المجالس المحلية و(ميكس) النواب (7)
تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT
فى الحلقة الماضية تناولت جانبًا من نظم انتخابات المجالس المحلية فى مصر، سواء كانت بالفردى أو القائمة أو الجمع بينهما حسب الموائمات السياسية، وبمعنى أدق وفقًا لما تريده السلطة الحاكمة التى أبقت على آلية «الفردى» لفترات طويلة حتى وافقت على تعديلها ـ تحت ضغط الأحزاب ـ إلى نظام القوائم المغلقة ثم القوائم النسبية بجانب المستقلين.
ويبدو أن الحكومة تتجه فى قانونها الجديد إلى العمل بنظام (الميكس) أى الجمع بين كل الأنظمة حتى ترضى جميع (الأذواق) وكافة التيارات، وتفلت من الثغرات، متناسية أن هذه الطريقة وإن كانت شرًا لا بد منه فهى لا تنجح إلا فى الدول التى تمارس الديمقراطية بشكل سليم ومع الشعوب الناضجة سياسيًا وفكريًا واجتماعيًا.
فالشعب المصرى، أفلس سياسيًا منذ انهيار النظام الحزبى بفعل ثورة يوليو 1952، ولم يجد بعدها نظامًا حزبيًا يخدم الشعب ويلبى طموحاته؛ وعجزت منابر «السادات» وأحزاب «مبارك» عن إقناع الناس بها منذ عودتها عام 1979، وكان ذلك أمرًا طبيعيًا؛ لأنها ولدت من رحم السلطة، بقرارات إدارية تشبه المنحة، باستثناء حزب الوفد الذى عاد قويًا للحياة السياسية بحكم قضائى فى بداية ثمانينات القرن الماضى، وسرعان ما انشغل بصراعات داخلية أفقدته كثيرا من جماهيريته.
وهو ما حدث أيضًا مع حزب التجمع وغيره من أحزاب قديمة وجديدة تضم فى طياتها فلول الحزب الوطنى وبقايا الإخوان والسلفيين، وجماعات وجبهات تمتطى النظام الحزبى؛ لتنفيذ أجندات خاصة، ومصالح ذاتية تكمل بها الوجاهة الاجتماعية، وتحصل من خلالها على مزايا واستثناءات لمؤسساتها وشركاتها الاقتصادية.
كثير من المصريين لم تعد تنطلى عليه ألاعيب بعض أحزاب تحتمى بالسلطة أو تتخفى فى عبائتها، وإن سألتهم عن رؤسائها، تصدمك الإجابة لا يعرفونهم باستثناء حزبين أو ثلاثة يتذكرون أسماءهم بصعوبة بعد أن نفد رصيدهم فى مواقف وأحداث كشفت قوتهم الحقيقية.
ولذا؛ وحتى تتبنى الأحزاب برامج واقعية لمواجهة مشاكل الوطن وهموم المواطن، وتدرك دورها الحقيقى فى نشر التربية السياسية والوطنية الحقيقية غير المصطنعة، يفضل كثيرون الانتخاب الفردى للمجالس الشعبية المحلية؛ فهو رغم تكريسه لسيطرة رأس المال على العملية الانتخابية إلا أنه أسهل وأرحم من القائمة و(الميكس)؛ كونه يعتمد على العلاقة القوية والمباشرة مع مرشح الدائرة.
ما العمل؟ وكيف نصل إلى معادلة سياسية سليمة تؤسس لمجالس محلية قوية داخل إطار حزبى ناضج كالذى نراه فى أمريكا وبريطانيا والدول المتقدمة؟ وهل من حقنا نحلم بانتخابات تقوم على منافسة حزبية شريفة خالية من الكراتين وشراء أصوات الفقراء والمعدمين والأميين بالأموال والبلطجة السياسية؟
أعتقد أننا قادرون على ذلك، إذا ما نجح مجلس النواب فى ترجمة أحلام الشعب إلى واقع ملموس بنسف القانون القديم ولائحته التنفيذية وإصدار قانون جديد للمجالس الشعبية يحقق لها استقلالها السياسى والمالى، مع إعادة النطر فى شروط ومعايير الترشح، الواردة فى القانون 43 لعام 1979، حيث انتهت صلاحيتها ولم تعد تناسب التغير الديموجرافى والسياسى والتقسيمات الإدارية المعقدة.
إن الشعب المصرى يحتاج إلى نظام انتخابى يفرز للمواطنين أفضل من يمثلهم ويمكنهم من ممارسة دورهم الرقابى بشكل حقيقى وفعال، كما يحتاج إلى أحزاب سياسية لها برامج وخطط قابلة التنفيذ.
كفانا شعارات، ومتاجرة سياسية بقضايا الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وكفانا برامج وهميه ووجوه مرفوضة وأخرى مجهولة تريد فقط الفوز بقطعة من التورتة وطبق (مهلبية).
وللحديث بقية إن شاء الله
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الحلقة الماضية
إقرأ أيضاً:
النمسا: ثلاثة أحزاب تتفق على تشكيل ائتلاف حكومي مع استبعاد اليمين المتطرف
في خطوة حاسمة لإنهاء أطول فترة تشكيل ائتلاف في تاريخ النمسا السياسي، صادق أعضاء حزب "نيوس الليبرالي" (Neos) بأغلبية ساحقة على المشاركة في حكومة ائتلافية ثلاثية مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPÖ) من يسار الوسط والحزب الشعبي المحافظ.
وقد صوت أكثر من 94% من حوالي 2000 عضو من أعضاء حزب نيوس لصالح الاتفاق. وبهذه الموافقة، تتمكن الأحزاب الثلاثة من تشكيل الحكومة رسميا اليوم الاثنين، منهية حالة الجمود السياسي التي استمرت خمسة أشهر منذ الانتخابات البرلمانية الأخيرة.
وكانت هناك حاجة إلى أغلبية الثلثين على الأقل من الأصوات ليتمكن الحزب من المشاركة في الائتلاف.
وعقب إعلان النتائج، عبرت زعيمة حزب نيوس، بيات ماينل-رايزنجر، عن سعادتها الغامرة قائلة: "شكرا لكم، شكرا لكم.. يبدأ العمل غدا. الآن أريد أن أحتفل".
ويمثل هذا الائتلاف حدثا تاريخيا لحزب نيوس الليبرالي الذي سيشارك للمرة الأولى في حكومة اتحادية منذ تأسيسه قبل 13 عاما.
ووفقا للاتفاق، سيتولى زعيم حزب الشعب النمساوي، كريستيان ستوكر، منصب المستشار الاتحادي الجديد، فيما سيشغل رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي، أندرياس بابلر، منصب نائب المستشار.
وسيقود الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الذي حل ثانيا في انتخابات العام الماضي، الحكومة، مسيطرا على وزارات محورية مثل المالية والخارجية والتعليم.
Relatedالنمسا وفرصة تاريخية لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية.. تكليف اليمين المتطرف بتشكيل حكومة جديدةوزير الخارجية النمساوي ألكسندر شالينبرغ يؤدي اليمين مستشارا مؤقتا للبلاد بعد استقالة نيهامرتعثر محادثات الائتلاف الحكومي في النمسا بين اليمين المحافظ واليمين المتطرفويأتي تشكيل هذا الائتلاف الثلاثي كأحد البدائل الأخيرة لتجنب انتخابات مبكرة كانت استطلاعات الرأي تشير إلى أنها ستعزز من تقدم حزب الحرية اليميني المتطرف الذي تصدر الانتخابات السابقة بنحو 29% من الأصوات.
ولولا موافقة أعضاء حزب نيوس على المشاركة في الحكومة، لكان حزبا الاشتراكي الديمقراطي والشعب المحافظ قد بقيا بأغلبية هشة لا تتعدى مقعدا واحدا، وهو ما اعتبر غير كاف للحكم بفعالية.
ومن المقرر أن تتبنى الحكومة الجديدة إجراءات أكثر صرامة تجاه طالبي اللجوء، بما في ذلك وقف مؤقت لعمليات لم شمل الأسر، إضافة إلى مراجعة قوانين الإيجار وتخفيض الإعانات المخطط لها، كجزء من برنامجها الحكومي الذي تم الاتفاق عليه الأسبوع الماضي.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية قصر أثري في النمسا معروض للبيع على الإنترنت بـ4.99 مليون يورو المنفذ لاجئ سوري والمنقذ لاجئ سوري أيضًا.. إليكم تفاصيل عملية الطعن المأساوية في فيلاخ النمساوية السلطات النمساوية: "دافع إسلامي" وراء عملية الطعن في فيلاخ وارتباط محتمل بداعش تحالفحكومةالسياسة النمساويةانتخابات