى مواقف وأحداث كشفت قوتهم الحقيقية.

ولذا؛ وحتى تتبنى الأحزاب برامج واقعية لمواجهة مشاكل الوطن وهموم المواطن، وتدرك دورها الحقيقى فى نشر التربية السياسية والوطنية الحقيقية غير المصطنعة، يفضل كثيرون الانتخاب الفردى للمجالس الشعبية المحلية؛ فهو رغم تكريسه لسيطرة رأس المال على العملية الانتخابية إلا أنه أسهل وأرحم من القائمة و(الميكس)؛ كونه يعتمد على العلاقة القوية والمباشرة مع مرشح الدائرة.

ما العمل؟ وكيف نصل إلى معادلة سياسية سليمة تؤسس لمجالس محلية قوية داخل إطار حزبى ناضج كالذى نراه فى أمريكا وبريطانيا والدول المتقدمة؟ وهل من حقنا نحلم بانتخابات تقوم على منافسة حزبية شريفة خالية من الكراتين وشراء أصوات الفقراء والمعدمين والأميين بالأموال والبلطجة السياسية؟

أعتقد أننا قادرون على ذلك، إذا ما نجح مجلس النواب فى ترجمة أحلام الشعب إلى واقع ملموس بنسف القانون القديم ولائحته التنفيذية وإصدار قانون جديد للمجالس الشعبية يحقق لها استقلالها السياسى والمالى، مع إعادة النطر فى شروط ومعايير الترشح، الواردة فى القانون 43 لعام 1979، حيث انتهت صلاحيتها ولم تعد تناسب التغير الديموجرافى والسياسى والتقسيمات الإدارية المعقدة.

إن الشعب المصرى يحتاج إلى نظام انتخابى يفرز للمواطنين أفضل من يمثلهم ويمكنهم من ممارسة دورهم الرقابى بشكل حقيقى وفعال، كما يحتاج إلى أحزاب سياسية لها برامج وخطط قابلة التنفيذ.

كفانا شعارات، ومتاجرة سياسية بقضايا الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وكفانا برامج وهميه ووجوه مرفوضة وأخرى مجهولة تريد فقط الفوز بقطعة من التورتة وطبق (مهلبية).

وللحديث بقية إن شاء الله

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الحلقة الماضية

إقرأ أيضاً:

مجلس النواب يجتمع مع مسؤولين من وزارة التعاون الاقتصادي الألمانية

اجتمع رئيس لجنة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بمجلس النواب يوسف العقوري، في مدينة طرابلس مع مدير إدارة شمال إفريقيا في وزارة التعاون الاقتصادي الألماني كريستوفر رأوه، والفريق المرافق له، بالإضافة إلى سفير ألمانيا رالف طراف، و يأتي هذا الاجتماع في إطار متابعة لجنة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بمجلس النواب لبرامج التعاون الدولي.

وتناول الاجتماع “الموضوعات المتعلقة بالتعاون الدولي مع جمهورية ألمانيا وخاصة برامج الدعم الفني في مجال التحول للامركزية والتحول للديمقراطية”.

واستمع العقوري، “إلى برامج التعاون الألماني المقامة حاليا كما تم تبادل وجهات النظر حول عدد من الموضوعات ذات العلاقة، مؤكدا على أهمية الاستفادة من الخبرات الألمانية باعتبار أن ألمانيا لديها تجارب ناجحة، موضحا أهمية التشاورالمستمر بين الجانبين الليبي والألماني من أجل تحديد الاحتياجات وتقييم النتائج بشكل أفضل وبدوره أكد الجانب الألماني حرصه على استمرار تلك البرامج التي تهدف لنقل المعرفة وتبادل الخبرات”.

كما جدد العقوري، شكره لألمانيا “على دورها في دعم التنمية والاستقرار في ليبيا مطالبا بأن تراعي برامج التعاون والعدالة في التوزيع الجغرافي والأولوية في استهداف البلديات التي تعاني نقصا في الخدمات”.

واتفق الجانبان، “على مواصلة التشاور والتنسيق للتغلب على جميع الصعوبات من أجل الاستفادة القصوى من برامج التعاون مع جمهورية ألمانيا” .

وفي الختام، “اتفق الجانبان على مواصلة التشاور والتنسيق للتغلب على جميع الصعوبات من أجل الاستفادة القصوى من برامج التعاون مع جمهورية ألمانيا”.

مقالات مشابهة

  • انقسام ليبي بشأن مبادرة المبعوثة الأممية لحل الأزمة السياسية
  • الغويل: البرلمان ومجلس الدولة سيعملان على تنظيم الحياة السياسية
  • وزارة التنمية المحلية في أسبوع.. 3 برامج وتطوير المجازر بـ1.97 مليار
  • اللقاء المشترك يدين العدوان الإسرائيلي – الأمريكي على اليمن
  • الحركة الشعبية / التيار الثوري الديمقراطي: ثورة ديسمبر عائدة ولو كره الفلول
  • الجبهة الشعبية تدين العدوان الصهيوني على اليمن
  • مجلس النواب يجتمع مع مسؤولين من وزارة التعاون الاقتصادي الألمانية
  • إقرارها سيتأخر.. موازنة 2025 تدخل في دوامة الخلافات السياسية
  • إقرارها سيتأخر.. موازنة 2025 تدخل في دوامة الخلافات السياسية - عاجل
  • أستاذ علوم سياسية: الهجوم الإسرائيلي على سوريا يعد انتهاكا لدولة مستقلة