كيف تؤثر الانتخابات الرئاسية الأمريكية على الاقتصاد وسوق الأوراق المالية؟
تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT
نشر موقع "ذا كونفرسيشن" تقريرًا تناول فيه تأثير الانتخابات الرئاسية الأمريكية على الاقتصاد وسوق الأسهم، موضحًا أنّ الأداء الاقتصادي كان أفضل في ظلّ الرؤساء الديمقراطيين؛ حيث بلغ متوسط نمو الناتج المحلي الإجمالي 4.86 بالمائة مقارنة بـ1.7 بالمائة أثناء تولي الجمهوريين.
وأوضح الموقع؛ في تقريره الذي ترجمته "عربي 21"، أن الأسواق المالية تراقب بقلق شديد مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وذلك لعدة أسباب، أبرزها التوترات المتصاعدة مع الصين والأزمة المستمرة في الشرق الأوسط، وهو ما أدى إلى ارتفاع سعر الذهب - وهو وسيلة شائعة للمستثمرين للتحوط ضد عدم اليقين - إلى مستويات قياسية.
وأفاد الموقع أن الكثيرين يتكهنون بما قد ينتظر سوق الأسهم والاقتصاد، فمن الواضح أن هذا يعتمد على أكثر من مجرد من يجلس في المكتب البيضاوي. ومع ذلك، فإن النظر إلى التاريخ لا يزال يروي قصة مثيرة للاهتمام؛ وربما مفاجئة.
الانقسام السياسي
في الولايات المتحدة؛ يُنظر إلى كلا الجانبين من الانقسام السياسي من خلال بعض الصور النمطية المبسطة. فغالبًا ما يُعتبر الديمقراطيون حزب الإنفاق الحكومي النشط، حيث يدعمون سياسات إعادة توزيع الثروة من خلال الضرائب. بينما يتمتع الجمهوريون بسمعة كونهم حزبًا صديقًا للأعمال مع حكومة صغيرة، ويفضلون السياسات الأكثر سلبية مع معدلات ضرائب منخفضة.
وأضاف الموقع أن الاقتصاد الأمريكي وأسواق الأسهم قد حققتا أداءً أفضل فعليًا تحت الرؤساء الديمقراطيين، وفقًا لمقياسين رئيسيين؛ حيث وجد الباحثان لوبوس باستور وبييترو فيرونيسي من جامعة شيكاغو في الفترة بين سنتي 1927 و2015 أن متوسط النمو في الناتج المحلي الإجمالي كان 4.86 بالمائة في ظل الرؤساء الديمقراطيين، بينما بلغ متوسطه في ظل الرئاسات الجمهورية 1.7 بالمائة.
وخلال نفس الفترة؛ كان "عائد المخاطر للأسهم" في سوق الأسهم الأمريكية أعلى بنسبة 10.9 بالمئة تحت الرؤساء الديمقراطيين مقارنةً بالجمهوريين. وفي الفترة من 1999 إلى 2015، كان هذا العائد أعلى حتى؛ حيث بلغ 17.4 بالمائة تحت الرؤساء الديمقراطيين. وهذا هو معدل العائد الزائد الذي يمكن الحصول عليه من خلال الاستثمار في الأسهم فوق "معدل الخالي من المخاطر".
وأوضح الموقع أن عائد الأصول مثل الأسهم يتكون من معدل خالٍ من المخاطر من البنوك بالإضافة إلى عائد المخاطر. وتحدد البنوك معدلات الفائدة الخالية من المخاطر بشكل كبير، التي تكون في معظم البلدان مستقلة عن الحكومة.
ما الذي قد يدفع هذا التأثير؟
وأوضح الموقع أنه من الصعب الإجابة عن سؤال إذا كان هذا الأداء يعكس حظًا جيدًا أم سياسات جيدة. إذا كانت النتائج ناتجة عن قرارات سياسة متفوقة، فإن ذلك يعني أن الناخبين قد فشلوا مرارًا في اختيار الحكومة الجيدة.
ويجادل باستور وفيرونيزي أنه عندما يكون الاقتصاد ضعيفًا وأسعار الأسهم منخفضة، يصبح الناخبون أكثر تجنبًا للمخاطر. وهذا قد يدفعهم إلى تفضيل سياسات إعادة توزيع الثروة التي يتبناها الديمقراطيون.
وتدعم الانتقالات الثلاث الأخيرة من الرئاسة الجمهورية إلى الديمقراطية هذه النظرية. فقد تم انتخاب بيل كلينتون بعد فترة الركود الاقتصادي خلال سنتي 1990-1991. ومع تعافي الاقتصاد من الأزمة، ترتفع أسعار الأسهم في كثير من الأحيان. وتشير أطروحة باستور وفيرونيسي إلى أن انتخاب الرؤساء الديمقراطيين ــ والأداء الجيد ــ يرجع إلى توقيت ارتفاع نفور الناخبين من المخاطرة.
الاقتصادات المترابطة بشكل كبير
تاريخيًا، كانت عوائد الأسهم الشهرية في أستراليا والولايات المتحدة مرتبطة بشكل كبير، وتظهر الحسابات أن هذه العلاقة تزداد بشكل أكبر في سنوات الانتخابات.
وتشير العلاقة الشهيرة بين المتغيرات إلى عدم وجود دلالة على السببية، بل تعني أنه عند حدوث تغيير في أحدهما، نلاحظ عادة تغييرًا مشابهًا في الآخر. وهذا يعني أن بعض التأثيرات قد يشعر بها جميع أنحاء العالم.
من خلال توسيع تحليلهم طويل الأمد دوليًا، وجد باستور وفيرونيزي أن متوسط عائد المخاطر للأسهم الأسترالية كان أيضًا أعلى تحت الرئاسات الديمقراطية في الولايات المتحدة؛ حيث بلغ الفرق 11.3 بالمائة. كما لوحظت عوائد أعلى مماثلة في المملكة المتحدة؛ حيث بلغت 7.3 بالمائة، وكانت أكبر في كندا وفرنسا وألمانيا، حيث وصلت إلى حوالي 13 بالمائة.
قد يساعد عاملان في تفسير سبب تأثير ما يحدث في الولايات المتحدة على نطاق واسع. أولًا، الأسهم في هذه الأسواق هي أسهم عالمية. وقد تعكس الانتخابات الرئاسية الأمريكية دورة النفور العالمي من المخاطرة، والتي بدورها تؤثر على أسواق الأسهم المحلية.
كما أن هذه الاقتصادات والأسواق المالية متكاملة للغاية مع الولايات المتحدة في مجالات مثل التجارة، مما يجعل دوراتها الاقتصادية مترابطة إلى حد كبير.
ازدهار سوق الأوراق المالية؟
وأوضح الموقع أنه من غير المرجح أن يؤدي فوز الديمقراطيين في تشرين الثاني/نوفمبر إلى ازدهار سوق الأوراق المالية. وذلك لسببين أولهما، سيكون فوز الديمقراطيين استمرارًا وليس انتقالًا من رئيس جمهوري. ولن يمثل تغييرات في السياسة يفضلها الناخبون الأكثر تحفظًا على المخاطرة. ثانيهما، سيكون فوزً الديمقراطيين في اقتصاد مزدهر؛ حيث سجل الاقتصاد الأمريكي أداءً قويًا منذ نهاية الوباء.
فقد أضاف 254 ألف وظيفة في أيلول/ سبتمبر، وهو أقوى نمو للوظائف في ستة أشهر. كما نما بمعدل سنوي بلغ 3 بالمائة في الربع الثاني من سنة 2024، وهو أعلى من متوسطه الذي يقل عن 2 بالمائة على مدى العقد الماضي.
وتشير أبحاث أخرى إلى وجود بعض التحفظات المهمة أيضًا. فعلى العموم، لا تميل ردود الفعل السوقية على المدى القصير بعد الانتخابات إلى التفضيل لصالح الديمقراطيين أو الجمهوريين.
ومع ذلك، فإن الفوز المفاجئ من قبل مرشح جمهوري - أي فوز يتعارض مع توقعات الأسواق - يرتبط بارتفاع العوائد بنسبة 2-3 بالمائة حول أيام الانتخابات.
واختتم الموقع أنه من بين الأسباب المحتملة لذلك أن مديري صناديق الأسهم، على عكس الناخبين، يميلون بشكل أكبر إلى الجمهوريين. وقد يؤدي الفوز المفاجئ من قبل مرشحهم المفضل إلى ارتفاع أسعار الأسهم عند إعلان النتيجة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد عربي اقتصاد دولي الانتخابات الرئاسية الاقتصاد الديمقراطيين امريكا الاقتصاد الانتخابات الرئاسية الديمقراطيين المزيد في اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الانتخابات الرئاسیة الأمریکیة الولایات المتحدة من المخاطر الموقع أن حیث بلغ من خلال
إقرأ أيضاً:
وهب رومية: الأعمال الإبداعية موازاة رمزية للواقع الاجتماعي
فاطمة عطفة (أبوظبي) رحل عن عالمنا، أمس الثلاثاء، الثامن والعشرين من يناير الجاري، الدكتور وهب رومية، عضو لجنة تحكيم برنامج «أمير الشعراء»، في موسمه الحادي عشر، وذلك عن عمر ناهز 81 عاماً، وكانت «الاتحاد» قد أجرت معه هذا الحوار قبل وفاته بأيام، ويمتاز د. وهب أحمد رومية بمخزون تراثي زاخر في الأدب والنقد العربي، إضافة إلى عمله أستاذاً في كلية الآداب بجامعة دمشق وعميداً لها، كما كان أستاذاً زائراً في جامعات الجزائر واليمن والكويت، وباحثاً محكِّماً في: «سلسلة عالم المعرفة، ومؤسسة البابطين للإبداع الشعري بالكويت»، وأشرف على عدد من رسائل الماجستير والدكتوراه في جامعة دمشق، وانتخب عضواً عاملاً في مجمع اللغة العربية في دمشق، وله العديد من الدراسات والبحوث النقدية. كما كان قبل رحيله عضو لجنة التحكيم في «أمير الشعراء» بأبوظبي في موسمه الحادي عشر. وفي حواره الأخير هذا مع «الاتحاد»، انطلق الحديث معه حول تأخر النقد عندنا عن الإبداع، قائلاً: «إن الأعمال الإبداعية موازاة رمزية للواقع الاجتماعي، فهي تقدم صورة فنية له تصوره وتضيف إليه وتكمله، وهي تفسره، وتقترح بديلاً له، وتتنبأ به. والنقد هو قراءة موضوعية ذاتية للعمل الإبداعي تحاول تفسيره، وتقريبه، بعبارة أخرى: إن النقد هو تعقيد وهوامش على الأعمال الإبداعية، ولولا وجود هذه الأعمال لكان وجود النقد مستحيلاً. ويضيف د. رومية أنه يعلم أن هذا الرأي قد يغضب بعض النقاد، ويظنونه استخفافاً بهم وبما يكتبون، وقد يستظهرون على غضبهم بأسماء لامعة في تاريخنا النقدي كالجرجاني والآمدي من القدماء، وفلان وفلان من المعاصرين. وأنا لا أنكر أهمية هؤلاء النقاد، ولكن كيف كان سيكتب الجرجاني «وساطته» لولا المتنبي؟ وكيف كان سيكتب الآمدي «موازنته» لولا وجود أبي تمام والبحتري؟ والحديث قياس كما يقول الفقهاء.ويستطرد: إن من طبائع الأمور أن تتقدم الأعمال الإبداعية على النقد، وهذا شأن الإبداع والنقد في كل آداب العالم. أما لماذا لم يواكب النقد العربي الأعمال الإبداعية العربية؟ فالإجابة عن هذا السؤال تستدعي الظروف التاريخية للثقافة العربية المعاصرة، وعن اضطراب مفهوم «الهوية» وعلاقته بالآخر، وهو اضطراب ظهر منذ بداية عصر النهضة العربية. إن النقد خطاب تصوري يتصل بالثقافة اتصالاً وثيقاً، أما الإبداع فخطاب تخييلي – ولا سيما الشعر- مرهون بالموهبة الفردية أولاً، ثم بالثقافة ثانياً. وما تزال الثقافة العربية ثقافة مأزومة تبحث عن «هويتها» في خضم متلاطم الأمواج من صراع الهويات. وهذا موضوع شاسع ينبغي أن تعقد له المؤتمرات. وعلى الرغم من كل ما تقدم، أرى أن النقد العربي يحاول بدأب مواكبة الأعمال الإبداعية.
وينتقل الدكتور وهب رومية للحديث عن برنامج «أمير الشعراء» وتأثيره في حركة الشعر في الوطن العربي، قائلاً: علاقة الإنسان العربي بالشعر علاقة عريقة ترجع إلى الأيام الأولى التي اشتعلت فيها ناره فوق رمال الجزيرة العربية. وهو «هويته» التي تظهر فيها رؤيته للفرد والمجتمع والكون. وهو فنه المعبر عن أشواقه وأحلامه ومخاوفه. ولذا لم يكن غريباً أن تحتفل القبيلة إذا نبغ فيها شاعر، وأن يغلب الشعر على كثير من الأسواق الجاهلية والإسلام كسوق عكاظ، وسوق دومة الجندل، وسوق ذي المجاز، وسوق المشقر، وسوق الرابية، وسوق المربد، وسوق الكناسة، وغيرها. وتابع موضحاً: إذاً نحن نتحدث عن أهم ركيزة من ركائز الثقافة العربية على امتداد العصور، في وقت تتعرض فيه هذه الثقافة ل «تسونامي» العولمة، وتبدو القلعة الأخيرة التي لم تسقط بأيدي الغزاة بعد، وهي تقاتل قتالاً تراجعياً عن «هويتها» التي تتقاذفها العواصف والأمواج. في هذه المرحلة اليباب من مراحل الثقافة العربية، تطل أبوظبي على الوطن العربي ببرنامج «أمير الشعراء»، فتحيي تقليداً ثقافياً عريقاً هو تقليد الأسواق الشعرية القديمة، وتطبع هذا التقليد بطابع العصر الحاضر، وتبث فيه روح هذا العصر، وتجمع بين الأصالة والحداثة، وبين الحرص على «الهوية» وتنميتها. وحسب القارئ أن يعرف أن هذا البرنامج استقبل هذا العام قرابة ألف قصيدة لقرابة ألف شاعر من أرجاء الوطن العربي قاطبة، ومن عدد من البلاد غير العربية كنيجيريا وتشاد وألمانيا وغيرها. وتشرف على هذا البرنامج وتحدد خطواته المتدرجة صعوداً حتى الوصول إلى نهايته لجنة إدارية ذات كفاية عالية، كما تشرف عليه لجان علمية متخصصة مشهود لها بكفايتها النقدية والثقافية وبموضوعيتها. باختصار، إنه أضخم برنامج للشعر العربي عرفه التاريخ، وإنه حلم الشعراء يلتقون فيه ويتعارفون وينشدون أشعارهم أمام لجنة التحكيم، وأمام جمهور من عشاق الشعر ومحبيه، وينالون جوائز نقدية ممتازة.
وقد أحسنت هيئة أبوظبي للتراث المنظمة لهذا البرنامج حين جعلت الجمهور طرفاً من أطراف الخطاب الشعري، وأعطته حق تأهيل شاعر واحد من كل أربعة شعراء يتأهلون للمرحلة الأعلى، وبذلك يزداد جمهور البرنامج على مستوى البلاد المشاركة فيه، وتقوى روح المنافسة والتحدي بين الشعراء المتسابقين. ولذا فنحن لا نجاوز الحقيقة إذا قلنا إن برنامج أمير الشعراء هو برنامج الشعر العربي الذي يجعل من الشعراء نجوماً تظهر على شاشات التلفزيون في الحلقات العشر التي تبث على الهواء مباشرة.