بعد تغلغل السوشيال ميديا وسيطرة مواقع التواصل الاجتماعى على سلوكيات المجتمع خاصة خلال السنوات الأخيرة.. أصبحنا نعيش أزمة أخلاق.. كل يوم نسمع عن مأساة جديدة يكون البطل فيها واحدًا من مشاهير السوشيال ميديا.
من القضايا الأخلاقية.. إلى قضايا النصب والاحتيال مرورًا بمحاولات ضرب الثوابت وطمس الهوية.. كلها قضايا تمس الأصول والأخلاق والذوق العام.
منذ فتره خرجوا علينا بفيديو يكشف عن عملية اختطاف للعريس أو العروسة أثناء الزفاف وتبين بعد ذلك أنها عملية مفبركة من أجل الترند.. ومنذ أيام انتشر فيديو «عريس القلم» الذى ضرب عروسه بالقلم أثناء حفل الزفاف واختلاق معركة بين العريس والعروس وقيام شاب آخر بخطبة فتاة فى نفس الحفل، ثم تبين أنه فيديو مصنوع من أجل الترند.
وتشهد المحاكم حاليًا محاكمة عدد من البلوجرز ومشاهير السوشيال ميديا استغلوا شهرتهم على مواقع التواصل وقاموا بالنصب على المواطنين.. والأغرب من ذلك والأسوأ اختراع ما يسمى بغرف الدردشة.. تقوم فيه الفتاة بفتح غرفة للدردشة والسمر تستضيف فيها مجموعة من الشباب ويكون عامل الجذب هنا شكلها أو طريقة كلامها.. وقائع مشينة وظواهر غريبة وحياة مشوهة فى عالم السوشيال ميديا ولا ندرى إلى أين تأخذنا هذه الحياة الجديدة.
لا يخفى على أحد أن كل هذه المواقع ممولة وتدفع أكثر لمن يثبت كفاءته فى جذب أكبر عدد من المشاهدات وهو ما يخلق منافسه أكبر فى الوصول إلى الترند والحصول على المال مهما كانت التضحيات والتنازلات.
ليست هذه هى أخلاقنا ولا ينبغى أن تكون.. المجتمع المصرى دائمًا متمسك بالقيم والأخلاق والفضيلة، وكل ما يحدث من فضائح وانحراف فى السلوك هو أمر غريب علينا ولا ينبغى أن نستسلم لأن الحرب الآن أصبحت حرب إعلام السوشيال ميديا.. لقد اخترعوا هذه التطبيقات وصدروها لنا من أجل الهدم لا البناء.. عن طريق السوشيال ميديا أشعلوا الثورات فى عالمنا العربى ونجحت خطتهم فى هدم عدد من دولنا.. البداية فى كل ثورة كانت دعوات على مواقع التواصل.. ولم تكن الدعوات أبدا بريئة بل أطلقها مجموعة من الشباب دربوهم وعلموهم كيفية إشعال الثورات عن طريق السوشيال ميديا وفعلوا ذلك بعد أن أغروهم بالمال ومنحوهم مناصب دولية فى شركات عالمية كبرى أبرزها شركة جوجل نفسها..
وبعد الثورات انتقلوا الآن إلى المرحلة الثانية وهى مرحلة تدمير الأخلاق والعمل على تفسخ المجتمع وتحويل اهتماماته إلى أفكار وسلوكيات تافهة وفى أحيان أخرى سلوكيات منحرفة حتى يفقد الهوية ويضيع منه الهدف ويفقد القدرة على العمل والإبداع وينتهى حلم النهوض بالأوطان.
إنها فكرة خبيثة تحولت إلى واقع ونجحت فى مهمتها الأولى وهى المساهمة فى إشعال الثورات واليوم تؤدى مهمتها الثانية بنجاح وهى هدم منظومة القيم والأخلاق وتدمير المجتمعات.. فهل ننتبه قبل فوات الأوان؟
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رسالة حب أزمة أخلاق السنوات الأخيرة السوشیال میدیا
إقرأ أيضاً:
الحب أخلاق قبل أن يكون مشاعر
محفوظ بن راشد الشبلي
mahfood97739677@gmail.com
كم من الحُب الذي يهديه المُحب لمن أحبه بصدق المشاعر التي تُساوي مقدارها كمية أحاسيسه الجيّاشة التي يكنّها له في قلبه وبين أضلعه والتي لا يُمكن قياسها بأي تعبير وشرح وتفصيل، بل بالفعل الصادق منه والمصحوب بكمية زخم الاندفاع تجاهه، التي لا يُمكن خلطها بازدواجية مع حُب آخر مهما كانت الأسباب المُبررات، لأن سيكولوجية الحُب بمفهومها المُطلق هي تبقى أخلاق وكرامة وعزّة نفس قبل أن تكون مشاعر نُعبّر بها ظاهريًا ونخفي خلفها وجه آخر غير الوجه الذي تُقابل به من أحببت.
وفي زماننا الحالي الذي اختلطت فيه المشاعر الزائفة بتلك الصادقة منها ظهرت فيه ما يُسمى بمفهوم الحب الاحتياطي الذي تُعزف فيه سيمفونية اللحن الظاهري المُزيّف عن اللحن الحقيقي لسيمفونية المشهد التمثيلي في الحب، والذي جعله مُمتهنوه للأسف لوقت الحاجة متى ما احتاج له مال به وضعه الهش الذي يعيشه إلى ذلك القلب وأفرغ فيه من الكلام المعسول والمغلّف بغلاف من البلاستيك أو القرطاس الهَش الذي تُغلّف به الهدايا لتُقدم في المناسبات، وهو ما يُسمى بالحب الفوضوي العاري من الأخلاق الحقيقية في عالم الحُب السطحي الغريب والعجيب في زمان الفوضى الحقيقية لمفهوم الحب المنزوع من صدق المشاعر والأحاسيس والأخلاق الكريمة فيه، وكأن ذلك الإنسان قد جعلوه محطة عبور وانتظار يمرون به في طريقهم وهم عابرون إلى حبهم الذي يعيشونه مع غيره للأسف ثم أُكررها للأسف.
إن الأخلاق في الحب لا يحملها الشخص العادي أو بالمفهوم الآخر العابث بالحب، لأن الأخلاق هي أخلاق والحُب يبقى حُباً لا تُدنّسه المشاعر الزائفة ولا يُمكن جعله بأي شكل من الأشكال أو بأي لون من الألوان ولا بأي لغة من اللغات بمعنى الحُب الزائف أو بالحب الفوضوي أو الاحتياطي، متى ما اختلفت به مع شخص اتجهت به لشخص آخر توهمه به وتجعله كالأهبل في حبه لك أو كالغبي أو كالأطرش في الزفّة بحبك الذي ادعيته له وأوهمته بأنك تُشاطره إياه وأنت في حقيقتك أوقعته في هشاشة حب تُبادله غيره وتعزف لحنه الهزيل معه وهو المسكين أفنى عمره في حبك، فأين هي أخلاقك في الحب أيها المدعي له.
في منظومة الحب ليكن في مفهومك لن يُطبّع معك ولن يقبل ولن يرضى منك صاحب الحب الحقيقي بأن يكون محطة انتظار أو عبور لك مهما لمّعت له زيف مشاعرك وأهديت حقيقتها لغيره، إن كانت هي أصلاً حقيقية معك ومع غيرك، إلا إذا كان هو كذلك يحمل لك في قلبه حُباً زائفاً خالياً من المشاعر والأحاسيس، أما الكريم في الحب فيبقى كريمًا عزيزًا وفيًا مُخلصًا.
الخلاصة.. إنَّ قلوب البشر ليست محطات عبور متى ما شاءت لها أقدار العابثين نزلوا فيها وغادروها متى ما شاءوا؛ بل هي مكنونة أخلاق ومنبع كرامة وموطن عِزة لمن يفهمها ويُقدّر حُبها، أما وإن تجعلوها محطات عبور وتسلية ومهزلة فالأحرى أن تحترم أشخاصها أولًا قبل أن تحترم حبهم الذي يحملونه لك في مُهجهم أيها العابثون بأخلاق الحُب ومفاهيمه ومعانيه الحميدة.