لو أننى سألتك من هو الشيخ محمد على الحسينى الذى يطل علينا بشكل شبه دائم من خلال قناة «العربية»؟ أو أن مقدمة برنامج أرادت أن تقدمه لمشاهديها سترد بالقول إنه الأمين العام للمجلس الإسلامى العربى، غير أنك عند البحث عن هذا المجلس ستنتهى إلى أنه ليس سوى مجلس وهمى وأنه ربما لا يكون سوى مجرد واجهة لدور منوط بالرجل.
سبب هذا الحديث ما يمكن اعتباره أو وصفه بـ«فقاعة الحسينى» التى ظهرت على السطح، أو الفضائيات بمعنى أصح مؤخرا حتى أصبح موضة فى التيك توك يتم تقليده واستعارة عباراته بأشكال مختلفة من قبيل السخرية أو الاستهزاء لفرط غرابتها. تلك الفقاعة التى ساهم فى تعزيزها ظهوره المتكرر على نحو يذكرنا ببعض الشخصيات التى يجد البعض لذة فى التندر عليها، رغم دوره الخطير والذى ينفذه بنجاح يحسد عليه.
بدأ الرجل يملأ الساحة الإعلامية قبيل العمليات الإسرائيلية على لبنان حيث يمكن اعتبار أن دوره تمثل فى التمهيد بالمدفعية الإعلامية ضد حزب الله قبل قعقعة السلاح كما يقال. راح الحسينى يشن حربا نفسية ضد المقاومة وعلى رأسها زعيمها الراحل حسن نصر الله حتى إن اسمه أصبح مقترنا بأنه من تنبأ باغتيال نصر الله قبل وقوع عملية الاغتيال، وربما زاد ذلك من أهميته فى نظر الناس باعتبار أنه مصدر معلومات لمح البعض إلى أنها ربما تكون استخباراتية وراح آخرون يلمحون إلى أنها مصادر إسرائيلية على رأسها الموساد وعزز من ذلك اتهام الحسينى بالتخابر معها وصدور حكم ضده بالحبس خمس سنوات على خلفية ذلك الاتهام.
ومع زيادة المساحة الإعلامية المخصصة له -الأمر الذى يثير التساؤلات حول أبعاد الدور المنوط به وسبب منحه هذه المساحة المهمة من فضائية مؤثرة فى سماء الإعلام العربى- راح الحسينى يبدع فى تسويق المواقف التى يبدو أنها تصب فى صالح تل أبيب بل أخذ يعرض خططا إسرائيلية تتعلق بالتوغل والقضاء على المقاومة وأية قوة تواجهها فى طريقها تحطيما للروح المعنوية للجماهير العربية وتسويقا لفكرة أن إسرائيل قوة ليس لها نظير فى المنطقة.
ولأن الأمر قد لا يكون وليد اللحظة، فإن نظرة متعمقة فى مسيرة الحسينى ربما تكشف لنا جانبا من الدور الذى ازدهر ووجد الفرصة لظهوره بهذا الشكل مع العمليات ضد لبنان، فالمجلس الإسلامى العربى الذى أشرنا إلى أن الحسينى قام على تأسيسه تم تدشين أعماله منذ نحو عشرين عاما وبالتحديد فى عام 2006 بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية مع حزب الله آنذاك.
المهم أن تاريخ نشأة المجلس ربما له دلالة مهمة تفصح عن دور الرجل وأن هذا المجلس ربما يكون نشأ كنوع من مساعى تقويض حزب الله أو مواجهة اتساع نفوذه.. بل قد نصل إلى حد القول إنه ربما مثل محاولة لإنشاء بديل لحزب الله يعكس النسخة المعتدلة من مواقف شيعة لبنان المنخرطة فى مشاريع التسوية مع إسرائيل. أما من الذى سهل مهمة إنشاء المجلس ولماذا؟.. فهذا ليس من مهمتنا فى هذه السطور.
لكن الملاحظ أيضا أن تلك مهمة صرح بها «الحسينى» ذاته فى شرحه لوظيفة المجلس، بأنه جاء لحماية شيعة العرب من الانزلاق فى مشاريع خارجية مشبوهة وطبعا المقصود بها تلك المرتبطة بإيران. لكن المشكلة أن تزايد نشاط حزب الله على مدى السنوات الماضية يؤكد أن المجلس لم ينجح فى مهمته ولا يحزنون. ولعله على خلفية ذلك الفشل تقزم المجلس ليصبح مجرد واجهة للحسينى وليصبح دوره هو الترويج الإعلامى لمهمة النيل من المقاومة التى فشل فى أن يمثل بديلها الأكثر ليونة!.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: تأملات د مصطفى عبدالرازق مقدمة برنامج حزب الله إلى أن
إقرأ أيضاً:
افتتاح المؤتمر الدولي الثامن لكلية الفنون التطبيقية جامعة دمياط
شارك الدكتور أيمن الشهابى محافظ دمياط، و الأستاذ الدكتور حمدان ربيع رئيس جامعة دمياط بالجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولى الثامن لكلية الفنون التطبيقية جامعة دمياط، تحت عنوان " الفنون التطبيقية والتحديات المستقبلية " ،المُنعقد عصر اليوم بفندق شتيجنبرجر اللسان بمدينة رأس البر، بحضور الدكتور محمد شهاب نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والدكتور محمد عماشة نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب والدكتورة غادة الصياد عميد كلية الفنون التطبيقية ورئيس المؤتمر و الدكتورة مهدية النجار وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب وأمين المؤتمر، ولفيف من عمداء الكليات و أعضاء هيئة التدريس و رؤساء الجامعة و نوابها وعمداء كلية الفنون التطبيقية السابقين و كذا ممثلين عن عدد من الجامعات وممثلى الشركات والجهات المشاركة ورعاة المؤتمر.
حيث بدأت فاعليات الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الذى جاء تحت رعاية الأستاذ الدكتور محمد أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي وشارك خلاله ٨ دول عربية وعالمية ، ويستمر على مدار يومى ٢٩ و٣٠ إبريل ،بالسلام الجمهورى وتلاوة آيات من القرآن الكريم .
وتم خلال الجلسة استعراض محاور المؤتمر التى جاء أبرزها التكنولوجيا والعلوم البيئية ، التصميم و الاتصالات المرئية في عصر الرقمنة ، القضايا الفنية المعاصرة و تاريخ الفنون ، العلاج بالفن ، الفنون التطبيقية والتغيرات المناخية وتتمثل أهدافه فى فتح قنوات تعاون مباشرة بين مؤسسات الفن والهيئات التعليمية والثقافية والصناعية وبين وحدات التصميم والإنتاج وتحسين سبل التعاون العلمي بين مجالي التصميم والتكنولوجيا علي المستويين النظري والعملي للوصول إلي معايير جودة عالمية وأيضًا تفعيل دور الفنون التطبيقية في علاج الأمراض العضوية والنفسية والحد من التغيرات المناخية .
و أعرب " الدكتور أيمن الشهابى " عن سعادته بمشاركته بالمؤتمر الذى يُعد فرصة مثالية للتواصل بين كافة الأطراف لتبادل الخبرات والتجارب و فتح قنوات تعاون مباشرة بين المؤسسات المختلفة ، مما يساهم فى فتح آفاق جديدة للتطوير والوصول إلى معايير الجودة العالمية ، فى ظل التحولات المتزايدة والمتسارعة و استخدام التكنولوجيا الحديثة ، كما رحب باستضافة مدينة رأس البر لهذا المؤتمر المهم الذى جاء ليعكس مدى اهتمام جامعة دمياط بمنظومة ربط المخرجات التعليمية مع احتياجات سوق العمل ، و وضع خطة لمواجهة التحديات الراهنة و المستقبلية ، مما يعزز روح الابتكار والإبداع لدى الطلاب بالمجالات المختلفة، ولفت إلى مشاركته الاهتمام بكافة أنشطة وفاعليات الجامعة، والذى ينبع من انتمائه و ايمانه ، بأهمية منظومة التعليم العالي والبحث العلمي فى دعم مسيرة التنمية.
و توجه " الدكتور أيمن الشهابى " بالشكر الى جامعة دمياط بقيادة الدكتور حمدان ربيع و كلية فنون التطبيقية بكل منسوبيها ، و جميع المشاركين بهذا الحدث ، ودعا الله أن يوفق الجميع .
ومن جانبه،، توجه " الدكتور حمدان ربيع " بالشكر الى محافظ دمياط على دعمه ورعايته المستمرة لفاعليات الجامعة، مؤكدًا أن الدكتور أيمن الشهابى لديه دور رائد ومتميز لتحقيق التنمية على أرض المحافظة، والذى تحقق بفضل ايمانه ووعيه بأهمية البحث العلمى فى عملية التنمية الأمر الذى ساهم فى تحقيقه لإنجازات واعدة بقطاعات مختلفة، ووجه رئيس الجامعة بالشكر الى كلية الفنون التطبيقية و جميع المشاركين بهذا الحدث الذى يعكس إهتمام الجامعة البالغ بتبادل الرؤى و مواكبة التطورات و مواجهة التحديات ، وأكد أن كلية فنون التطبيقية حققت ولازالت تحقق متطلبات سوق العمل بدمياط ، كما تحدث عن أبرز الانجازات التى حققتها الجامعة خلال الفترة الماضية.
وتضمنت الجلسة تكريم محافظ دمياط تقديرًا لجهوده الداعمة لجامعة دمياط، كما تم تكريم رئيس الجامعة وقيادات الجامعة وعمداء الكلية السابقين والرعاة
هذا وعلى هامش الجلسة ، افتتح الدكتور أيمن الشهابى والدكتور حمدان ربيع معرض المؤتمر الذى تضمن العديد من الأعمال الفنية و المنسوجات للمشاركين والرعاة ، حيث أشادا بما تضمنه من أعمال وافكار متميزة