الجونة.. ليست سينما ولا فساتين!
تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT
مشهد صعود الأخوين نجيب وسميح ساويرس مؤسسى مهرجان الجونة السينمائى، إلى مسرح حفل افتتاح الدورة السابعة وإلقاء كلمة مشتركة.. ليس مشهدًا تمثيليًا ولا استعراضًا سينمائيًا، ولا محاولة لسرقة الكاميرا من النجمات الجميلات والنجوم الكبار المصريين والعالميين.. ولكنه إعلان لما يفعلانه عن قناعة وحب!
الجونة هى المنتجع الوحيد من بين جميع المنتجعات فى مصر التى تحولت من مجرد مكان على البحر وكراسى وشمسية فى الصيف أو الشتاء إلى بقعة خضراء للفن والإبداع والجمال.
ومهرجان الجونة السينمائى أعطى للجونة كمنتجع على البحر الأحمر معنى أكبر من مساحته، وأوسع حجمًا من شاليهاته، وأعمق من البحر الذى يطل عليه.. واستقرت صورته الذهنية لدى جميع الفئات بأنه مكان محترم يصلح للسفر إليه طول السنة مع العائلة أو بدونها، حيث يعتبر نموذجًا لما يجب أن تكون عليه المنتجعات فى مصر.. فلا تكون مجرد مكان لقضاء إجازة الصيف ومضيعة للوقت، وإن كان ذلك ليس سيئًا على مستوى الأفراد بالطبع، ولكن ما أعنيه هو القيمة الثقافية أو الفنية التى يمكن أن تضيفها المنتجعات فى مصر، بدلاً من أن تكون مصدر إزعاج واستفزاز مثل ما يسمى بالساحل الشرير، والذى تحول من منتجع للصفوة فى أذهان الناس إلى منتجع للمستهترين والتافهين والمستغلين.. وحتى البلطجية، ويعطى انطباعًا اجتماعيًا سيئًا عن رجال الأعمال وأبناء الأغنياء!
ورغم اننى لم أزُر الجونة من قبل، ولم أحضر المهرجان منذ انطلاق دورته الأولى حيث يتصادف سفرى خارج مصر دائمًا فى نفس التوقيت، ومع ذلك أعرفه جيدًا كقيمة ومعنى.. ولو أن كل منتجع فى مصر فكر بطريقة علمية مثلما فعل نجيب وسميح ساويرس، فى استثمار المنتجع ثقافيًا وفنيًا وليس ماديًا فقط لكان عندنا أكثر من جونة وأكثر من مهرجان!
وعمومًا الأماكن والمدن تأخذ شهرتها ومكانتها غالبًا من تاريخها السياسى والثقافى.. فمن كان سيعرف فى العالم أن هناك مدينة اسمها الأقصر فى أقصى جنوب مصر ما لم يكن فيها هذه الآثار الفرعونية العظيمة؟!
و«العلمين» من الأماكن الواعدة فى مصر كمدينة ومنتجع، وهى مدينة فريدة لا تشبهها مدينة أخرى حتى ولو أن شكل أبراجها تشابهت مع مدن أخرى.. لأن «العلمين» مدينة لها تاريخ عالمى بينما المدن الأخرى بلا تاريخ.. وذلك لارتباطها بأعظم الحروب التى غيرت من شكل العالم فى العصر الحديث، وهى الحرب العالمية الثانية.. فالعالم قبل هذه الحرب ليس هو نفس العالم بعدها.. وكانت الحد الفاصل بين انهيار عالم قديم بقواه الدولية ومستعمراتها، وعالم جديد بقوى دولية مختلفة ودول مستقلة وحرة.. و«العلمين» كانت وما زالت جزءًا من كل ذلك، ومسرحًا لأهم المعارك والقادة التاريخيين لهذه الحرب.. فكيف لا نستغل هذه القيمة وهذا التاريخ ونكتفى بحفلات غنائية كل عام بينما يمكن أن تكون مسرحًا دوليًا لمؤتمر سياسى عالمى يحضره سياسيون ومؤرخون وقدامى المحاربين، ومعرضًا للكتب التى تناولت هذه الحرب، وآخر للأسلحة القديمة والحديثة، ومهرجانًا سينمائيًا لأفلام الحرب.. وندوات ومحاضرات وورش عمل وتدريب سياسى وتاريخى.. أشياء كثيرة يمكن أن تجعل من «العلمين» فيها فعلًا «العالم علمين».. فقط نحتاج التفكير بطريقة علمية ومبتكرة لا بطريقة وكيل الفنانين القديم فى السبعينيات لتنظيم الحفلات!
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الناصية افتتاح الدورة السابعة فى مصر
إقرأ أيضاً:
ضمن فعاليات وزارة الثقافة.. نادي سينما الأوبرا يعرض رسائل الشيخ دراز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
فى إطار فعاليات وزارة الثقافة، تعرض دار الأوبرا المصرية برئاسة الدكتور علاء عبد السلام ضمن نشاطها الثقافى والفكرى خلال شهر رمضان المعظم، ومن خلال سلسلة عروض نادى السينما الفيلم التسجيلى (رسائل الشيخ دراز) من إخراج ماجى مرجان، وذلك فى التاسعة مساء الأربعاء ١٩ مارس على المسرح الصغير، يعقبه لقاء مع المنتجة نهى الخولى والكاتب المشارك، والمستشار الفنى تغريد العصفورى ومن إعداد نورا غنيم.
الفيلم إهداء لدار الأوبرا المصرية من شركة التوزيع السينمائى Mad solutions، ونال جائزة لجنة التحكيم في مهرجان أسوان لسينما المرأة بدورته الأخيرة.
ويدورالفيلم فى إطار إجتماعى إنسانى حول قصة حياة الشيخ الأزهرى الراحل العلامة الكبير الدكتور محمد عبد الله دراز على لسان أبنائه وأحفاده، وتسرد الأحداث أهم أفكاره وكتبه ومذكراته وفلسفته ورحلته الطويلة من الأزهر الشريف لجامعة السوربون بفرنسا .