خبير عسكري: المسيّرات معضلة إسرائيل وصفقة الليرز لن تحلها لهذه الأسباب
تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT
قال الخبير العسكري إلياس حنا إن الإشكالية في التعامل مع المسيّرات تكمن في رصدها وملاحقتها خلافا للصواريخ العادية أو الباليستية، مشيرا إلى سعي إسرائيلي للبحث عن حلول للتعامل معها بعد إبرام صفقة ضخمة.
وأوضح حنا -في حديثه للجزيرة- أن المسيّرات قادرة على المناورة، والتحليق تحت وسائل الرصد الإسرائيلية، إضافة إلى إمكانية اللجوء إلى تكتيك معين كالإغراق والإلهاء في مكان وإطلاقها في مكان آخر.
وبيّن أن المسيّرة تختلف عن الصاروخ، إذ يسقط الأخير عندما يتم رصده من قبل منظومات الدفاع الجوي، في حين تغير المسيّرة مسارها عندما ترصد.
وجاء حديث الخبير العسكري بعد رصد 5 مسيرات حلقت لوقت من الزمن شمالي إسرائيل، ودوي صفارات الإنذار بلا توقف حتى جنوب حيفا.
وقال حنا إن هناك عدة وسائل للرصد مثل الوسائل البصرية والسمعية والإلكترونية، لكن مع ذلك تبقى "المسيّرات مرنة، وقد يؤدي إسقاطها فوق منطقة سكنية إلى أضرار جانبية كبيرة".
وشدد على أنه "لا يوجد حل لإسقاط المسيرات باستثناء ما قد تأتي به التكنولوجيا الحديثة"، وأضاف: "يجب أن يكون هناك أجهزة مختلفة عن المنظومة التي تعتمدها إسرائيل".
ونبه في هذا الإطار إلى طلب الحكومة الإسرائيلية من شركات تكنولوجية متقدمة ضرورة إيجاد حل لهذه المعضلة.
وأعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية، الاثنين الماضي، توقيع "صفقة ضخمة" لزيادة معدل إنتاج منظومة الدفاع الجوي الصاروخي بالليزر (ماغين أور)، ليتم استخدامها كقدرة مكملة لمنظومة "القبة الحديدية" على أن تبدأ العمل خلال عام.
وحسب هيئة البث الإسرائيلية (رسمية) فإن "نظام (ماغين أور) هو نظام ليزر قوي للدفاع الجوي من الأرض ضد الصواريخ وقذائف الهاون والطائرات بدون طيار وصواريخ كروز وغيرها".
وفي هذا السياق، قال حنا إن الليزر لديه صعوبات مثل عاملي الطاقة والقدرة على إنتاج الطاقة، مضيفا أن المشكلة تبقى دائما في الرصد وملاحقة المسيّرات.
وتطرق الخبير العسكري إلى نشر إسرائيل مؤخرا "مدفعا رشاشا بـ6 فوهات وبـ6 آلاف طلقة بالدقيقة يعود إلى حقبة الستينيات"، في محاولة منها لصد المسيرات وإسقاطها.
ويعتقد حنا أن إطلاق المسيرات يأتي ترجمة مباشرة لكلمة الأمين العام الجديد لحزب الله نعيم قاسم.
وتطرق إلى حالات سابقة واجهت فيها إسرائيل صعوبات في التعامل مع المسيّرات كقصف معسكر لواء غولاني في بنيامينا بحيفا ومنزل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في قيساريا، وقصف مصنع لإنتاج قطع غيار الطائرات والمسيرات في نهاريا.
ومساء اليوم الأربعاء، قال حزب الله إنه نفذ "هجوما بصواريخ نوعية ومسيرات استهدف قاعدة عين شيمر شرق الخضيرة وتجمعات بمعسكر إلياكيم جنوب حيفا وقاعدة شراغا شمال مدينة عكا".
وأشار الحزب في بيان إلى أن "العدو عجز عن التصدي للصواريخ والمسيرات التي حلقت لمدة من الزمن فوق الأراضي الفلسطينية المحتلة".
في المقابل، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن سلاح الجو الإسرائيلي يحاول التصدي لـ5 مسيرات أطلقت من لبنان، في حين نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصدر إسرائيلي قوله إن "المسيرات التي يجري البحث عنها تحلق بسرعة غير مسبوقة".
وأضافت الإذاعة أن "طائرات حربية ومروحيات تشارك في اعتراض مسيرات أطلقت من لبنان".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الجامعات التقارير الإخبارية المسی رات
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري: عملية جنين تمهيد للاستيطان وقد تشمل بقية مخيمات الضفة
قال الخبير العسكري العميد إلياس حنا إن ما تقوم به إسرائيل في مدينة ومخيم جنين شمال الضفة الغربية هو محاولة لتدمير البنية التحتية للمقاومة كنوع من تمهيد الطريق أمام توسيع الاستيطان.
وأضاف -في تحليل للمشهد العسكري- أن الضفة الغربية "تعتبر مسألة حياة أو موت بالنسبة لإسرائيل، مشيرا إلى أن تسمية العملية بـ"الجدار الحديدي" هو محاولة لشرعنتها داخليا والتأكيد على أهميتها.
والجدار الحديدي اسم يعود إلى مقال كتبه المنظر الصهيوني زيف غابوتنسكي سنة 1923، ويعتبر القاعدة الأساسية التي يتحرك وفقها اليمين المتطرف، التي تقوم على أن ما لا يتحقق بالقوة يتحقق بمزيد من القوة.
ضرب المخيمات الثلاثة
وقال حنا -في تصريحات للجزيرة- إن جنين هي روح المقاومة في الضفة الغربية وإن المخيمات عموما غالبا ما تكون بيئة حاضنة للمقاومين، مشيرا إلى احتمال تمدد هذه العملية إلى مخيمي طولكرم وطوباس.
ويرى الخبير العسكري أن المسألة ليست متعلقة فقط بمحاولة منع وصول "عدوى غزة إلى الضفة"، لكنه قال إن إسرائيل تحاول أيضا تمهيد الطريق أمام توسيع الاستيطان في حال لم يعترض عليه الرئيس دونالد ترامب.
لكن الفارق كبير بين غزة وجنين كما يقول حنا، مشيرا إلى أن المقاومة في القطاع "لم تنتصر ولم تهزم وهو ما ظهر جليا خلال مشهد تسليم الأسرى الإسرائيليين الأخير".
إعلانأما في جنين، فإن مساحة المخيم صغيرة ومنافذ الهرب والإمداد والتخفي محدودة جدا، وهو ما يجعل المقاومة في وضع صعب ويسهل على إسرائيل استهدافها، كما يقول حنا.
وإلى جانب الفرقة 788 المسؤولة عن الضفة والتي تضم 6 ألوية، دفعت إسرائيل -حسب الخبير العسكري- بمزيد من القوات الخاصة والطائرات والمسيرات في هذه العملية.
تمركز اليات الاحتلال بالقرب من مستشفى الأمل في جنين (الجزيرة) هجوم موسعوتواصل قوات الاحتلال تنفيذ الهجوم الواسع والحصار غير مسبوق الذي بدأته على جنين ومخيمها أمس الثلاثاء، وزادت من استهداف المستشفيات خاصة.
وتأتي العملية ضمن حملة تصعيد واسعة بدأها الاحتلال بقواته ومستوطنيه في الضفة الغربية عقب بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة يوم الأحد الماضي.
وتشير وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن هذه الحملة الواسعة في الضفة تجسد الوعود التي قدمها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى وزراء اليمين المتطرف لإقناعهم بعدم الانسحاب من الحكومة بسبب اتفاق غزة.